رحلة هروب سودانيين من دارفور إلى سجون إسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رفح، القاهرة - محمد أبو عيطة
لسنوات طويلة مضت، كانت مفردات ldquo;التهريبrdquo; عبر الحدود المشتركة بين مصر والكيان الصهيوني لا تخرج عن أمرين، هما ldquo;المخدرات وفتيات الليل الروسياتrdquo;، حيث كانت السلطات المصرية تعلن بين حين وآخر عن نجاحها في احباط عملية تهريب عبر الحدود خاصة بالمخدرات أو بالروسيات، وشيئا فشيئا أضافت ldquo;اسرائيلrdquo; الى هذه المفردات جديدا تعلق بادعاءاتها المتكررة عن وجود أنفاق لتهريب اسلحة من الأراضي المصرية الى الفدائيين الفلسطينيين، لكن الفترة الأخيرة شهدت، وبشكل مفاجئ، تزايدا في ظاهرة جديدة تتعلق بمحاولات تهريب مستمرة لأفارقة، وكان أكثر ما يلفت الانتباه في الظاهرة ان أغلبية الأفارقة الذين نجحوا في الدخول الى ldquo;اسرائيلrdquo; أو هؤلاء الذين فشلوا في تحقيق هذا الهدف كانوا من السودانيين، والذي تحدث بعضهم بانبهار غريب عن ldquo;الجنة المنتظرةrdquo; في الكيان الصهيوني، بما كشف عن تعرضهم او تعريضهم لعمليات شحن معنوي وrdquo;غسيل مخrdquo;، دفعتهم الى خوض المخاطرة عبر اراضي سيناء الوعرة، وربما دفع مبالغ كبيرة لعصابات تخصصت في إرشاد الأفارقة الى أماكن اختراق الحدود.
ووفق التحقيقات مع من تم القبض عليهم، تبين أن غالبيتهم ldquo;مسلمونrdquo; وكانوا يحصلون على وعود وأمان بأنهم سيجدون في ldquo;إسرائيلrdquo; ما لم يجدوه في بلدانهم من فرص عمل وحياة كريمة واستقرار، بعيدا عن العنف، وقالت مصادر مطلعة لrdquo;الخليجrdquo; ان الظاهرة ليست جديدة، وهي إضافة إلى ظواهر أخرى كانت قد شهدتها سيناء في الأعوام الخمسة الأخيرة باعتبارها الأرض المصرية المحاذية للجانب ldquo;الإسرائيليrdquo;، ومنها عملية تهريب الفتيات الروسيات إلى هناك للعمل في بيوت الدعارة والخدمة في المنازل، بمعرفة عصابات منظمة تقودهن تحت ستار أنهن سائحات ومن ثم تسريبهن إلى الصحراء وتسفيرهن عبر المدقات والطرق الصحراوية البعيدة عن الرقابة في سيارات نصف نقل مقابل دفع مبالغ طائلة، وعلى النهج نفسه أصبح يتم التعامل مع المهاجرين السودانيين وعموم الأفارقة الراغبين في عبور الجانب الآخر من الحدود، حيث يصلون عبر طريق القاهرة رفح إلى سيناء وتحديدا إلى مدينة العريش ورفح.
وقال عديدون من بدو سيناء لrdquo;الخليجrdquo; وعلى وجه التحديد في مناطق الشيخ زويد وقرية الجورة والماسورة أنهم أصبحوا يشاهدون سودانيين يأتون بمواصلات عادية ويسألونهم في براءة عن مكان الوصول الى ldquo;اسرائيلrdquo;، وكأن الأمر غاية في السهولة أو هو بمثابة الانتقال من مدينة أخرى في بلد واحد، وعلى ما يبدو أنهم سمعوا عن الهجرة وأتوا بشكل عشوائي وغير منظم، حتى إن بعضهم يغامر بعرض مبالغ مالية على من يقابله ليرشده فقط عن الاتجاه، ويتم إبلاغ أجهزة الأمن عن هؤلاء فتحضر للقبض عليهم، بعكس آخرين يتفقون مع عصابات متخصصة في التهريب لكي يصلوا بهم إلى المنطقة التي يعتقدون أنها ldquo;آمنةrdquo;، ويمكن عن طريقها اختراق الأسلاك وعبور الحدود، بعد أن يسيروا بهم من الطرق الصحراوية البعيدة عن رقابة الشرطة، إلى أن يصلوا إلى مناطق محاذية لمنطقة بئر السبع في فلسطين المحتلة التي يلتقطهم الجيش ldquo;الإسرائيليrdquo; فيها ويودعهم في سجون خصصت للمتسللين.
ويتردد في أوساط المهربين أنهم غالبا يستقدمون للعمل في أعمال دونية، إلا أن كثرتهم في الآونة الأخيرة سببت لهم أزمة كما سببت ل ldquo;اسرائيلrdquo; نفسها التي أصبحت تضيق ذرعا بوجودهم، ما جعل تأمين عودتهم إلى مصر بندا جديدا على طاولة اللقاءات بين الجانبين ldquo;الإسرائيليrdquo; والمصري وكذلك تضييق الخناق على وصولهم لأراضيها بهذا الشكل العشوائي.