«تحضيرية» قمة دمشق: غياب المندوب اللبناني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مطلب مصري بإدراج "مبادرة حل الأزمة" في جدول الأعمال
دمشق، الرياض - " الراي "
بدأت، أمس، أعمال قمة دمشق العربية الـ 20 باجتماع للمندوبين الدائمين، وكبار المسؤولين في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الجامعة العربية للتحضير وإعداد مشاريع القرارات التي سترفع إلى وزراء الخارجية بعد غد، تمهيدا لرفعها للقادة العرب في قمتهم التي ستبدأ أعمالها السبت المقبل على مدى يومين.
وسلم مندوب السعودية الدائم لدى الجامعة السفير أحمد قطان رئاسة الاجتماعات إلى نظيره السوري يوسف أحمد إيذانا ببدء الأعمال والاجتماعات الرسمية للقمة، فيما لوحظ خلو مقعد لبنان تماما سواء في اجتماعات المندوبين الدائمين أو كبار المسؤولين في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي فسرته مصادر ديبلوماسية عربية في دمشق بأنه "يحمل دلالة على إمكانية عدم تمثيل لبنان على أي مستوى خلال أعمال القمة حتى نهايتها".
وألمحت المصادر إلى أن "ثمة جهودا تبذل حاليا من جانب الأمين العام للجامعة عمرو موسى وبعض القادة العرب بانتهاز فرصة انعقاد القمة في دمشق لجمع طرفي الأزمة في لبنان ممثلة في زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون ممثلا للمعارضة ورئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ممثلا للأكثرية بحضور الطرف السوري، تمهيدا لحل الأزمة ومن ثم خروج قمة دمشق بنتائج فعالة وترقى لمستوى التحديات التي تواجه الأمة".
لكن المصادر نفت ماتردد عن أفكار بأن "يتم حضور قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي إلى سورية للمشاركة في أعمال القمة ولو في شكل يتجاوز الأطر البروتوكولية الرسمية، نظرا لعدم انتخابه في شكل رسمي من قبل مجلس النواب اللبناني".
وشهدت الجلسة المغلقة للمندوبين الدائمين مناقشات تتمحور حول إضافة بنود جديدة لجدول الأعمال، وطالب مندوب مصر الدائم السفير حازم خيرت بـ "ضرورة إضافة بند جديد لجدول الأعمال يتعلق بتفعيل المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية، وهو الأمر الذي لقي استحسانا من بعض الوفود العربية المشاركة".
من ناحيته، قال قطان على هامش الاجتماعات: "انا سأرأس باذن الله وفد المملكة في القمة العربية في دمشق". وأكد إنه "لا يستطيع أحد أن ينوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لكنني سأكون ممثل بلادي في القمة".
ودعا الأطراف في لبنان إلى "تدارك الفراغ الخطير الناجم عن التأجيلات المستمرة وغير المبررة للاستحقاق الدستوري اللبناني بانتخاب رئيس للجمهورية والإسراع بانتخاب رئيس للبلاد"، معربا عن تطلعه "لدور سوري فاعل لتحقيق وفاق وطني لبناني استنادا إلى المبادرة العربية".
وقال: "لقد آن الأوان لاستعادة تضامننا الحقيقي وأن يكون لنا موقف موحد لنتمكن من مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأن نفعل دورنا ومشاركتنا في النظام الدولي لحماية مصالحنا".
وعن مسار السلام مع اسرائيل، اشار الى انه "من غير المعقول ان تبقى المبادرة العربية مطروحة الى الابد" في اشارة الى مبادرة السلام العربية التي نصت على تطبيع الدول العربية علاقاتها مع اسرائيل مقابل انسحابها من الاراضي العربية المحتلة في العام 1967 وحل مشكلة اللاجئين. ولاحظ ان "هذه المبادرة صدرت عن القمة العربية في بيروت العام 2002 ولن تسحب الا بقرار من القمة العربية".
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع المندوبين الدائمين أن "مواجهة التطورات المتعلقة بالعمل السياسي في المنطقة تشكل تحديا للعرب بكل دلالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية".
وقال: "من أحداث مدريد للسلام وحتى مؤتمر أنابوليس، لم نر سوى كشف للأهداف الإسرائيلية التي ترمي إلى تحقيق مكاسب على حساب العرب فضلا عن المناورات والمماطلات والتأويلات التي عرقلت مسيرة السلام وأخيرا الحصار والمجازر واجتياح المدن العربية التي دمرت التوجهات نحو السلام، ما يقتضي تكاتف الموقف العربي ووحدته ويقظته".
وأكد مصدر سوري مطلع إن "خادم الحرمين والرئيس المصري حسني مبارك لن يحضرا القمة العربية، في حين أن 14 رئيساً وملكاً عربياً ثبتوا حضورهم إلى القمة والعدد قد يزداد، بما يعني نجاح انعقاد القمة في الوقت المحدد لها".
ولم يؤكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، حضور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إلا أنه قال إن "هناك احتمالاً كبيراً أن يشارك في القمة نظراً لوجود قضايا لا يمكن تجاهلها وخصوصاً ما يتعلق بتوطين الفلسطينيين". وأشار إلى أن "هناك علاقة جيدة بين الرئيس السوري بشار الأسد والملك الأردني".
من ناحيته، قال مندوب مصر الدائم بالجامعة العربية السفير حازم خيرت إن تمثيل بلاده في قمة دمشق "لم يتحدد حتى الآن".
لكن مصادر مطلعة ألمحت إلى أن "الساعات الأخيرة السابقة للقمة ربما تشهد مفاجآت مؤداها مشاركة بعض القادة العرب الذين دارت الشكوك حول إمكانية حضورهم للقمة خصوصا في ضوء الجهود السورية مع الدول العربية لوضع اللمسات الاخيرة لأعمال القمة".
وقال مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة ورئيس وفدها في الاجتماعات التحضيرية للقمة السفير عبد الولي الشميري إن بلاده ستطالب بتبني الجامعة العربية للمبادرة اليمنية للمصالحة بين حركتي فتح وحماس والتي تم التوقيع عليها في صنعاء تمهيدا لعرضها على القمة".
وعما إذا كان ثمة تطور بالنسبة للأزمة اللبنانية لمواجهة الإشكالية المعقدة التي تواجه القمة العربية. قال: "هناك نص صريح وواضح من الجامعة العربية سبق أن تمت مناقشته مطلع هذا العام والتأكيد عليه في مطلع مارس في القاهرة وستتم أيضا عملية التعاطي مع كيفية تنفيذ قرار الجامعة العربية في القمة".
من جانب آخر، استبعدت مصادر ديبلوماسية عربية لـ "الراي" أن تتوارى ملفات العراق ودارفور والصومال خلف ملف الأزمة اللبنانية والقضية الفلسطينية بتعقيداتها بمافيها النظر في مبادرة السلام العربية في ضوء التعنت الإسرائيلي خلال مشاورات القادة العرب.
من جانبه، كشف مدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية محمود نصر الدين أن الهيئة قدمت وثيقة للاجتماعات التحضيرية للقمة العربية حول ما تم حتى الآن من إجراءات لتنفيذ قرارات القمة السابقة في شأن تشجيع الدول العربية على الدخول في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية".