جريدة الجرائد

وعلى نفسها جنت كوسوفو!!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فواز العجمي

لا يختلف اثنان في ان اي استقلال أو تحرير لأي شعب أو لأي دولة في العالم يعتبر مطلباً وطنياً وحقا مقدساً بل وفرضاً على أي شعب يرزح تحت الاحتلال ويتذوق طعم المرارة والحسرة والذل والعار.

والشعوب الحرة قدمت الغالي والنفيس من اجل استقلالها وحريتها والتاريخ شاهد على تضحية وكفاح وجهاد هذه الشعوب والشعب العربي قدم آلاف الشهداء من أجل استقلاله وحريته وكرامته ولا يزال هذا الشعب يقدم هذه التضحيات حتى يومنا هذا في فلسطين ولبنان والعراق والصومال والسودان وفي كل قطر عربي يواجه احتلالاً أو يخضع للاحتلال.

والشعب اليوغسلافي كان من ضمن هذه الشعوب التي كافحت وناضلت من اجل حريتها واستقلالها حتى شاهدنا يوغسلافيا دولة كبيرة وعظيمة بشعبها وقيادتها اثناء حكم الرئيس الراحل تيتو والذي كان من عمالقة العصر آنذاك إلى جانب قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الهندي جواهر لال نهرو والرئيسي الصيني الراحل ماوتسي تونغ هؤلاء العمالقة استطاعوا بناء دول عظيمة وقادرة على الحياة.

لقد استطاع الرئيس اليوغسلافي السابق تيتو بناء يوغسلافيا كدولة متحدة رغم كل التناقضات العرقية والقومية وحافظ على هويتها الوطنية بحكمته وقدرته الفائقة بمواجهة التحديات فمنح أقليم كوسوفو حكما ذاتياً لكن تعصب الرئيس السابق سلوبودان ميلوسوفيتش دفعه إلى الغاء هذا الحكم الذاتي كذلك دفعه هذا التعصب الأعمى إلى أخذ يوغسلافيا إلى محرقة التقسيم وإلى تسهيل مهمة اعداء يوغسلافيا بالنيل منها عندما هاجمت قوات الناتو والقوات الامريكية عام 1999 يوغسلافيا وبدأت مرحلة التفتيت والتقسيم، ولعل آخرها هو استقلال كوسوفو.

لكن هذا الاستقلال هل يدفع اهل كوسوفو او يدفع المسلمون الذين يتعاطفون معهم إلى الفرح والبهجة كما شاهدنا على شاشات التلفاز وهل سوف يستمر هذا الفرح طويلاً بهذا الاستقلال؟!!.

هذا الاستقلال برأيي وربما اكون مخطئاً هو "فخ" امريكي ليس لشعب كوسوفو فقط وإنما للاتحاد الأوروبي فالادارة الامريكية تريد من هذا الاستقلال ان يكون "قنبلة" تفجرها بالوقت الذي تشاء ومتى تشاء لأن هذه الادارة تدرك تماما أن اقليم كوسوفو لا يمكن أن يكون دولة مستقلة قادرة على الحياة بدون دعم مالي وعسكري مستمرين وهي بذلك ستمد هذا الاقليم بالحياة طالما هي بحاجة إليه وستعدمه وتحرمه من هذه الحياة فور انتهاء دوره في تعطيل أو تخريب أو تدمير الاتحاد الأوروبي فليس معقولاً أن تساند الادارة الامريكية اقليماً يشكل المسلمون نسبة 90% من سكانه.. وليس معقولا للاتحاد الأوروبي أن يساند أو يضم دولة إلى عضويته واغلب سكانها من المسلمين ورفض الاتحاد انضمام تركيا إلى هذا الاتحاد خير شاهد على ذلك.. هذا يعني ان مساندة ودعم الادارة الامريكية وبعض الدول الاوروبية لاستقلال هذا الاقليم هو عبارة عن مساندة "دور وظيفي" لهذا الاقليم ومتى ينتهي هذا الدور فليس لدى الادارة الامريكية وهذه الدول الاوروبية من حرقه وتدميره حتى لو تطلب هذا الأمر أن يحرق أو يدمر على ايدي الصرب الذين يرفضون الاعتراف بهذا الاستقلال. فهل هذا يعني: "وعلى نفسها جنت كوسوفو؟!!".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Great leaders
Reader -

You are right that Tito was a great leader. But Gamal Abdel Nassir and Maw Tse Tong were the worst leaders ever history has proclaimed. Please write true facts and not personal feelings.

عواطف شخصيه
وسام محمد -

إن سعى الولايات المتحده فى إستقلال كوسوفو يكشف لنا الكثير من سطحيه بعض مثقفينا المهووسين بنظريه المؤامره الشهيره ، راجين من إيلاف إختيار كتاب يحترمون عقول القرآء والسلام .

رأي لا يغني من جوع
الجوهر13378 -

يبدو أن موقف الولايات المتحدة الامريكية من القضايا العربية أفقد الكتاب العرب صوابهم، وأصبحوا يشككون في كل خطوة تقوم بها، فالبرغم من أن شعب كوسوفو غالبيه من المسلمين تم أضطهادهم لفترة طويلة من قبل مواطنيهم الصرب المتوحشين إلا أن بعض العرب يستكثر على هذا الشعب الحصول على حريته والعيش في سلام وأمن، وقضية كوسوفو تختلف كثيرا عن غيرها من قضايا الأعراق الأخرى في أوروبا، ومع الوقت ستنتهي هذه الضجة الإعلامية وستبقى كوسوفو حرة مستقلة

اعلان الاستقلال
كمال -

تحية لكاتب المقال واساله بالله هل هو حقا من مؤيدي حق تقرير المصير ام من المؤيدين للديكتاوريات وامثلة القادة المذكورين انموذج للديكتاتوريات باستثناءجواهر لال نهرو ولازالت اثارهم واضحة للعيان.ان الديموقراطية والعدالة والمساوات والتحرر من دعائم توحد الشعوب والاخلال باي منها يؤدي الى نتيجة معكوسة لولا عنصرية وتعصب وديكتاتورية سلوبودان ميلوسوفيج والتطهير العرقي والتمييز والمقابر الجماعية لسكان كوسوفو !؟؟ هل اقدم الكوسوفيين بالانفصال ؟ الايحق للانسان ان يعيش بكرامة وحرية؟.ان في الهند اكثر من 300 لغة وديانة ودولة شيه قارة نفوسها تجاوزت المليار من البشر متنعمين باشهر ديموقراطية في العالم رغم وجود كافة الفوارق الطبقية والدينية والثقافية لكنهم يوحدهم الديموقراطية.اود اعلام حضرتكم بان اتفاقية 11\آذار\لسنة1970 بين الحكومة العراقية والثورة الكردية والتي افرحت الجميع وطبلوا لها علق عليها استاذ جامعي هندي مبتسما وقال بالحرف الواحد (كل هذا الاقتتال والضحايا لهذه الاتفاقية) ان مثل هذه المطالب يمكن الحصول عليها بعريضة في الهند ولا يتطلب بمظاهرة او اعتصام اوكفاح مسلح .اشكر الايلاف لتفضله بنشر التعليق.

شتان بين تيتو و جمال
ابو جيفارا الغفاري -

لا ادري من اين جاء الكاتب بهذه الجمله !! جمال قائد الامه العربيه !! انا لا اريده قائدأ لي و لا شعبي يريده اما ان تقارن بين تيتو و جمال فهذا ما لا يتقبله العقل و العاقل منا !! تيتو وحد شعبه اما جمال فقد مزق امته العربيه و مزق شعبه ايضأ بسبب ممارساته الخاطئه و استفراده بقراراته . و من ثم جاء قائد الامه الثاني بطل الجحر !!

وماذا عن الباقية
انمار العراقي -

الكل يعرف ان من حق اي قومية او شعب الانفصال ولكن الكل يعلم ان شعب كوسوفو هم من باقية الدولة العثمانية الاستعمارية التي احتلت هذا المناطق من صربيا ولكن ماذا عن اكراد تركيا البالغين اكثر من 30000000 مليون انسان ليس لهم حرية الكلام بلغتهم الكردية وماذا عن عرب الاحواز وغير هذا القوميات الاخر التي انتهت في عير دوليها من قبل الاستعمار البريطاني والعثماني

لها ’’مآرب’’ أخرى..!
الــــجـــعــــفـــي -

يظهر رأي الكاتب خفيفا في ميزان الوقائع التاريخية القريبة؛ لقد تنبأ كل المراقبين السياسيين بتحلل الفيدرالية اليوغوسلافية,و الرئيس تيتو ما زال على قيد الحياة في الثمانينيات من القرن الماضي,نظرا لغلبة العنصر الصربي الحاكم و للتماسك الهش الذي طبع هذا الكيان بعد الحرب العالمية الثانية؛ ولعب فيه الزعيم اليوغوسلافي تيتو دورا محوريا,باعتباره رأس حربة لتآلف قوى المقاومة الوطنية و التحرير ضد الإحتلال النازي,و بعد ذلك لم يصمد الكيان اليوغوسلافي الوليد إلا بفضل ’’وصفات’’ سياسة عدم الإنحياز و الحياد الإيجابي,و نظام شمولي و بوليسي قمعي,و غض الطرف من لدن القوى الأوروبية عن ممارساته و إنتهاكاته المتكررة لحقوق الإنسان و تطلعات قومياته المختلفة للتحررمن ربقة السيطرة الصربية,و كان نظام تيتو يتلقى مساعدات مالية و دعما سياسيا من تحت الطاولة من طرف أنجلترا و و.م.أمريكية نكاية و إحباطا لمشاريع التمدد السوفياتي في البلقان. بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي,و طوال حكم يلتسين, إخترعت و شجعت روسيا الإتحادية التي كانت تعاني فراغا إيديولوجيا رهيبا النزعة الشوفينية ’’السلافية’’ بديلا عن نفوذها بواسطة الشيوعية البائدة,و تلقف ’’التلامذة’’ الصرب-و كانوا كلهم شيوعيين سابقين- هذه الإيديولوجية المهلهلة و طوروها إلى تعصب ديني-عرقي أعمى ظهر عمليا على شكل مذابح و إبادات جماعية ضد مواطنيهم الكاثوليك في كرواتيا و المسلمين في البوسنة-الهرسك و أخيرا في كوسوفو ذات الأغلبية المسلمة.ذهب منظر التطهير العرقي سلوبودان ميليسوفيتش إلى مزبلة التاريخ مجللا بالعار نتيجة أعماله الإجرامية بحق شعوب يوغوسلافيا السابقة,و بقيت روح تلك الشعوب في التحرر من الهيمنة الصربية حية لم تمحها المحن و لا الأحداث المأساوية بالأمس القريب أو البعيد,و يندرج إعلان إستقلال كوسوفو في هذا الإطار.لقد تغير العالم منذ سقوط جدار برلين بين الألمانيتين,فمن كان يتوق للوحدة سلميا فقد أنجزها على منوال ألمانيا,و من كان يتوق للإنفاصال و تكوين دولته لتلبية تطلعاته الوطنية فقد أنجزها سلميا أيضا كما في حالة سلوفاكيا و تشيكيا,و تحريرا بالسلاح و التضحيات الغالية لنيل الإستقلال و الحرية كما حدث في يوغوسلافيا البائدة.و إني لأعجب للكاتب أن يصنف نفسه مع روسيا و الصرب في معاكسة أماني الشعوب في التحرر و الإستقلال, حتى و لو ساندتها قوى غربية,التي لا شك أن لها ’’مآر

نظرية المؤامرة
أبو رامي -

كم اكون مسرورا عندما اطالع تعليق القُراء على بعض المقالات كهذه المقالة التي هي نموذج لطريقة تفكير وتحليل كتابنا العرب الذين دوخوا العالم بنظرية المؤامرة بحيث أن كل ما يأتي من طرف أمريكا وكل قضية تحظى بتأييد أمريكا فهي مؤامرة دون الحاجة لدليل أو برهان .. أما ما يشيد به الكاتب بزعامات اثبتت النتائج بطلانها وفسادها فما كانت ألا من النفخ الاعلامي لأمثال السيد الكاتب الذين ما زالوا يكابرون بالرغم من كل المآسي التي جلبوها أولئك الحكام التي ستبقى كابوسا جاثما على نفوسنا الى أن يشاء الله!!