المالكي والمعركة الحاسمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الياس حرفوش
لو كان الأمر، كما تصوره حكومة نوري المالكي، أي حرباً على العصابات المسلحة التي لا تحترم الشرعية، لأمكن اعتبار ما يجري في البصرة وبغداد وسواهما من المناطق التي يوجد فيها التيار الصدري، مدخلاً الى مشروع وطني عراقي يعيد الوزن الى دولة القانون بعيداً عن المحاصصات المذهبية والطائفية والعرقية. فالاقتتال داخل الطوائف يمكن ان يكون محموداً اذا كان يصب في غاية وطنية، أي لكسب هذه الطوائف الى الولاء الوطني.
أما والحال على ما هي عليه في زمن التقاسم الطائفي للمواقع الرئيسية في الدولة، وفي زمن يغلب فيه الانتماء المذهبي والعرقي لمعظم المسؤولين العراقيين على الانتماء الوطني، فإن آخر ما يمكن ان يقال عن الاوضاع العراقية في ظل المواجهات التي نشهدها الآن هو انها تؤسس لمشروع وطني، بمعنى مشروع الدولة التي تجسد في مؤسساتها طموحات مواطنيها بصرف النظر عن ولاءاتهم الصغرى.
من هنا يُفهم الصراع بين المالكي وخصومه الصدريين على انه يهدف الى استعادة نفوذ طرف شيعي وعائلة نافذة على حساب طرف شيعي وعائلة نافذة اخرى. وعندما يأتي ذلك عشية انتخابات مجالس المحافظات التي يفترض ان تفرض مواقع السيطرة في المناطق العراقية، والتي كان ينتظر ان يحصد فيها الصدريون حصة كبرى في الجنوب، تصبح هذه المواجهات حرباً على الشارع الشيعي لكسب ولائه وإضعاف خصوم حزب "الدعوة" و "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"، وليس بهدف تحرير هذا الشارع مما يوصف بأنه سيطرة العصابات والميليشيات والقوى المسلحة الخارجة على النظام.
لكن النتائج في هذه الحال ومن اجل هذا الهدف غير مضمونة. اتباع مقتدى الصدر يمسكون بمواقعهم ويسيطرون على مناطق تجد القوات الحكومية صعوبة في اختراقها. وفي "مدينة الصدر" في بغداد تشير التقارير الصحافية الى ان افراداً من الأجهزة الأمنية يلقون السلاح الرسمي ويلتحقون بجيش المهدي، خوفاً مما يمكن ان يلحق بهم وبعائلاتهم نتيجة القتال الدائر الآن، واذا انتهت المعارك الى غير ما تتمنى الحكومة. كما أن مجرد اطلاق الاشتباكات في الوقت الذي كانت تشيد القوات الاميركية نفسها بالهدوء الذي استتب نتيجة الهدنة التي سبق ان اعلنها مقتدى الصدر، يفتح الباب امام التكهنات بشأن الخلفية السياسية وراء هذه الاشتباكات وأبعادها على ترتيب البيت الشيعي العراقي.
من علامات الضعف الحكومي في هذه المواجهات أن تضطر الحكومة الى تقديم عرض لشراء ولاء اتباع الصدر مقابل القائهم السلاح. هذا يدل على مدى "ثقة" نوري المالكي بمشروعه الذي لا يستقطب الانصار الا بواسطة الرشوة. كما يدل ايضاً على قوة الصدريين واتباعهم وتمكنهم من المناطق الشيعية، نتيجة ارث طويل من التصدي بدأ منذ ايام الرئيس السابق صدام حسين وما عانى تنظيمهم في عهده. لهذا لم يكن من قبيل الصدفة ان يذكّر مقتدى الصدر بذلك عند الاشارة الى امكان "محاكمة" نوري المالكي يوماً ما على غرار ما حصل لصدام. فالمواجهات القائمة تدخل في باب "المحرمات" بالنسبة الى هذا التنظيم، ومن هنا مدى خطورة الخطوة التي اقدم عليها نوري المالكي او التي دُفع اليها.
بالطبع لم يكن الرئيس جورج بوش متنبهاً لهذه الناحية عندما اشار الى ان هذه المعركة "حاسمة ومصيرية" بالنسبة الى رئيس الحكومة. لكنها فعلاً كذلك، ليس فقط لأن عدم تحقيق هدفه بالسيطرة على المناطق الشيعية سيطرح اسئلة حول مستقبله السياسي، بل ايضاً لأنه دخل معركة لا يمكن الخروج منها بنصف انتصار، خصوصاً انه يقاتل طرفاً شيعياً بالتعاون مع المحتل الاميركي.
التعليقات
الحق والباطل
كلكامش -ان الكاتب لا يهمه الا صب الزيت على النار ولقد اوغل بشرح نظرية المؤامرة الخيالية ومن الواضح انه يدافع عن جماعة مقتدى لا حبا بهم ولكن كرها بالمالكي وبسيادة القانون ولو كان مهتما بمعرفة حقيقة ما تقوم به هذه العصابات في البصرة للام المالكي على تأخره في التصدي لهم فهم يدمرون الاقتصاد الوطني ويمنعون الاعمار ويعتدون على المواطنين ويفرضون الاتاوات عليهم اضافة الى اغتيال الاطباء والاساتذة والمختصين وقيامهم بعمليات تهريب النفط والمخدرات. يجب على كل القوى الوطنية دعم الحكومة والتصدي لهذه العصابات حتى نستطيع ان نصل الى بر الامان ويكون العراق قويا موحدا ومزدهرا.
تحية للسيد المالكي
حميد -أكيد إن الكاتب لا يحب مقتدى ولا مشروع مقدى الذي لا نعرف ماذا يريد منه ، إن كل ظني إنه وأنصاره من أمثال النصار ولأعرجي ، والزرقاني ومن لف لفهم ، أغاضهم سقوط النظام وما يتبجحون به من عدائهم لحزب البعث إلا تضليل للشعب العراقي المظلوم ، الذي ذاق ويذوق الأمرين من بقايا صدام ونظامه المقبور ، لا ندري ماذا يريد منا مقتدى وشرذمته الجهلاء ، إلا تحويل العراق ، هذا البلد الابي الشامخ بتأريخه العلمي والثقافي والحضاري ، إلى حكومة ظلاميه جاهليه كما جرى في أفغانستان على عهد طالبان ، أننا نأمل من شعبنا البصري أن يحذوا حذو إخوانهم الشرفاء في الرمادي في التصدي للجهل والظلام والتخلف ، إن أتباع ما يسمى بالتيار الصدر والصدر برئ منهم ، وكما سماهم الاخ المالكي أسوأ من القاعدة شرا ، وجهلا ، وعمياء ، وظلام ، قالتهم الله أنى يأفكون.
تعليق 1
عقيل -يحاول كل كاتب أن يظهر شيئاً من الإبداع في تحليلاته و مقالاته, و هذا امر مشروع طالما أنه ينسجم مع الواقع على الأرض و لا يتعارض مع المعطيات الحسية التي يمكن للكثير من التحقق منها. أما أن يشطح الكاتب نحو نسج واقع مغاير لما هو هو موجود عن طريق توظيف بعض التفاصيل توظيفاً قسرياً بغية تصوير الأمر بما يتسق و أهدافه السياسية أو أهداف رب العمل الذي يعمل لديه, فهذا يجعل من الكاتب أضحوكة لدى القاريء بدلاُ من جعله أحد جهابذة التحليل السياسي. بغض النظر عن الأهداف الثانوية التي قد و قد لا تتحقق نتيجةالعمليات العسكرية التي يقودها السيد المالكي, هل ينكر الكاتب أن وظيفة الدولة محارية الميليشيات و الخارجين عن القانون و قطاع الطرق؟ الرعب الذي تملك قطاعات سياسية و إعلامية مناوئة للحكومة العراقية جراء القرار الجريء للسيد المالكي في محاربة شذاذ الآفاق في البصرة وغيرها يثبت أن إتهاماتهم السابقة للحكومة العراقية بأنها حكومة ميليشيات كانت إتهامات زائفة تنم عن حقد شديد
تعليق2
عقيل -خروج المالكي و الحكومة العراقية منتصرة في هذه المعركة يعني ببساطة أن الجماعات الإرهابية و المتطرفة ممن يطلق عليها بالمقاومة العراقية سوف تكون تحت مطرقة أكثر حزماً من السابق لأن الحكومة الممسكة بهذه المطرقة لن يستطيع أحد أتهامها بأنها حكومة ميليشيات و أن لا تهاون هناك في إحتكار حق إستعمال القوة من قبل الدولة و الدولة فقط. هذا السيناريو مرعب إلى حد كبير لكل من يحاول القضاء على العملية السياسية و التشكيك بشرعية النظام الحالي.
سينتصر العراق
الساعدي -رغم أحقاد العربان, ورغم مؤامرات إيران, سينتصر العراق, بفضل أبناءه وحكومته التي انتخبها شعبنا تحديا للإرهاب. مقال السيد حرفوش مليء بالدس وكب الزيت على النار, والأمل, بعدم نجاح معركتنا ضد الإرهاب, ولكن هيهات. كم من إرهابي, قدم للعراق, ومن كل الدول العربية, كم صفقتم وشجعتم الإرهاب, لن ينفعكم. والسبب بسيط: إنها إرادة الشعب العراقي. إننا حاربنا وما زلنا نحارب على عدة جبهات. كل العرب وقفوا ضد العراق الجديد, بالإضافة الى إيران. ماذا جنيتم؟العراق سينتصر, موتوا بغيظكم