جريدة الجرائد

دافوس.. وتحديات التحديث غير الغربي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ناثان غاردلز - غلوبال فيو بوينت

في الوقت الذي تتجمع فيه صفوة العالم هنا في دافوس لبحث كيف يمكن لـ"الابداع التعاوني"، محور هذا العام، تقريب العالم لبعضه البعض، هناك مجموعة كبيرة من التحديات العميقة والواسعة، التي تشير الى ان النزعة تسير في اتجاه مختلف تماما، ان لم يكن معكوسا.

أولا نشاهد نهاية "نهاية التاريخ" في الوقت الذي يتبلور فيه "تحديث غير غربي". ثانيا، بعد مرور عقدين من تفكك نظام الحرب الباردة، ينقسم العالم مرة اخرى الى معسكر ديمقراطي وآخر غير ديمقراطي. ثالثا يتزايد بوضوح ان الاسواق الناشئة ذات التوجه التصديري، مثل الصين والبرازيل تحقق مستويات كافية من الاستهلاك المحلي.

واهم الشخصيات التي تتابع التحديث غير الغربي، هو كيشور محبوباني المندوب السابق لسنغافورة في الامم المتحدة وعميد مدرسة لي كوان يو للسياسة العامة. ففي كتابه الذي نشر أخيرا "نصف الكرة الآسيوي الجديد: الانتقال الذي لا يقاوم للسلطة العالمية للشرق"، قال محبوباني "يريد العديدون في الغرب الاقتناع بان المرحلة الحالية من العداء لأميركا هي مرحلة عابرة ناتجة عن السياسات الخالية من الحساسية لإدارة ما.

ففي يوم من الايام استعار الصينيون والمسلمون والهنود "العدسات الغربية ومناظير الثقافة الغربية لرؤية العالم. الا انهم الان مع ثقة ثقافية ذاتية متزايدة فإن ادراكهم يتزايد اكثر واكثر".

وللتدليل على هذه النقلة، لا يستخدم محبوباني الاحصائيات الاقتصادية المعروفة حول التنمية في الهند والصين، بل يشير الى النوعية المتزايدة وعدد الجامعات الاسيوية ذات المستوى العالمي والزيادة الهائلة في "الحلم الصيني" كنموذج للعالم النامي. وقد يكون الطريق الى هذا الشرق الجديد عبر الغرب، ولكن بما أن الشرق قد وصل الآن الى محطته فان المستقبل سيقام وفقا لشروطه الخاصة. ويقول محبوباني ان "المفارقة الكبيرة بشأن المحاولات الغربية الفاشلة لتصدير الديمقراطية الى المجتمعات الأخرى هي ان الغرب، بالمعنى الواسع للمفهوم، قد أفلح في الواقع بدمقرطة العالم". وبالنسبة لهذا الدبلوماسي السنغافوري فانه حتى الصين، التي يعتبرها الغرب غير ديمقراطية، قد منحت حريات لمواطنيها.

بـ"دمقرطة الروح الانسانية هذه فان الغرب ينتقدهم على الممارسات الانتخابية الناقصة"، لأنه يخشى الشيء الحتمي، وهو ان الديمقراطية الحقيقية على نطاق عالمي يمكن أن تقلب الغرب من موقعه الآمن.

ومن الواضح ان الكثير يكشف هنا عن الفوارق بين الديمقراطية الليبرالية وغير الليبرالية، ولكن محبوباني محق بالتأكيد بشأن التحول التاريخي الأوسع الذي يحدث. ويرتبط على نحو وثيق بالتوكيد الذاتي الثقافي الجديد للشرق، ما تراه وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت باعتباره "التصلب المتزايد بين العالمين الديمقراطي واللاديمقراطي".

ووجهت في حديث لها أخيرا اللوم الى "النظم الديمقراطية أو الأوتوقراطية الزائفة لبوتين وشافيز، التي يمكن أن تشير الى الطريق بعيدا عن وليس قريبا من فاليسا أو هافل أو مانديلا، الذين يعتبرون رواد الديمقراطية في زمنهم". وفي الوقت الحالي يعد النفط العنصر الذي يصلب المواقف، غير أن المرء يتساءل، كما فعل المستقبلي ألفين توفلر قبل اسابيع قليلة في زيارة الى موسكو، كيف يمكن لروسيا أن تتقدم عبر مركزة الدولة واستعادة النخبة الحاكمة في عصر المعلومات، حيث التمتع بالسلطة والمركزية هما السبيلان الى النجاح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف