أبو الغيط لنصر الله: أخطأتَ كثيراً بإعلان الحرب علينا

رعد: مصر تحاصر غزة وتحرّض الفلسطينيين ضد بعضهم

بيروت - " الراي "

استمرت "الحرب الموازية" لـ "حرب غزة" على "اشتعالها" بين مصر و"حزب الله" على خلفية موقف القاهرة من مسألة معبر رفح، وبلغت "الملاكمة الكلامية" على هذا الصعيد مستويات غير مسبوقة من الحدّة وبدت أشبه بـ "حرْق المراكب" في العلاقة بين الجانبيْن.
ففي موازاة الردّ الجديد لوزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط على الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله متوجّهاً الى الأخير قائلاً "أخطأتَ وأخطأتَ كثيراً، وهذا الخطأ دفع الشعب المصري للتعبير عن عميق الرفض لما تقوله"، تساءل رئيس كتلة نواب "حزب الله" محمد رعد "أليس مؤسفا اقفال المعبر الوحيد بين غزة والدول العربية، وهو معبر رفح، ستة اشهر"، متهماً "المصري ونظامه" بانه "يعمل على تحريض الفلسطينيين ضد بعضهم البعض لمنع التواصل والتفاهم في ما بينهم".
وكان ابو الغيط اكد لمحطة "العربية" "أن مصر تلعب دور الوسيط وتدافع عن الاستقرار في الإقليم العربي وهذه قوة مصر"، معتبراً "أن هناك قوة داخل المنطقة العربية تريد الامساك بقرار هذه المنطقة خدمةً لايران".
ورأى "أن ايران تسعى للامساك بأكبر قدر من المنطقة العربية، تمسك بها لتقول للولايات المتحدة انه اذا أردتم البحث في أي موضوع لاسيما الملف (النووي) الايراني تحدثوا معنا ونحن لنا حيثياتنا التي هي أننا في فلسطين موجودون وفي لبنان موجودون وفي العراق أيضا"، ومشيراً الى "أن الوضع العربي لم يكن أبدا بهذا الانقسام الا بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري (في 14 فبراير 2005)".
وتوجه أبو الغيط الى السيد نصرالله بالقول: "لقد أخطأتَ وأخطأتَ كثيرا وهذا الخطأ دفع الشعب المصري للتعبير عن عميق الرفض لما تقوله. وحتى الاخوان المسلمون في حديثهم قالوا "له رأيه ولنا رأينا"، معتبرا "أن نصر الله أعلن حرباً على مصر لأنه وجّه حديثه الى الشعب والقوات المصرية (بدعوتهم لفتح معبر رفح بصدورهم والضغط على الحكم)"، ومؤكدا أن "الجيش المصري والقوات المسلحة شيء مقدس في مصر ولا يتصور أحد أن هذا الجيش يستطيع أن يوجَّه من الخارج"، وواصفاً كلام الأمين العام لـ "حزب الله" بانه "إهانة كبيرة للجيش المصري".
ورد على كلام نصر الله بأن مصر تقود حركة سلام غير عادلة في المنطقة، وسأله: "أين هو السلام العادل؟ هل هو السلام الإيراني؟".
اما النائب رعد فاتهّم مصر بانها تحرّض الفلسطينيين على بعضهم البعض "لانها اتخذت موقفا بتأييد جهة وتضغط على الجهة الثانية كي تؤيد نفس موقف الجهة التي يؤيدها النظام المصري وهو يحاصر غزة"، معتبراً "ان التلبّد عند النظام العربي وصل الى مستوى انه يشارك في عملية الذبح والقتل تنفيذا لمشروع صهيوني - اميركي وتنفيذا لخريطة سياسية يراد رسمها لمنطقتنا من الطواغيت".
واكد ان "المشكلة في غزة ليست مشكلة صواريخ، انما مشكلة الاحتلال الذي يعترض على الصاروخ"، وسأل: "الا يرى الاحتلال الجاثم على صدور اهل غزة وشعبها منذ ستين عاما هذا الظلم في الحكم والتعاطي مع الامور؟"، وقال: "نحن جربنا منهج الامام الحسين في التصدي للعدو الاسرائيلي، صبرنا صمدنا واصررنا على حقنا وكانت النتيجة ان قلبنا المعادلة ليس في لبنان فحسب بل في كل المنطقة. وما يُعرض اليوم على "حماس" في غزة من خيارات سياسية هو اقل بأضعاف مما عرض على ياسر عرفات في العام 2000 (...) واذا كانوا يفكرون ان في غزة خاصرة رخوة فهم مشتبهون، لان في غزة مقاومة تعلمت من مدرسة أتباع الحسين في جنوب لبنان، ونحن نعرف بعضنا وبعض الخبرات الموجودة في غزة، ونعرف ايضا بعض الامكانات التي لا تزال خفية وربما ستفاجئ الاسرائيلي وتغيّر بعض المعادلات"، مضيفاً: "لا نقول ان المعركة متكافئة بين غزة وبين الكيان الصهيوني على الاطلاق. لكن ثمة امكاناً للصمود لان العامل الزمني له حالة اساسية في تحديد نتيجة المعركة".
واذ تساءل "اذا سقطت غزة هل ثمة من يبقى ليحكم فلسطينياً في الضفة الغربية، ام ان مشروع الوطن الاردني البديل هو الذي يسود وسيعاد طرحه من جديد؟"، قال: "الان المبادرة مع المقاومة، لذلك الصواريخ تستمر وتتخذ ابعاداً مختلفة وسيفاجأ العدو بمدى الصواريخ الموجودة لدى المقاومة في غزة". ويذكر ان النائب رعد زار امس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعرض معه التطورات الراهنة في جوانبها كافة، لاسيما الاوضاع في غزة.
وأشاد رئيس كتلة نواب "حزب الله" بالموقف الذي اتخذه رئيس الجمهورية بالموافقة على انعقاد القمة العربية وتاليا موافقة الحكومة على بحث الموقف حيال المجازر الاسرائيلية في غزة.
ومعلوم ان السيّد نصر الله كان دعا في تظاهرة التضامن مع غزة يوم الاثنين الماضي الرئيس سليمان الى اتخاذ موقف من مسألة انعقاد القمة العربية يعبّر عن الإجماع اللبناني على إدانة العدوان على غزة وذلك "بعيداً عن النظر في اي حساسيات عربية"، وهو ما ردّ عليه لسيمان في شكل غير مباشر معلناً انه سبق ان ابلغ امير قطر يوم السبت (الذي سبق تظاهرة الاثنين) بتأييد لبنان عقد القمة الطارئة.

المنظمات اليسارية رشقت
السفارة المصرية في بيروت "بالأحذية البالية"

كانت السفارة المصرية في بيروت أمس محط الأنظار اذ شهدت الطرق المؤدية اليها "سباقاً" بين التظاهرات التي واصلت التوجه إليها محتجة على موقف القاهرة من مسألة فتح معبر رفح، وبين الإجراءات الامنية التي انتهت الى قطع كل المداخل اليها لـ"حمايتها".
وكانت المنظمات الشبابية اليسارية اللبنانية والفلسطينية المشاركة في الإعتصام المفتوح امام مقر "الاسكوا" (وسط بيروت) للتضامن مع غزة، نفذت تحركاً عند الحادية عشر من صباح امس أمام السفارة المصرية، بحيث رمى المشاركون في التظاهرة عدداً كبيراً من الأحذية البالية على سياج السفارة لناحية أوتوستراد المدينة الرياضية، رداً على نزع جهاز امن السفارة الأعلام الفلسطينية التي وضعتها المنظمات أول من امس على السياج.