الصوت والصمت في مواجهة العدو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سعد بن طفلة العجمي
ألفان وخمسمائة قتيل وجريح فلسطيني، وقت كتابة هذا المقال، في غزة. وقف الهجوم وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة مطلبان ملحان لا يمكن لأي إنسان في أي مكان أن يرى ما هو أولى منهما مع استمرار الهجوم الوحشي على غزة. هذا المطلبان مستمران باستمرار الهجوم الوحشي المدمر وبتزايد أعداد الضحايا والأبرياء.
وخارج ساحة الهجوم الهمجي هذا، فإن هذا الهجوم على غزة بيّـن حقائق وخلق معطيات جديدة:
عمقت هذه الحرب الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية، ورافقتها اتهامات من "حماس" بالتخوين والتآمر بل والضلوع بشكل غير مباشر في الهجوم على غزة من قبل "فتح" لإقصائها عن القطاع والسيطرة عليه. "حماس" رفضت أية دعوة للحوار مع "فتح" وزادت بذلك من مأزق الساحة الفلسطينية وتمزقها.
كما قسم هذا الهجوم العرب إلى فريقين: فريق يمكن أن نقول عنه الفريق الصوتي، وفريق آخر هو الفريق الصمتي. فعلى الرغم من أن العرب جميعاً أدانوا واستنكروا وشجبوا بلا هوادة إلا أن الفريق الصوتي يمارس النضال الصوتي بكل شراسة وقوة، وتزامنت مع الظاهرة الصوتية العربية في النضال المزايدة على الفريق الآخر ومطالبته بالمشاركة في الحرب نجدة لغزة، وتحريض الشعوب التي تعيش في الخندق الصمتي بالثورة على أوضاعها والتوجه نحو غزة مباشرة دون الاكتراث بأية إجراءات قد تتخذ ضدهم من قبل حكومات الصمت، مع أن غالبية الفريق الصوتي يمتلكون الحدود وعلى خطوط المواجهة وأقرب إلى جبهات القتال من الفريق الصمتي، لكنهم يأمرون خندق الصمت بالبر وينسون أنفسهم.
من تداعيات الأزمة أن فريق الصوت يكسب الجولة مستنداً إلى الثقافة الصوتية التي تراكمت عبر ممارستها طيلة قرون، ولذلك فإنه في عيون البعيدين عن المواجهة يبدو الأكثر اكتراثاً للمأساة، لا بل إن شدة الصوت توحي لبعض البلهاء والسذج أن فريق الصوت مشارك حقيقي في القتال، بل يهيأ لهم أنه على الخط الأول في الدفاع عن غزة. وبرأيي أن فريق الصمت -وبالذات في مصر- قد خسر المعركة الإعلامية في مواجهة فريق الصوت الذي غالباً ما يكسب المعارك التي لا يستخدم فيها سوى سلاح الصوت.
الملاحظ أن فريق الصوت أحرص وأكثر حماساً هذه المرة على ضرورة عقد مؤتمر للقمة العربية. كان فريق الصوت سابقاً يستهزئ من القمم العربية ولا يرى فائدة من ورائها.
وقد أشار أحد قادة فريق الصوت -حسن نصرالله- لأول مرة إلى وسيلة إعلام بعينها -وهي قناة "العربية"- لم تعجبه في تغطيتها لأحداث غزة. كان الأحرى بنصرالله أن يشاهد "المنار" أو أن يتابع التلفزيون العبري من باب "اعرف عدوك". كان نصرالله قد طالب المصريين بالثورة على حكومتهم التي كال لها التهم والاتهامات. دعوة نصرالله تنم عن جهل بطبيعة الشعب المصري الذي سيتمسك بنظامه أكثر من ذي قبل، لأن ربطاً سينشأ بين من يتحرك ضد نظامه اليوم وبين إيران التي أعلن نصرالله ولاءه لوليها الفقيه وتبعيته لها.
لعل بعض الواهمين قد عادوا إلى رشدهم في ظنهم أن إيران ستطلق صواريخها البعيدة المدى على إسرائيل إنقاذاً للفلسطينيين، فهي لم تطلقها تضامناً مع لبنان عام 2006، ولم ولن تفتح سوريا حدودها على هضبة الجولان التزاماً لقرار وقف إطلاق النار عام 1973، تماماً مثلما تلتزم مصر بوقف الحرب مع إسرائيل ترجمة لاتفاقيات كامب ديفيد.
ظهرت تركيا على الساحة كلاعب جديد في معادلة موازين القوى في المنطقة، وظهور تركيا مؤشر على دور مستقبلي أكبر، ودليل على عجز فريقي الصمت والصوت العربيين.
الصوت والصمت سيان في ساحة المعركة، فكلاهما لم يسقط طائرة، ولم يفتح جبهة، "فلا صوت يعلو فوق صمت المعركة"...
التعليقات
صدقت يا استاذي
فادي الغراوي -الفريق الصوتي كان يعد لتلك المسرحية من اشهر تهديدات لسفارة المملكة في بيروت ومظاهرات امام السفارات المصرية بتلك الدول الصوتية وكانت تلك بروفة حتي بداء العرض والفريق الصوتي لا هم له غير الصراخ ولطم الخدود علي معبر رفح ونسي انه حدوده اكبر ومن باب المناوشة كان يجب ان يطلق بعض الطلقات حتي ولو من مدفع رمضان لنتذكره بالخير
الصوتيون
محمود -أخي سعد،الصوتيون هم المفلسون الذين فقدوا كل دور لهم في الحياة . الذين يتجمهرون للزعيق والشجب ليسوا مهمومين بالدم الفلسطيني ، إنهم مثل حماس يبيعون دماء الفلسطينين لأجل الكسب السياسي. وكذلك تفعل إيران وعملاؤها في المنطقة العربية .
الصوتى
The Witness -ابدعت يادكتور بوصفهم فريق صوتى , فعلا وصف دقيق جدا لكن نسيت ان الشخص لكى يصبح مقاتل صوتى لابد ان يكون كزاب ويجيد الكزب وتضليل الناس ويبيع لهم انتصارات وهميه .هم دفعوا خماس لهزه المعركة الصوتية ولايزالون يجتمعون بهم فى عاصمة الصوت ولاشىء غير الاصوات النشاز وكما اشرت لاتنقصهم حدود مع اسرائيل ولا ينقصهم اسلحة ولامال,فقط ينقصهم الصدق والشعور بالمسؤلية تجاه الغلابة زى الي القوهم في محرقة غزة
لماذا
peace -شكرا للتصنيف فريق الصمت و فريق الصوت لكني أود أن أسألك ترى هل يستطيع العرب الخروج من شرنقة الخوف يوما و كيف نطالب شعوبا بنصرة غيرها و هي مسحوقة مقموعة؟
preparation
sam -how can you describe hezballa, sound phenomina, and you know they fought israel and ready to fight again. i think you are sound phenomina.