جريدة الجرائد

الجدار الأمني" ينهار تحت ثقل انتصارات "حماس"

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خيرالله خيرالله

الأكيد أن غزة لم تنتصر. ولكن ما العمل في عالم منطق اللامنطق، أي في عالم عربي انقلبت فيه المقاييس رأساً على عقب. صار مقتل نحو مئة وعشرين فلسطينياً في غضون ساعات من دون تحقيق أي مكسب على أرض الواقع يعتبر انتصاراً، أقلّه من وجهة نظر "حماس". صار الانتصار على الشعب الفلسطيني وإلحاق مزيد من الذل والقهر به بديلا من الانتصار على إسرائيل. إنها المدرسة العبثية ذاتها التي ينهل منها "حزب الله" المذهبي الذي سبق له الترويج لانتصارات وهمية على غرار ما حصل بعد حرب صيف العام 2006. لا يستطيع أيّ عاقل الشك في أن "حزب الله" صمد في وجه الهجوم الإسرائيلي. ولكن في نهاية المطاف هناك حسابات الربح والخسارة. ما هي نتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان واللبنانيين وما كلفة تلك الحرب على الوطن الصغير؟، أين كان لبنان قبل حرب الصيف وأين صار بعدها؟، هل يمتلك "حزب الله" ما يكفي من الشجاعة لطرح هذا النوع من الأسئلة... أم أن كل شيء بما في ذلك أرواح اللبنانيين وأرزاقهم ومستقبل أبنائهم يرخص أمام إصرار النظام السوري على إعادة فرض وصايته على لبنان لابتزاز العرب وغير العرب؟، هل من مشروع سياسي آخر لـ"حزب الله" غير تغطية الجرائم التي ارتكبها وسيرتكبها النظام السوري في لبنان في حق اللبنانيين الشرفاء تحديداً، في المدى القصير... في حين أن مشروعه في المدى البعيد تغيير طبيعة المجتمع اللبناني والنظام السياسي المعمول به منذ قيام الجمهورية اللبنانية في العشرينات من القرن الماضي كي يصير لبنان ملحقاً للنظام الإيراني ومرتبطاً بمشيئة "المرشد" بموجب نظرية "ولاية الفقيه" المطبقة في الجمهورية الإسلامية في إيران.
قد يكون مفيداً اليوم وضع لبنان المظلوم جانباً وذلك على الرغم من اقتراب موعد القمة العربية التي يريد النظام السوري أن تكون "قمة غزة" على حد تعبير أحد الوزراء التابعين للنظام. ما قد يكون مفيداً أكثر الإشارة إلى استخدام النظام السوري ومن خلفه النظام الإيراني مأساة غزة للتغطية على أزمة لبنان ووضعها في المرتبة الثانية... بعد غزة طبعاً.
مؤسف دخول القضية الفلسطينية في نفق مظلم بسبب إصرار "حماس" على رفض التعاطي مع الواقع وأخذها الشعب الفلسطيني إلى مغامرات أقل ما يمكن قوله انه في غنى عنها. لقد أفشلت "حماس" تجربة تحويل قطاع غزة إلى نموذج يصلح لمواجهة سياسة الاحتلال الإسرائيلية التي تركز على رفض التفاوض وكسب الوقت من أجل ابتلاع القدس الشرقية وجزء من الضفة الغربية. أكثر من ذلك، لم تحاول "حماس" التعلم من تجارب الماضي القريب والبعيد، من تجارب الوجود الفلسطيني المسلّح في الأردن ولبنان وتجربة فوضى السلاح في الأراضي الفلسطينية التي استغلها الاحتلال أسوأ استغلال. لم تحاول في أي شكل أن تفهم أن كل التصعيد الذي شهدته غزة أخيراً من النوع المفتعل الذي يصب في جعل الشعب الفلسطيني وقودا لمعارك ومماحكات ذات طابع إقليمي لا علاقة له بها من قريب أو بعيد.
إن الطفل الصغير يعرف أن قطاع غزة المطوق من كل جهة ساقط عسكرياً. التلميذ الذي لا يزال في المدرسة الابتدائية للسياسة يفرّق بين الشعارات والحقيقة، بين الصواريخ المضحكة ـ المبكية لـ"حماس" من جهة والقوة الضاربة لإسرائيل التي تمارس إرهاب الدولة من جهة أخرى. وأي مراقب محايد لمجريات الأمور في الشرق الأوسط يعرف أن إسرائيل انسحبت من قطاع غزة من جانب واحد صيف العام 2005 وأن ليس في الإمكان تحويل القطاع إلى هانوي فلسطينية. العالم لا يتقبل فكرة الصواريخ التي تطلق من غزة. ولذلك يغض المجتمع الدولي الطرف بكل بساطة عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بما في ذلك تلك التي يذهب ضحيتها مدنيون وأطفال ورضع.
يفترض في "حماس" في حال كانت حريصة بالفعل على القضية الفلسطينية وعلى أطفال فلسطين ونسائها، التوقف عن السماح للمحور الإيراني ـ السوري باستخدامها في مناوراته ذات الطابع الإقليمي. يفترض أن يوجد ولو قائد صغير في "حماس" يقول ان الشعب الفلسطيني ليس وقودا لدى الآخرين. ثمة من سيرد على هذا الكلام بأن إسرائيل لا تفهم لغة أخرى غير لغة القوة. هذا صحيح. لكنّ الصحيح أيضا أن على الفلسطينيين عموما أن يتنبهوا إلى أن إسرائيل تبحث عمن يمارس لعبة الصواريخ. هذه اللعبة هي لعبتها المفضلة. كل ما تريده هو استخدام التوتر في غزة لمتابعة سياسة الاستيطان في الضفة الغربية والسيطرة كليا على القدس الشرقية المفترض أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
من دون إعادة نظر جذرية تقوم بها "حماس" لاستراتيجيتها تقوم على ممارسة التهدئة، ستمر سنوات طويلة قبل أن يبحث المجتمع الدولي جديا أي شأن له علاقة بفلسطين. هل هذا ما تسعى إليه "حماس"؟، أم ما يسعى إليه أولئك الذين يفتخرون بأنهم يديرون غزة من دمشق وطهران؟. في النهاية، إن التهدئة مصلحة فلسطينية، في حين أن إسرائيل تتمنى أن لا يكون حتى كلام عن تهدئة خصوصاً أن التصعيد في غزة يسمح لها باستكمال "الجدار الأمني". على فكرة، هل من يتذكر "الجدار الأمني" الذي يفصل الضفة الغربية عن أجزاء أخرى من الضفة الغربية... أم أن الجدار انهار تحت ثقل الانتصارات التي حققتها "حماس" في غزة؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شفافية النفاق!
أبو مالك -

هذا تهريج كالعادة! اين كان حزب الله وغيره من أشكال المقاومة منذ ان ولدت اسرائيل وولد معهاالشر المستطير على المنطقة باسرها وبالاخص على لبنان؟ عدوان مستمر باشكالة واحجامة المختلفة. السؤآل الذي لا أظن ان الاقلام التي لا بد انها تقبض لقاء نفاقها السياسي قادرة على ان تقدم جوابا مقبولا عليه: فلبنان واسرائيل في حالة حرب واسرائيل تدعي وتكرر في كل مناسبة انها تريد السلام مع لبنان. تقوم بالاثناء جماعة أنصارية هي حزب الله بخطف جنديين اسرائيليين كائنا ما كان هدفها من العملية، سواء ردا على بعض استفزازات اسرائيل على الحدود او لتذكيرها باحتلالها لمزارغ شبعا او انتصارا للفلسطينيين او حتى لتذكيرها باحتلال الجولان، او حتى بدافع ان اذا كان لك خصم ابقَ دائما تذكره بوجودك ولو بالخفيف، وكل هذه دوافع مشروعة ومقبولة، ايضا لان الجبهة العربية هى واحدة بوجه العدوان. فلو كانت اسرائيل حقا تريد السلام مع لبنان كما تدعي وليست بعدوانها منسقة مع الغرب واهدافة بالمنطقة عموما، اذن لما كان حينئذ ردها بمثل تلك الفضاعة في تمور 2006 خاصة وهي تعلم ان لا احتلالها لفلسطين ولا حروبها مع لبنان ولا "سلمها" مع مصر والاردن قد جلب او ضمن لها السلام الحقيقي الذي تدعي انها تريده. ماذا اذن كان دافع تلك الهجمة على لبنان وماذا كان هدفها غير القتل والتدمير لذاتهما وليس بأمل ايما سلام مع لبنان، يا أقلام النفاق وما تبررون به موقفكم مع واشنطن ضد طموحات شعب لبنان للتحرر منها ومن عمالتكم !

الي محامي الصهاينة
بــــــا سيـــــل -

خيرلله اسم برز في السنوات القليلة محاميا بارزا عن النظام العنصري الصهيوني ودفاعه المستميت عن الكيان الصهويني يدهش فعلا حتى الصهاينة انفسهم ؟اولا ايها المحامي ان صورايخ المقاومة في حماس هذه التي تعتبرها مضحكة قد جعلت توازن الرعب موجودا وقويا وبات المستوطينين الصهاينة في هاجس الخوف والرعب الدائم من هذه الصورايخ التي تعتبرها بنظرك مضحكة اما عن انتصار المقاومة في حماس التي تعبرها وهمية اسأل الصهاينة جيش لديه اعتى قوة وسلاح بالشرق الاوسط ولم يستيطع ان ينال من حفنة من الابطال في لبنان وايضا في فلسطين فا بماذا تسمي هذا الذي يحصل اليس انتصارا للمقاومة سواء في لبنان او في فلسطين لكن الصهاينة انفسهم اعترفوا بخيبتهم وبي فشلهم الزريع في لبنان ومرغت انوفهم في الوحل في جنوبنا المقاوم وايضا سحقت في غزة وجنين اما انت وامثالك من المدافعين عن الباطل ترى الصورة عكس ذلك تحسب الحجارة والرمال اي الابنية التي هدمت لماذا لا تنظر الي حيفا ويافا وغوش طيف وعكا ونتساريم ما حل بهم من دمار من صورايخ حزب لله لماذا لم تتحفنا بما فعلت تلك الصواريخ بهذه البلدات ام انك لا ترى الا في لبنان وغزة فقط على العموم العالم كله راى ما حصل باسرائيل وجشيهم الذي لا ينفع والمعركة الاتية والقريبة ستكون نهايتهم بأذن لله تعالى ؟.

ما قلّ و دلّ....
عيسى بن هشام -

المعذرة أستاذ خير الله أراك تقسو على حماس فسامحني إن كان ردّي قاسياً! فأنت من المدافعين المستميتين عن الحريّة والديمقراطيّه في لبنان,ولا أخفيك سرّاً أنّي أتابع مقالاتك في الشأن اللبناني وأستفيد منها,فقضيّتك هناك عادلةٌ..كما أعتقد..لذا نقرأ فيها صدق الكلام و قوّة الحجّه,أما فيما يخصّ حماس فنرى موقفك مبنيٌ على أساس صديق عدوّي هو عدوٌ لي بالضروره !! وهذا قياسٌ لا ينتج عنه إلاّ ضعف في الإقناع و الأخطر من ذلك فقدان المصداقيّه !! فحماس لم تجد من يدعمها حتى ولوْ إعلامياً وهي الأكثريّه النيابيّة ! ثم إنّ الحصار والحرب فُرضت عليها ! والصواريخ العبثيّه,كما يحلو للبعض تسميتها,مصنوعة في غزه بسواعد و خبرات رجال حماس و ليس في دمشق أو طهران وإن حاول هذا أو ذاك تجييرها لحسابه أو المناورة فيها في مزادات السياسه الإقليميّة أو تسويقها داخلياً !! ياسيّدي هذا تقاطع مصالح مرحلي وليس حلفاً اسراتتيجياً كما الحال مع الحرس الثوري اللبناني!! وفي النهاية اسمح لي أن أهمس لك بثقة أن حماس انتصرت,وإن كانت تغيظني نشوة النصر التي التي يعيشها المعمّمون النوويون والجمهوريون الوراثيّون بالإضافة إلى أشوف الناس !! في أقلّ التقديرات 10 جنود محتلّين مقابل 120 من أصحاب الأرض ! فماذا لوْطالت الحرب !وماذا لوْ عُممت التجربه على كلّ الحدود و في جميع المدن !!ونحن وأولادنا أوّل المضحّين...هذاهو شعار قادة حماس من أحمد ياسين إلى الزهّار,وهذا ما يقضّ مضاجع من تحاول إرضائهم بمهاجمة حماس...أستاذ خير الله دعك من حماس,وإذا أردتم مقاومة المشروع الفارسي فلديكم العراق و الشام وحتى الأهواز!!!

يسلم لسانك
محسن عبد القدوس -

لا فض فوهك

أيه
Alkaser.A.S -

حزب الله أنتصر رغم حقدك وكيدك وهذا بعتراف الصهاينه لاكن في نظرك ونظر جوقة 14 شباظ هزيمة كيف لاوالمقاس عندكم الحجر والمدر رغم الذي هدم بيوتأأهل المقاومةويقولون فدى السيدوالمقاومة والدماء الطاهره هي لشرفاء الجنوب وأبناء الجوقة في أوربا في رغد من العيش على حساب لبنان

المنطق
طارق -

لماذا لا ردود على التسلسل المنطقي في المقال والأكتفاء بمهاجمة الكاتب؟ العرب جبناء أمام الحقائق والوقائع للأسف الشديد..

ما هور مفهموم النصر
حاتم -

الرجاء من كاتب المقال تعريف مفهوم النصر شو

تباً لكم
لبناني -

هاهي التعليقات تبرهن مرة تلو المرة بأن الغوغائية هي الاغلبية في الوطن العربي انهم لا يريدون سماع الحقيقة لا يسمعون لمن يبكيهم بل يطربون للأعور الدجال ونعاق الإنتصارات المزعومة انهم يكرهون الحرية ويكرهون الشورى والرأي الآخر يبغضون النصح والجمل سوياً يريدونها ابداً جاهلية وهم في طغيانهم يعمهون يتسترون بالصهيونية والعمالة وهم ارخص العبيد لبني اسرائيل فوالله لو لم تستاهلوا العذاب والذل لأنصركم الله في يوم واحد تباً لقوم يكرهون القراءة

الاحتلال
سامي عمان مخيم الوحد -

الشعب الفلسطيني يخوض حريا مفروضة عليه فقد طرد من ارضه ، ويطاردونه في المخيمات للقضاء على شبابه ورجاله واطفاله ، وحضرتك تهاجم حماس .