جريدة الجرائد

المشاورات تتكثف بشأن الأزمة اللبنانية من أجل موقف يساعد في إنجاز الانتخابات الرئاسية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الحريري يلتقي ساركوزي الثلاثاء.. والرئيس الفرنسي والعاهل الأردني قلقان من تداعيات الفراغ الرئاسي

بيروت - المستقبل

تتجه الأنظار الى القاهرة، حيث ينعقد غدا مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث الازمة اللبنانية وتداعيات التعطيل السوري لانتخاب رئيس الجمهورية، على وقع السجال الداخلي المستمر على حاله لناحية تمسّك فريقي الأكثرية والمعارضة بمواقفهما السياسية، رفضا للاشتراطات والتعطيل والفراغ من الضفة الأولى وتهديداً للسلم والاستقرار والانقضاض على الدولة من الضفة الأخرى.

وسط هذه الصورة، توجهت قوى 14 آذار الى وزراء الخارجية العرب محذرة من "ان الخلاف في لبنان تجاوز كونه خلافاً سياسياً طبيعياً، لان ما يواجهه البلد هو مشروع انقلاب على السلطة والنظام السياسي واتفاق الطائف بالقوة المدعومة من النظامين السوري والايراني"، ودعت مجلس الجامعة الى "حماية لبنان المستقل من تخريب النظام السوري، وإرهابه المصلت على الاستقرار اللبناني، والى مساعدة لبنان في انجاز استحقاقاته الدستورية وفي مقدمها انتخاب رئيس الجمهورية". وناشدت الدول العربية "الضغط لرفع يد النظام السوري عن لبنان، ومساعدته في انتخاب رئيس جمهورية توافقي باسرع وقت، خصوصاً بعد ان توصل اللبنانيون الى اسم مقبول ومتوافق عليه من الجميع، هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان"، مؤكدة أن 14 آذار "تتمسك بترشيح سليمان وتعتبر وصوله الى سدة الرئاسة مدخلاً طبيعياً للدخول في حوار وطني حول كل المسائل".

واذ ذكّرت في بيان اثر اجتماع لجنة متابعتها أمس، "بأن لبنان "قضية ومسؤولية عربية"، أملت من الاجتماع العربي "الحسم مع النظام السوري ووضع حد لتدخله في لبنان ووقف سياسة المحاباة حياله وصولاً الى اجراءات رادعة في حقه (..)".

أعربت الأردن وفرنسا عن قلقهما إزاء عدم توصل الفرقاء اللبنانيين إلى توافق حول انتخاب رئيس جديد "يجنب لبنان التداعيات الخطيرة المترتبة على استمرار الفراغ".

جاء ذلك خلال المباحثات التى أجراها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني أمس، في مدينة العقبة على ساحل البحر الأحمر مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تركزت على الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.

وأفاد بيان للديوان الملكي الاردني "أن المباحثات تناولت تطورات الأوضاع في لبنان، حيث أكد الملك عبدالله والرئيس الفرنسي دعمهما للجهود الهادفة إلى تحقيق المصالحة والوفاق الوطني بما يحقق مصالح لبنان العليا ويحافظ على وحدته وسيادته، وأعربا عن قلقهما إزاء عدم توصل الفرقاء اللبنانيين إلى توافق حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية يجنب لبنان التداعيات الخطيرة المترتبة على استمرار الفراغ السياسي".

مؤتمر القاهرة

في هذه الأثناء، وغداة اعلانه أن ثمة تداولاً بمشروع لعرضه على اجتماع وزراء الخارجية العرب، لافتاً الى "امكانية الوصول الى تفاهم بشأن مشكلة لبنان"، واصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اتصالاته التحضيرية لمؤتمر القاهرة وأجرى لهذه الغاية اتصالا هاتفيا أمس، برئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي تلقى أيضا اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، و أجرى اتصالات بكل من وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وجرى البحث في جدول أعمال المؤتمر وآفاقه والنتائج المتوخاة منه.

وفي القاهرة أكد مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف أنها "ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الجامعة بدورها في لبنان"، مشيراً إلى أنّ "هذا لا يسري فقط على الأوضاع الحالية"، لافتا الى ان دور الجامعة في لبنان "أساسي ومستمر وسيستمر وليس خاضعاً للنقاش".

بالتوازي، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح أهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، واعتبر أن ذلك سيعمل على حل القضايا الأخرى كافة التي يجب أن يكون عليها اتفاق"، وقال "رأت الدول العربية أنه لا يمكن الاستمرار بالتفرج على هذا الوضع ويتعين الاسراع بمد يد المساعدة للبنان، لا سيما في ضوء مؤشرات باتجاه الأمور هناك الى مزيد من التعقيد". مؤكداً أن "الموقف الكويتي هو دعم الأشقاء في لبنان للتوصل الى توافق سريع لانتخاب رئيس للجمهورية".

ساركوزي ـ الحريري

بالتوازي، يستقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء المقبل، رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، ويقيم على شرفه مأدبة غداء، بحسب ما أعلن المكتب الاعلامي للحريري.

ويشار الى انه اللقاء الأول للحريري بساركوزي بعد إعلان باريس قطع اتصالاتها مع دمشق، واتهامها النظام السوري بعرقلة حلّ الأزمة اللبنانية.

صفير

في غضون ذلك، أمل البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير "ان لا تغرق سفينتنا التي تتأرجح في خضم المشكلات التي نعاني منها"، معتبرا "ان اليأس ممنوع لأننا اذا فقدنا الامل وقعنا في هذا اليأس". ورأى "ان مرور اكثر من شهر على الفراغ في سدة الرئاسة مؤشر سيئ".

المواقف الداخلية

في المواقف، طالب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الوزراء العرب "بأن يتخذوا الموقف نفسه ويقولوا بكل صراحة للإخوان السوريين "ارفعوا ايديكم عن لبنان"، وذكّر المهولين بالفوضى "بوجود حد ادنى من الدولة الذي جميعنا وراءه ولا ينقصنا لا الارادة ولا المعنويات السياسية ولا ايضاً حبنا للبنان هذا الى جانب ان الجيش اللبناني والقوى الامنية لا يتلكأون عن القيام بمهامهم وتحمّل مسؤولياتهم (..)".

واعتبر النائب بطرس حرب أن ما تطرحه المعارضة "هو إعادة النظر في النظام السياسي في لبنان وفي دور المسيحيين في السلطة ودفع اللبنانيين الى ممارسة الحياة السياسية كأنه لا قيمة لرئاسة الجمهورية"، جازماً بأن "الطروحات التي تتقدم بها المعارضة لانتخاب العماد سليمان بعدما تم الاتفاق السياسي عليه هو طلب الاطاحة باتفاق الطائف. وهذا ما يجب رفضه بالمطلق (..)".

وأكد رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية النائب روبير غانم "ان بكركي كانت وما زالت وستبقى المرجعية الوطنية المسيحية بامتياز"، وسأل " كيف يمكن لـ"التيار الوطني الحر" ان يتفاهم ويصدر وثيقة مع "حزب الله" الذي يرأسه السيد حسن نصرالله وهو رجل دين ويمنع على البطريرك التعاطي في السياسة؟ (..)".

ولفت عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب أكرم شهيب الى أن "كلام (الوزير السوري) وليد المعلم أسقط كل الأقنعة، وكشفت المعارضة نفسها بحيث لم يعد أحد يستطيع أن يغطي أحداً، فالجميع كشف نواياه"، مشيراً الى أن "ما لا تعرفه من الكبار تعرفه من صغارهم، والهدف واحد وهو نسف السلم الأهلي والوفاق والطائف والصيغة خدمة للنظام السوري الذي لا يريد إلا سحل السلطة والغاء الدولة (..)".

"المعارضة"

في المقابل، تحدث نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عن "قرار أميركي يقضي بمنع انتخاب رئيس للجمهورية لبقاء (الرئيس) فؤاد السنيورة على رأس السلطة في لبنان"، وتحدى "الفريق الحاكم المبادرة فوراً إلى الانتخاب في حال لم يكن ذلك صحيحاً"، مشيرا الى ان "طرحهم ترشيح العماد سليمان للرئاسة ليس تنازلاً وإنما معبراً يعتقدون أنهم يحتاجون إليه ليدخلوا إلى القرارات التي يشاءون (..)".

ورد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن، على بيان المصادر الحكومية الذي تضمن رداً على كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، معتبرا أن الأكثرية "ترفض الشراكة"، ودعاها "لعدم الانخداع بدعم وهمي من إدارة متهالكة"، معلناً "ان حساب اللبنانيين لكم ليس ببعيد (..)".

بالتوازي، سجّل أمس، ايفاد رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل الى الرابية للقاء رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون. فيما أعلن المسؤول في "التيار الوطني الحر" بيار رفول ان المعارضة "سوف تحسم الأمور قريباً"، كاشفاً أنها كانت "بصدد اقتحام السرايا الكبيرة العام الماضي لولا التمنيات التي وصلت اليها (..)".

مكتب السنيورة

وردّ المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء على حملة قيادات في "حزب الله" ووسائل اعلامه التي استهدفت الرئيس السنيورة بالتجريح، فلفت الأمين العام للحزب الى "أن هذا الأسلوب لا يخدم قضية المقاومة ولا صورتها ولا مستقبل علاقاتها الداخلية مع الاشقاء في الوطن"، مذكّرا بأن "هذا الانفلات، لن يخدم احداً وعلى وجه التخصيص لن يخدم مصلحة "حزب الله" ولا المقاومة (..)".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف