جريدة الجرائد

صور أبلغ من ألف مقال

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جمال أحمد خاشقجي

إنها صورة الصفحة الأولى بـ"الوطن" أمس، وصورة الأولى اليوم.
صورة أمس كانت لخادم الحرمين الشريفين يدخل الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بمكة المكرمة ممسكا بيمينه مرجع السلفية وكبير علمائها فضيلة مفتي البلاد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وباليسرى بيد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية سابقا، ورئيس مجلس مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني. بدا الملك عبدالله وكأنه "العامل المشترك" بين الطرفين، ملغيا بطاقته الإيجابية تاريخا من الخلاف والتوجس بين التيارين، دون أن يلغي الحق في الاختلاف وهو ما صرح به سماحة المفتي لاحقا في كلمته الضافية، فعندما نقبل جميعا الآخر على أساس حق الاختلاف والقبول بالتعددية مع بقاء كل طرف موقنا بما هو عليه من "الحق" نكون قد قطعنا شوطا كبيرا في إزالة فجوة الاختلاف، وبنينا جسرا يمر من عليه حسن الظن والتعاون.
نحن في السعودية سلفيون، ونفخر بذلك، وعلى منهج السلف الصالح قامت الدولة، ومن منهج السلف التسامح، وقبول الآخر دون أي تنازل في التبليغ والتصريح بما نعتقده من حق، بل حتى نشره والدعوة إليه، ولم تنتشر الدعوة السلفية التصحيحية في الأرض إلا بفضل من الله ثم ببذل وجهد قادة هذه البلاد منذ زمن الملك المؤسس وأبنائه من بعده، دون أن يشوب الدعوة غلو ولا إلغاء للآخر إلا على يد من حول السلفية من مذهب جامع إلى حزب مفرق في بدعة لم تكن إلا في العقود الأخيرة.
ولنعد إلى سيرة الملك عبدالعزيز رحمه الله فنجد مجلسه موئلا لكل مسلم من أصقاع الأرض، لا يسأله عن مذهبه واعتقاده، فلا يلبث هذا أن يقترب من الدعوة التي جاءته في سماحة، وبالتالي فما يدعو إليه خادم الحرمين الشريفين اليوم ويفعله ويقود إليه، هو استمرار لتلك السيرة والتي هي استمرار لمنهج الرسالة التي هي "رحمة للعالمين".
في صورة الأمس، لم يقل الملك - حفظه الله - شيئاً في مسألة "الشيعة والسنة" والتي مر من تحت جسرها الكثير من الخلاف بل حتى الكراهية، ولكن أعيدوا النظر إليها، وتأملوا في قبضتي يديه وهما تمسكان بالشيخين، لقد قال الكثير.
* * * *
الصورة الثانية هي المنشورة في الصفحة الأولى اليوم، إنها لسمو ولي العهد الأمير سلطان وهو يصل في زيارة رسمية إلى إسبانيا، إنني متأكد أن المواطن السعودي سيتأمل الصورة ملياً، ليس بحثا عن الاتفاقيات التي ستوقع، ولا المحادثات التي ستجرى، ولا العلاقات والمصالح التي ستفيده هو وقضاياه، الخبر الذي يبحث عنه هو صحة سمو ولي العهد، فلهذا الرجل دفء يطمئن المواطن السعودي، وقد ارتبط بينه وبين "الخير" علاقة لذلك يتفاءل الرأي العام السعودي بابتسامته الشهيرة.
ها هو سمو ولي العهد، إنه بخير بعد إجازته، يستأنف نشاطه في خدمة بلاده، شريكا لمليك البلاد في السعي في نهضة البلاد وعزتها، سيوقع اتفاقيات دفاعية مع الإسبان معززا بها جيش البلاد، ستشمل المفاوضات إشراك قطاع الأعمال الإسباني في الاستثمار في المملكة من أجل مصانع أكثر فوظائف أكثر للمواطن. سيدعم دور خادم الحرمين في الدعوة للحوار بين الإسلام والغرب، فإسبانيا دولة عريقة في تدينها الكاثوليكي ولكن لها جذوراً حضارية إسلامية، فيمكن لهذا الواقع أن يجعلها جسرا موصلا للحوار، مثلما أن المملكة دولة عصرية، صديقة للغرب، ولكنها في موقع قيادي وسط عالمها العربي والإسلامي، وصاحبة مبادرات، ما يفسر هذه العلاقات المتميزة بين البلدين، حيث ما إن يزر ملك إسبانيا المملكة حتى يستقبل بعد أسبوعين ولي عهد المملكة في بلاده، الذي يزورها ولما يكتمل الحول على زيارة تاريخية قام بها الملك عبدالله لها، لابد أن هناك شيئاً ما بين المملكتين يجعلهما تشتركان في المستقبل، مثلما اشتركتا يوما في التاريخ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أرجو التصحيح
فاطمة -

أرجو التصحيح فلقد قامت الدولة السعودية على أساس الكتاب والسنة و المذهب الذي تتبعه المملكة العربية السعودية هو المذهب السني وهو مذهب أهل السنة والجماعة وهو منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن تبعهم من سلف هذه الأمة الصالح. أما أن يقال سلفيون هكذا فمسألة تحتاج إلى نظر ! والمعلوم أن هناك سنة يتبعون منهج النبي صلى الله عليه وسلم وسلفه الصالح من صحابة وتابعين , وهناك شيعة يقال أنهم يتبعون مذهب جعفر الصادق. والله اعلم. وصلى الله على محمد .

الملك المصلح
الحر من الكويت -

انا اعجب بتسامح الملك عبدالله بالامس زار الفاتيكان وجلس مع البابا واليوم مع رافسنجانى الشيعى والملك يدعو الى تسامح الاديان

تصحيح التصحيح
عبدالعزيز -

المعلوم هناك مسلمين يتبعون القرآن والسنة الورادة فقط من طريق أئمة أهل البيت ويسمون الشيعه ، وهناك مسلمين يتبعون القرآن والسنة الواردة من الصحابة والتابعين ويسمون السنة، أما المذهب الجعفري والمالكي والحنفي والشافعي وغيرها فهذة المسميات هي فقهية وليست عقائدية، بمامعناه أنا شيعي العقيده وجعفري الفقه وغيري سني العقيده ومالكي الفقه أو حنبلي أو وهابي ،فيرجى التنويه

القلب الطيب
راجح الحكيم -

انا المواطن اللبناني الذي لم ازر المملكة يوما و لم استفيد يوما من مكارم المملكة بشكل مباشر لا يمكنني الا ان اعترف بكرم المملكة و طيب قلب قيادتها مع مختلف كل فئات الشعب اللبناني الا اننا و خصوصا بعد الاحداث الاخيرة لم نجد من الطرف الاخر الا الحقد و الكراهية و ثقافة الغاء الاخر فعسى ان تستفيق المملكة و كل العرب ليروا حقيقة الخطر القادم من ايران مع ما يمثله مشروعها العنصري المذهبي من خطر اليوم كان لبنان و غدا البحرين و بعدها الكويت و ..... افيقو ياعرب

الملك الحكيم
محسن عثمان سالم -

لقد أثبت خادم الحرمين الشريفين ومازال يثبت بين الحين والآخر أنه من أذكى وأحكم الرؤساء والملوك العرب , لقد تعلم كثيرا من الحياة, وبالطبع فإن الملك عبدالله يحيط به مستشارين ذو كفاءة وحنكة سياسية ودراية بما يدور حولهم, لذلك ليس غريبا ما فعله خادم الحرمين الشريفين وهو يدخل قاعة الإجتماعات ليرأس المؤتمر الذى يجمع علماء المسلمين من كل مكان فى العالم ليظهروا للعالم أجمع سماحة الإسلام,نعم إننى أطلق على الملك عبد الله لقب الملك الحكيم , واعتقد أن الكثيرون من القراء يؤيدون هذا الرأى,وهناك العديد من المواقف التى تؤكد ذلك , فى مؤتمر القمة العربية الذى عقد فى بيروت, ومؤتمر المصالحة الذى عقد فى مكة لأصلاح الشقاق بين الأخوة الفلسطينين , وغير ذلك من المواقف العديدة ,لقد عشت فى المملكة العربية السعودية وعاصرت ثلاثة ملوك , الملك خلد رحمه الله , والملك فهد رحمه الله, وكنت أشاهد وأسمع عن العديد من المواقف التى تظهر حكمة الملك عبد الله حتى قبل أن يتولى حكم المملكة العربية السعودية,فليتعلم بقية الحكام العرب منه ,