جريدة الجرائد

عندما يحصد بوش زرعه!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله خليفة الشايجي

جاءت زيارة الرئيس بوش في الوقت الضائع في العام الأخير من ولايته. مع تصاعد الاحتقان في أكثر من منطقة في الشرق الأوسط الكبير الممتد من باكستان في أقصى الشرق الى المغرب في أقصى الغرب. ليشهد على نتاج سياسته خلال الأعوام السبعة الماضية. مع تخوف مشروع لدى دول وقادة وشعوب المنطقة من تداعيات سياسته في عامه الأخير على المحورين اللذين قسمتهما ادارته بين معتدلين وهم الذين زارهم ومتشددين وهم الذين انتقدهم وتوعدهم من عواصم دول الاعتدال لإحداث المزيد من الفرز.

من باكستان النووية في وضع الدولة المنشطرة عقب مقتل بوتو التي شجعتها الإدارة الأمريكية على العودة. طالبان في أفغانستان عادوا بصحوة ليهددوا وجود أمريكا وحلفائها في الناتو. ووزير الدفاع الأمريكي غيتس انتقد قوات الناتو بأنهم لا يحسنون قتال المتمردين مما أغضب دول الناتو والأمين العام. حرض بوش واطلق تصريحات نارية عن خطر وتهديد إيران "للأمن العالمي" وطالب حلفاءه في كل مكان باحتواء ايران "أكبر دولة تدعم الإرهاب" قبل فوات الأوان. العراق بالرغم من قانون المساءلة والعدالة لا يزال في وضع الدولة الفاقدة للوزن مع انتظار القوى المناوئة لمرحلة سحب 30000 جندي أمريكي في يوليو القادم. في فلسطين التي تستبيحها اسرائيل صباح مساء مرتكبة مجازرها واغتيالاتها للقيادات في حماس والجهاد وتغلق المعابر في ممارسة سادية للعقاب الجماعي. ضاربة عرض الحائط بمناشدات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان دون مناشدة او تعليق بعد ان يئسنا منذ زمن طويل من الانتقاد من سيد البيت الأبيض وادارته. الى لبنان الغارق بالترقب والذي يلفه الشلل والمخاوف من انزلاق الوضع نحو الهاوية بعد شهرين من حكم الفراغ ولبنان بلا رئيس. خصوم أمريكا وصفوا الزيارة بالفاشلة وحملة علاقات عامة.

أتى بوش وغادر والمنطقة على حالها من ترقب وتخوف وتصدع. ولكن هل ذلك التقييم دقيق ويعكس نتائج الزيارة. كان للزيارة أربعة أهداف اختلط المعلن منها بالخفي من سلام الشرق الأوسط المتعثر وتمتين العلاقة مع حلفاء واصدقاء لما بعد عهد الرئاسة واحتواء وتضييق الطوق على ايران والعودة للحديث عن أهمية الديمقراطية واحياء ما يعرف بأجندة الحريات.

تفاؤل بوش في غير موضعه بعد نتائج أنابوليس وسعيه لتحويل رؤيته للدولة الفلسطينية الى واقع خلال عام. وهو ما يثير شكوك الجميع ودفع بعض الساسة من حزب الرئيس بوش إلى الضحك على ذمة الفايننشال تايمز نقلا عن احد المساعدين بالكونغرس عن الحزب الجمهوري. يدفعنا كل ذلك لنتساءل كيف يمكن ان نرى دولة فلسطينية خلال عام! ونحن نرى نتاج العربدة والمجازرالإسرائيلية كل يوم. نجح بوش في إقناع الشعوب والحكومات في المنطقة بأن رؤيته للدولة الفلسطينية ستبقى سرابا.

الهدف الثاني من الزيارة كان لاستثمار العلاقات الشخصية مع القادة ورجال الأعمال لحقبة ما بعد تركه البيت الأبيض. مع اصدقاء في المنطقة لتوظيف هذه الصداقات والعلاقات الشخصية في عالم الأعمال والصفقات والمحاضرات المدفوعة الثمن في المستقبل.

الهدف الثالث، كان للدفع لعزل وحصار ايران. لقد ضخم الرئيس بوش الخطر الإيراني لمضيفيه وشعوبهم عندما أعلن بثقة كبيرة ان "ايران هي الدولة الأولى راعية الإرهاب في العالم وتشكل تهديدا للأمن العالمي وعلينا مواجهة هذا التهديد قبل فوات الأوان". الرد الخليجي جاء من مسؤولين خليجيين. الأمير سعود الفيصل الذي رفض "الاستفزازات". وكانت زيارة وزير الخارجية الكويتي الدكتور محمد الصباح لإيران لافتة في توقيتها بوجود الرئيس بوش بالمنطقة ومطالبته بتشديد الطوق ومحاصرة ايران قبل فوات الأوان. وكأنها رسالة مباشرة في معانيها وابعادها وتصريحاتها الواضحة من الطرفين. بتأكيد وزيرالخارجية الشيخ محمد الصباح "أننا لسنا سعاة بريد" وتأكيده على قوة العلاقة مع ايران. ووصف وزير الخارجية الإيراني العلاقة مع الكويت"بالجيدة والراسخة". في الظاهر لم ينجح بوش في شيطنة ايران وزيادة شعورنا بالقلق منها. ولم نكن بحاجة لزيارة بوش ولا لتحذيراته لتأكيد هواجسنا من ايران ولكننا نؤكد على رفض العمل العسكري في حل ملف ايران النووي.

كان الهدف الرابع من الزيارة لإحياء ما يعرف "Freedom Agenda" أجندة الحريات التي تراجعت خلال العامين الماضيين بسبب وصول خصوم أمريكا من الإسلاميين السنة والشيعة عبر صناديق الاقتراع للسلطة او في قيادة المعارضة في فلسطين والعراق ولبنان ومصر. لذلك لم يكن مقنعا خطاب بوش عن الديمقراطية ولقائه بالناشطات الكويتيات المنتقبات لأن أمريكا عادت لتفضل الشرق الأوسط القديم على الجديد. وسنفصل ذلك في المقال القادم ان شاء الله. هل نجحت زيارة الرئيس بوش؟ النتائج التي لدينا اليوم تؤكد فشل الزيارة في حل او حلحلة أي من الأزمات. لا بل يخشى ان الزيارة أبقت الأزمات على حالها ان لم تزدها سواءاً خلال العام القادم!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Theme???
Jamil -

I did not understand what the writer wants to say??? seems like he is writing his own impressions of different situations but cannot connect the dots. Is he trying to blame Bush for all the events in the Middle east? Is he trying to tell us how clean & innocent is Iran which made Kuwaiti foreign minister go & visit Tehran at time of Bush visit?? Did not the kuwaitis(writer is a kuwaiti) welcome Bush''s invasion of Iraq & in fact were celebrating in their streets??? Is the writer aware of how Iran is meddling in the affairs of the arab world & trying to take over Lebanon through their support of Hizbullah?? Dr Shayeji is ignoring lot of facts & I do not understand his bashing of President Bush(his own president as the writer has an american passport) while the kuwaitis are the ones who encouraged Bush to invade Iraq& now they want to stab him in the back...beats me my friend Dr Abdallah!!!!!

زياره موفقه
ازاد محمد -

انا برأي نجح بوش في زيارته الأخيره للأسباب التاليه1ـألتأكيد على وجوب قيام دوله فلسطينيه2ـتهديد وأيقاف غطرسة ايران والدول المارقه3ـتشجيع الحكومات الدكتاتوريه على اتخاذ مسلك الديمقراطيه وتوفير الحريه اكثر فأكثر4ـ الحث على سبل الكفيله بأزدهار اقتصاديات المنطقه5ـ احترام حقوق الأنسان في المنطقه