جريدة الجرائد

من قتل بنازير؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

في باكستان ستلازم جريمة قتل رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو المشهد السياسي لعقود طويلة، وسيبقى السؤال نفسه معلقا في كل جريمة سياسية: من الفاعل؟

في البلاد ثلاث دوائر متصارعة بشكل صريح، السلطة ممثلة في الرئيس برويز مشرف، والمعارضة المدنية الممثلة في الأحزاب السياسية كحزبي بوتو ونواز شريف، والثالثة دائرة المتطرفين الذين سبق ان نفذوا عشرات العمليات الارهابية، ويقفون ضد كل من السلطة والمعارضة المدنية، وتحديدا حزب بوتو.

مبعث الارتياب ضد السلطة الرسمية، سببه خلافها مع الراحلة بوتو، الى درجة انها اتهمت الأمن الباكستاني بالتقاعس، بل والإيحاء بالتواطؤ في محاولة قتلها، التي سبقت اغتيالها بأسابيع، وكتبت مقالا تصف فيه شكوكها وشكواها. لكن هناك جملة حقائق موضوعية تجعلنا نقول انه من غير المنطق، ان تكون السلطة وراء اغتيالها، لأنها متضرر أساسي من الجريمة، ومن الغاء بوتو من المعادلة السياسية. فغيابها ترك نواز شريف خصما أقوى ضد الرئيس مشرف. في السابق كانت أي انتخابات تعني انقسام المعارضة بين الحزبين الكبيرين المتقاتلين، اما الآن فإن المعارضة اتحدت تحت شريف ضد مشرف، وستشكل له متاعب أكبر. ثانيا، رغم خلاف بوتو الا أنها كانت اقرب الى مشرف في مسألة محاربة التطرف والإرهاب، وبالتالي غيابها يخدم المتطرفين الاسلاميين، والآن صار مشرف شبه وحيد في محاربة جموع التطرف. أخيرا، ليس بذي نفع لمشرف، في أن يتخلص من بوتو، خاصة بعد أن أنهى الشق الصعب وعين نفسه رئيسا، فلم يتبق سوى الانتخابات البرلمانية. ورغم كل ما قيل، ويقال، عن الرئيس مشرف من اصراره على احتكار السلطة، فهو يعرف ان التخلص من الخصوم لا يلغي المعارضة، بل يزيدها تعقيدا. وكل الخطوات الأخيرة تؤكد رغبته في التصالح بموافقته على رجوع بوتو من المنفى، وكذلك السماح لنواز بالعودة. وها هي مضاعفات الاغتيال الخطير واضحة، فمشرف ابرز المتضررين لأنها اثبتت ضعف أجهزته الأمنية، وثانيا أربكت علاقاته السياسية الداخلية، وبالتأكيد أحرجته وهزت من موقعه خارجيا.

ومع أن براءة مشرف شبه مؤكدة من دم بوتو، الا ان اسلوبه في ادارة الأزمة من بدايتها لم يساعد كثيرا في احتواء هيجان المعارضة النظامية، مثل بوتو وشريف. أيضا ضعف تجربته السياسية ظهرت جلية في مصارعته كل خصومه في وقت واحد، في حين ان التحدي الحقيقي امام باكستان اليوم، هو في مواجهة الارهاب الذي ينمو بشكل سريع وخطير على الحدود والمدن أيضا.

على مشرف ان يدرك حاجته الى اقتسام السلطة مع المعارضة، لا اغلاق الابواب والنوافذ في وجهها، مهما كانت حججه الأمنية والسياسية. فهو لا يستطيع تحقيق الاستقرار بتهميش المعارضة الشرعية، وتعديل القوانين كما يحلو له.

كرئيس، لا جنرال في الجيش، يحتاج اولا الى الاستعانة بهياكل الدولة، حتى يضمن الدعم الضروري من المجاميع السياسية المحلية، التي بدونها لا يمكن له منع الفوضى وكسب الدعم الشعبي في الشارع الباكستاني. محزن أن نقول إن مقتل بوتو كان أمرا متوقعا، وكانت عودتها مثل فراشات النار. وبغيابها خسرت باكستان صوتا مهما ذكيا ومثابرا وضروريا لتصويب العمل السياسي في دولة كبيرة بحجم باكستان. ومؤسف أيضا أن توجه الاتهامات إلى الطرف الذي يحارب التطرف قبل وبعد مقتل بنازير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من قتل بنازير؟
لبناني متلهف للحقيقة -

المخابرات السورية تقف وراء هذا العمل لعرقلة قيام المحكمة الدولية.

محكمة دولية
طلعت -

الكل يعلم ان العلاقات ما بين الحكومة السعودية و باكستان إن لم يساوي فهو أكبر مما بين الحكومة السعودية و بعض من في لبنان. لماذا لم نسمع الحكومة السعودية وممثليها الاعلاميين ومنهم الكاتب يطالبون بمحكمة دولية أم ان الامر الامريكي لم يأتي

العسكر و آل بوتو....
عبد البا سط البيك -

كثيرون لا يشيرون الى علاقات المؤسسة العسكرية بأسرة بوتو منذ أن برز الأب الراحل ذو القفار علي بوتو و حزب الشعب . الراحل كان عدوا للمؤسسة العسكرية و كان يلوم تصرفات جنرالاتها على سلوكهم في باكستان الشرقية التي أدت إلى إنفصاله و تأسيس دولة بنجلادش . اسقط العسكريون النظام المدني و دخلوا بصراع مكشوف مع الراحل بوتو ثم أعدموه بتهمة تدبير عملية إغتيال لأحد خصومه السياسيين .رد أنصار بوتو بإغتيال الجنرال ضياء الحق الذي وقع مرسوم إعدام بوتو بتفجير الطائرة التي تقله. منذ ذلك الوقت و المؤسسة العسكرية وضعت هدفا و اضحا لا رجعة عنه و هو تصفية الأثار السياسية لأسرة بوتو بعد صعود نجم بينازير بوتو سياسيا. و تم تصفيه نجلي المرحوم بوتو في عمليتين غامضتين لا تبتعدان عن محطات الصراع الخفي .المؤسسة العسكرية لن تقبل بوجود اي فرد من هذه العائلة في السلطة مرة أخرى ....وقد أعذر من أنذر ..و للقصة فصول أخرى سنرويها لا حقا لتوضيح أسبا عداوة قوى أخرى بعائلة بوتو...

ايوا
خالد -

استغرب لمادا لم تتهم هده المرة سوريا او ايران بمحاولة اغتيال بوتو

بوتو - ضياء الحق
maamoun ali adib -

رحم الله ذو الفقار علي بوتو فقد حاول بناء باكستان دمقراطية قادرة على التقدم مثل الهند.بالنسبة لتفجير طائرة ضياء الحق فقد اشارت بعض التحليلات عندها انها كانت مرتبطة بمحاولة تاخير انتاج القنبلة الذرية الباكستانية واشارت الى وجود السفير الامريكي في باكستان في اخر لحظة على متن الطائرة وقد جرت للسفير الاميكي على ما اذكر جنازة رسمية في اسرائيل فهل يمكن للاخ عبد الباسط من تسليط الضوء على هذه الاحداث

لاسف
سميرة -

كان على قناتك العربية ان تكون في مستوى الحدث وتسوق لمشاهديها ضرورة اقامة محكمة دولية لمعاقبة قتلة بوتو كما فعلتم يوم اغتيال الحريري وهدا مستبعد لان السيد بوش الدي اجريتم مقابلة معه يرفض اقامة هده المحكمة وشكرا لمهنيتكم العالية جدا.

ما هذا السؤال الغبي
mamoon alhalbi -

كنت سأشارك وأتهم سوريا ولكن البعض سبقني اكيد كلما قتل شخص في العالم تكون سوريا وراءه

مشرف وقبائل وقاعدة
عطوة ابو مطوة -

الكاتب يبعد عن مشرف تهمة التحالف السرى مع التطرف والقبائل و القاعدة وهذا هو الهدف من المقال ---بوتو قتلت من هذا التحالف لانها كانت ستحكم البلاد قريبا و تصفى العزبة الدكتاتورية العسكرية و القاعدية من باكستان وكان على امريكا حمايتها لانها من اقنعها بالتصالح مع مشرف والعودة القاتلة

شكرا لإيلاف
إدريس الشافي -

دفاع بعض الكتاب عن قضية ما أصبح بمثابة الدعوة للناس إلى التشكيك في تلك القضية وللتبرم منها، ومهاجمتهم لقضية أخرى صار يجلب لذويها ومتبنيها التعاطف، ويستفز على التساؤل حول الأسباب الحقيقة الكامنة وراء الهجوم. هذا دليل كبير على أن تحري الصدق في الكتابة و في إعلان المواقف، أهر يعود بالفائدة على الكتاب أنفسهم، فهل سيستخلصون العبرة بمراجعة مواقفهم ومضامين مقالاتهم، أم أنهم سيصرون على التمسك بها، ويوغلون في تطرفهم خلال الكتابة وذلك من باب إغاضة القراء والانتقام منهم؟ في كل الأحوال شكرا لإيلاف على إتاحة الفرصة لقرائها للتعبير عن آرائهم مهما كانت متباعدة ومتناقضة..

الله يخرجنا
فقيروه -

غريبة هل المرة مو سوريا وإيران، جرة العادة على أن ما من مصيبة في الارض إلى وعلى النظامين السوري والايراني مرتكبيها. بل لقد وصل الامر بأحدهم القوله بأن السبب في إقالة مدرب الفريق السابق كابيلو وراه إيران وسوريا ,وانهما السبب في إستبعاد رينالدو وبيكهام من فريق ريال مدريد تلك المؤامرة الدنيئة والتي لا تمت للإسلام ولا العروبة بصلة. بالله المستعان

الهدف سوريا وإيران
إدريس الإدريسي -

في حالة ما إذا أثيرت الشبهات حول دور للدولة الباكستانية في اغتيال بوتو، فإن من المرجح أن تتجاهل أمريكا هذه الشبهات، وتعتم عليها، لأنه إذا تم تسويق تلك الشبهات على نطاق واسع، فإن الرأي العام الأمريكي قد يضغط على الإدارة الأمريكية ويدعوها للمطالبة بفتح تحقيق دولي في شأنها، كما جرى في قضية اغتيال رفيق الحريري، والضغط الدولي قد يؤدي إلى تفجير الوضع في باكستان وقد تصبح معه هي بدورها دولة فاشلة في حين أن الإدارة الأمريكية في أمس الحاجة إليها في حربها على الإرهاب. كما أن التركيز في قضايا من هذا النوع، سيما في هذه اللحظة، ينبغي أمريكيا، أن يظل منصبا على سوريا وإيران وحماس وحزب الله..

قتلتها أنوثتها
إقبال -

منذ أن تزوجت بوتو وهي تصارع الحفاظ على إرث عائلتها السياسي مقابل الفضائح التي ورطها بها زوجها، وتهم الفساد التي أرغمتها على نفي نفسها. ثم عودتها لتطهر سيرتها الهلالية وما سبق ذم من قضية اتهامه بقتل أخيها. وبعد أن بدأت تتخبط وتشك في ما حولها الفطرة الأنثوية أنستها مجدها السياسي وعادت مجرد امرأة تبحث عمن يساندها أو ينصحها وهي تواجه الصفعات من كل جانب فما كان منها إلا أن وزعت سرها بين أكثر من جهة، واشتكت للجميع من الجميع فأصبحت هدفاً للجميع. قد يكون من قتلها لا علاقة له بالسياسة من قريب أو بعيد، مجرد معتوه أو منوّم مغناطيسياً، لكن على أي حال قتلها لسانها لأنها امرة مثلي لا تجيد الاحتفاظ بأسرارها.