تزامن سوري ـ إسرائيلي مثير في التهجم على السعودية!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مهى عون
صدفة أم ميعاد؟ سؤال لا ينفك المواطن اللبناني، والعربي بشكل عام يطرحه حيال التلاقي الدائم، والتطابق المتجدد في ما بين المواقف الإسرائيلية والسورية، تجاه كل المستجدات الحاصلة على مستوى العالم العربي، انطلاقاً من معطيات الداخل اللبناني.
وقد تأتي في مقدمة هذه المواقف المحيرة اليوم، تزامن الحملة التي تشنها المعارضة اللبنانية الحليفة لسوريا، على المملكة العربية السعودية، مع الاخرى التي أعلنتها وسائل الاعلام الإسرائيلية أيضاً عليها. حملة أخذت بداية، عبر إعلام فريق 8 آذار، شكل هجوم اعلامي مركز على السعودية، تطور فيما بعد إلى إيصال رسائل تهديد أفصح عن حصولها سفير المملكة في لبنان عبد العزيز خوجة خلال مقابلة تلفزيونية على فضائية ال. بي سي. وصولاً في النهاية إلى اطلاق الرصاص على سيارة أحد الديبلوماسيين السعوديين في بيروت. وفي السياق ذاته يبدو أن إسرائيل لا تفوت حالياً أي فرصة لمهاجمة المملكة، هذا مع العلم أن المملكة تعد حاليا من رواد دول الاعتدال في المنطقة العربية. إلا أنه على ما يبدو إسرائيل لا تراها من هذا المنظار. ولقد نشر موقع يديعوت على سبيل المثال لا الحصر، وبتاريخ 2 مارس/ آذار صورة مركبة لرجل عربي يطلق النار من رشاش مدفعي، وتحت أقدامه كومة من الرصاص الفارغ، وفوق رأسه شعار ملفت جاء فيه "مبادرة السلام السعودية". وكأنه يراد الايحاء عبر هذا الاعلان بأن المملكة تريد تحقيق السلام بواسطة الحديد والنار، في وقت يناقض هذا الاتهام بالكامل سياسة واستراتيجية المملكة الحالية المتسمة بالروية والاعتدال، على مستوى النزاع العربي الإسرائيلي.
أما اليوم وبالنسبة لما هو حاصل في فلسطين، وفي غزة بالذات، يسأل المواطن العربي هل هي صدفة أم ميعاد ذلك التحريض المبرمج لحماس والجهاد الاسلامي، وهذا الدعم اللامحدود الذي قدمته سوريا لكل قوى التطرف في فلسطين، حتى تقيم كياناً إنفصالياً، يكرس من ناحية شؤم انفراط اللحمة الفلسطينية حول القضية الاساس، وتحويرها وانحرافها عن مسارها الصحيح، ولكنه يسهل من ناحية أخرى على قوى الاحتلال مهمة محاصرة هذا الكيان، وقمعه، والتخلص من المناضلين الاشداء فيه؟
وعبر غزة والمجازر الحاصلة في غزة، لا بد من سؤال حول تزامن اندلاع هذا الهجوم المركز، مع عجز سوريا وعدم توصلها حتى الساعة الى تحقيق الاجماع العربي حول القمة المزمع عقدها في دمشق في أواخر الشهر الجاري. ألا يشكل حمل العرب على التركيز على موضوع غزة، بغض النظر عن مدى خطورته والحاحه، ثنياً لانتباههم عن موضوع الازمة اللبنانية المطروحة بقوة اليوم على أجندة الجامعة العربية؟ من هذا المنطلق يمكن تفسير المساهمة الإسرائيلية غير المباشرة، لمسلسل تفشيل مبادرات تسوية الازمة اللبنانية المطروحة من قبل الجامعة العربية، والتي تقودها سوريا عبر حلفائها في لبنان. وهو أمر يفسر أيضاً العداء المعلن والمشترك بين سوريا وحلفائها في لبنان وإسرائيل، تجاه المملكة العربية السعودية.
وقد لا يكون من المستبعد أن تشكل المساعي الهادفة لتغييب ملف الازمة اللبنانية عن طاولة المحادثات، هدفاً مشتركاً سورياً إسرائيلياً، لابقاء الوضع اللبناني على حاله من التردي، حتى تسهل عندما يحين الأوان، عملية فض الخلافات العالقة في عملية السلام على حسابه. من هنا أيضاً يمكن تفسير نية الابقاء على موقع الرئاسة فارغاً، وكما هو الحال بالنسبة لكافة مؤسسات الدولة، حتى تساهم هذه المراوحة في تفكيك الكيان، وبالتالي تمهد لقيام دويلات على حساب مركزية الدولة. وفي مقدمها كما بات الأمر واقعاً، دويلة حزب الله.
وعن دراية أو من دونها تعمل قوى المعارضة اللبنانية برئاسة الجنرال عون في السياق ذاته أي في خدمة هذه الرغبة السورية الإسرائيلية المشتركة، عن طريق دك وتفشيل كل مبادرات الحلول والتقارب والتوحيد، التي تعمل المملكة العربية السعودية جاهدة لتسويقها لبنانياً وعربياً. وهو قول لا نسوقه من باب الاتهام جزافاً بالنسبة للمعارضة اللبنانية، بل هو واقع بات فاقعاً مثل عين الشمس، أما وقد أعلنت عنه، وأقرت بحدوثه واستمراره كافة المحافل والمراجع الدولية والاقليمية، وآخرها تصريح وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط حول دور المعارضة المحبط لكل مبادرات التسوية العربية.
صدفة أم ميعاد؟ وغيرها الكثير من الأسئلة المشابهة سوف تظل تقض مضجع المواطن اللبناني وتقلقه على المصير، وتنغص حياته، وتخرب بلاده، وتفرغه من طاقاته، وتهجر أبناءه، إلى ان يقضي الله أمراً كان مفعولاً، أو حتى تنطلق عملية السلام المرجوة سورياً وإسرائيلياً وتسير على سكة الحل.
التعليقات
الخلط حرام
كامل لبنان -اننا اليوم كعرب بحاحة اكثر من اي وقت مضى الى توحيد الصفوف..ومن الضروري قراءة الوضع العربي بشكل موضوعي مع الاخذ بعين الاعتبار التدخلات الاميركية بشكل مباشر لزيادة تهشيم الوضع العربي..نعم المطلوب اليوم موقف عربي عاممن القضايا العربية لما فيه المصالح العربية والفلسطيتية مع الاخذ بعين الاعتبار التغيرات بعد الارباكات الاميريكية في المنطقة...نسال الله العون للعرب في توحيد مواقفهم حيث ان الامة مملؤة بالخير وهي قادرة على التحرر والتقدم فيما لو اعتمدت على قدراتها الذاتية..واسال الله لكم التوفيق..