حكم البهائيين!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سلامة أحمد سلامة
أزاح الحكم القضائي الذي يتيح للبهائيين ترك خانة الديانة في الأوراق الرسمية خاليةrlm;,rlm; أو وضع شرطة أمامهاrlm;,rlm; عقبة جوهرية من العقبات التي وصمت الحكومة المصرية بالتعصب الرسمي وانتهاك حرية العقيدةrlm;,rlm; فضلا عن إجهاض مبدأ المواطنةrlm;..rlm; وهو أمر ما كان يجب علي الحكومة أن تنتظر صدور حكم قضائي بشأنهrlm;.rlm; وبالتالي فلا معني لأن تستشكل أو تطعن وزارة الداخلية أو أطراف أخري ضد الحكمrlm;!rlm;
وقد استند الحكم الي قرار لمجمع البحوث الأسلامية بعدم الأعتراف بالبهائية كديانة سماوية أو بالبهائيين كجماعة أو كيان سياسي أو دينيrlm;..rlm; ومن ثم فهي لا تدخل ضمن الديانات السماوية الثلاث المعترف بها وهي الأسلام والمسيحية واليهوديةrlm;.rlm; وهي خطوة علي الطريق في الأنتصار لمبدأ الحرية والتسامحrlm;.rlm;
دوافع الأمر أن هذا القرار تأخر كثيراrlm;,rlm; وكان سببا في الأساءة الي الحقوق المدنية لفئة مهما تضاءل شأنها وقل عددهاrlm;,rlm; إلا أنها حاضرة في المجتمع بشكل أو بآخرrlm;.rlm; وكانت إما مكرهة علي التظاهر بدين لا تؤمن بهrlm;,rlm; أو عاجزة عن ممارسة حقوقها المدنية واستخراج الأوراق الرسمية التي تمكنها من العيش بسلام والحفاظ علي حقوقها الشخصيةrlm;.rlm; وهو ما كان يعتبر شكلا من أشكال الاعدام المدني الذي تمارسه الأغلبية ضد الأقليةrlm;,rlm; وينتهك حقا أصيلا من حقوق الأنسان وهو حرية الأعتقادrlm;..rlm; علما بأن هذه الحرية بالذات من أولي وأهم الحريات التي كفلها الأسلام حين أكد أنه لا إكراه في الدينrlm;,rlm; ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفرrlm;!!rlm;
وفي التاريخ الأسلاميrlm;,rlm; كما في العديد من المجتمعات الأسلامية المعاصرةrlm;,rlm; تعايشت مع المسلمين أقليات من طوائف ونحل غير سماويةrlm;,rlm; ومارست حقها في العبادة وإقامة شعائرها تحت حماية الدولة التي تعيش فيهاrlm;..rlm; فنحن نعرف طائفة الدروز في الشامrlm;,rlm; والصابئة في العراقrlm;,rlm; والمجوس وعبدة النار في إيرانrlm;,rlm; وعشرات غيرها من الملل والنحل التي خرج بعضها من عباءة الأسلام أو اختلطت عقائدها بطقوس غرائبية ذات جذور موغلة في القدمrlm;.rlm; لها معابدها ومقدساتها ولا أحد يتدخل فيها أو يسعي للنيل منهاrlm;.rlm; بل إن العكس هو الصحيحrlm;:rlm; فكل محاولة للتبشير والإغراء أو الضغط والأكراه غالبا ما تؤدي الي انفجارات طائفية وحروب دينيةrlm;.rlm;
ومن ناحية أخري فنحن نعيش الآن في عالم سقطت فيه الحواجز الثقافية والحضاريةrlm;..rlm; ولا مندوحة لنا من التعامل مع شعوب ومجتمعات لا علاقة لها بالأديان السماويةrlm;.rlm; وفي الجوار كتل بشرية ضخمة من البوذيين والتماويين والهندوس والسيخrlm;.rlm; ومن ثم فإن رؤية العالم المحيط بنا من خلال منظور ضيق مغلقrlm;,rlm; ينطوي علي تبسيط ساذج مخل حين نري في المذاهب الأخري وأتباع العقائد غير السماوية مصدرا للتهديد والخطرrlm;.rlm;
ولو أن الحكومة أخذت بالفكرة التي أقرها المجلس القومي لحقوق الأنسانrlm;,rlm; بإلغاء خانة الديانة من الأوراق الثبوتيةrlm;,rlm; مع الإبقاء عليها في المراجع الأحصائيةrlm;,rlm; لكان خيرا وأحسن تقويماrlm;!!rlm;