موضوع النظرة الى لبنان وليس موضوع سفارة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خيرالله خيرالله
ان يرتفع العلم السوري على سفارة لدمشق في بيروت خطوة في غاية الاهمية. بل خطوة مفصلية ليت النظام السوري يستغلها من اجل اعادة النظر جذريا في نظرته الى لبنان وفي سياساته التي لم تتسبب، منذ اربعة عقود، سوى بالويلات للبنان واللبنانيين وسوريا والسوريين. ليس كافيا اعتراف هذا المسؤول السوري او ذاك بان اخطاء ارتكبت في لبنان. الموضوع ليس موضوع اخطاء بمقدار ما انه موضوع نظرة شاملة في حاجة الى تغيير جذري بعيدا كلّ البعد عن اي نوع من التفكير في انه كانت للتجربة السورية في لبنان ايجابية ما على اي صعيد كان.
يفترض في اي حاكم لسوريا امتلاك حد ادنى من الشجاعة لمواجهة الحقيقة بدل الهرب منها في شكل مستمر عن طريق العمل على تفكيك الوطن الصغير من الداخل، عبر المنظمات الفلسطينية في مرحلة ما، ثم عبر الميليشيات المحلية في مرحلة لاحقة.
على من يقدم على خطوة التبادل الديبلوماسي مع لبنان، استتباع هذه الخطوة التي تلي الانسحاب العسكري من البلد بخطوات اخرى تندرج في سياق منطق واضح كل الوضوح يوفر على لبنان وسوريا الكثير من المشاكل مستقبلا. للمرة المليون ان الانتصار على لبنان ليس بديلا من الانتصار على اسرائيل. اكثر من ذلك، ان الانتصار على لبنان لا يؤمن دورا اقليميا لسوريا بمقدار ما انه رهان على اوهام لا اكثر. انه رهان تبين مع مرور الوقت انه يصب في الهاء سوريا عن القضايا الاساسية المرتبطة بمستقبل شعبها وكيفية توفير الرفاه له وربطه بالعالم الحقيقي بدل العيش على الشعارات والاحلام التي لا تساهم الا في تدمير المجتمع وجعله يتراجع بشكل مستمر.
يصعب على النظام السوري الاستفادة من دروس الماضي القريب. انه نظام يعتقد بكل بساطة انه حقق سلسلة من الانتصارات في الفترة الاخيرة وان السنة المنصرمة كانت سنة التحولات الكبيرة التي مكنت دمشق من فك عزلتها بدليل ان الرئيس نيكولا ساركوزي زار دمشق مشرعا الابواب امام مسؤولين اوروبيين ودوليين اخرين بدأوا يعتبرون العاصمة السورية محطة لا بدّ منها في اي جولة شرق اوسطية. يمكن ان يكون هذا الكلام صحيحا. يستطيع حتى بعض الديبلوماسيين السوريين، من الذين يظنون انه كان لهم دور في اعادة مد الجسور مع الدول الاوروبية، التبجح بان العمل الذي قاموا به يمثل "اختراقا" بكل معنى الكلمة. نعم، هناك انفتاح اوروبي ما على دمشق. هذا الانفتاح يمكن ان يتوج خلال الاسابيع المقبلة بحوار مع الادارة الاميركية الجديدة. ولكن يظل الانفتاح الاوروبي والحوار مع واشنطن اقرب الى بناء قصور على الرمل اكثر من اي شيء اخر في غياب تغيير جدي في السلوك العام وفي غياب القدرة على التخلي عن الاوهام اللبنانية للنظام خصوصا. كل ما في الامر ان هناك حاليا رغبة اسرائيلية في ترطيب الاجواء مع الجانب السوري ومتابعة الحوار غير المباشر في اطار عملية اسمها الحوار من اجل الحوار. فالواضح، ان هناك اصرارا اسرائيليا على حماية النظام الحالي لاسباب مرتبطة بتركيبته من جهة والهدوء المستمر على جبهة الجولان منذ العام 1974 من جهة اخرى. اكثر من ذلك، ان اسرائيل التي تمر حاليا بمرحلة انتقالية، تدرك ان لا وجود لسبب يمكن ان يدفع النظام السوري الى تحقيق اتفاق سلام معها وان هدفه الحقيقي من المفاوضات المباشرة، في حال حصولها، هو التفاوض مع الاميركيين في شان صفقة تعيد لبنان تحت الوصاية السورية... وهذا امر لم تعترض اسرائيل يوما عليه!
مثل هذا التفكير الذي دفع النظام السوري الى فتح سفارة في بيروت، يتعارض مع فكرة السفارة والهدف من فتح سفارة. لا يمكن اعادة عقارب الساعة الى خلف والعمل تحت غطاء السفارة من اجل الوصول الى مآرب اخرى. في النهاية ان خطوة فتح السفارة مهمة في حال تلتها خطوات اخرى على رأسها ترسيم الحدود ابتداء من مزارع شبعا والتوقف عن تهريب الاسلحة الى لبنان وتوفير غطاء للقواعد الفلسطينية التابعة للاجهزة السورية في اي بقعة من الاراضي اللبنانية. هناك خطوات كثيرة، يفترض في النظام السوري الاقدام عليها لتوفير معنى ذي طابع سياسي لخطوة التبادل الديبلوماسي مع لبنان، بما في ذلك التعاطي المباشر مع الشرعية اللبنانية ممثلة برئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ومؤسسات الدولة اللبنانية بدل الظهور في مظهر من يحاول التعاطي مع اللبنانيين بالمفرق عن طريق استخدام اداة مثل النائب ميشال عون لاثبات ان المسيحيين في لبنان متعاطفون مع النظام السوري. هذه نقطة ضعف وليست نقطة قوة للنظام الذي يلعب، للمرة الاولى منذ وجوده، ورقة المسيحيين والدروز في اطار محاولته العودة الى لبنان بطريقة او باخرى.
كان النظام السوري في غنى عن الاعيب ومناورات من هذا النوع. لعلّ اقل ما في استطاعته تاكيده، بالافعال اوّلا، ان السفارة تفتح صفحة جديدة في نظرته الى لبنان وان الخطوة التالية تتمثّل في ترسيم الحدود والاقتناع بان ورقة القواعد الفلسطينية عفا عنها الزمن ولم تعد تصلح لبداية القرن الواحد والعشرين.
تبقى قضية المحكمة الدولية التي تتحكم بكل تصرفات النظام. الاكيد ان الاعيب من هذا النوع لن تلغي المحكمة ولن تغيّر شيئا في علاقة المجتمع الدولي بالنظام السوري. على النظام ان لا يعتقد ان سفارة من نوع تلك التي كان يقيمها الاتحاد السوفياتي، قبل سقوطه، في برلين او بودابست او وارسو او صوفيا يمكن ان تقدم او تؤخر... في غياب تغيير في العمق في نظرته الى لبنان!
التعليقات
كاتب تافه
ابن عريبي -ماشاء الله عليك شو عبقري ياخيرو والله بصراحة لازم تكون مستشار السنيورة او سعد الحريري اذا سوريا فتحت سفارة مارح تخلص من شركم واذا مافتحت سفارة بتقولوا مابتعترف بلبنان ولك حيرتنا
يا استاذ
قارئ مواظب -المشكلة يا استاذ خير الله أنك تناقش الأمور على اساس إنه النظرة أهم من الموقف. السفارة موقف استراتيجي. تعبير عن وعي وقناعة نهائية. ولا مجال لاستجداء نظرة.. أنت هنا كمن يرفض دولاراً ويستجدي من ذات الشخص سنتا..!!
معايدة
بيروتى عتيق -كل عام وانت بخير يا استاذ خير الله اعاده الله عليك وعلى عائلتك بالصحة والعافيةوالخير والبركةنحن دائمانحترم ونجل الاقلام الحرة وانت حر وحر وحر ولو كره الاميون والجهلة
سؤال
سائل سئيل -لطالما راودني سؤال وددت أن أوجهه الى الرئيس الأسد بكل احترام: لماذا هذا الاصرار على استعادة لبنان و في يده أن يجعل من سوريا بلدا أفضل ان هو فتح الاقتصاد و سمح للسوريين أن يطوروا بلدهم و الأهم أن يطلق الحريات كما وعد في البدايات؟ في سوريا الكثير من الامكانيات و الأشخاص و القدرة على النهوض كل ما تحتاجه هو فرصة للتنفس بعيدا عن سيطرة المافيات وعصابات المرتزقة هل من مجيب؟
كن جميلا ترى الوجوه
عمر حسين / بيروت -كل سنة وانت بخير الاستاذ خير الله تمنياتنا القلبية ان تكون سنة خير على لبنان واللبنانيين , بدون حرب او اعلان حرب بدون اسلحة وصواريخ زلزال وبركان وفيضان ...الخ نريد للدولة ان تبنى وتكون هي المرجع للبنانيين. هناك اوجه شبه كبير بين النظام السوري وبين بعض احزاب لبنانية التي لا تريد لهذه الدولة ان تقوى وان تكون المعاملة مع بقية الدول وخاصة سوريا ند بند. اتمنى ان يعيي النظام السوري ان حقبة الوصاية ولت ويجب ان يغير ما بداخلة كما بقيت الاحزاب التي تدور بفلك هذا النظام . اريد فقط ان اسأل هؤلاء الذين يرون في هذا النظام مستقبلهم وهدفهم ... ماذا فعل هذا النظام لسوريا واختاروا في اي مجال كان .. يا رب ان هذا النظام يتعظ بما هو فيه وما نحن فيه .وشكرا
مية بالمية
صحيح -سوريا تتميز بالذكاء الشديد الذى للاسف لا يستغل للخير بل للشر و فعلا انت لفتت نظرنا لاول مرة الى توقيت و هدف فتح سفارة سوريا فى هذا الوقت تحديدا ربما فعلا بسبب قرب المحكمة الدولية و الادهى هو قيام انصار حزب الله بموجب اوامر محددة وجهت لهم من سوريا و ايران بقذف الحجارة على سفارة مصر و النداء ليس ضد اسرائيل و لا امريكا و لا قتلة الحريرى بل ضد مصر و السفارة المصرية- يبدو ان سوريا تريد ان يتزامن فتح سفارتها مع قطع و توتر العلاقات بين مصر و لبنان بل و اغلاق سفارة مصر ايضا
كفاكم حقدا و غلا
عربي مغترب في كندا -فعلا الحقد يملئ قلوبكم يا أهل تيار المستقبل,الكاتب معروف و مشهود له بحقد على سوريا و حكامها و لكن ليكن في علمكم ان سوريا اثبتت انها اساسية في توازن المنطقة و ان جميع خياناتكم و اساليبكم لهزها لم تفلح و لن تفلح.فلتموتوا كمدا و غيظا............
كل عام و
كريستيان -خير...عام جديد و انت كما كنت و لم تتغير ...معاد لحزب الله معاد الجنرال عون معا لسوريا معاد للفلسطيميين... ؟ ؟ الشعب الفلسطيني يذبح و انت قاعد تشتم و تسب...اسراءيل تبيد شعب عن بكرة ابيه و انت تسب ... ...
انها البدايه
محمد الدره -التلفزيون الإسرائيلي: إحتراق مبنى مؤلف من 8 طبقات في أسدود بعد إصابته بصاروخ غراد وهو مهدد بالإنهيار
صيقه العرب
كريستيان -واشنطن: أظهرت وثائق لدى وزارة الدفاع الأميركية ;بنتاغون ; أن إسرائيل قامت منذ 2007 بطلب آلاف القنابل و الصواريخ من الولايات المتحدة بهدف إضافتها إلى ترسانتها العسكرية، وبينها كمية كبيرة من القنابل ;الذكية ; التي تعتمد على التوجيه الدقيق نحو الأهداف بالليزر أو بالأقمار الصناعية
بلاش السفارة
عبد الغني -اذا زعلانيين من وجود سفارة سورية في بيروت بلاش السفارة !!!!!!!!!!!!!!!!!!
ملاحظة
BASSAM -و الله بعض اللبنانيين ما معروف شوبدو. مبروك السفارة و الجاي أعظم. و مقالاتك متل فارس خشان و نصير أسعد و ..... لن تجدي نفعاً. من يتابع مقالاتك منذ سنوات يعتقد أن النظام السوري قد اندثر. البارحة كان أردوغان في دمشق و الثلاثاء ساركوزي. و الى الآن لم يحدد السوريون موعد للياس المر . تحياتي
تغيير نظرة؟فقط؟
رامز ب -من حيث التصنيف العلمي السياسي، يبقى ما يسمّى بالـ ;نظام ; السوري، وعلى تلاوينه الخاصة بالثقافة العربية التقليدية (تركيبة عائلية عشائرية، طائفية أقلّوية، وغير ذلك)، نظاماً شمولياً، قريباً جداً من النموذج الشمولي البدائي. أذا نظرنا إلى مصائر الأنظمة الشمولية في القرن المنصرم، على اختلاف المكان والهوية، فالعبرة أنه ولأسباب بنيوية أساسية، لا تغيّر ممكن لهذه الأنظمة من الداخل، ولا إصلاح ولا تحوّل، أتدريجياً كان أم فورياً. تنتهي هكذا أنظمة بحروب تشعلها مع الخارج وتنهزم فيها. المثال الأخير، عربياً، هو العراق. وقد أوشكت إدارة بوش على إنهاء ;النظام السوري بموازاة إنهائها ;النظام ; العراقي. بالتالي، بسفارة أو بغير سفارة، ما من تغيّر يؤمل فيه في الحالة السورية، على الأقل في المدى المنظور. الإمكان الوحيد المتوفّر اختباره، بالنسبة للبنان، هو في أن يكوّن لبنان، رغم تعمّق التوغّل الإحتلالي السوري في جسمه، وتشعّباته (ميليشيات مرتزقة، شيعية أو فلسطينية، أو شبكات جاسوسية مخابراتية، إلخ...)، ورغم مساندة إسرائيل المثبتة لهذا التوغّل، أن يكوّن لبنان إذاً قوة ذاتية، رادعة على الأقل، ومُنهية على الأكثر، للإحتلال السوري. طبعاً، وسائل وعوامل هذه القوة الرادعة إلى مُنهية، تكون سياسية دبلوماسية، وعسكرية مؤسساتية وشعبية معاً. المهمة شاقة. لكنها في مقدور اللبنانيين، وبوادرها بدأت بالظهور شيئاً فشيئاً.
حرية ديموقراطية
hanadi -كل عام وانت بالف خير يا استاذنا الكبير خيرالله خيرالله والف شكر لك على المقالات التي تكتبها بحرية تامة وحقيقة واضحة شكرا لك وشكرا لقلمك الحر ارجو النشر
مرار وتكرارا
F@di -لا نريد عنجر اخرى في لبنان لقد قلنا سابقا انه يوجد سفارات عدة في لبنان : الاوزاعي ، الكرنتينا ، صيدا ، الرابية ، الضاحية ، بنشعي ...الخ. كما نتمنى إغلاق الحدود مع نظام غوار السوري وتفعيل النقل البحري والجوي للخلاص من الابتزاز السوري
النصر لنا
Hanadi -..انشاء الله ينتصروا على الارهابيين