جنبلاط يلاحظ "التماهي بين اسرائيل والنظام السوري" وصفير يجدّد دعمه الحلّ العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مبارك ينبّه إلى "تداعيات ضارّة" على قمّة دمشق والفيصل يطالب سوريا بـ"إقناع حلفائها"
بيروت - المستقبل
في انتظار عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية الى بيروت غدا لمواصلة مساعيه مع الفرقاء اللبنانيين لتنفيذ المبادرة العربية لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية، بقي الشأن اللبناني محط متابعة عربية ودولية لوضع حدّ لمأزق استمرارالفراغ في سدّة الرئاسة ومواصلة لعبة تعطيل مساعي الحل. وجديدها تهديد جوهر المبادرة العربية عبر مطالبة "حزب الله" قوى 14 آذار بالإذعان لإرادة المعارضة بعد اتهامها بالتواطؤ مع العدو الإسرائيلي، وكذلك مطالبة النائب ميشال عون بتقسيم المناصب الوزارية بالتساوي بين الغالبية والمعارضة ورئيس الجمهورية.
وأعلن موسى انه اجرى سلسلة اتصالات هاتفية مع عدد من المسؤولين اللبنانيين بهدف التحضير لزيارته الاربعاء، وقال انه سيزور سوريا الجمعة المقبل "بدعوة من الحكومة السورية بمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية".
وقال ردا على سؤال حول الانباء التي ربطت موافقة المعارضة على اي حل بالحصول على الثلث المعطل في الحكومة "هذا ليس ما ابلغت به"، رافضاً الدخول في التفاصيل.
وذكرت مصادر الجامعة العربية ان زيارة موسى الى سوريا "ستشكل فرصة لاجراء مشاورات حول الاوضاع في المنطقة وخاصة لبنان في ضوء المبادرة العربية لحل الازمة السياسية".
وأجرى موسى اتصالات هاتفية بكل من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي أبلغه "تجاوب الحكومة اللبنانية الكامل مع المبادرة العربية واستعدادها العمل لانجاحها بكل الوسائل الممكنة"، ورئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري وأبلغه أنه "سيجري ابتداء من يوم الاربعاء المقبل جولة من المشاورات من اجل تنفيذ المبادرة العربية لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية".
وأبلغ مصدر مقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري وكالة "فرانس برس" ان رئيس المجلس تلقى اتصالا من موسى ابلغه فيه بانه "عائد الى بيروت الاربعاء لمتابعة مهمته" بدون ان يعطي تفاصيل اضافية.
القاهرة
وفي الاطار العربي، أمل الرئيس المصري حسني مبارك في حديث الى صحيفة "تاجز انتسايجر" السويسرية "ان تجد الأزمة اللبنانية طريقها الى الحل دون ابطاء حتى لا تلقي بانعكاسات ضارة على القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في دمشق"، مشيرا الى "ان الاتصالات العربية لا تنقطع لتحقيق الاستقرار على الساحة اللبنانية (..)".
الرياض
بالتوازي، دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل سوريا الى اقناع حلفائها في لبنان بقبول الخطة العربية لحل أزمة الرئاسة، معربا عن اعتقاده بان المجال لا يزال مفتوحا امام نجاح خطة الجامعة العربية للحل.
وقال الفيصل على هامش مراسم وداع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الرياض "المطلوب ان تقنع سوريا من يستمعون اليها في لبنان بهذا الحل الذي وافقت عليه" في اشارة الى المبادرة العربية. وأكد "ان الامل لا يزال قائما في موافقة الفرقاء في لبنان على خطة الجامعة العربية"، معربا عن امله في ان تفضي المهمة الجديدة التي سيقوم بها الامين العام للجامعة العربية الى "حل توافقي على انتخاب العماد ميشال سليمان".
وقال الفيصل انه ينبغي على سوريا "استثمار نفوذها في لبنان لاقناع من يستمعون اليها في لبنان بالحل الذي اقترحته الجامعة العربية"، مستدركا ان استخدامه لكلمة نفوذ انما ينطلق من قول نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان سوريا "اكبر دولة تؤثر على الوضع الداخلي في لبنان"، وتابع "المطلوب من سوريا ان تستثمر هذا التأثير لصالح لبنان، لصالح استقلال لبنان، وسيادة لبنان على قراره السياسي"، واصفا الخطة العربية بأنها "حل عادل يتم بموجبه اختيار الرئيس الذي هناك اجماع عليه بحيث يكون الرئيس هو المرجح".
وفي الرياض أيضاً، أعلن الرئيس ساركوزي في خطاب ألقاه أمام مجلس الشورى السعودي ان بلاده تدعم "بدون تحفظ الخطة العربية لحلّ الأزمة اللبنانية، وهي تلتقي مع جميع نقاطها"، وأضاف أن فرنسا "شأنها شأن السعودية، لن توفر جهداً لكي يتمكن البرلمان اللبناني من انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، رئيس تعترف به جميع مكونات الأمة اللبنانية على تنوعها(..)".
بدوره، أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي انه "اذا لم تنجح الأمور (في لبنان) مع الجامعة العربية فانه ستتم العودة الى الأمم المتحدة"، آملا "ان تنجح الجامعة العربية في مساعيها (..)".
جنبلاط
في المواقف الداخلية، أستغرب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "التماهي بين إحتلال إسرائيلي يواصل سياسة الاستيطان وينفذ سياسة الفصل العنصري وبين نظام ديكتاتوري في سوريا يصادر حقوق الشعب السوري المأسور في سجن كبير منذ عقود ويمارس القهر بحق مواطنيه ومثقفيه دون هوادة"، وسأل "ما الفرق بين إحتلال غاصب وبين ديكتاتورية ظالمة؟ السجن سجن، والأسر أسر فما الفرق في هوية السجان؟"، لافتا الى ان "إسرائيل والنظام السوري يزايدان من حساب غيرهما. ومن يدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني الأعزل كل يوم من دمه وصموده وإصراره، والشعب اللبناني يدفع الثمن أيضا كل يوم من خلال استمراره في مسيرة السيادة والاستقلال والديموقراطية التي تعمدت بالدم من خلال قافلة شهداء 14 آذار الذين اعتبر أحدهم أن إسرائيل قتلتهم، أي أنها قتلت كل أعداء سوريا في لبنان. فهل هناك تحالف موضوعي بين إسرائيل والنظام السوري؟ (..)".
صفير
بالتوازي، شدد البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير على ضرورة "أن لا تفشل المبادرة العربية لانقاذ لبنان"، داعيا الى "الصلاة جميعا على نية لبنان هذا البلد الصغير ذي المشكلات الكبيرة". وأبدى أسفه "كيف أن بعض الموفدين يزوروننا وتبقى الامور على ما هي عليه".
"حزب الله"
في المقابل، اعتبر نائب الامين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "الحرتقات التي تحصل بين الموالاة والمعارضة ليست اختلافاً على وزير إضافي أو وزير بالناقص"، وقال "هذا اختلاف بين مشروعين ورؤيتين، رؤية تريد أن تجعل لبنان منصة للوصاية الأميركية، ورؤية تريد أن تجعل لبنان دولة مستقلة عزيزة"، مضيفا "نحن عندما نطلب المشاركة، لا لأننا نريد بعض المكاسب بل لأننا نريد أن نحمي الحكومة من تأثير الوصاية الأميركية، وأن نكون شركاء في صنع القرار كي لا يأخذوا البلد إلى معاهدات تؤدي إلى خطر كبير (..)".
وتوجه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الى الغالبية وقال "لن نسمح بتكرار تجربتكم مع الرئيس المقاوم إميل لحود مع العماد سليمان، يجب ان تذعنوا لارادة المعارضة في المشاركة فنحصن صلاحيات الرئيس (..) لاننا بكل صراحة لا نستطيع ان نأمنكم، انتم تواطأتم مع العدو الاسرائيلي ومن يفعل ذلك لن نسمح بتفرده بالقرار (..)".
ورأى الوزير المستقيل محمد فنيش ان "الأزمة لا تحل إلا بأن تكون المعارضة شريكة في القرار لإعادة تكوين المؤسسات"، واعتبر ان "الشراكة التي نريدها قائمة على اساس منظورنا الاصلاحي (..)".
واعتبر النائب حسن فضل الله "أن الادارة الاميركية تقوم بتعطيل كل حل وتسوية ومبادرة في لبنان، لانها لا تريد للذين يعارضون سياستها في لبنان والمنطقة أن يصبحوا جزءاً فاعلاً في إدارة السلطة والدولة"، ملاحظا ان "مشروع قوى الموالاة بدأ ينهار ويتصدع (..)".
عون
من جهته، اعتبر رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أنّ "تعطيل المبادرة العربية أتى من الفريق الآخر"، ولفت الى أن الأمين العام للجامعة العربية "خرج من الرابية سعيداً"، واتهم النائب الحريري بعرقلة الحلول، معتبراً ان "من يعرقل الحل هو الذي هرب من الاجتماع"، وقال "لست متشوقاً للقاء الحريري والهدف من اللقاء ليس غرامياً"، داعياً إياه إلى "الاعتزال أو تعيين أحد مكانه في حال لم يرغب بالحل".
واعتبر عون "ان التفسير المنطقي للبند الثاني من المبادرة العربية يقضي بصيغة 10shy;10shy;10"، معتبرا ان "تقسيم المناصب الوزارية يجب أن يحصل بالتساوي بين الفرقاء الثلاثة" رئيس الجمهورية والغالبية والمعارضة. وجدّد رفضه للتدخلات الخارجية، وقال "انّ المعارضة بوصفها تضمّ القوى الاستقلالية الحقيقية ترفض أي وصاية وتعرف أنّ لديها حقوقاً وواجبات (..)".