بري قبل توجهه إلى القاهرة: بعد 5 أشهر المطالبة بحكومة انتقالية

اليوم ذكرى الحرب الأهلية ولبنان في مهب الريح

بيروت - نبيه البرجي

".. ولكن هل سيبقى هناك لبنانيون في لبنان كي تندلع الحرب الاهلية"، وكان هذا سؤال سفير عربي بارز في بيروت، تعقيبا على الاخبار التي تنشر حول طوابير اللبنانيين امام مراكز الامن العام طلبا لجوازات السفر.
اليوم 13 ابريل 2008، اي انقضاء 33 سنة على 13 ابريل 1975 الذي انفجرت فيه الحرب الاهلية التي استمرت لاكثر من 15 عاما، تاركة 100 الف قتيل، ونحو 300 الف جريح ومعاق، و17 الف مفقود، فضلا عن تدمير مرحلة زمنية بأكملها، وهي اكثر اهمية بكثير من كل دمار مادي.
اليوم 13 ابريل 2008. لبنان في مهب الريح، وهناك مخاوف من ان يكون هناك من يعمل ضمنا، لاحداث تغيير دراماتيكي في الصيغة (التي انبثقت عن الطائف)، والنائب سمير فرنجية يقول لــ "القبس" ان تعطيل المبادرات هو جزء من منهجية تتوخى اعادة تركيب الدولة اللبنانية وفق مصالح خارجية معروفة.
بلبلة قانون الانتخابات
وقد لوحظ ان طرح موضوع قانون الانتخابات احدث بلبلة داخل الموالاة والمعارضة على السواء، فقد اعتاد اللبنانيون على تفصيل ذلك القانون وفق مصالح اهل السلطة.
متضررون من الجانبين، منتفعون من الجانبين، ولكن لا شيء على الارض بانتظار ان يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري الرياض للتباحث في الشأن اللبناني، وعرض "التسهيلات" السورية التي يتحدث عنها، على الرغم من ان قوى 14 اذار تعتبر وكما يقول نائب القوات اللبنانية فريد حبيب ان السوريين "كعادتهم يخدعوننا" كما ان الحوار هو لتغطية شيء ما، مصرا على انتخابات الرئيس كأولوية مطلقة.
منتصف طريق مسدود
وامس، قال الرئيس بري لوفد نقابة المحررين الذي زاره في مقره بعين التينة "انه اذا كان الحوار بين اللبنانيين ممنوعا، ارشدوني عن بديل له"، مشيرا الى "ان المبادرة العربية هي في منتصف طريق مسدود، واذا لم ننعشها بالحوار وصلت الى طريق مغلق".
ولاحظ "ان واشنطن ليست مستعجلة على الحل"، معربا عن "افتخاره بوعي المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية بالابقاء على علاقاتهما سليمة"، مستبعدا حصول اعتداءات اسرائيلية على الجنوب في هذه المرحلة.
بيروت المشكلة
اضاف "ان قانون الانتخابات لا يقرره نبيه بري وحده"، لافتا الى "ان الفوارق بين كل قوانين الانتخاب هي بيروت وحدها، والباقي كله تدليس"، كاشفا انه قال للرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائهما الاخير في دمشق، "سأصرح بأن سوريا تلتزم بما يلتزم به اللبنانيون في حوارهم"، فوافق الرئيس الاسد، مؤكدا أنه سيصدر هو ايضا بيانا مماثلاً.
وعن زيارته الى دمشق، قال "اشعر ان بامكاني ان احقق ما تحقق في هذه الزيارة" ليضيف انه "بعد 4 او 5 اشهر تصبح المطالبة بحكومة انتقالية تحضر للانتخابات يكون رئيسها حياديا على الاقل، ووزير الداخلية فيها حياديا"، وخلص رئيس المجلس النيابي الى القول "اذا لم يتوافق العرب على مساعدتنا يكون علينا نحن ان نساعد العرب"، وتوجه الرئيس بري مساء امس الى القاهرة، حيث يلتقي اليوم الرئيس حسني مبارك ضمن جولة له على عدد من الدول العربية، وذلك لبحث ازمة الرئاسة في لبنان.
ولاحظت الاوساط السياسية في بيروت انه عندما يتحدث بري عن حكومة انتقالية للانتخابات النيابية، فهو يقول ضمنا، بأن رئيس الجمهورية سيكون منتخبا، الا اذا كان هناك من يريد ان يدفع الازمة نحو المجهول.
ربط الأزمة
الى ذلك، قال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد ان الاكثرية "نجحت في ربط ازمة لبنان بالعلاقات اللبنانية السورية لان ازمة الرئاسة مرتبطة بالموضوع عينه، اذ ان دمشق تعرقل قيام المؤسسات، وهي تسعى حاليا لفك عزلتها لكسب الوقت بانتظار معرفة السياسة الاميركية الجديدة".
وعن الحوار الذي دعا اليه بري قال انه "لكي نذهب الى حوار، يفترض ان ننتخب رئيس الجمهورية الذي يدير هو هذه العملية من خلال ترؤسه لحكومة تشكل على قاعدة النسب وعدم تعطيل المؤسسات، وتكون حكومة وحدة وطنية، وبعد ذلك نتكلم في قانون الانتخاب وغيره".