إلى الرئيس مبارك: العيب فينا لا في الأوروبيين!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أحمد الجارالله
شكل الاتحاد الأوروبي "حلقة ندب" على حقوق الانسان في مصر, مستدلا ببعض الاجراءات التأديبية التي استوجبت المصلحة الوطنية إيقاعها على عدد من العناصر الحزبية ومن بينهم أعضاء في حركتي "كفاية" و"الاخوان المسلمين", وكان من شأن هذه الحلقة الندابة ان ذرفت دموعا أوروبية ظن معها البعض ان أيمن نور ينتمي لأسرة "البوربون" أو أن هنري الثامن كان مرشدا عاما. ولم تلبث ان قابلتها من داخل مصر فرقة "الحناجر" التي ظنت انها احرزت نصرا تاريخيا بلسان ينطق كليا أو جزئيا بلغة الأجانب, الأمر الذي يوجب علينا, بأمانة, أن نتوجه الى الرئيس محمد حسني مبارك بنداء عربي مبين نقول فيه عفوا يا سيادة الرئيس, فإن العيب فينا وليس في الاتحاد الأوروبي, ولن يجدي سحب السفراء من عندهم ولا استدعاء سفرائهم, فهم لم يفعلوا سوى تبويب وترتيب بعض المزاعم التي أطلقها فرقاء مصريون وخاطبوا بها العالم مستغلين سعة صدركم, وقوة صبركم, وتمسككم بالحريات والديمقراطية كخيار نهائي, فأفلتوا ألسنتهم من عقالها ضد مصر, وهي الدولة الناهضة بعناد من بين ركام البيروقراطية والتخلف والفقر والموروث البالي, وفيما كنتم, يا سيادة الرئيس, تعيدون للإنسان في الصعيد, والصحراء, والمناطق النائية, جزءا اساسيا من حقوقه, كان هذا النفر التائه من أبناء مصر, يضخم الأخطاء الطبيعية التي تفرزها كل التجارب الحية, ويسوق لدى الغرب بضاعة سياسية هي غاية في الاسفاف وصلت الى حد التطاول على رمز الوطن شخصيا... ونحن نعرف يا سيادة الرئيس, انك لست ديكتاتورا, وأنك اخترت إشاعة الحريات واحترام الرأي والرأي الآخر, وأنك الضامن الأول لحقوق الانسان في مصر, بدليل أنك لم تواجه هذا النفر التائه بفتح أبواب المعتقلات, وكان ذلك عين العقل الذي يؤيدكم فيه كل ذي فكر حصيف, فعفوا إذا صارحناك, بأن هذا النفر المعتاش من صناعة الأقاويل واختراع الاشاعات, انما يتصرف مثل تصرف يهوذا مع السيد المسيح, فأعاب على مصر ما ليس فيها, وأوصل هذه الصورة المهزوزة الى الاتحاد الأوروبي وغيره, ليساعد من يريد الاساءة لارض الكنانة على تسديد سهامه نحوها, فلماذا نواجه الآخرين, يا سيادة الرئيس, والعيب فينا? لقد استغل هذا النفر التائه الديمقراطية الى حد التوحش, ونال من رموز الدولة ومسؤوليها, وتسبب في إلحاق الضرر بمسيرة التنمية في مصر, وفي إخافة المستثمرين, وفي تشويه حقيقة هذا البلد الطيب أمام المحافل الدولية, وكل ذلك لم نكن نسمع عنه خلال عهود سابقة, حين كانت الاجهزة ايام جمال عبدالناصر تملأ الزنازين بمن يجرؤ على الكلام وتبتكر أقسى وسائل التعذيب وتأتي بالخصوم والمعارضين من عواصم أوروبا بالطائرات بعد تخديرهم. ونحن نعرف يا سيادة الرئيس أنك أردت للحراك السياسي ان ينساب طبيعيا, ومن دون خوف, في كل شؤون البلاد ومرافقها, وأنك فتحت المجالات كلها أمام حرية الرأي من دون قيود, لكننا بتنا نرى في مصر المحروسة حناجر سوداء تبرز اللوز من داخل حلوقها بسبب حدة صراخها, ولا تحمل سوى الكلام المتوحش وتتاجر بقميص عثمان وتدبج القصص والروايات المغلوطة لضرب مشروع التنمية والتحديث الذي تقودونه.. نعم يا سيادة الرئيس, هؤلاء لا يتورعون عن بيع مصر بفواتير سياسية الى الاتحاد الأوروبي وسواه, ونحن لا نقول ان مصر بلا أخطاء, وهل هناك دولة في العالم خالية من الأخطاء, أو الخطايا, واذا حسبناها في عدد من دول الغرب وأميركا لوجدناها أكبر بكثير مما يقال عن مصر.. فيا سيادة الرئيس, حين كانت مصر في قبضة الاجهزة ومراكز القوى لم نكن نسمع مثل هذه المواقف والترهات, بل كانت محافل ومنتديات دولية كثيرة تتغاضى عن كل ما يتعلق بحقوق الانسان محاباة منها وتوسلا لصفقة هنا أو هناك.. ونحن لا نطالبكم, يا سيادة الرئيس, بالعودة عن الديمقراطية ومناخ الحرية, بل بأن تأخذوا حق مصر, وشعبها الطيب, من هذا النفر التائه, فالمصريون يقولون اليوم لحركة "كفاية".. "كفاية كدة", ويدعون "الاخوان المسلمين" لعدم لعب دور الفاسقين, ولهؤلاء, أصحاب الألسنة السوداء نقول: لا تستغلوا الديمقراطية, فلولاها لما وجدتم ولا ظهرت لكم مواقف.. ولا تحرجوا المسؤول فتخرجوه.. واذا كان الرئيس حسني مبارك رجلا حكيما وحليما, فاحذروا ثورة الحليم إذا غضب..
أخيرا وليس آخرا.. فإن برلمان الاتحاد الأوروبي لا تحسب قراراته بالاكثرية بل بما يصدر عنه إذ يمكن لعضو في هذا الاتحاد أن يقول ما لم يقله مالك بالخمر فيصدر القرار.. وهذا البرلمان ليس مجلسا لدولة عظمى, ولذلك على مجلس الشعب في مصر عدم مقاطعة دعوة اتحاد البرلمانات الأوروبية.. فليذهب ولينقل لهم الصورة الصحيحة والغائبة عنهم والتي قرأوها في صحف المعارضة, وتداول بها المشوهون سياسيا والطامحون إلى الحكم ظنا منهم أنهم الافضل لحكم مصر.
وأخيرا, يا سيادة الرئيس, نحييكم بتحية العرب والمسلمين: لك كل السلام, والسلام عليكم.
التعليقات
مقال رائع
عبدالله -مع انه ليس من طبيعتي حب الانتقاد لكن هذاالمقال من اروع المقالات الدولارية التي قراتها مؤخرا..
Joke
kamal -This writer is an absolute joke, knowing that the Egyptian Dictatorship Regime, came to power through rigged and fabricated elections and by acts of criminalities and state terror doctrine against ordinary civilians by a systematic and continues brutalities, those kind of Dictatorship cronies, the so called Journalists in the Arab world must wake up to the fact that we are now living in the 21st Century, in a global village, where the global community know what you had for breakfast today,wake up, remember and make no mistakes that International Justice will come to the Arab Land sooner or later,to decide who should be behind Bars,to protect Civilians.
لاتنسى
الاماراتى -الاخ الكاتب ينسى ان هناك اكثر من 70 الف معتقل بدون تهمه قضوا فى السجون اغلب سنوات العمر بعيدا عن الاهل والأحباب من اجل ان يورث الحكم لشخص واحد. هذا الزعيم الذى يدعم المواطن الاسرائيلى بالغاز ويحاول رفع الدعم عن المواطن المصرى الفقير. يأخى اذا كنت تريد ان ترى الذل على حقيقته اذهب الى اى حى شعبى فى القاهره او اذهب الى زياره سياحيه الى قسم الشرطه حتى تعرف معنى الاهانه والهوان. الشعب المصرى الشقيق يعانى ويحتاج الى زعامه مستنيره والمثل واضح فى الامارات.
للاســـــــــــــف
انسان غادي -كنت من مؤيديك و متابع مقالاتك دوما. وانتظرها بشوق لانها صحيحة ومحكمة بقوة ونافعة ..... لكــــــــــــــن هذا المقال اظهر فيك جانبا مظلما ظلاما قويا لم اتوثع ان اجده فيك . فيا خسارتي واسفي....فقط دقق بالاحداث التي جرت في مصر وطبق احداها على اهل بيتك ثم حاول كتابة المقال من جديد ........
التاريخ يعيد نفسه
محمد عبد المجيد -زميلنا العزيز الأستاذ أحمد الجار الله،كانت جثث المصريين تأتي في نعوش طائرة بأوامر من طاغية العراق .. صدام حسين، فوقف رئيس تحرير ( الأهرام ) الأستاذ ابراهيم نافع في قلب بغداد يقول لأعتى الطغاة: سيدي الرئيس صدام حسين، يقال بأنك المحامي الأول للمصريين في العراق!والآن يعيد التاريخ نفسه، ويقف زميل عزيز من دولة تعرف قبل غيرك محبتي لها ولشعبها ولاعلامييها، ثم تقول للنسخة القاهرية من صدام حسين: أنت، سيدي الرئيس حسني مبارك، الضامن الأول لحقوق المصريين!حتى لو كنت صادقا في حبك للرئيس مبارك، فرسالة الحب له هي رسالة كراهية لشعبنا المصري، فلا يمكن أن يجتمع حب مثقف لمبارك وللمصريين.إما أن تحب مصر والمصريين، أو تحب الرئيس مبارك، ومستحيل الجمع بين الاثنين.مع مودتي محمد عبد المجيدرئيس تحرير مجلة طائر الشمالأوسلو النرويجTaeralshmal@gawab.com
انشري يا ايلاف
ناقد -صحافة آخر زمن إنها صحافة المتملقين وعبيد الدينار البارحة كان يمدح صدام ثم انقلب عليه واليوم يمدح مبارك هل يا ترى يعد لإنقلاب عليه من يدري إنه عالم الإبتزاز.
الكيل بمكيالين
جاسم محمد - الكويت -الكاتب "الشريف" الجارالله يدافع عن مصر لانتهاكها حقوق الانسان ويهاجم سوريا للسبب ذاته فمكاييله خاصه جدا تعتمد على سعر صرف الدولار وعلى مبدأ " من حبته عيني ماضامه الدهر" المبدأ واحد يا سيادة الباشكاتب لا يتجزأ واصبحت جريدتك السياسة منبر لمدح من لا يستحق المدح وذم سب وقذف الشرفاء على حسب سعر الدولار والبورصه
لاتستغرب!!!
محمد مهنا -لااستغرب دفاع الكاتب عن حسني مبارك فهو عودنا دفاعه عن الدكتاتورية والظلم القوى الشريرة في الوطن العربي وفي العالم,كان من اكثر المدافعين عن صدام ولم يهاجم في يوم من الايام اصحاب العروش الذين يعتبرون من اكثر الحكام ظلما وجبروتا في العالم اجمع, لذلك لا تستغرب ايها القارئ العربي دفاع هذا الكاتب عن الظلم والجبروت والقهر والدكتاتورية.
مكتب للدعايه
صحفي حر -من جار الله الى خيرالله كلهم موظفون بالعمله الصعبه---هذه الوظيفه تسمى في اروبا و العالم الحر مكتب للدعايه السياسيه و لبس له علاقه اطلاقا بالصحافه--يشتغلون لمن و حسب من يدفع--فمبارك اليوم اصبح ديمقراط و غدا مستبد و الكاتب هو نفسه---
هى دعوة للتخلف
عادل المصرى -اساءل الكاتب :هل معاناة المصريين حاليا بسبب الاشخاص السوداويين الذين تتحدث عنهم ام بسبب النظام ورجالهالذين حصلوا على فرصة للحكم وصلت اكثر من ستة وعشرين عاما؟!وكم يحتاج النظام وزعيمه حتى يؤتى الاصلاح ثماره ويشعر المواطن بنتيجة تحمله ومعاناته طوال هذه السنين السوداء؟!كم ربع قرن اخر يحتاجه النظام!قلها صراحة:اننا قطعنا ستة وعشرين عاما هى نصف المشوار ونحتاج نصفا اخر مثلها حتى نشعر بالثمار .والواضح طبعا انك تروج لخليفة الرئيس الذى يكرهه الشعب لانه يحصل على فرصة يحرم منها خمسة وسبعون مليون انسان!والمشكلة انه حتى بعد خمسين سنة لن يشعر احد بالاصلاح لاننا سنكون متنا جميعا وتركنا ورثة معدمين شحاذين ولن يكون هناك مصريون سوى مليون غنى ملياردير نهبوا مصر والاخرون سيكونون مثل الصومال واثيوبيا وغيرها من المجاعات! اتق الله فى مصر وشعبها الطيب الذى بكى على من ظلموه كثيرا ولن يبكى على احد بعد اليوم.ستة وعشرون عاما انتقلت فيها دول من مصاف الفقراء الى العالم المتقدم ونحن مازلنا لانجد سكنا ولاخبزا ولاحتى شوارع سليمة للمرور ولاحزن على ذلك بل نحزن على من لايقدر حكمة الرئيس ..!!
ده اللى كان ناقصنا
natali -كأنه يحكي عن رئيس غير مبارك وبلد اخرى غير مصر
مقال رائع
ياسر دهمش -مقال رائع بجد استاذنا العزيز يعبر عن الواقع المعاش في مصرهذه القلة التي تصرخ ليل نهار مدعية انها تدافع عن حقوق الانسان في مصر ضد ماتقول عنه النظام الحاكم ليسوا الا مجموعة لا يهمهم في المقام الاول الا مصالحهم الشخصية و شهرتهم التي بنيت علي اساس كاذباشكرك بشدة علي هذا المقال الجيد
موقف!!!
أبو رامي -بعد قراءة تعليق القراء أحب أقول للسيد الكاتب ما قاله عادل أمام في احدى مسرحياته " أنت تحط نفسك في مواقف بايخهههههههههههههههه "
بلاش فلسفة كذابة
مصرى صميم -الأخ احمد الجار الله وهو من نجوم الصحافة لا يدافع عن الرئيس ولا حاجة كما يعتقد البعض لكنه على العكس يكيل السهام لمصر أيضا كما فعل سابقا فى واقعة تعذيب مصريين فى الكويت. أخى الكريم فى عصر الرئيس عبدالناصر لم يكن يوجد YOUTUBE والذى اصبح نصف مرئياته عن الشرطة المصرية وما تفعله مع المواطنين. اخى احمد الجارالله والله أتمنى لو أنك توقع فى يد شرطة جوانتانامو المصرية لساعة واحدة وصدقنى ساعتها هتنسى انك جارالله وهتكون فال الله ولا فالك.
الاح احمد
مصراوى -الاخ احمد الجار الله ( قل خيرا )
والله كسغتنى
الحاج عبده -يأخ احمد انا كنت من اشد المؤيدين للمعارضه لكن بعد قراءه مقالك انكسفت على دمى وعرفت ان لحم كتافى من كرم الرئيس وانا كنت قليل الادب وغوغائى لما فكرت اطلع فى مظاهره بدون علمى بما يريده الحاقدين. ارجوا ان تشرح لى ولباقى ناكرى الجميل فوائد التوريث حين ان اغلبيه الشعوب العربيه لاتعى اهميه النقل السلمى للسلطه وان المثل الشعبى "ادى العيش لخبازينه" لايأتى من فراغ. يعنى ان طول عمرى باشكاتب يبقى مش معقول اكون رئيس جمهوريه. ربنا يخليك لنا ولشعب الكويت. وفى انتظار الرد
مقالة تضييع وقت
مدمن ايلاف القبطي -مقالة انشائية ليس فيها فكر جديد ولم تضع يدها علي مكمن الداء اضعت وقتنا