جريدة الجرائد

14 آذار: سورية فبركت «الاعترافات» للتهرب من المحكمة الدولية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

" أوان "

تفاعلت في لبنان أمس مضامين "الاعترافات" المتلفزة لـ"المتهمين" بالتفجير الأخير الذي حصل في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي في محلة "القزاز"، على طريق مطار دمشق الدولي، وأدى إلى مقتل 17 شخصا، وفقا للرواية الرسمية السورية يومذاك.

وقد عرض التلفزيون السوري هؤلاء "المتهمين" الليلة قبل الماضية، وهم حسبما ظهروا على الشاشة يدلون

بـ "اعترافاتهم": وفاء العبسي، ابنة شاكر العبسي (قائد تنظيم فتح الإسلام) في لبنان، وعبد الباقي محمود الحسين، الملقب بـ(أبو الوليد)، وهو سوري من إدلب، الذي كان المسؤول الأمني لـ(فتح الإسلام)، والسوري سلمان محمد الشحنة، العضو في التنظيم نفسه، والسوري أنس عثمان العثمان، العضو في تنظيم القاعدة، والسوري عبدالحليم محمد رعد، العضو في (فتح الإسلام)، والسوري من أصل فلسطيني ياسر عناد، وهو زوج وفاء العبسي، العضو في التنظيم الأخير نفسه.

وقد اعترف أفراد المجموعة بأن منفذ عملية تفجير القزاز "سعودي؛ ويلقب بأبي عائشة، وينتمي إلى (فتح الإسلام)، وأن قرار تنفيذ العملية قد اتخذ في لبنان، بينما تم التحضير لها عبر تأمين متفجرات من لبنان، والمال اللازم من سورية".

وأشار هؤلاء أيضا في "اعترافاتهم" إلى أن "مصادر تمويل (فتح الإسلام) كانت تجارا في شمال لبنان، وأثرياء في دول الخليج، وفي مقدمها السعودية، وتيار (المستقبل)، الذي قالت وفاء العبسي إن علاقة والدها بهذا التيار كانت حذرة".

من جهتها، نفت أمس مصادر تيار "المستقبل" لـ"أوان" صحة الاتهامات التي عبر عنها الموقوفون لدى أجهزة الأمن السورية.

واعتبرت الأمانة العامة لـ(14 آذار)، في بيان أصدرته إثر اجتماع عقدته أمس، أن الاتهامات الأخيرة التي وجّهها النظام السوري ضد اللبنانيين "تشكّل محاولة جديدة ومكشوفة للتهرّب من مسؤوليته في جرائم الاغتيال، استباقا لتقرير لجنة التحقيق الدولية وقيام المحكمة الدولية"، إذ "يحاول هذا النظام الإيحاء بأن مسؤولية القتل إنما هي مسؤولية يتشارك فيها الجميع، بدليل (الحملة الإرهابية) التي تستهدف سورية.. وذلك، تمهيدا لتبرير رفضه الانصياع لما قد يصدر بحقه نتيجة التحقيق في جرائم الاغتيال".

وأشار البيان الذي حصلت "أوان" على نسخة منه، إلى أن استخدام القتل والإرهاب "وسيلة لتحقيق أهداف ومآرب سياسية، هو اختصاص حصري للنظام السوري، الذي يمهّد اليوم الطريق إلى حملة إرهابية جديدة في لبنان تحت عنوان: الدفاع عن النفس".

وفي سياق متصل، قدّم رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع اقتراحا، وصفه بـ"البسيط جدا"، ويقضي بـ"إحالة الموقوفين في سورية إلى لجنة التحقيق الدولية، للتأكّد من اعترافاتهم"، معتبرا أن توقيت الإعلان عن الشبكة "قد يكون ردّاً على تحدّي رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري للرئيس السوري بشار الأسد، بأن الإرهاب قد يكون مصدره سورية".

من جهته، رأى عضو كتلة نواب "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا، أن "التوقيت الحالي لبث الشريط السوري، يعكس النوايا الخبيثة للنظام الديكتاتوري في اتجاه القوى السيادية والوطنية في قوى 14 آذار"، معتبرا أن "الاعترافات تكتسب الصدقية فقط عبر المحكمة ذات الطابع الدولي.. مع احتفاظ سورية بحق استعادتهم ومحاكمتهم".

ورأى النائب بطرس حرب، وهو أحد أركان 14 آذار، إن تيار (المستقبل) كان "الداعم للجيش اللبناني، في مواجهة منظمة فتح الإسلام، وهو يهيئ المناخ الشعبي المؤيّد والداعم للجيش".

بدوره، وصف النائب السابق فارس سعيد؛ منسق الأمانة العامة لفريق 14 آذار، توقيت بثّ "الاعترافات المزعومة" عبر التلفزيون السوري بأنه "مشبوه"، لافتا إلى أن هذا التوقيت يستبق زيارة وزيري الداخلية زياد بارود والدفاع إلياس المرّ إلى دمشق، فـ"هم يريدون أن يضيّقوا على الوزيرين قبل زيارتهما إلى سورية ويضلّلوا الأمور، وكأن النظام السوري لديه حالة من القلق من الحدود اللبنانية، ويشعر بأن الأحداث الأمنية التي تشهدها سورية مصدرها لبنان".

ووصف عضو (اللقاء الديمقراطي) النائب هنري حلو، الشهادات التي بثها التلفزيون rlm;السوري بأنها "مفبرَكة"، ولفت إلى أن الأسلحة والعناصر "دخلت كلها إلى لبنان عبر اrlm;لحدود السورية اللبنانية، كما أن معظم قيادات هذه التنظيمات موجودة في سورية، وتتلقى الأوامر rlm;منها"، واضعا سبب التصويب على تيار (المستقبل) في خانة "ردّة الفعل على تصريحات النائب سعد الحريري الأخيرة، إضافة إلى أن المحكمة الدولية باتت وشيكة، وأن الاتهام سيصدر في اتجاه rlm;معين".

وأكد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب أنطوان سعد "أن تيار "المستقبل" براء من "فتح الإسلام" وأمثالها"، وطالب لجنة التحقيق الدولية بـ"ضم الشريط الذي بثه التلفزيون السوري إلى ملف التحقيق"، وربط بين "الحشود السورية على الحدود مع لبنان في السلسلة الشرقية وفي الشمال، وبين هذه الفبركات التي تسعى إلى إلصاق تهمة الإرهاب بلبنان، من أجل تضليل الرأي العام وجعل النظام في سورية في موقع الضحية التي تكافح الإرهاب"، مستغربا ما وصفه بـ"المسرحية الساخرة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف