بوش يوقّع اتفاقاً نووياً مع الإمارات قبل مغادرته البيت الأبيض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن - سلامة نعمات
تتخوف أوساط سياسية أميركية من أن تدخل منطقة الشرق الأوسط والخليج في سباق تسلح نووي، في حال عدم تمكن أميركا من إحباط طموح إيران لإنتاج أسلحة نووية. ولفتت مصادر إعلامية إلى أن الرئيس الأميركي ينوي توقيع اتفاق لتزويد دولة الإمارات العربية المتحدة بقدرات نووية قبل مغادرة البيت الأبيض، علما بأن دولا عربية أخرى، مثل الأردن ومصر والسعودية وتركيا والجزائر، طلبت أيضا الحصول على التكنولوجيا النووية.
ورغم أن الغطاء السياسي للاتفاق هو أن الطاقة النووية ستستخدم لأغراض سلمية، فإن المعروف هو أن التكنولوجيا النووية السلمية، يمكن أن تتحول إلى برامج تسليحية نووية، في حال تم اتخاذ قرار بذلك، فضلا عن أن دولة الإمارات النفطية، ليست بحاجة إلى طاقة نووية لإنتاج الكهرباء في ضوء توافر المصادر التقليدية للطاقة لديها.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" السبت افتتاحية، نبهت فيها إلى أن عدم تحرك الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما لاحتواء الخطر النووي الإيراني سيقود إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط. وقالت إن الرئيس المصري حسني مبارك حذر في تصريح له الأسبوع الماضي من أن إيران "تسعى إلى ابتلاع الدول العربية" في إشارة إلى توسع نفوذها الإقليمي. ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات مبارك تأتي في ظل حرب كلامية بين مصر وإيران، بعد استفزازات إيرانية تضمنت إنتاج فيلم عن اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات، بالإضافة إلى تظاهرة جرت في طهران الشهر الماضي، دعت إلى تصفية مبارك بحجة أنه يتحالف مع إسرائيل. واعتبرت الصحيفة أن تحذيرات الرئيس المصري يجب أن تؤخذ بجدية في ضوء اختراقات إيران في الدول العربية، بما فيها ميليشيا "حزب الله" في لبنان ودعمها لحركة "حماس" في فلسطين، وتدخلها في العراق عبر جيش المهدي وميليشيات أخرى موالية لها.
وبعد فشل إسرائيل في القضاء على "حزب الله" خلال حرب تموز (يوليو) 2006، تبدو إدارة الرئيس بوش وكأنها ليست متحمسة للحيلولة دون حصول إيران على أسلحة نووية، فيما توعد الرئيس المنتخب أوباما بفتح حوار مع طهران، ما يثير مخاوف في المعسكر العربي. وقالت الصحيفة إن بعض العرب "ينظرون إلى أوباما على أنه ساذج، ويتصرف كأي سائح يعتقد انه يستطيع مساومة إيران في البازار السياسي"، في إشارة إلى مهارة الإيرانيين في المساومة.
وينتظر أن توقع دولة الإمارات اتفاقا مع أميركا للحصول على قدرات نووية خلال الأسابيع الثلاثة المتبقية من إدارة بوش. وتسعى المملكة العربية السعودية ومصر والجزائر وتركيا واليمن والأردن، إلى الحصول على مفاعلات نووية مماثلة. وتتذرع بعض تلك الدول بأنها تحتاج إلى الطاقة النووية لتنقية المياه، أو الحصول على الطاقة الكهربائية. وينص الاتفاق الأميركي-الإماراتي على ألا يعمل أي من البلدين على تخصيب اليورانيوم الذي سيتم إنتاجه تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إلا أن التساؤلات تبقى قائمة بشأن أسباب سعي دول نفطية مثل السعودية والجزائر، للحصول على الطاقة النووية، وما إذا كان ذلك بهدف تحقيق توازن استراتيجي عسكري مع إيران.
يذكر أن الهند وإسرائيل عملتا على إنشاء برامج نووية "مدنية" قبل تحويلها إلى برامج تسليحية. وتشتبه بعض المصادر الأميركية غير الرسمية، بأن كلا من السعودية ومصر تعمل على بناء برامج نووية بشكل سري، يعتقد أنه تم توفيرها من قبل باكستان.
ورغم أن التهديدات الإيرانية تبدو وكأنها تستهدف الأمن الإسرائيلي والمصالح الأميركية المباشرة في المنطقة، إلا أن الدول العربية ترى في امتلاك إيران سلاحا نوويا تهديدا مباشرا لها، أكبر من أي تهديد لإسرائيل وأميركا اللتين تمتلكان قدرات عسكرية تقليدية ونووية متفوقة، إضافة إلى أنظمة مضادة للصواريخ تستطيع اعتراض الهجمات الإيرانية. وفي حال قررت إسرائيل وأميركا التعايش مع إيران نووية، فإن المتوقع بشكل تلقائي، هو أن تسعى الدول العربية لامتلاك رادع نووي خاص بها أيضا.
وتشير مؤسسات أبحاث أميركية إلى أنه إلى جانب امتلاك إسرائيل وباكستان للأسلحة النووية في الشرق الأوسط، فإن دولا مثل السعودية وتركيا ومصر، قد تحصل على قدرات نووية تسليحية في غضون عشر سنوات، ما لم يتم احتواء الخطر الإيراني الذي يتهددها، وضمان وقف سباق التسلح في المنطقة المضطربة أصلا.