جريدة الجرائد

تفجيرات11سبتمبر.. الاستعارة المضللة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نواف الزرو

لا يزال الرئيس الأميركي جورج بوش يصر في كل مناسبة على أجندته الايديولوجية ـ السياسية ـ الاستراتيجية المتعلقة بما عرف عالميا ب"الحرب على الإرهاب الدولي"، ويصر كذلك على "مشروع الشرق الأوسط الكبير ـ الجديد ـ المتجدد" باعتباره الطريق إلى القضاء تماما على الإرهاب.

ويوظف كل ما بين يديه من إمكانات إعلامية واقتصادية وسياسية ودبلوماسية وغيرها من اجل تكريس ومواصلة هذه الحرب التي لا يبدو وفقا للمعطيات المتراكمة انها على وشك التوقف أو الاستراحة حتى، بل إن ميكانيزم هذه الحرب يتحرك على مدار الساعة وعلى نحو خاص ومبيت جدا في منطقتنا العربية والشرق أوسطية.

ولذلك فإن الأسئلة الكبيرة التي تطرح نفسها هي: إلى أين وصلت هذه الحرب المفتوحة على الإرهاب، وهل نجحت الإدارة الأميركية بتحقيق أهدافها يا ترى، وما دور الإعلام الأميركي والإسرائيلي في ترويج وتسويق هذه الحرب؟

مفكرون جلهم أميركيون شككوا في الأيام الأخيرة ونحن أمام الذكرى السابعة للتفجيرات في الرواية الرسمية الأميركية عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر ـ أيلول 2001 ووصفوا تلك الرواية ب"الزائفة" كما جاء في كتاب "الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأميركية" الذي شارك في تأليفه 11 مؤلفاً.

وقال محررا الكتاب "ديفد راي جريفين" و"بيتر ديل سكوت": "إن باحثين لا ينتمون إلى التيار السائد توصلوا إلى أدلة تفند الرواية الرسمية بشأن المسؤول النهائي عن تلك الهجمات التي أصبحت بمثابة الأساس المنطقي وراء ما يقال إنها حرب عالمية على الإرهاب استهدفت حتى الآن كلا من أفغانستان والعراق، وكانت بمثابة المبرر وراء "التدني المسرف" في سقف حريات الأميركيين"، وأكد الباحثان أن اكتشاف زيف الرواية الرسمية بشأن أحداث 11 سبتمبر "يصبح أمرا غاية في الأهمية".

وفي قصة "الحرب على الإرهاب" أيضا كانت صحيفة "برجكت سندكت" قد نشرت في عددها الصادر يوم / 2006/9/2 مقالا بمناسبة انقضاء خمس سنوات ـ آنذاك ـ على تفجيرات نيويورك وواشنطن و"الحرب على الإرهاب الدولي" يكشف لنا الكاتب فيه حقيقة كبيرة قائلا:" أثبتت لنا الأعوام الماضية أن تعبير "الحرب ضد الإرهاب" ليس سوى استعارة زائفة قادت العالم إلى انتهاج السياسات الهدامة وسياسات الدفاع عن الذات، إنها استعارة مضللة تم تطبيقها حرفياً بغرض شن حرب حقيقية على عدة جبهات، منها العراق، وغزة، ولبنان، وأفغانستان، والصومال، وكانت النتيجة خسارة الآلاف من أرواح المدنيين الأبرياء، وإثارة غضب وحنق الملايين من الناس في كافة أنحاء العالم".

إذن ـ يقول لنا الكاتب وهو "جورج سوروس" بشكل صريح أن الإدارة الأميركية وظفت الإعلام الأميركي وغيرها من وسائل الإعلام المسيطر عليها من قبلها في تسويق خطابها الحربي وشعاراتها التضليلية على الرأي العام الأميركي والدولي بغية تبرير الحروب الأميركية والإسرائيلية العدوانية في المنطقة العربية، أي أن الإدارة الأميركية حولت الإعلام الأميركي إلى إعلام حربي جند تماما بالكامل إلى حد كبير للعب دور مركزي في تبرير وتمرير "أكذوبة الحرب على الإرهاب"، في الوقت الذي عملت فيه تلك الادارة على اعتقال الإعلام الآخر المحايد ومصادرة الحريات الإعلامية...؟!!!

ولعل تقرير معهد "كارنغي" للسلام الدولي في واشنطن كان من أهم التقارير والشهادات التي أدانت إدارة الرئيس بوش بالكذب والخداع، حيث جاء فيه: "إن إدارة الرئيس بوش لجأت إلى المخادعة والأدلة المختلقة للمبالغة في حجم الخطر العراقي"، لتأتي بعد ذلك شهادة الرئيس الأسبق "جيمي كارتر" .

حيث قال بوضوح: "ان الحرب على العراق قامت على الأكاذيب"، ثم تلحق بها شهادة مستشار الحكومة الأميركية سابقاً وخبير مكافحة الإرهاب "ريتشارد كلارك" الذي أكد "أن الأميركيين صليبيون جدد... ودخولهم العراق كان بالمنشورات والأعلام".

لنأتي في هذا السياق إلى أهم الشهادات الأميركية حول الإرهاب في وسائل الإعلام وحول الخطاب الإعلامي الأميركي وهي شهادات المفكر الأميركي "نعوم تشومسكي"، الذي قال في كتابه "السيطرة على وسائل الإعلام": "ان التضليل الإعلامي صناعه أميركية".

وأكد: "ان وسائل الإعلام الأميركية تختلق وتزيف الأعمال، تثبت المعطيات والوقائع حقيقة كبيرة ملموسة تتمثل في "أن الماكينة الإعلامية الغربية تسيطر عليها إلى حد كبير اللوبيات اليهودية التي تتغلغل في وسائل الإعلام الغربية، وعلى وجه خاص في الولايات المتحدة، وهناك دراسات كثيرة ظهرت أبرزها كتاب "الخداع" لبول فندلي يتحدث فيه عن سيطرة "ايباك" داخل الولايات المتحدة وعن الهيمنة على الماكينة الإعلامية الخطيرة...!

وهكذا ـ وبينما نتابع تداعيات هذه "الاستعارة المضللة" على الأمة العربية، نتابع في الوقت ذاته كيف تستطيع الدولة الصهيونية تجنيد الإعلام الغربي إلى حد كبير مذهل وراءها ووراء حملاتها الموجهة ضد "الإرهاب العربي "أو "الإرهاب الإسلامي "أو "الإرهاب الفلسطيني "أو "الإرهاب اللبناني"...!

ولكننا ـ نرى أن الإعلام الرسمي العربي يغيب إلى حد كبير في هذا الإطار، ما يدفعنا للتساؤل حول أهم ملامح الدور الإعلامي العربي في التعاطي مع عملية الخلط المبرمجة ما بين مفاهيم ومضامين وأبعاد "الإرهاب"؟!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جماعة ابن لادن
abdul aziz -

ان مقولةالقاعدة اوجماعةابن لادن نفذت جزءا من هجمات 11سبتمبر قد تكون صحيحة ولاجدال حولهاخصوصا وان هذة الحركة مخترقة من قبل مخابرات بلدان عديدة ولايستبعد انها جندت لمخططات استراتجية كبري تصب بمااشار الية كاتب المقال وحسب المثل الشائع(رمي عصفورين بحجر )

جماعة ابن لادن
abdul aziz -

ان مقولةالقاعدة اوجماعةابن لادن نفذت جزءا من هجمات 11سبتمبر قد تكون صحيحة ولاجدال حولهاخصوصا وان هذة الحركة مخترقة من قبل مخابرات بلدان عديدة ولايستبعد انها جندت لمخططات استراتجية كبري تصب بمااشار الية كاتب المقال وحسب المثل الشائع(رمي عصفورين بحجر )