الشرع: دمشق مرتاحة ولم نعد نخشى المحكمة واتفاق الدوحة لا يؤمن حلاً جذرياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت - " الراي "
أكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن "الجبهتين اللبنانية - السورية تشكلان على الصعيد الأمني العام جبهة واحدة"، مشيراً الى انه "لا يمكن التحدث أمنياً عن جانب وترك الجانب الآخر".
واعتبر الشرع في هذا الاطار أن "وضع مزارع شبعا تحت غطاء الأمم المتحدة هو قرار لبناني مرتبط بسلاح المقاومة"، ولكنه شدد على ضرورة "أن يعلموا أن هؤلاء الناس لا يريدون اعادة هذه المزارع الى لبنان".
وشدد في حديث الى تلفزيون "المنار" (تابع لـ "حزب الله") على "أن حرب يوليو 2006 أعطت الأمل لكل اللبنانيين وأصبح الاسرائيليون يفكرون كثيراً قبل شن أي عدوان جديد، وبالتالي فقد بات من الصعب على اسرائيل استحضار اتفاق آخر مع لبنان على غرار اتفاق السابع عشر من مايو (1983)، بل ان حرب يوليو تركت ذعراً لدى الاسرائيليين من مقولة امكان زوال كيانهم من الوجود".
ورأى أنّ سورية باتت مرتاحة على كل الصعد، مشيراً الى دور الديبلوماسية السورية في القضايا العالقة في المنطقة والعالم.
ولدى سؤاله عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، رفض الشرع وصفها بـ "السيف المُصلَت على سورية"، الا أنّه رأى "أن استخدام هذه القضية من قادة وأنظمة ودول هو ما يجعل من المحكمة الدولية سيفاً يهدّد سورية. غير أنّ مرحلة الخوف والعزلة والاتهام جرى تجاوزها، فلم نعد نخشى أي شيء".
وحمّل الولايات المتحدة مسؤولية "التواطؤ" في الغارة التي شنتها الطائرات الاسرائيلية على سورية في سبتمبر 2007، وقال "انَّ هذه الغارة ما كانت لتحصل لولا الموافقة والضوء الأخضر والارشاد الأميركي الراداري لهذه الطائرة"، لافتاًَ الى وجود "مؤامرة أميركية على سورية وأن فتح الملف النووي محاولة لتفعيل هذه المؤامرة".
وقال: "الآن المنطقة تمر بحال هدوء يأتي من فشل مشروع ضخم كان يعد له أميركياً واسرائيلياً في المنطقة. ان حرب لبنان في يوليو 2006 خلقت وقائع جديدة، وأعطت الأمل لكل اللبنانيين (...)".
ورداً على سؤال حول المفاوضات بين سورية واسرائيل، أكد أنه لا يمكن وضع ما يحصل في خانة "المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة"، مشيراً الى انها "مفاوضات استطلاعية للتمهيد الى امكان الوصول الى مفاوضات حقيقية". ورأى أن "لبنان هو المسؤول عن استئناف المفاوضات مع اسرائيل لأنه شارك بمؤتمر مدريد من جهة، وسورية أيضاً يمكنها أن تقوم بذلك من جهة أخرى".
ونفى الشرع في شكل قاطع "كل ما يثار عن وجود اتصالات سرية بين سورية واسرائيل"، واصفاً هذه الأقاويل بأنها "بلا أصل ولا نار لها ولا دخان"، وقال: "عندما يبلغنا الأتراك أنهم قد اخذوا وعدا من الاسرائيلين او من الحكومة الاسرائيلية، بأنهم جهزوا او بأنهم على استعداد لان يستأنفوا المفاوضات على أسس مرجعية مدريد والأرض مقابل السلام ومقررات مجلس الأمن، فمن الطبيعي ان نكون صادقين مع انفسنا ونقبل. اما متى تتحوّل هذه المفاوضات التمهيدية الى مفاوضات جدية بصورة ملموسة ومباشرة، فعندما يتم الاتفاق على هذه الاسس دون مواربة. انما لم تجر مفاوضات سرية على الاطلاق لا تحت الطاولة ولا فوق الطاولة. كل ما جرى هو ما تسمع عنه في تركيا الان.
وعن موضوع زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمنطقة، أوضح نائب الرئيس السوري أن "الرئيس الفرنسي أراد أن يرضي الجميع"، مشيراً الى أن "المصالح تلعب دوراً كبيراً في السياسة الفرنسية الجديدة"، ولفت الى أنه لهذا السبب رافق كلامه الذي رفع من معنويات اسرائيل كلاماً آخر حول رفض المستوطنات، مؤكداً أنه "اذا كان ساركوزي صادقاً، فسيتوصل الى قواسم مشتركة تجعل من استمرار الاحتلال وغياب الدولة الفلسطينية مسؤولية على أوروبا بشكل عام وعلى فرنسا بشكل خاص".
وعن زيارة الرئيس السوري المرتقبة الى باريس لحضور اجتماع قمة الاتحاد من أجل المتوسط، أشار الشرع الى وجود توقّعات كبيرة يعوّل عليها من هذه الزيارة، ذاكراً خصوصية العلاقة بين سورية وفرنسا. وتدارك: "الأمر لا يخلو من الشكوك والحذر ما دامت الادارة الفرنسية لا تزال جديدة وقيد الامتحان".
وعن اتفاق الدوحة، قال: "لا نتحدث هنا عن حلّ جذري متكامل، لكن الاتفاق نجح في الحدّ من المآسي والمعاناة التي يعيشها اللبنانيون"، مؤكداً "أنّ مصلحة سورية تكمن في وجود لبنان قوي ومعافى ويجب عدم نكء الجراح، والرهان السياسي الوحيد الناجح هو على نجاح العلاقة بين لبنان وسورية".
وشدد على ضرورة تكامل الدور العربي "الذي أنتج حلاً في لبنان" والمنبثق من العلاقة بين الشعوب العربية، مؤكداً أنّ "سورية تتعاطى مع كل القضايا من الموقع العروبي والقومي"، لافتاً الى ضرورة عدم وجود "دور عربي على حساب دور عربي آخر". كما نفى وجود مشكلة بين دمشق والقاهرة، اذ "لا يوجد ما يحصل بيننا لتكون هناك مشكلة".
وبالانتقال الى الوضع الاقليمي، تحدث الشرع عن العلاقات السورية - الايرانية "التي لم تتغيّر منذ قيام الثورة الاسلامية"، مؤكداً أنّ الحديث عن مشروع سوري - ايراني هو "اما قصر نظر وعدم فهم للمسائل المعقّدة، واما خضوع لاملاءات خارجية".
التعليقات
الشرع
فاروق -المهم أن يكون الشرع قد أخذ حذره هذه المرة لكي لايغيظ كالعادة بكلامه الجارح المملكة العربية السعودية الشقيقة والأهم لسوريا بكثير من إيران ...