جريدة الجرائد

هاو.. هاو ـ مياو.. مياو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


فؤاد الهاشم


يتميز الاعلام الامريكي بأنواعه الثلاثة المرئي والمقروء والمسموع بأنه.. "يسوي سحر" في عقول المتابعين له ويدفع بهم بالاتجاه الذي يريده، فلو ركز المحطات التلفزيونية على موضوع معين كأن تقول لجمهورها العريض من المحيط الاطلسي حتى المحيط الهادئ بأن "الشمس تشرق من المغرب وتغرب من المشرق" فسوف يصدقهم ثلاثمائة مليون انسان يعيش فوق ارض هذه البلاد!!

قناة الجزيرة القطرية الناطقة باللغة الانجليزية رفض طلبها من قبل السلطات الامريكية بأن تنضم الى كيبل تلفزيوني يوصلها الى من يريد مشاهدتها، اما شقيقتها الناطقة بالعربية فلا حرج في بثها داخل امريكا لأن من سيشاهدها هم العرب.. فقط! قبل عدة سنوات، نشرت احدى الجامعات الامريكية تقريرا عن نسبة استهلاك المواطن من الادوية، فاتضح لها ان الرجال والنساء هناك يأخذون حبوبا من اجل النوم، وحبوبا من اجل الاستيقاظ مبكرا، وحبوبا ضد الكآبة، وحبوبا ضد السمنة، وحبوبا ضد النحافة، وحبوبا ضد اوجاع المفاصل، وحبوبا للانجاب وحبوبا لعدم الانجاب، وحبوبا لقيادة السيارة مسافات طويلة، وحبوبا لسرعة الهضم وحبوبا لممارسة حياة زوجية سعيدة.. وهكذا!!

التقرير كشف اسباب ذلك الاندفاع الجنوني نحو الادوية والحبوب والكبسولات الطبية في جملة واحدة فقط.. "اعلانات التلفزيون"! يصدقون كل اعلان يشاهدونه، واصحاب مصانع الادوية يفركون ايديهم فرحا وينتجون المزيد منها، وعندها "طفحت" معدة الامريكي من كل هذه الكيماويات انتجوا حبوبا وكبسولات وادوية سائلة من اجل صحة.. الكلاب والقطط المنزلية الاليفة! تشاهد اعلانا يقول.. "انت تحب كلبك أو قطتك؟ لماذا لا تقدم لها حبوب كذا وكذا؟ انه يجعلها قوية وبصحة جيدة لأن هذا الدواء يقتل البكتيريا في.. امعائها"؟! بالمناسبة، عدد القطط والكلاب ـ فقط اذا ما استثنينا بقية الحيوانات المنزلية الاليفة مثل السلحفاة والارنب والسنجاب.. الخ.. حوالي 150 مليونا في هذه البلاد الشاسعة، وتأكل طعاما يعادل قيمة ما يأكله الافارقة "الاوادم" في ثمان أو تسع دول.. افريقية!! اذا كنت حافيا وجائعا في امريكا وليس لديك مال، يكفي ان تقف خلف باب منزل وتقول بصوت عال.. "هو.. هو" أو "مياو.. مياو" وانت تنال ما تريد!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف