جريدة الجرائد

روسيا تهدد باستخدام الترسانة النووية «في حال الخطر»

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دعت الغرب الى مراعاة مصالحها "الشرعية"

وتكشف وجود "أكثر من 80 منظمة متطرفة" في أراضيها

موسكو - رائد جبر

أكد مسؤول عسكري روسي رفيع أن بلاده لن تتردد في استخدام ترسانة أسلحتها، بما فيها النووية، "إذا تعرّض أمنها أو أمن حلفائها للخطر". وشدد في مؤتمر خاص عقد أمس في موسكو، بحضور مسؤولين على المستويين العسكري والسياسي على ضرورة أن يراعي الغرب مصالح روسيا، خصوصاً في الفضاء السوفياتي السابق.

وحمل المؤتمر عنوان "الأمن الوطني الروسي في المرحلة الراهنة"، وشارك فيه مسؤولون من وزارات الخارجية والدفاع والداخلية وكذلك الأجهزة الخاصة. وهدف الى وضع تصورات حول سبل مواجهة أبرز التحديات في المرحلة الحالية ولسنوات مقبلة. وبحسب خبراء روس، فإن توقيت المؤتمر على أبواب مرحلة حاسمة بالنسبة الى إعادة بناء هياكل السلطة في روسيا جاء متعمّداً ويهدف إلى "تعزيز قدرات روسيا الدفاعية والسياسية في المرحلة الجديدة بالإفادة من التطورات الإيجابية التي حملها العام الماضي".

وحملت تقارير قدمها رئيس الأركان يوري باليوفسكي والنائب الأول لوزير الخارجية سيرغي كيسلياك أقوى الرسائل الموجهة إلى الغرب، إذ أكد الأول أن موسكو لن تتردد في استخدام ترسانتها العسكرية بما في ذلك السلاح النووي في حال تعرض أمنها أو أمن حلفائها لخطر خارجي. فيما اعتبر الثاني أن الذرائع الأميركية لنشر الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية "ليست مقنعة لموسكو"، وأن العالم يشهد حالياً عودة إلى أوضاع الحرب الباردة عندما كان "الاستقرار في المجال الإستراتيجي في العالم يقف على الحافة".

وأوضح باليوفسكي أن بلاده "لا تنوي مهاجمة أحد، لكننا نرى من الضروري أن يفهم شركاؤنا بوضوح وألا يكون لدى أحد أدنى شك في أننا سنلجأ إلى استخدام قواتنا، بما فيها السلاح النووي، لحماية سيادة الدولة الروسية ووحدة أراضيها وحلفائها وأمنها الإستراتيجي في الحالات المنصوص عنها في العقيدة العسكرية الروسية". ولمح إلى احتمال توجيه "ضربات وقائية" إذا دعت الحاجة، في إشارة إلى أن موسكو "لن تنتظر تعرّض أمنها للخطر حتى ترد" بحسب أحد الخبراء الحاضرين في المؤتمر.

وأشار باليوفسكي إلى أنه بعد انتهاء حقبة "الحرب الباردة" "لم تتقلص حال المواجهات والتوتر في العالم بل زادت، "وأن روسيا تقف اليوم أمام تهديدات جديدة منها محاولات دول معينة فرض هيمنتها والتوجه إلى عسكرة النظم السياسية في العالم". وأضاف إن القوة العسكرية "يجب وستستخدم بالتأكيد لإظهار حزم القيادة العليا في روسيا في الدفاع عن مصالح البلاد في شكل فعال وقوي عندما لا تنجح الأساليب الأخرى".

في السياق ذاته، اعتبر كيسلياك أنه إذا مضت واشنطن في نشر درعها الصاروخية في أوروبا الشرقية "ستنشأ حال جديدة تكون الولايات المتحدة بموجبها قد نشرت قواتها الإستراتيجية على مقربة من حدود روسيا للمرة الأولى في التاريخ"، معتبراً إنه لا يمكن لموسكو أن تقف مكتوفة اليدين أمام هذا التطور. وزاد أن الذرائع التي قدمتها واشنطن لنشر درعها الصاروخية "ليست مقنعة بالنسبة إلى موسكو، ولا يمكن القبول بها"، مضيفاً أن انسحاب واشنطن قبل أعوام من معاهدة الدفاع الإستراتيجي وعدم مصادقتها على معاهدة الحدّ من الأسلحة تعيد إلى الإذهان مرحلة "عهود الحرب الباردة عندما كان الاستقرار في المجال الإستراتيجي في العالم معرّضاً لهزات".

ودعا متحدثون خلال المؤتمر "الغرب أن يأخذ في الإعتبار مصالح روسيا في العالم خصوصاً في الفضاء السوفياتي السابق". وأشار بعضهم إلى أن موسكو باتت في وضع يمكنها من الدفاع عن مصالحها في كل مكان.

وتلا نائب وزير الداخلية الكسندر تشكالين تقريراً عن الأوضاع الأمنية تضمن تفاصيل عن "أكثر من 80 منظمة دولية متطرفة" تنشط حالياً على أراضي روسيا وتستخدم الدعاية الأيديولوجية السلفية، وقال إن الأعوام الـ15 الماضية شهدت تزايداً ملحوظاً في عدد الهجمات والجرائم التي يرتكبها أجانب على أراضي روسيا. لكنه أشار في المقابل إلى تراجع كبير في عدد الهجمات الإرهابية التي استهدفت مدناً روسية في العام الماضي، اذ انخفضت بنسبة 57 في المئة مقارنة بالعام 2006. وقال إن عام 2007 شهد تنفيذ 48 هجوماً إرهابياً و18 عملية احتجاز رهائن، وأكثر من 800 عملية اختطاف، استهدفت غالبيتها منطقة شمال القوقاز.

ولم يقتصر المؤتمر على توجيه رسائل أو عرض قوة، إذ شهد تحذيرات قوية من "ثغرات في أنظمة الأمن الإستراتيجي الروسي"، بينها مشكلات مهمة في أنظمة الدفاع الجوية كما أكد قائد سلاح الجو ألكسندر زيلين، معتبراً أنها في حال "حرجة". وقال إن العالم يتجه نحو تطوير قدراته في الجو والفضاء ما يستدعي تعزيز قدرات روسيا على هذا الصعيد حتى عام 2020.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف