دمشق تتنصّل من مسؤولية التعطيل وتطلب ضغطاً سعودياً على الأكثرية غير المعطلة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سليمان فرنجيّة يتهجّم على البطريرك والأمين العام للجامعة والمبادرة
بيروت - المستقبل
عاد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مجددا الى بيروت أمس، لجولة جديدة من المسعى الذي يقوم به لتنفيذ مضمون المبادرة العربية المتعلقة بانتخاب رئيس جديد للبنان، وسط أجواء عربية ودولية داعمة للمبادرة العربية ومشجعة على وضع بنودها حيّز التنفيذ بدءا بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان في مقابل تطويق لها من جانب سوريا و"المعارضة" التي ترفع يوميا سقف التصعيد.
واذ ينتقل موسى الى سوريا غدا للقاء عدد من المسؤولين لبحث الأزمة اللبنانية، استبقت دمشق وصوله بإعلان استغرابها طلب الضغط على حلفائها في لبنان للتجاوب مع الحلّ العربي "في حين أن للسعودية ومصر حلفاء من فريق 14 شباط" لم يطلب منهم ذلك، متسائلة "هل المطلوب أن يتم الحل عبر الضغط؟".
ونقلت وكالة "أنباء الشرق الاوسط" عن مراسلها في دمشق ان موسى سيلتقي خلال زيارته لسوريا التي تمتد ليومين الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع "على أن يتوجه مساء السبت المقبل مجددا الى بيروت".
على انّ اللافت تزامناً مع التنصّل السوري التصعيدي، تجلّى في الحملة التي شنّها النائب السابق سليمان فرنجية على المبادرة العربية والأمين العام للجامعة والبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير دفعة واحدة.
قال فرنجية ان "موسى ليس أمين عام الجامعة بل وزير خارجية مصر ويتصرّف كذلك"، وأضاف انه "ليس حيادياً"، متحدثاً عن ان موسى "يتنقّل بطائرة (رئيس "تيّار المستقبل" النائب) سعد الحريري وإقامته في الفندق على حساب الحريري".
ووصف المبادرة بأنها "عبارة عن عشرة خوازيق" (في إشارة إلى الصيغ المختلفة لتمثيل المعارضة بعشرة وزراء في الحكومة المقبلة)، وأكد ان العماد ميشال سليمان "لا يمثّل ضمانة لأنه لا يضمن لي الثلث الضامن". ورأى ان ليس ضرورياً "أن تكون له حصّة في الحكومة فليكتف بالهيبة". وأعلن ان المعارضة لن تسير بانتخاب رئيس الجمهورية "إلا إذا حصلت على الثلث الضامن".
وهاجم البطريرك صفير بشدة، وقال ان "بيانات بكركي والمطارنة لا تقلّ قلة تهذيب عن بعض السياسيين المعروفين بكلامهم السوقي". ووصف صفير بأنه "نهاية المسيحيين"، ودعاه إلى الاستقالة "لأن المطران عندما يصبح عمره 74 سنة يقولون له استقل". وإذ قال ان صفير "غطاء لمشروع خطير" سأل "لماذا لا يزوره داود الصايغ إلا كل أول شهر؟(..)".
وقد ردّ مستشار رئيس "تيّار المستقبل" داود الصايغ على كلام فرنجية فأكّد ان "تعاطينا مع مرجعية بكركي قائم بوصفها مرجعية قيم".
واعتبر ان الحملة "محاولة للنيل من لبنان المستقل من جانب المتضررين من الاستقلال الثاني للبنان(..)".
إذاً، وفور وصوله الى بيروت التقى موسى في مقر اقامته النائب ميشال المر، ثم زار على التوالي رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، الرئيس سليم الحص.
والتقى موسى في قريطم مع قيادات "14 آذار"، وحضر اللقاء رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري والرئيس امين الجميل ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع والوزير غازي العريضي والنائب باسم السبع والنائب السابق غطاس خوري ومستشار رئيس الحكومة محمد شطح، وأعقب اللقاء عشاء عمل.
وفيما لم يفض موسى في تصريحاته، قال بعد لقائه برّي "تفاءلوا بالخير تجدوه وسنفعل ما بوسعنا"، أمل بعد لقائه السنيورة "أن نحرز تقدماً ما أو إنجازاً خلال الأيام القليلة التي سأمضيها هنا".
من جانبه، أعلن النائب المر بعد لقائه موسى أن الأخير يعمل على عقد لقاء يجمع النائب الحريري ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، معتبرا أن "هذه الخطوة اذا ما تمّت قد نجتاز مراحل في الحوار، واذ تمّت عرقلتها فسيصار الى تعديل برنامج مهمة موسى"، ولفت الى أن "لا حاجة لوضع جدول أعمال للقاء (..)".
بوش
وسط هذه الصورة، طالب الرئيس الاميركي جورج بوش سوريا وإيران بوقف "تدخلاتهما" في لبنان، وحضّ اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية "فورا".
وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ، المحطة الاخيرة من جولته الشرق اوسطية "اتفقنا على أنه من المهم أن تدعم دول المنطقة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة". وأضاف "من المهم تشجيع اجراء انتخابات الرئاسة (اللبنانية) فورا ومن دون شروط (..) وان تفهم سوريا وايران وحلفاؤهما انه يتعين عليهم وقف تدخلاتهم وجهودهم لنسف الجهود الرامية الى اجراء هذه الانتخابات (..)".
دمشق
وفي دمشق، اعتبر وزير الاعلام السوري محسن بلال ان "جهود" بلاده وحدها لحمل لبنان على الموافقة على الخطة العربية "لا تكفي". وقال في مؤتمر صحافي ان سوريا "ملتزمة بالبيان الذي اصدره الوزراء العرب بشأن لبنان، وهي مستعدة لتسهيل الجهود التي سيبذلها عمرو موسى لتنفيذ ما ورد في البيان، لكن مساعي سوريا وحدها لا تكفي وتطلب ايضا من الدول الاخرى العمل على اقناع حلفائها بالحل". واضاف "سوريا ليست وحدها من تحظى بصداقات في لبنان وان للسعودية ومصر اصدقاء ايضا بين صفوف الموالاة وللسعودية دور كبير في لبنان وهي منذ مؤتمر الطائف عام 1991 لها حلفاؤها وعلاقات واسعة وقوى 14 شباط تتفاخر بذلك وتعلن بشكل واضح التزامها بالتحالف مع السعودية". وتابع "اما ان يطلب من سوريا الضغط على حلفائها فهذا خروج على مبادئ المبادرة العربية بشأن تسوية الازمة اللبنانية لأن المبادرة العربية جعلت المسؤولية مشتركة على المستوى العربي (..)".
ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين اليوم محادثات تتناول الوضع في لبنان وعملية السلام في المنطقة.
طهران
بالتوازي، أعلنت إيران أنها تدعم الخطة العربية لتسوية الازمة. وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح "نقدر جهود الجامعة العربية ونعتبر انها اساس جيد لتسوية المشاكل اللبنانية"، مضيفا "ندعم المبادرة العربية التي قدمها (عمرو) موسى الى الاطراف اللبنانيين".
14 آذار
في غضون ذلك، تفاعلت الحملة المنظمة التي تستهدف النيل من مرجعية بكركي الدينية والوطنية، ومن سيدها البطريرك نصر الله بطرس صفير، والتي بدأها النائب عون وتابعها الوزير السابق سليمان فرنجية الذي كان وصف صفير بأنه "موظف لدى السفارتين الاميركية والفرنسية"، ولاقت ادانة واسعة، رأت فيها "تصفية حسابات سورية مع مرجعية بكركي التي خاضت مع اللبنانيين معركة الاستقلال عبر أدوات مسيحية"، بحسب النائب سمير فرنجية.
ومن بكركي، اعلن وفد لجنة متابعة قوى 14 آذار أن التهجم على البطريرك صفير "لا يمكن اعتباره "زلة لسان" بل يأتي في اطار مخطط سوري متكامل لضرب مرتكزات الوجود المسيحي الحر في لبنان"، وقال ان "هذا المخطط يهدف أيضا الى ضرب رئاسة الجمهورية عبر تفريغها"، مذكّرا بأن "هذه الحملة كانت بدأت بمواقف لحركة "امل" ومن ثم العماد عون واخيرا سليمان فرنجية".
وأكد عضو اللجنة ميشال معوض باسم الوفد "التصميم على وضع المبادرة العربية موضع التنفيذ"، وأكد ان "هذا الحل العربي وضع للتنفيذ وليس للتفاوض (..)".
واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن المبادرة العربية "تتضمن 3 بنود واضحة جداً"، ودعا قوى 8 آذار "الى الاعلان صراحةً عن رفضه لها بدل يطرح حجج أخرى كالحوار"، متسائلاً "ما هو هدف هذا الحوار؟"، مستغرباً "دعوة هذا الفريق للحوار الآن في ظل المبادرة العربية التي حظيت على موافقة الجميع (..)".
وعلّق عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري على كلام الوزير السوري، معتبرا أن "النظام السوري يقدم دليلا جديدا على التنصل من مسؤولياته تجاه المبادرة العربية"، وقال "لكن الغريب والمدهش في منطق النظام السوري هو محاولته استخدام سلاح الحلفاء من أهل الداخل، وسيلة للانقضاض على كل جهد عربي او صديق، وهو ما سبق ان جرى مع المبادرة الفرنسية ويتكرر اليوم مع مساعي الامين العام للجامعة العربية (..)".
"حزب الله"
في المقابل، اتهم نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الادارة الاميركية "بالعمل على ثلاثة أمور: تعطيل قدرة المقاومة وإضعاف لبنان بحيث يصبح ملحقا بالمشروع الاميركي shy; الاسرائيلي ومسرحا للتوطين بناء على إلغاء حق عودة اللاجئين، وربط لبنان بالمنظومة الاميركية، وجعله قاعدة للأمن الإسرائيلي"، واعتبر أن هدف جولة بوش في المنطقة "تسليط الضوء على إيران وسوريا و"حزب الله" و"حماس" للقول إن المشكلة لدى هذه الأطراف"، ونبّه من أنه "في حال رفضت قوى الموالاة مطلب المشاركة فهذا يعني أنها أصبحت متورطة في المشروع الاميركي"، محذرا من "استدراج الحل الدولي، لأن المعارضة لن تتخلى عن حقها في الدفاع عن لبنان (..)".
ورأت كتلة "الوفاء للمقاومة" أن "المعبر الوحيد للخروج من الأزمة هو التفاهم على تشكيل حكومة وحدة تضمن الاقرار بمبدأ الشراكة الحقيقية"، معتبرة "ان التهويل بالتدويل لن يغير من واقع الوضع المأزوم ولن يعالجه وانما يزيده تعقيدا ويدخله في نفق مظلم (..)".