جريدة الجرائد

بين الوضوح .. والاستسلام للمحور الإيراني ـ السوري

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خيرالله خيرالله

مضحك ومبك في آن الوضع في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار إسرائيلي هو تعبير عن إرهاب الدولة. لم يكن مستغربا لجوء إسرائيل إلى التدابير التي اتخذتها بما في ذلك قطع التيار الكهربائي عن معظم أنحاء القطاع ثم أعادته على نحو متقطع لاستيعاب الضغوط الدولية لا أكثر. من يستغرب ما يحصل الآن في غزة لا يعرف إسرائيل، أو لا يريد أن يعرف ما هي هذه الدولة. ما تشهده غزة، يعكس الطبيعة الحقيقية لإسرائيل التي لن تفوت أي فرصة، خصوصا في مرحلة ما بعد حرب صيف العام 2006 في لبنان، لتأكيد أنها لا تزال تمتلك القدرة على الردع.
عجزت إسرائيل في تلك الحرب التي خاضتها مع "حزب الله" تحقيق انتصار كاسح على تلك الميليشيا التي هي جزء لا يتجزأ من "الحرس الثوري" الإيراني. اكتفت بتدمير جزء من البنية التحتية للبنان، أو على الأصح بإعادة البلد ثلاثين عاما إلى خلف متيحة بذلك المجال لـ"حزب الله" وحليفه السوري لرفع شارة النصر. نعم كان الانتصار على لبنان ساحقا ماحقا، ما حقق رغبات "حزب الله" والنظام السوري. ربما كان ذلك ما أرادته إسرائيل التي اكتفت إلى الآن باعتبار القرار 1701 تعويضا عن الانتصار العسكري، أي أن حرب الصيف حققت جزءا من أهدافها. تأكد بعد أيام من انتهاء الحرب أن "حزب الله" يوجه سلاحه إلى اللبنانيين وأن الهدف الحقيقي والأصلي للسلاح أن يكون لبنان رهينة لدى المحور الإيراني ـ السوري، على غرار ما آلت إليه حال الطائفة الشيعية الكريمة في لبنان منذ وضع الحزب يده عليها... في النهاية، أين مشكلة إسرائيل عندما يكون "حزب الله" المذهبي مسيطرا على جزء من القرار اللبناني وحتى حين يصير البلد في عهدة الحزب؟ أوليس طموحها أن يعترف بها العالم "دولة يهودية"؟
عندما يدرك العرب عموما هذه المعادلة الخاصة بفلسطين ولبنان، سيكون في استطاعتهم ردع إسرائيل بطريقة ناجحة والعمل على انقاذ لبنان بالمحافظة على مؤسساته على رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية. من دون استيعاب المعادلة التي تحتم عليهم اتخاذ موقف واضح وحاسم من "حماس" و"حزب الله" والنظام السوري والسياسة الإيرانية، لا أمل في استقامة الوضع العربي كله.
لعل أقل ما يفترض في مجلس الجامعة عمله، أيا يكن مستوى انعقاده، القول لـ"حماس" من دون مواربة أن كفى تعني كفى وأن ما تقوم به يصب في خدمة إسرائيل لا أكثر. وبكلام أوضح، على العرب عدم التقاعس في تأدية واجبهم الأول المتمثل في وضع الحركة الإسلامية أمام مسؤولياتها. على الحركة التوقف عن لعبة إطلاق الصواريخ "العبثية"، كما يقول "أبو مازن" والتي لا تؤدي سوى إلى استخدام الشعب الفلسطيني وقودا في معارك لا علاقة لها بقضيته. إنها لعبة في خدمة لعبة أخرى تمارسها الحكومة الإسرائيلية الحالية بإتقان شديد نظرا إلى أنها لم تتخل يوما عن خطة إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية والتهرب من المفاوضات. هل كل الهدف من التصعيد المتبادل في غزة إحراج السلطة الوطنية ممثلة برئيسها السيد محمود عبّاس (أبو مازن)؟ لا يستطيع أي رئيس للسلطة الوطنية التفاوض مع الجانب الإسرائيلي في ظل الحصار لغزة ومحاصرة أهلها وتجويعهم. ولا تعني مقاطعة المفاوضات التي تدعو لها "حماس" يوميا سوى مزيد من التصعيد وكسب للوقت يستفيد منهما الجانب الإسرائيلي. هذا الجانب الذي سبق وأعلن غير مرة أنه انسحب من غزة لتشديد قبضته على القدس وقسم من الضفة الغربية وتكريس الاحتلال للمدينة المقدسة والمناطق المحيطة بها.
في حال كانت رغبة عربية في مساعدة فلسطين ولبنان، لا مفر من تسمية الأشياء بأسمائها وتفادي السقوط في العموميات. نعم إن إسرائيل تمارس إرهاب الدولة وتعاقب أهل غزة على أمور لا علاقة لهم بها. لكن إسرائيل تستفيد في المحصلة من ممارسات "حماس" ومن على شاكلتها الذين حولوا القطاع الى "حماستان".
في النهاية، ما حصل في غزة كان انقلابا على السلطة الوطنية ظاهرا. في العمق، كان ذلك انقلابا يستهدف أي مشروع تسوية واقعي في المنطقة مبني على أقامة دولة فلسطينية مستقلة في أطار حدود 1967، على أن يرافق ذلك تبادل للأراضي وحل عادل لقضية اللاجئين. ولهذا السبب وليس لغيره، سهلت إسرائيل حصول "حماس" على السلاح والمساعدات المالية. أدت "حماس" الدور المطلوب منها إسرائيليا. على العرب القول بالفم الملآن إن الشعب الفلسطيني ليس مضطرا لدفع ثمن ولاء "حماس" لا لدمشق ولا لطهران.
وفي لبنان هناك، هناك انقلاب ينفذ على مراحل بدأ باغتيال الرئيس رفيق الحريري لضم الوطن الصغير إلى المحور الإيراني ـ السوري وتحويله رأس حربة للمحور، أي "ساحة" تستخدم لابتزاز العرب وغير العرب. ما يحاول النظام السوري قوله للعرب إن الخيار أمامهم بين الرضوخ لمطالبه، بما في ذلك تشكيل الحكومة اللبنانية في دمشق، أو بين حرب أهلية ذات طابع مذهبي تنطلق من بيروت.
لم يعد مكان لأنصاف الحلول والمساومة والكلام المعسول الذي لا معنى له. أما يختار العرب عبر مجلس الجامعة الوضوح، أي الوقوف مع اللبنانيين والفلسطينيين... واما الاستسلام للمحور الإيراني ـ السوري الذي تحظى سياساته في المنطقة بدعم إسرائيلي غير مباشر، على الرغم من كل الشعارات الطنانة التي يتغطى بها. هل من خدمة لإسرائيل أكبر من خدمة أثارة النعرات المذهبية والدينية في المنطقة، من العراق، إلى الخليج، إلى لبنان، إلى فلسطين؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خدم اسرائيل
مراقب -

على الرغم من كل الشعارات الطنانة التي يتغطى بها( العملاء منذ خمسين سنة حتى الآن) هل من خدمة لإسرائيل أكبر من خدمة أثارة النعرات المذهبية والدينية في المنطقة، من العراق، إلى الخليج، إلى لبنان، إلى فلسطين؟ .............وهل سيفهم بعض المخدوعين في أن اولئك العملاء يتلاعبون بشعوب المنطقة من خلال دغدغة المشاعر الوطنية للبسطاء؟؟

الخادم الاول والاخير
بـــــــا سيــل -

انت من يبث الفتنة والسموم بين اللبنانيين سنة وشيعة وبما انك مسيحي والمسحيين براء فانت من تبث الفتنة وتخدم الصهاينة بكل ما اوتيت من قوة بقلمك الذي تهتف به لا اسيادك الامريكان والصهاينة وتقزم المقاومة وقائدها انت من تحرض اللبنانيين على بعضهم البعض تخدم اللعوب سعد هذا واني اقول لك ان سعد الحريري وال الحريري ليسو من الطائفة السنية ولا نعترف بهم نحن اهل السنة في لبنان ونحن ندعم حزب لله وقائده العربي الاسلامي سماحة السيد حسن نصر لله اطال الله بعمره مهما كتبت عن سماحة القائد فيظل في نظرنا نحن اهل السنة قائدا مقدادا بطلا عربيا مسلما دمت لنا يا قائدنا يا سماحة السيد حسن نصرلله قائد الامة العربية من مشرقها الي مغربهـــا

بعد الدفع
yasser -

....من خشان, جارالله الى خيرالله هولاء جوقه تدق و تغني و ستزول ...اما لبنان سيبقى

مكابرة فقط
جان ربيع غانم -

لم يمضي اسبوع الا والكاتب يلاحق سوريا وشعبها بكتابات تحريضية بعيدة عن الواقع اولا لان الكاتب على مايبدو ان همه الاول هو سوريا ومواقفها الصامدة وثانيا يحب الدفاع عن اقامة دولة يهودية تكون ملجا له وللامثاله من الكتاب لان العملة الصعبة اقوى من العملة المحلية وثالثا لقد انهكنا بالكتابة حول نفس الفكرة والموضوع بكلمات وعنواين متشابهة مما جعل الكثير من القراء والحقيقة تقال نحب وندافع عن سوريا وحلفائها برغم حيادنا لان مايقوله الكاتب مجافي الحقيقة على ارض الواقع فهو يحاول اعطاء بعد قومي لافكاره ولكن ينوي عكس ذلك انه فقط يعمل بالدولار ويدافع عن التقوقع والانطواء يتهم سوريا بسوء نية ولكنه يُكون لدى القراء نتيجة معاكسة له فيزداد القارىء دفاعا عن سوريا وهكذا ورويدا رويدا يدب الممل في نفوسنا ولا نعود نقرا له ومن هنا عليه تحليل الامور بعقلية واقعية من منطلق عربي وليس ماروني فقط

هؤلاء الكتاب الأقزام
سامي بيطر -

يؤسفنا نحن العرب ان يكون بين ظهرانينا من يدعي العروبة ويكتب بقلم يهوديلولا المقاومة ياخير الله لما خرج اليهود من جنوب لبنان ولولا المقاومة ماخرجوا مدحورين من غزةماذا فعل ياسر عرفات قبل عباس : وقع آلاف المعاهدات وبقي اسيرا خاضعا لليهود ومات مسمومااما هؤلاء فيلقنون الدرس تلو الدرس لليهود الذين سيرحلون من ارضنا فتأهب لترحل معهم

لا للتخاذل
نورا جرجس بطرس -

مع العلم انني لست معجب بمقالات الكاتب ولكن من الواجب فضح انحيازه الاعمى الى الغرب الاستعماري الحريري وشلة 14 ولتذكير فقط ان القيادة الفلسطينية انشقت عن الصف العربي منذ مؤتمر مدريد واخذت تتفاوض سرا برئاسة ابومازن مع الصهيانة منذ 1992 وحتى الان فاين النتيجة؟ خمسة عشر عام من المفاوضات السرية والعلنية كان ضحيتها المزيد من التهجير والمزيد من المستوطنات والمزيد من الاذلال العربي والمزيد من بناء جدران الفصل العنصري هل تمكن المفاوشون من رفع حاجز واحد؟ الجواب كلا انقلبت المفاهيم التي وضعها الاستعمار نفسه بحق الدفاع ضد المحتل وتشكيل كل انواع المقاومة اما الان اصبح من يقاوم يسمى ارهابي ومن يدافع عن وطنه اصبح ارهابي الخ وذلك الفضل يعود الى كتاب باعوا وطنهم للغرباء واعتقد ان الكاتب يقرا بسرعة وينسى بسرعة الا يعلم ان المقاومة سواء اكانت حماسي او المقاومة اللبنانية لم تكن موجودة قبل الاحتلال فماذا تريد منها ايها الكاتب ان تنبطح وتسكت عن تدمير بلدانها؟ عجبا بهكذا كتاب!!!

لا حياء لمن تنادي
بشار عقيل -

كل ما سبق من تعليقات وما سيكون لن يؤثر شيئاً في هذا النوع من الكتاب لأن أرزاقهم متوقفة على الفتنة والتخريب وهذا ثمن أغلى وأهم بكثير مما يبيعون.. مع الشكر للسيد ياسر الذي يعرفهم بالاسم وأضيف على اللائحة السيدة راغدة ضرغام.

a forum for all
Karl -

I just wonder how Elaph declares itself as the news for all Arabs, and only publish comments from the Syrian Intelligence and its supporters...I wonder where is the objectivity in this...Thank you

للذاكرة
ناصر الساكت -

الاستاذ خير اللة للذاكرة ان اسرائيل اعترفت بانها لم تستطع الانتصار على المقاومة ونحن ما زلنا نكابر ونقول اننا لم ننتصر . ان الانتصار او الانكسار يصيب كل واحد منا وان القرارات الدولية تصيبنا جميعا .تحية لكل الشعب اللبناني العربي البطل.

Why bother?
Othman -

Why should we react to such an essay. There are two camps in the Arab world: One with the US and Israel, and the other against it. Everyone has the right to promote his/her views. Let them talk and write, because they are paid to do that, and not because they believe in.

أنتصار ضخم
علي -

كم كان أنتصار "حزب الله" كبيرا، بل ضخما. المهم ما حل بلبنان وليس ما حل بأسرائيل. لبنان لم يقم بعد من الأنتصار الوهمي ل"حزب الله" على أسرائيل.. عفوا على لبنان!