مذابح الايزيدية .. لماذا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سلطان الحطاب
ما ان تناقلت الانباء خبر مقتل حوالي (500) من طائفة الايزيدية في شمال العراق اثر انفجارات رهيبة لم تعرف مصادرها ودوافعها حتى عدت أبحث عن هذه الأقلية الدينية وربما العرقية التي اختلف فيها المؤرخون والباحثون..
والحقيقة ان الايزيدية كما يراها أصحابها هي ديانة قديمة مستقلة سبقت الديانات الاخرى المعروفة وليست طائفة من دين وان هناك خلطا حين يجري نسبة الايزيديين الى يزيد بن معاوية ويطلق عليهم اسم اليزيدية. ولعل آخر الكتب عنهم هو الذي وضعته مؤسسة كيكان بول العالمية عام 1987 وقد جاء الكتاب ليلبي رغبة المعرفة عن هذه الديانة القديمة واتباعها الذين لا يؤمنون بالتبشير ولا يرغبون ان يدخل احد سواهم الى ديانتهم ويحرمون تزويج بناتهم او أبنائهم لغيرهم ويرى بعض المؤرخين انهم من الاكراد في حين ينفي آخرون وزعيمهم الذي اعتبروه نبيا هو (آدى) عدي بن مسافر وقد واجه الايزيدون مذابح عديدة عبر التاريخ استهدفتهم لعدم معرفة الآخرين المزيد من الحقائق عنهم وعن ديانتهم وقد كانت هناك محاولات قاسية وصفها كتاب مؤسسة (كيكان بول) بأنها وحشية وقد ادت الى ظهور امرأة من الايزيديين اسمها ميان خاتون ''تولت زعامة الايزيدين من عام 1913 1958 - وكانت صلبة استطاعت ان تحمي كيانهم الديني والايزيدية تتخذ من الطاووس شعارا ولا تلفظ كلمة الشيطان، وقد وصفهم رحالة تركي اوصافا كما لو انهم مخلوقات جاءت من المريخ ويسيء اليهم والرحالة هو اولياء جلبي فقد كتب عام 1654 وفي كتابه (سياحة تامة) المطبوع في القسطنطينية عام 1900 وقد زار بلادهم سنجار في شمال العراق انهم (قصار القامة)، ليس لهم رقاب واضحة وكأن رؤوسهم خرجت من اكتافهم، والاكراد يسمونهم بذي الشوارب الثمانية، وقد رد عليه الكثيرون لأن في كتاباته مبالغة وتحريض عليهم..
اما الشاعر الالماني غوته والمولود عام 1749 فقد كتب عنهم في كتابه الديوان الشرقي والذي ترجمه عبدالرحمن بدوي عام 1980 فقد ادلى بشهادته المنصفة عنهم يقول (ليس الدعوة الدينية عندهم من شأني ولكني ابحث اكتب دائما وبكل اخلاص عن الوحدة الدينية ولم أجد في تاريخ العالم كله من يوم ان خلق دينا استطيع ان اعتنقه اعتناقا تاما وهذا أنا أسمع في اواخر ايامي عن شيعة متوسطة بين الوثنيين واليهود والمسيحيين والمسلمين وقد اعلن اصحابها انهم على استعداد لان يقدروا او يقدموا كل ما يصل الى علمهم من كمال وسمو بل وان يعبدوه في الحال وان يكون قريبا من الاولوهية واشهر انني استطيع وصف نفسي بوصف هؤلاء ''لقد اكتشف غوته في ديانتهم الوحدة الدينية لاحتوائها كل الاديان مع الاحتفاظ بالخصوصية عنها جميعا''..
ويرى البعض انهم من الاكراد الاصليين الذين قل عددهم بعد انتشار الاديان السماوية الاخرى لأنهم لم يدخلوها وهم يقطنون في الاصل جبل سنجار شمال العراق، ويرى البعض انهم من اتباع الزرادشتية ويرون ان الله فوض مساعده ومنفذ مشيئته ملك طاووس الذي يقدسه الايزيديون وعددهم يبلغ نصف مليون يتبعون في قراهم وبواديهم محافظة نينوي ومعبدهم هو معبد لالش وهو اهم العتبات وعيدهم اربعينية الصيف تبدأ من 2 آب وليس لهم كتب سماوية منزلة ويقول احدهم انه من خلال العقل والمنطق عرفنا بان هناك قوى خالقة للكون وبأن الله هو الواحد الأحد..
ومجتمعهم في ثلاث طبقات - طبقة البير والشيخ والمراد - وهم يحرمون الزواج بشكل قاطع بين الطبقات المؤلفة لنسيج المجتمع الايزيدي وكل يتزوج من طبقته ويعتقدون أنهم شعب الله المختار او الأمة المصطفاة وانهم ولدوا من آدم فقط دون حوا فبعد الجدل بين الزوجين بايهما يلتحق النسل قررا الاستمناء في جرتين منفردتين وبعد تسعة اشهر تمخضت جرة ادم عن شيت وهورية ومنهما تناسلت الأمة الايزيدية اما جرة حواء فتمخضت عن ديدان فقط..
ويرى احد شيوخهم ان الله بعد ان خلق ادم وحواء وقع بينهما خصام في شان ذريتهما فتفرقا فرزق ادم بنوع عجيب ولدا قسيما - جميلا - فاستاءت حواء وانفردت بخلوة وطلبت من الله الا تكون ذليلة في عيني زوجها فولدت طفلة غادة اخذ حسنها قلب ادم فزوجا الشاب بالطفلة وجاء نسل الايزيدية!! ويرون ان الملك الذي رفض السجود لآدم هو طاووس ملك، وكل ما حاولت جمعه يدلل على الاختلاف عليهم وايضا على استهدافهم واخيرا المذبحة التي وقعت لهم قبل ثلاثة ايام ظلما وارهابا..