جريدة الجرائد

كوسران يطلب في دمشق حفظ إيجابيات سان كلو وواشنطن تشدّد على «أهداف مشتركة» مع باريس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عشرات من جثث مسلحي "فتح الإسلام" مطمورة في مخيم "البارد" وشهداء الجيش اللبناني 107 ...


نيويوركـ بيروت - راغدة درغام، الحياة

توقعت مصادر ديبلوماسية في بيروت أن ينسق الموفد الفرنسي جان كلود كوسران جهوده مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، خلال زيارة للقاهرة سيقوم بها في الساعات المقبلة ويلتقي اثناءها المسؤولين المصريين.

وأوضحت المصادر لـ "الحياة" ان كوسران سيوسع مشاوراته الاقليمية قبل العودة الى بيروت من أجل "تطوير الأجواء الإيجابية التي نجمت عن اللقاء الحواري في سان كلو في فرنسا، مؤكدة ان هذا هو فحوى زيارته دمشق واجتماعه الى كبار المسؤولين السوريين. فهو "لم يذهب الى هناك من أجل طلب موافقتهم على إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده باعتبار هذا الأمر من البديهيات، بل من أجل أن يساعدوا في حفظ المناخ الايجابي الذي نتج من لقاء سان كلو لأن باريس تعتقد بوجوب الانتقال من هذا المناخ الى مستوى آخر عملي أكثر في إحداث التقارب في المواقف بين الفرقاء اللبنانيين ليتمكنوا من معالجة الازمة في بلدهم".

وذكرت المصادر ان لدى كوسران نية لزيارة الرياض والتباحث مع القيادة السعودية قبل ان يعود الى بيروت، لكن موعد زيارته المملكة العربية السعودية لم يكن تحدد بعد، عصر أمس.

وقالت لـ "الحياة" مصادر قيادية في المعارضة اللبنانية ان تحفظها عن عقد اجتماع في بيروت مماثل للذي انعقد في سان كلو، بعدما تردد ان الجانب الفرنسي يرغب في ذلك، يعود الى ان اللقاء في فرنسا مفهوم، لكنه اذا حصل في بيروت، برعاية فرنسية فهذا يعني القفز فوق التحرك العربي، سواء من الجامعة العربية أو من الجانب السعودي اللذين سبق ان اقترحا عقد مثل هذه اللقاءات، لكن المعارضة اشترطت ضمان التوصل الى نتائج. والاستجابة الى اقتراح تكرار اللقاء من الجانب الفرنسي، ستُفهم على انها تجاهل للاقتراحات العربية مقابل التجاوب مع الاقتراحات الفرنسية نفسها في وقت لا مصلحة لبنانية في ذلك.

في واشنطن (أ ف ب) قال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك: "حصلت مبادرات من جانب عدد من الدول وعدد من الموفدين لإقناع سورية بتغيير تصرفها". وأضاف: "لا نزال ننتظر". وقال ان الولايات المتحدة مقتنعة بأن فرنسا تبقى "شريكاً ممتازاً" حول الملف اللبناني، و "يمكنني ان أؤكد لكم اننا نتقاسم الأهداف ذاتها: تشجيع استقلال لبنان والاصلاحات الاقتصادية والسياسية في لبنان، اضافة الى إحالة المسؤولين عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري على العدالة".

من جهة ثانية، علمت "الحياة" ان وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس سيزور بيروت في 30 الجاري، في إطار جولة على المنطقة.

وتزامنت جولة كوسران في المنطقة مع تطورات عسكرية جديدة في المعارك الدائرة في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني ومسلحي "فتح الإسلام" الذين أفادت الأنباء الواردة من الشمال ان تشديد الخناق عليهم بفعل تقدم الجيش في المخيم تسبب في حال إرباك بينهم، فضلاً عن تشتت مجموعاتهم المحاصرة في عدد من الملاجئ بنيران الجيش واكتشاف مزيد من جثث المسلحين في المناطق التي سيطر عليها. وترددت أنباء يصعب التأكد من صحتها عن مقتل قائدهم شاكر العبسي ونائبه أبو هريرة (شهاب القدور) ومسؤولين آخرين في التنظيم، الا إذا عثر الجيش على جثث هؤلاء. وفيما ترددت أنباء عن خلافات بين من تبقى من مقاتلي "فتح الاسلام"، بين من يريد الاستسلام ومن يريد القتال حتى الموت، واصل الجيش بعد ظهر أمس قصف مواقعهم بعدما استفاد من هدوء الليل لتعزيز المواقع التي سيطر عليها وأزال ركام الأبنية المهدمة من أمام تقدم آلياته ورفع مزيداً من الأعلام اللبنانية على سطوح الأبنية التي تمركزت فيها قواته بعد انكفاء المسلحين منها، وعمل لسحب الجثث من مقابر جماعية دفنت فيها تردد ان عددها 35 جثة، تضاف الى 39 أخرى موجودة منذ بدء المعارك قبل زهاء شهرين في المستشفى الحكومي في طرابلس، حيث تجرى فحوص الحمض النووي عليها للتأكد من هويات أصحابها، ومعظمهم من المقاتلين العرب والسوريين... وهناك عشرات الجثث للمسلحين مطمورة في المخيم.

وإذ سقط 4 قناصة من المسلحين امس بنيران الجيش نعى الأخير 3 شهداء بعدما سحب جثث 4 جنود من تحت أنقاض مبنى ملغّم انهار عليهم أثناء تقدمهم السبت الماضي، وكان رفاقهم انقذوا يومي الأحد والاثنين، وأفاد الجيش ان عدد شهدائه بلغ 107.

وأطلق مسلحو "فتح الإسلام" 18 صاروخ كاتيوشا في اتجاه مناطق سكنية وزراعية في عكار والمنية والضنية، ما أدى الى أضرار في المنازل فاستشهد الفتى علاء زهرمان قرب معمل السكر في عكار، وأصيبت فتاة ووقعت اضرار في عدد من المنازل.

ومساء نقلت وكالة "رويترز" عن الناطق باسم "فتح الاسلام" أبو سليم طه الذي كان غاب عن السمع قبل اسابيع وتردد انه قتل، قوله لقناة "الجزيرة" ان لا مانع لدى التنظيم من العودة الى مسار التفاوض. واضاف: "الكرة في ملعب الطرف الآخر. في ملعب الأطراف التي تقف خلف الجيش اللبناني، ليس في ملعب الجيش اللبناني... بيدهم مفتاح الحل. الآن لا مانع من ان تعود المفاوضات والحلول السياسية الى أرض الواقع، هذا، ليس ببعيد".

لكن الوكالة نفسها نقلت عن مصدر عسكري تعليقاً على كلام طه: "لا نريد إلا ان يستسلموا وهذه كلها دعاية إعلامية لأن الخناق يضيق عليهم".

وكان قائد الجيش العماد ميشال سليمان زار الشمال للتعزية بشهداء الجيش، وتفقد المناطق التي يسيطر عليها الجيش في المخيم، مؤكداً ان "ما يبذله العسكريون من تضحيات يهون أمام منعة الجيش". وزاد ان "العديد من الفرص أتيحت أمام عناصر فتح الاسلام لتسليم أنفسهم الا ان هؤلاء المجرمين استمروا في عنادهم العبثي... الأمر الذي لم يترك أمام القيادة سوى اتخاذ القرار بإنهاء هذه الظاهرة".


بيان رئاسي لمجلس الأمن

وفي نيويورك، اتفقت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على عناصر مشروع بيان رئاسي لمجلس الأمن في شأن تنفيذ القرار 1701 يتضمن نواة آلية مراقبة على الحدود اللبنانية - السورية، لمنع تسريب الأسلحة، و "يندد" بعدم تحرك الحكومة السورية لترسيم الحدود مع لبنان، ويرحب "بالتقدم المتين" نحو تحديد موقع مزارع شبعا الذي أحرزه الخبير الجغرافي للأمم المتحدة، ويصف مسألة مزارع شبعا بأنها "رئيسية" و "مركزية" لتحقيق "وقف نار دائم" بين لبنان واسرائيل، ويدعم اطلاق الأمين العام بان كي - مون "عملية" جس نبض واستكشاف أثار المقترح الانتقالي الذي تقدمت به الحكومة اللبنانية في النقاط الـ7 الذي تضمن وضع مزارع شبعا تحت وصاية الأمم المتحدة الى حين تحديد ملكيتها أو ترسيم الحدود بين لبنان وسورية في شأنها.

وعلمت "الحياة" ان مشروع البيان يتطرق الى مختلف أوجه القرار 1701 الذي تبناه مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من الميثاق ويتضمن حظر الأسلحة الى اي طرف في لبنان غير الحكومة والجيش اللبناني والقوات الدولية (اليونيفيل).

وتحركت الدول الثلاث أمس نحو التفاوض مع الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن، وفي مقدمها روسيا والصين، بهدف الاتفاق على مشروع البيان الرئاسي. وتوقعت المصادر ان تستغرف المفاوضات بعض الوقت.

ويخص مشروع البيان الرئاسي بالذكر كلاً من سورية وايران الى جانب دول أخرى، محملاً اياهما مسؤولية خرق حظر التسلح ويعبر عن "قلقه البالغ" من التقارير المتتالية التي "تشير الى خروق لمنع تهريب السلاح على الحدود اللبنانية - السورية"، ويدعم "توصيات" "اللجنة المستقلة لتقويم الحدود" اللبنانية - السورية ويطلب من الأمين العام، بالتشاور مع الحكومة اللبنانية، مراقبة تنفيذ التوصيات بما في ذلك "عبر تقارير لفريق خبراء أمن الحدود المستقلين" في زيارات مستمرة.

وتأتي هذه الاشارة في مشروع البيان الرئاسي لتمثل آلية مراقبة مستمرة للحدود يرافقها اعتزام مجلس الأمن "مراقبة التقدم عن كثب مع النظر الى اتخاذ خطوات اضافية أخرى ملموسة وعملية لتحقيق" منع خروقات وانتهاكات حظر السلاح، "حسبما تقتضي الحاجة".

ويأخذ مجلس الأمن علماً "بغياب أي تعاون بين لبنان وسورية" حول هذه المسألة و "يدعو" الى انشاء تعاون على المستوى العملي في هذا الصدد بأسرع ما يمكن. كما يرحب المجلس بنموذج المشروع الألماني لمراقبة الحدود الشمالية للبنان ويحض الدول والمنظمات الاقليمية على تزويد الحكومة اللبنانية بالمساعدة التقنية من تدريب ومعدات الى جانب انتشار خبراء أمن الحدود على الحدود اللبنانية - السورية.

و "يندد" المشروع بغياب أي تحرك للحكومة السورية لاحياء لجنة الحدود المشتركة مع لبنان "الامر الذي يتنافى مع ما لمح اليه الرئيس السوري بشار الاسد أثناء اجتماعه مع الأمين العام في 24 نيسان (ابريل)".

واستمع مجلس الأمن أمس الى إحاطة من مبعوث الأمين العام الى عملية السلام مايكل وليامز، حول تقريري تنفيذ القرار 1701 وبعثة تقويم مراقبة الحدود اللبنانية - السورية كما استمع الى احاطة من دائرة حفظ السلام حول وضع "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني.

وصرح وليامز في أعقاب تقديمه الاحاطة ان الحكومة السورية رفضت التعاون مع الأمم المتحدة بشأن وثائق تتعلق بمزارع شبعا، وقال "حاولنا الحصول على معلومات من الحكومة السورية وطلبنا تحديداً سجلات اجتماعات الحدود اللبنانية - السورية لعامي 1963 - 1964 انما، وحتى الآن، لم نتلق أي تعاون في هذا الصدد من الحكومة السورية".

السفير السوري، بشار جعفري، قال إن لا ضرورة للتحدث عن تعاون أو عدم تعاون سوري لأن دمشق نقلت موقفها الى الأمين العام والى وليامز "وقلنا ان أي تعاون سوري في هذا الموضوع يتم وفقاً للتفاهم السوري - اللبناني الذي كان الطرفان توصلا إليه في شهر تموز (يوليو) الماضي خلال العدوان الاسرائيلي ومفاده ان سورية ولبنان يقرّان ويعترفان بضرورة ترسيم حدود شبعا بعد تحرير الجولان السوري. هذا الكلام موثّق وهو اتفاق سوري ولبناني وبالتالي هذه المسألة بمعنى ترسيم مزارع شبعا مسألة ستأتي وفقاً للتفاهم السوري اللبناني في هذا المجال".

وبحسب وليامز، بحث أعضاء مجلس الأمن في الجلسة المغلقة أمس مطولاً في مسألة الحدود اللبنانية - السورية وما أبرزه تقرير اللجنة المستقلة من "مشاكل جدية جداً تتعلق بالحدود وبالذات ضعف قدرات الوكالات اللبنانية للسيطرة على تلك الحدود".

وقال ان في ما يخص مزارع شبعا وصل خبير ترسيم الحدود الى "المراحل النهائية" من عمله. وأشار وليامز الى وثائق ومواد عُثر عليها في الارشيف الفرنسي والى معلومات مكثفة اعطتها الحكومة اللبنانية والى محادثات يعتزم الخبير اجراؤها في زيارته الى اسرائيل قريباً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف