غزة.. على الطريق إلى «نصر إلهي» آخر؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أياد أبو شقرا
من البديهي أن تطغى بشاعة العنف الدموي الذي تمارسه آلة الحرب الإسرائيلية على أي تفكير سياسي عقلاني في هذه المرحلة. ولذا نجد أن كثيرين من أصحاب الآراء السديدة والمشاعر المخلصة داخل الوطن العربي، وفي العالم أجمع، يتماهون من دون قصد ـ ولكن من دون تردّد أيضاً ـ مع جيوش المزايدين والديماغوجيين و"الحذائيين".
فالصورة أقبح من أن تُحتمَل. والجاني أبعد ما يكون عن الظروف التخفيفية. وهو عندما يقدِم اليوم على ارتكاب حمّام دم آخر في قطاع غزة فإنه يدرك تماماً خلفيات فعلته، والأدهى من هذا، في اعتقادي، أنه يدرك كذلك ما ستصل إليه الأمور.
فمشروع العقل الإسرائيلي المتطرف، في أوان التطرف الاستثنائي، قائم أساساً على منطق أن حماية إسرائيل لا تتحقّق إلا عبر زرع التناقضات في محيطها. وبالتالي، فلا ضمانة لمستقبل إسرائيل إلا في بيئة متنافرة متخلّفة متزمّتة دأبها التخوين والإلغاء والتكفير والتنجيس.
هذا هو ما تترجمه الآلة العسكرية لهذا العقل الذي أسقط خلال العقود الأخيرة، بل لِنقُل منذ "مؤتمر مدريد"، كل فرص السلام في فلسطين.
وحتى بعد فوز حركة "حماس" في الانتخابات الفلسطينية، كنتيجة مباشرة لنفور المواطن من الفساد المستشري عند شرائح واسعة في حركة "فتح" ومسلسل المفاوضات السرّية في الأقبية المظلمة مع إسرائيل، مارست "حماس" لفترات غير قصيرة ضبط النفس. غير أنها كانت تفاجأ المرّة تلو المرة باغتيالات على مختلف المستويات حصدت بعض كبار قادتها كالشيخ احمد ياسين واسماعيل ابو شنب وعبد العزيز الرنتيسي.
هذه الاغتيالات كانت تفضح رغبة إسرائيلية في الهروب من استحقاقات السلام. وكان هروباً متعمداً من تلك الاستحقاقات أيضاً تحميل تل أبيب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مسؤولية عمليات "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وفق سياسة مقصودة تسوّغ محاصرته وشلّ وحركته، ومن ثم القضاء عليه.
ولا شك أن مواصلة بناء المستعمرات وتوسيع القائم منها في تحدّ صارخ لكل القرارات والتفاهمات الدولية دليل إضافي على سعي تل أبيب الحثيث لنسف مقوّمات أي سلام حقيقي، ومنع قيام "الدولة الفلسطينية".
كل هذه الحقائق ساطعة ويعرفها القاصي والداني. وبعد أكثر من 60 سنة من نكبة فلسطين يُفترض أن العرب استوعبوا غايات اليمين الإسرائيلي في عصر سقوط الخيارات اليسارية داخل إسرائيل وخارجها.
مع هذا، كثير من الكلام الذي سمعناه أخيراً عبر الإعلامَين الزاعق والرصين يوحي بأننا اكتشفنا للتو "عدوانية" إسرائيل! وأي كلام هادئ وعميق بات ممنوعاً ومُداناً وسط الجعجعة والمزايدة .. بحجّة انه لا يجوز مساواة الضحية والجلاد!
مَن يساوي بين الضحية والجلاد؟
غير أن واقع إسرائيل كـ"حالة عدوانية" توسّعية لا يعذر للطرف الأضعف، الذي يدافع عن مصيره وإنسانيته وكرامته، اعتماد المغامرة، حيث من الأجدى التخطيط. ولا يعني ـ ولا يجوز أن يعني ـ الدفاع عن التفرّد ورهن القرار الوطني بتكتيكات واستراتيجيات وحسابات خارج إطار الإجماع الفلسطيني.
أنا لا أدري اليوم بالضبط حجم شعبية "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في صفوف الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة وفي العالم ككل، مع أنني أقدّر أن كل فلسطيني، ككل عربي، في حالة تعاطف كامل. ولكن التعاطف في وجه عدوان غاشم يقتل المدنيين والأبرياء يستمرّ طالما استمرت المعاناة. وعليه، لا ضمانة في أن يكون النموذج الذي تريده "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لفلسطين المستقلة، كما سمعت في كلمات السيدين خالد مشعل واسماعيل هنيّة خلال الأيام القليلة الفائتة، هو بالضرورة ما يحلم به كل الفلسطينيين.
إنني أتذكّر تماماً النضال الفلسطيني ومثالياته الثورية التقدمية والراديكالية. وأتذكّر كيف حوّل ذلك النضال القضية الفلسطينية إلى قضية حقّ وشعار تحرّر عالمي بالرغم من قوة الدعاية الصهيونية التي لعبت لفترة طويلة على وتر "عقدة الذنب" الأوروبية المسيحية إزاء المحرقة النازية.
كثيرون من تقدّميي العالم وأحراره ما زالوا يدافعون عن القضية الفلسطينية، ويثورون ويتظاهرون ضد معاناة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، لكن جزءاً لا بأس به حتى من هؤلاء يدافع فعلياً عن مظلوم ولا يؤيد مشروعاً أصولياً يقرّ هؤلاء أنه (أي المشروع) في ثقافاتهم، كمسيحيين أو كيهود أو كعلمانيين، لا يختلف في تشدّده ومنطلقاته الدينية البحتة عمّا تطرحه حركة مثل "شاس" في الساحة اليهودية بإسرائيل.
بكلام آخر، نحن الآن مهدّدون بفقدان صورة تتمنّى إسرائيل أن نفقدها، لأنها ستنجح إذ ذاك في تصوير ما يحصل فوق أرض فلسطين على أنه مواجهة دينية يهودية ـ إسلامية.. وليس نضالا تحرّريا من أجل حقّ شرعي في تقرير المصير.
أمر آخر، علينا أن نكون صريحين بشأنه هو "سيناريو" نهاية العدوان الحالي.
فهناك نهايتان مرتقبتان: الأولى، اضطرار إسرائيل للتجاوب مع التدخلات الدولية لوقف عدوانها.. بشروط. والثانية استمرار العدوان وتفجيره حرباً إقليمية أو "انتفاضة" ثالثة قد لا تقتصر هذه المرة على الأراضي الفلسطينية.
ضمن شروط القيادة الإسرائيلية التوصّل، حتماً، إلى صفقة تستطيع "بيعها" للشارع الإسرائيلي على أنها انتصار أمني وسياسي على أبواب الانتخابات العامة خلال الشهر المقبل. لكن أي صفقة، بالنظر إلى تجربة "حرب 2006" مع "حزب الله" في لبنان، لن تمنع "حماس" بدورها من ادعاء تحقيقها "نصراً إلهياً" يمكن أن يؤدي ـ كما أدى "النصر الإلهي" لـ"حزب الله" ـ إلى تحوّل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" باتجاه الداخل لترويضه والهيمنة عليه باسم شرعية المقاومة والدم. وبالتالي، سيُفتح من جديد داخل الأراضي الفلسطينية جرح نازف خطير قد يكفي بقواه الذاتية لإنهاء القضية.
أما احتمالا الحرب الإقليمية و"الانتفاضة الثالثة" فمربط الخيل فيهما عاصمة واحدة هي طهران. نعم، القرار الإقليمي الأعلى الذي يعتبر نفسه في الاتجاه المعاكس لإسرائيل هو، شئنا أن أبينا، قرار إيراني.
طهران تسعى، وهذا من حقها كقوة إقليمية ذات ذاكرة قومية تاريخية مدعومة بمشروع ديني، إلى إنهاك خصومها وإسقاطهم والحصول على ما هي مقتنعة بأنه حقّ لها. وإذا كانت فرنسا خلال القرن التاسع عشر نصبّت نفسها حامية للمسيحيين الكاثوليك، وروسيا للمسيحيين الأرثوذكس في المشرق العربي، فما المانع أن تنصّب إيران نفسها أولاً حامية للشيعة، وثانياً "سيفاً" للإسلام في وجه القوى العالمية غير المسلمة.. ومن ثم تعقد صفقتها القومية الكبرى مع الولايات المتحدة وإسرائيل النووية فوق ركام المنطقة وأهلها وأحلامها؟
التعليقات
ما تقولها بصراحة
مستحي بن عارف -ربما بعد ردة فعل القراء على زملائك آثرت أن تغلف رأيك حلاوة.ذبحتونا في الديمقراطية لكن عندما يختار الشعب العربي المقاومة ديمقراطياً, تبكوا بكاء الأعداء على خيبتهم.لماذا محظور على الشعب العربي أن يختار المقاومة؟ ألم يختارها ديغول و الفرنسيين و واشنطن و الأمركيينو ماندلا و مارتن لوثر كينج و غاندي و محمد (ص) و المسيح و إبراهيم عليهم السلام؟
yani into ya sada
mido -into ya sada bass btetmaskhro
الرجوع الى الله اولا
ابو محمد -اقرأ الامر الالهى ثم دقق فى معناه واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا --ثم انظر باى الحبال اعتصمنا--و من اين ياتى النصر
من قتل الحريرى؟
من قتل السادات؟ -مثلما فعلت ايران فى غزة و حررتها على يد حماس من اليهود ثم عادت فاحتلتها ان لم يكن جسديا بايفاد ايرانيو الاصل فهى ايرنت اى شييعت اى جعلت من فى غزة ايرانيون و شيعة تابعين للامام الاكبر فى طهران اى ان ايران بدات باحتلال غزة ثم حاولت فى العراق تصفية المنافسين و لكنها رغم كل الشهداء لم تفلح و لن تفلح فى فعل الشىء نفسه لن تفلح فى الاحتلال الثقافى و الطائفى و العقيدى و ال ايديولوجى و السياسى لمصر و لن تفلح سواء باخوانها الذين هم اصلا مصريين صبغتهم بالصبغة الايرانية الشيعية فى شكلهم و عاداتهم و احتارتهم كلهم من طبقات فقيرة معدمة و فى احياء فقيرة مثل عين شمس و امبابة و بولاق و قرى فى المدن الاخرى و اختارت من كان اباؤهم من الاخوان و تم اعتقالهم اولئك وجدت فيهم ضالتها اتعطيهم المال و العمل و السكن و تزوجهم و تجندهم ليامرون فيطيعون ثم تريد ايران مصر كلها و ليس جزء من الكعكة تريد الكعكة كاملة الشطيرة كاملة لان المثل يقول انك ان ضربت القوى يخاف الضعيف اى ان بما ان مصر اقوى بلد عربى فلو سقطت شعبا و حكما فى يد ايران و اعوانها ضمنت ايران ان البقية ستكون ايسر و اسهل جدا بما ان 80 مليون مصرى سيكونون تحت حكمها و سيطرتها و لكى تحاصر مصر فهى تكثف بروياجندا اعلامية مكثفة جدا ضد مصر فى كل العلام بواسطة اصحب اللحى بل و تريد غزو مصر بالسلاح الحماسى عن طريق رفح! نقول لهم اصحو ان كنتم فى غيبوبة و انتم فى غيبوبة فعلا افيقوا فذها لن يحدث و يارب نشوف فيكم يوم عن قريب و امريكا بتسحقككم من على الارض و تفنيكم اللهم امين
ايران و سوريا
المستفيدون من الحرب -اولا: سوريا كل ما فعلته الدعوة ان تفتح مصر معبر رفح و كأن لا يوجد معابر اخرى مع سوريا و الاردن و لبنان و كان لا توجد الاف الانفاق تحت الارض و لمن؟ لحماس التى قتلت ضابط مصرى و تعاون الاخوان لقلب نظام الحكم لتصير مصر امارة خلافة شيعية تحت رعاية الفقيه الاكبر الايرانى مثلما صار فى ايران و حزب الله و غزة برعاية حمس ثانيا : سوريا لديها ملف قضية الحريرى و مهما حاولوا التأجيل فسوف يفتح قريبا جدا و يعلن و حاسب كل المخطئين ثالثا: سوريا التى هتفت ضد مصر تفاوض اسرائيل الان فى وقت قصف غزة و لما الالحاح الاّن و هم انتظروا 35 سنة بلا اى تصرف؟ و كيف تجرى مفاوضات بدلا من محاربة اسرائيل مثلما تدعو مصر لذلك؟ رابعا: سوريا تريد ان تاخذ كل شىء و تجعل غيرها يدفع الثمن دون ان تدفع هى اى ثمن خامسا: ايران التى رتبت مع حماس الذين ليس هم عنصر مقاومة فلسطينية بل خدام الفقيه الاكبر الايرانى مثلما اعلن زعيم حزب الله: يقولون انى خادم الولى الاكبر؟ اقولها بفخر نعم انا خادم الفقيه الاكبر الشيعى الايرانى سادسا: حزب الله يريد ان يقوم الاخوان فى مصر بدورهم و يستضيفوا الحرب هذه المرة بل و هو و ان كان زعيم دينى لطائفة هى اقلية فى العالم العربى و هى الشيعة فانه ليس جهة سياسية ليخاطب شعوب او يامر رؤساء سابعا: المخطط الايرانى هو دولة المهدى المنتظر و اقامة الخلافة الشيعية الاسلامية الايرانية بزعامة الفقيه فى كل العالم يامر فيطيع و يعطونه خمس ما يجنون من ارباح و ايران تريد من ايام السادات بمساعدة و دعم الاخوان بالتمهيد لقلب نظام حكم مصر ليس لياتى رئيس غيره و لا لمنع جمال مبارك بدليل ان بشار الاسد ورث الولاية فى سوريا و لم يهاجمه احد بل لتولية خليفة اسلامى شيعى مثلما جعلوا نصر الله فى جنوب لبنان لتنفيذ اوامر الفقيه الاكبر بينما مصر و غالبية العرب سنة و اغلبية و السنة فى ايران يضطهدون و يبادون و يشيعون تاسعا: القضية عمرها من 1948 و ربما 1917 فلما تم اقناع العالم ضلالا و كذبا ان الحل فقط فى يد مصر و ليس سوريا و الاردن او حزب الله او فلسطين؟ و لما صار الحل معبر رفح؟ بل الوقاحة طلب مرشدهم: يقول مبارك ان اسرائيل المتحكمة فى معبر رفح ستفتش و تمنع السلاح و لما لا تدخل مصر لنا السلاح؟ شوفوا الوقاحة؟ مصر تدخل السلاح عبر رفح لتنقض معاهدة سلامها و تحارب و تفقد سيناء بينما سوريا تستعيد الجولان خلال اشهر قليلة و بدون حرب
قد تحقق بالفعل
النصر الالهى -النصر الالهى الذى تحقق حدث بالفعل و بدأ بانشاء حزب الله كامارة شيعية فى لبنان و حماس فى فلسطين و الاخوان فى مصر و سوريا و بعد اغتيال السادات تصور الفقيه الاكبر ان مصر صارت خالية لتصبح باكملها امارة شيعية و بعدها جاء وفاة عرفات و اغتيال الحريرى الذى تجاسر و طلب خروج سوريا من لبنان ثم ما الضرر ان تحتل سوريا لبنان و ان تحتل ايران غزة فى صورة حماس و ان تحتل حماس مصر و تدخل سكان غزة و اعضاء منظمة حماس الى مصر؟ لقد فعلها البطل صدام من قبل عندما استيقظ اهل الكويت على دخول جند العراق الى الكويت و يا له من نصر الذى نهب فيه البيوت و قتل الابرياء العزل ما الضرر ان يقتل جنود حماس جنود مصر على معبر رفح و ما الضرر ان يقتحموا حائط المعبر بالدبابات مرة و اثنين و ثلاثة و ما الضرر ان يفجروا طابا و شارم الشيخ ؟ ان الضرر حينما ياتى من اشخاص مباركين مثل اولئك هو ضرر مبروك و نصر الهى و سوف لا يكتمل النصر الالهى الا بعزل مبارك و ثورة خويمينة فى مصر تقلبها لنظام اسلامى اسوة بايران و افغانستان ما الضرر؟ و سيكون بقية طريق النصر على اشلاء بقية الدول العربية و حكامها بما ان اغتيال مصر يعتبر ضربة قاضية للعرب سواء امام ايران او حتى امام اسرائيل فمصر هى القوة الوحيدة فى المنطقة ليس فقط حربيا بل دبلوماسيا و سياسيا و ثقافيا و فى كل شىء و لا ننسى ان النصر الالهى سوف يعاقب العرب و السنة عملا فعلوه بالشيعة و اقاروا التاريخ و اعرفوا كل شىء ارجو النشر
رؤس الايرانيون اينعت
و حان وقت اقتطافها -يغيب كثيرا عن ايران و فروعها و اتباعها ان غريبة و منبوذة و عدوة للدول العربية كلها ماعد قلة قليلة اى ان ايران دخيلة و عدوة و عميلة ضد العرب و المسلمين السنة فى كافة الدول العربية خاصة ذات الاغلبية السنية مثل مصر و السعودية و هم لا يجرؤون على اتهام اى دولة عربية فيها اغلبية شيعية او فيها امارة شيعية و يبدو ان ايران سوف يلفون حلو رقبتهم الحبل الذى سوف يخنقهم انشالله فليس فقط انهم بؤرة ارهاب على غرار يؤر بن لادن بل ايضا يصدرون الارهاب للدول كلها بل هددوا امريكا و اسرائيل و هددوا مصر و السعودية بل مضوا اكثر من ذلك و نادوا بثورة دينية فى مصر لخلع و اغتيال مبارك بل قضية الملف النووى مفتوحة بل قضية الحريرى و دورهم فى حروب لبنان و غزة بات وضاحا و نعتقد انه اى خطأ اخر او تهديد اخر من قبلهم سيكون هناك حرب دولية ضدهم و ضد ارهابهم ليس من امريكا فقط بل من حلفائها ايضا