جريدة الجرائد

من يجرؤ ويقول لبوش: كفى .. لقد تجاوزت الحدود؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بلال الحسن

يصل بعد يومين إلى إسرائيل الرئيس الأميركي جورج بوش، بادئا من هناك زيارة إلى السلطة الفلسطينية وإلى بعض الدول العربية. يسعى الرئيس بوش إلى هدفين معلنين، أولهما دفع المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد أن اصطدمت بصخرة مواصلة الاستيطان. وثانيهما محاولة دفع العلاقات العربية ـ الإسرائيلية نحو المزيد من التطبيع. أما الهدف غير المعلن للزيارة، وهو الهدف الحقيقي، فهو إشاعة جو إعلامي بأن سياسة الإدارة الأميركية ناجحة ومتصلة ونشطة، وهي لم تفشل كما يؤكد الجميع.

وقد نظمت إسرائيل إجراءات أمنية كثيفة من أجل حماية الرئيس، حيث سيتم وقف التنقل على الطرقات الرئيسية مثلا يوم وصوله، مع ما يعنيه ذلك من عنت يشل حركة الناس. وقد أعادت هذه الإجراءات الأمنية غير المعهودة إلى الأذهان، تصريحات إسرائيلية حول زيارة سابقة قامت بها كوندوليزا رايس إلى إسرائيل، وسئل المسؤولون بعدها: هل نجحت الزيارة أم لا؟ وكان الجواب أنها كانت زيارة ناجحة جدا. لماذا؟ لأن رايس عادت حية إلى واشنطن. ويتضمن هذا التقييم إشارة إلى أن من يضغط على إسرائيل سيقتل، ومن يوافق على مخططاتها يعود حيا إلى بلده. هذه الفظاظة الإسرائيلية لا مبرر لها مع الرئيس بوش، فهو ليس رئيسا مؤيدا لإسرائيل. إنه المخطط الأكبر لكل ما من شأنه أن يمنحها مزيدا من القوة العسكرية والسياسية ضد جيرانها فلسطينيين وعربا.

وإذا كانت هناك فظاظة إسرائيلية في التعليق على الزيارات الأميركية، فهناك فظاظة أميركية في التعامل مع الفلسطينيين، إذ يتضمن برنامج الرئيس بوش زيارة إلى رام الله، واجتماعا مع الرئيس محمود عباس، مع رفض أميركي رسمي لزيارة ضريح عرفات ووضع إكليل من الزهور عليه. ذلك أن الرئيس بوش يعتبر عرفات إرهابيا، وهو الذي وضع الخطط لإقالته أو إزاحته كشرط إنجاز للعمل باتجاه إنشاء دولتين، ومن أجل إنجاح خطة خارطة الطريق، فكيف يزور ضريحه إذا؟ يريد بوش أن يقول للفلسطينيين إنه يزورهم لأن عرفات انتهى، ولأن الفلسطينيين كانوا جيدين فانتخبوا قيادة جديدة وديمقراطية بدل قيادة عرفات الإرهابية. ولكن ما سيلاحظه بوش أثناء زيارته، هو العلامات البارزة في كل مكان من أثر الاحتفال بذكرى انطلاقة فتح، حيث تشكل صور عرفات بندا اساسيا من بنود الاحتفال. وهو حين يعقد لقاءه مع عباس في غرفة مكتبه، ستكون صورة عرفات موضوعة في صدر الغرفة، مع تمنيات حارة من قبلنا بأن لا يطالب البروتوكول الأميركي برفع الصورة أثناء اللقاء، ومع تمنيات حارة من قبلنا بأن لا يقبل الرئيس الفلسطيني ذلك إذا طلب منه.

العنوان الأول الطاغي على الزيارة سيكون طلب بوش من إسرائيل أن توقف (توسيع) المستوطنات، وهو أمر من المرجح أن توافق عليه. والموافقة على وقف (توسيع) الاستيطان هو مطلب فلسطيني أساسي من أجل استمرار المفاوضات، ولكن هذا الشرط سيكون باهتا إذا لم يكن شاملا، وسيتحول إلى أكثر من باهت إذا لم يعترض المفاوض الفلسطيني على التفسير الإسرائيلي له.

أولا: لقد أصبح الموضوع منحصرا بـ"وقف التوسيع"، أما المستوطنات نفسها فقد أصبحت وكأنها مسلم بوجودها وبقائها.

ثانيا: لقد أصبح الموضوع منحصرا بإزالة "البؤر" الاستيطانية غير المرخص بها، أما المستوطنات المرخص بها، وهي المستوطنات الأساسية والأكبر، فقد أصبحت وكأنها خارج الموضوع.

يعترف ايهود اولمرت (في مقابلته مع صحيفة جيروزالم بوست مطلع العام) "أن خريطة الطريق تلزم إسرائيل بوقف جميع البناء (التوسع) في المستوطنات، ولكنه يعتبر أن ذلك يسري على الضفة الغربية ولا يسري على مستوطنات منطقة القدس لأنها في عرفه جزء من إسرائيل، ولأنها تضم 80% من المستوطنين، فإذا تم التغاضي عن هاتين المسألتين يصبح "الانتصار" الفلسطيني بوقف (توسيع) المستوطنات بدعم من الرئيس بوش، انتصارا يشبه المهزلة، وستبنى عليه تنازلات مستقبلية خطيرة.

وإذا كان المفاوض الفلسطيني سيحصر مطالبه مع الرئيس بوش بوقف (توسيع) المستوطنات كشرط لإطلاق المفاوضات، فإن اولمرت سيطرب لذلك، وهو يعلن طربه هذا بنفسه. لنستمع إليه في مقابلته التي أشرنا إليها:

يقول: إنه لا يتصور اتفاقا دائما مع الفلسطينيين طبقا لحدود 1967. إن مستوطنة "معاليه أدوميم" مثلا هي جزء لا يتجزأ من القدس وإسرائيل.

ويقول: إن إسرائيل ستتمكن من الاحتفاظ ببعض المناطق في الضفة الغربية في أي اتفاق سلام بموافقة أميركية.

ويقول: إن الاستثنائي حول الرئيس جورج بوش، هو أنه منذ رسالته التاريخية التي كتبها إلى رئيس الوزراء آرييل شارون، فإنه أوضح أنه يتصور أن تحتفظ إسرائيل ببعض المناطق من يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية). إن بوش قال: حدود 1967 زائد. وهذا يعتبر إنجازا مذهلا لإسرائيل.

ويقول: إن خريطة الطريق تلزم إسرائيل بوقف جميع البناء في المستوطنات، ولكن رسالة بوش تضفي مرونة فائقة الأهمية لما ورد في خريطة الطريق ... وبناء على ذلك فإن مستوطنة "معاليه أدوميم" هي جزء لا يتجزأ من القدس ومن دولة إسرائيل.

ويقول: إن إسرائيل لن تقبل أبدا بحق عودة الفلسطينيين إلى إسرائيل. وأنا مقتنع بأن الرئيس محمود عباس قد اتخذ الخيار في قلبه بين التعلق بأسطورة حق العودة وبين فرصة إقامة دولة فلسطينية.

وختم قائلا: إن الرئيس بوش لا يضغط على إسرائيل بأي شكل. إنه لا يفعل أي شيء لست متفقا معه حوله. وهو لا يدعم شيئا أعارضه.

وعلى ضوء هذا الموقف الإسرائيلي الواضح والصريح، والمستند إلى رسالة بوش إلى شارون في 14/4/2004، فإن أي تفاوض فلسطيني مع بوش لا يتطرق إلى تلك الرسالة، ويبلغه الرفض الفلسطيني والعربي لها، ويبلغه أنها تتناقض مع القانون الدولي ومع اتفاقية جنيف الرابعة، سوف يكون تفاوضا لا معنى له. إن العلة تكمن في هذا الموقف الأميركي، فهو موقف خطير يكرر وعد بلفور عام 1919 ويكمله. وهو موقف خطير يحمل معه وزن الدولة العظمى مما يغري إسرائيل بالاعتماد عليه وتحويله إلى سياسة رسمية. وهو موقف خطير يجعل منطلق المفاوضات دعوة الفلسطينيين للاستسلام، ودعوة العرب للتخلي عن مبادرتهم.

ولنتذكر أن رسالة بوش إلى شارون تتضمن ما يلي: موافقة أميركية على عدم العودة إلى حدود 1967. موافقة أميركية على بقاء المستوطنات. موافقة أميركية على إلغاء حق العودة للاجئين. موافقة أميركية على استمرار سيطرة إسرائيل بعد الحل، على الأجواء، والمياه الإقليمية، والممرات البرية (المعابر) في الضفة الغربية وغزة.

هذه بعض نقاط رسالة بوش إلى شارون، وهي أهم وأخطر وأفدح من بند (وقف توسيع الاستيطان). والمفاوضات مع بوش لا بد أن تكون حولها، وإلا فإن تجاهلها يعني الرضوخ لها. فهل هناك من سيجرؤ على القول للرئيس الأميركي: قف. لقد تجاوزت الحدود.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لائحة المرشحون
مروان -

بسيطة يا رجل عندك ليستة طويلة سجلي عندك الاسماء التالية: اكرم شهيب - وائل ابو فاعور - مصباح الاجدب - هادي حبيش - نايفة معوض - فارس سعيد - السبع باسم - غنوة خلول - ولائحة طويلة من ابطال ثورة (الكمون) فجميعهم معروفون انهم قد مارسوا طقوس العبادة لجهة ما ثم قالوا لها (كفى اكل كفتااا) و هم مرشحون لقولها لجورج بوش او لاي نجم آيل للسقوط

انا اجاوبك
شاهد عصر -

طبعا من غيرهم السنيورة و ابو مازن و عبداللة الاردن و مبارك مصر فهم اشجع و اشرف الحكام الذين لهم الجراءة و الشجاعة للوقوف امام بوش و يقولوا لة ولك اخرس .اخرس شعوبنا هلكها الجوع و الذل وشبعوا منهما حتئ الثمالة

وفقك الله يا بوش
عراقي شريف -

حورج بوش رجل قلما انجبت الانسانية مثيلا له ، الم يحرر العراقيين من صدام ، الم ينهي نظاما قمع شعبا كاملا لمدةخمسةو ثلاثين عاما ، الم يقر عين الامهات الثكالى اللواتي فقدن فلذات اكبادهن بيد جلاد العصر ، الم يحرر الافغان من نظام طالبان ، الم يذهب لنجدة البوسنيين المسلمين ، اللهم وفق بوش وكثر من امثاله .

اللهم وفق امريكا
عادل -

ادعو من الله ان يوفق امريكا في غسل عقول حاملي الحقد والكراهية والتكفير وتخرجهم من كهوف التخلف الى النور وعلى امريكا تذكير المتاسلمين بمساعداتها للمسلمين التي بدونها تجوع معظم هذه البلدان