جريدة الجرائد

إعصار أوباما

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد حقي

قبل أن أفكر في الكتابة عن باراك أوباماrlm;,rlm; الذي أصبح الآن المرشح الرئيسي للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكيةrlm;,rlm; فكرت في أن أعنون مقالي بكلمة الاعصار أوباما تأسيسا علي اجتياحاته الساحقة السياسيةrlm;,rlm; لاسيما امام مرشحة مخضرمة خاضت معارك كثيرة مع زوجها مثل هيلاري كلينتونrlm;,rlm; ولكنني تأنيت لعدة اعتباراتrlm;:rlm; أولها ان الوقت بين الآن والمعركة الانتخابية في نوفمبر المقبل يزيد علي ثمانية أشهر فهذه فترة طويلة للغاية خصوصا في الولايات المتحدة التي يمكن ان يحدث فيها كثير مما لايمكن لاحد أن يتوقعهrlm;,rlm; وثانيا لأن الرئيس بوش سمم الاجواء لأي مرشح يأتي بعده بكم من الرعب الذي بثه في قلوب الأمريكيين خصوصا بالنسبة لاسطورة الأمن القومي التي يرددها صباح مساء كل يومrlm;,rlm; وثالثا لأن الكثيرين ممن احترم آراءهم يخوفون من اي مرشح يعتبرونه غير معروف الهوية وان اختياره سيكون من قبيل المخاطرةrlm;,rlm; علي حد تعبيرهمrlm;.rlm;

ومع ذلك فإن أوباما يمضي بنجاحاته مرة بعد أخريrlm;,rlm; ولاية تلو الأخريrlm;,rlm; بحيث اصبح في نظر الكثيرين القطار الذي ينطلق في طريقه ويصعب ايقافهrlm;,rlm; وفي رأيي ان أهم خصائص أوباما بالاضافة إلي جاذبية الشخصية وكلامه المحدد عن الأمل وأنه ينتمي إلي جيل الذي حان الوقت أن يقود الأمة وانه في معسكر الديمقراطيينrlm;,rlm; فإن معظم ابناء اسرة الرئيس الأمريكي الاسبق جون كيندي بل وبنات الأسرة تبنوا أوباما علي أنه المرشح الذي يذكرهم بكنيدي واسطورةrlm;,rlm; كاميلوت الحالمة الشهيرة

والواقع ان اقرب صورة لاوباما هي شخص روبرت كيندي الذي كان يشع بكل معاني التفاؤل والأمل بين جيل طحنته سنوات الحرب في فيتنام وراح يتعطش للسلامrlm;,rlm; تماما كما ان الجيل الحالي زهق من حرب العراق وراح يتعطش لنهايتهاrlm;,rlm; كما ان اوباما يمثل تعطش هذا الجيل إلي استعادة صورة امريكا المثالية التي يعتقدون انها كانت عليها في العالم قبل بوش واستعادة احترام العالم لأمريكا القادرة علي العطاء وليس المتعطشة للدماء والحروب المؤمنة بالابداع الانسانيrlm;,rlm; وليس الغزو والتفرد بالرأي والساعية إلي الأخذ بتعدد الآراءrlm;,rlm; وليس فرض رؤيتها وهيمنتها علي العالم أجمعrlm;,rlm; وقد يستغرق كل هذا سنوات طويلة ولكنه علي الأقل علي الطريق السليمrlm;.rlm;

وربما كانت أهم نقطة تهمنا في العالم العربي بالنسبة لأوباما انه يؤمن بانسحاب امريكا في العراق بعقد مؤتمر للسلام تشترك فيه كل من إيران وسورياrlm;,rlm; ومن الخطأ أن نحمله مسئولية حل المشكلة الفلسطينية كلهاrlm;,rlm; وان كانت لا اعتقد انه يميل إلي كل الشرور التي تمارسها إسرائيلrlm;,rlm; كما يفعل بوش ضد هذا الشعب الفلسطيني الذي عاني الأهوال أكثر منrlm;60rlm; عاماrlm;,rlm; واذا كان أوباما يؤمن بأن يعيد إلي أمريكا دورها بإشعاع حضاري واخلاقي في العالمrlm;,rlm; فيصعب علي أن اعتقد انه سيضحي بهذا كله لتحقيق الحلم الصهيوني بالتوسع والتنكيل بالشعب الفلسطينيrlm;,rlm; فهو يمثل صفحة بيضاء لاتلوثها الاطماع السياسية والحزبية الضيقة أو الرعب القاتل من تهمة معاداة الساميةrlm;.rlm;

وتذكرنا مجلة الاوكونوميست البريطانية بأن سجل أوباما في مجلس الشيوخ يميل في تصويته كله إلي اليسار أكثر من أي عضو آخر في مجلس الشيوخrlm;,rlm; وان امريكا تحتاج الآن إلي شحنة من الوحدة أكثر من أي وقت آخرrlm;,rlm; لاسيما بعد فترة حكم بوش التي قسمت البلاد تقسيما عميقاrlm;,rlm; وشحنة من الأمل بعد فترة طويلة من المرارة العميقةrlm;,rlm; وفترة من اعطاء فرص حقيقية لافراد الشعب الأمريكي أكثر من فترة الارباح الخيالية للشركات الكبري وحدهاrlm;,rlm; وتقول الاوكونوميستrlm;:rlm; اذا كان هناك درس واحد يمكن استخراجه من فترة حكم بوش الضائعة فهو أن الانقسام الحالي في البلاد سييء بالنسبة لأمريكا وان سوء الإدارة اسوأ وحذرت المجلة من ان مشكلة الشرق الأوسط لن تشفي كالسحر لمجرد ان اسم المرشح الجديد يتوسطه اسم حسين فلابد عليه ان يتخذ قرارات صعبة توجد له اعداء كثيرين حتي دون ان يقصد ذلكrlm;,rlm;

وتكاد تخرج من كلام المجلة البالغة الحنو علي أمريكا وعلي فترة الانتخابات الصعبة التي تعتصرها الآن بأن اولئك الذين يملكون القرار ـ دون ان تقول المجلة ذلك صراحة ـ لن يجدوا في أوباما كمرشح ما يريحهم ويغريهم باختياره أو تأييده وأنه اذا نجح في الانتخابات في النهاية سيكون ذلك رغم انفهم وليس برض اهمrlm;.rlm;

وتقول كتابات كثيرة ان شخص أوباما في حد ذاته رفع من مستوي التوقعات ما قد لايستطيع اوباما تحقيقهrlm;,rlm; ولكنني أعتقد ان الديمقراطيين الذين ابعدوا عن الحكم بعد فترة الرئيس كلينتون حققوا ليس فقط قدرا من النجاح الاقتصادي وإنما فائض في الميزانية أكبر من أي وقت مضيrlm;,rlm; قضي عليه بوش بحرب العراق الفارغة التي لم يكن لها اي مبرر قانوني أو اخلاقي علي الاطلاقrlm;,rlm; وانه رغم الصعوبة البالغة في انهم يبدأون مشوارهم من تحت الصفر وبمديونية تزيد علي مئات المليارات من الدولاراتrlm;,rlm; فإنهم اذا ما نجحوا في توحيد الشعب الأمريكي وإعادة بث الأمل بين شبابه فسيكون بامكانهم كسب تأييد ليس الرأي العام الأمريكي فقطrlm;,rlm; بل الرأي العام العالمي بأسرهrlm;.rlm;

واذا اردنا اختيار مقال أو اثنين فيما كتب عقب المناظرة التي جرت مساء الخميسrlm;21rlm; فبراير فسنختار منها اثنينrlm;:rlm; الأول بعنوان اين اللحمrlm;.rlm;

وكاتب المقال هو احد المعلقين في صحيفة واشنطن بوست الذي قالrlm;:rlm; ربما كانت أسخف التهم التي وجهت إلي باراك أوباما انه اجوف وأن هدومه مبهوقة عليهrlm;,rlm; ويقصد كاتب المقال شخص هيلاري كلينتون بالتحديد دون أن يذكرها بالاسم لانها اطلقت تعبيرا شائعا يستخدمه اهالي تكساس الذين تعود جذورهم إلي رعاة البقرrlm;,rlm; فقالت ان أوباما ليس أكثر من قبعة واسعة دون أن تكون لديه أي ابقارrlm;,rlm; وقال كاتب المقال انه لايجد اسخف من كلام هذه المرشحة التي ستبقي بلا اسمrlm;,rlm; وقال إن معظم رؤساء الجامعات والذين يسميهم بالمتفوقين في معظم مجالات الحياة يؤيدون أوباماrlm;,rlm; وانه اذا قيس أوباما بالرئيس الحالي للعالم الحر فان أوباما سيصبح اقرب شيء إلي ألبيرت اينشتاينrlm;.rlm;

اما المقال الثاني فهو لكاتب آخر في نفس الصحيفة وهو يوجين روبنسون الذي تساءلrlm;:rlm; ماذا لو كان أوباما قد فقد المعارك العشر الأخيرة في الحملة الانتخابية وأصبح يلهث وراء هيلاري كلينتون في هذه الانتخابات الأولية التي تجري حاليا معركة بعد الأخريrlm;,rlm; فماذا يمكن ان يقال عن حالته كلهاrlm;,rlm; ألم يمكن ان يقال انه اصبح في خبر كان؟

ويتساءل كاتب المقالrlm;:rlm; هل ستستمر هيلاري كلينتون في المقاومة وتتمسك في المضي في المعركة إلي نهايتها رغم الهزائم الإحدي عشرة المتلاحقة التي تلقتها؟rlm;.rlm;

فاذا عندنا إلي نقطة البداية فانه في امكاننا ان نعنون المقال بكلمة اعصار أوباما مرة أخري وانه اصبح عليه ان يرتكب حماقة كبري لكي يخسر المعركة الآنrlm;,rlm; وحتي لو اردنا الأخذ بالأحوطrlm;,rlm; فإنه اصبح من الصعب ايقاف هذا القطار المنطلق بأقصي سرعةrlm;.rlm;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
في
عبد الرحمن اللهبي -

منطقة هيلاري.

مطرح متروح باراك !!
موج -

إنه فعلا كالقطار و لكن مزلقان السياسة الأميركية غريب عجيب ، فقد وضعهم بوش في مفترق طرقات غاية الحساسية أدى الى ظهور ماكين و هو النسخة المعدلة من بوش و مفيش غيره خيار للجمهوريين و هيلاري ليست ميركل أو و أوباما على الأقل شخص متواضع و هذه نقطة غاية الأهمية لأن شعوبنا العربية أكثر ما يستفزها العوجان و الصياعة الأمريكاني و لكن أوباما سيقلل من لكاكة الحكومات العربية التي تقول مش عايزين ديموقراطية مستوردة و مش عايزين تدخل في الشئون، لأن أوباما سيكون غالبا محبوب تقول بتسمعو كلام بوش لن يمنع هذا أنه سوف يتعرض لضغوط من اللوبي الصهيوني ده أكيد، بس على الأقل كما قال د.حقي لا اعتقد انه يميل إلي كل تلك الشرور زي بوش و تشيني و رمسفيلد