جريدة الجرائد

يا ابن الذين!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تركي الدخيل

عندما كنت صغيراً كان كل من يقول لي: يا ابن الذين، يزيد من حنقي، ويرفع ضغطي، فقد كانت السياقات التي تلقيت فيها هذه الكلمة، سياقات نقد، بل وذم أحياناً.
ترسخ في ذهني أن هذه الكلمة هي إحدى مفردات الشتائم، حتى كبرت فعلمت أن الدلالة اللغوية المحضة للكلمة لا تحمل معنى سلبياً في معناها بأي شكل من الأشكال.
وجدت أن مناخات التربية هي التي تصنع الكلمات الجميلة حتى في معرض الذم أو التوبيخ والتقريع، أو في المقابل تصنع في قاموس مفردات الشخص الكلام الفاحش البذيء.
تذكرتُ في هذا الإطار رجلاً في الثلاثينات من عمره، وكان يتفاخر بابنه ذي الأربع كلمات، عندما يديره باتجاه الحديث ليطلق وابلاً وسيلاً من الكلام الفاحش وألفاظ السباب، يتبعها الأب بابتسامة خبيثة، تدل على أنه علّم ابنه علوم الرجال!
قال أبو عبدالله غفر الله له: بئست التربية، وفي رواية، أمحق تربية!
في سياق معاكس، كان بعض الحريصين على تربية أبنائهم عندما يغضبون منهم يتحاشون نعتهم بألفاظ قالوا للصغار إن استخدامها عيب، أو إنه لا يليق بمن تربى.
كان صاحبنا عندما يرسل أبناءه إلى الجيران أو الأصدقاء، ويريد أن يذكرهم بألا يرتكبوا إشكالات يقول لهم: لا تغلبوا الآخرين.
سألته: لماذا تستخدم مفردة الغلبة بالتحديد؟!
أجاب: الشيطنة مرتبطة بالشيطان، ولا أود أن أستخدم كلمات ترتبط بالحيوانات، وبالتالي وجدت أن الغلبة هي المفردة الأنسب.
تذكرت من جديد (يا ابن الذين). فقط أكمل العبارة، وستجد في الغالب أنك ابن الذين آمنوا، وعملوا الصالحات!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف