جريدة الجرائد

من أجل مواجهة العدوان على غزة...

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خيرالله خيرالله

ما العمل في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض إليه قطاع غزة في وقت يقف العالم متفرجاً، وكأنه غير معني بالجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني؟
لا بدّ قبل أي شيء آخر من وقفة صادقة مع النفس والاعتراف بأن ثمة حاجة أولاً إلى موقف عربي موحد يصدر عن قمة كتلك التي دعا لها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ثمة حاجة أيضاً إلى الاعتراف بأن هناك حاجة إلى جهود كبيرة من أجل التوصل إلى وقف للنار بما يسمح بوضع حدّ للكارثة التي حلت بغزة والغزاويين. وقف النار ممكن في حال اقتناع "حماس" بأن أقصى ما تستطيع تحقيقه هو الانتصار على غزة وإخضاع أهلها لا أكثر. مثل هذا الانتصار لا يعني شيئاً بمقدار ما أنه سيوظف من المحور الإيراني - السوري في السعي إلى عقد صفقة مع الأميركيين والإسرائيليين على حساب الشعب الفلسطيني. هل هذا ما تسعى إليه "حماس" أم لديها القدرة على تغليب المصلحة الفلسطينية على كل ما عداها والتفكير في الانتقال من وقف للنار، تعرف تماماً ما هي متطلباته، إلى مشروع سياسي معقول ومقبول يستند إلى قرارات الشرعية الدولية؟ مثل هذا المشروع في حاجة إلى تغطية عربية عن طريق عقد قمة، وذلك رغم أنه موجود على أرض الواقع، أي كنص يحظى، من حيث المبدأ، بإجماع عربي.
يفترض في حركة مثل "حماس" أن تدرك أن لا معنى لحرب غزة من دون إيجاد أفق سياسي لها. مثل هذا الأفق لا يكون بتحويل الحرب إلى حرب على مصر انطلاقاً من معبر رفح. هذا المعبر ليس معبراً تتحكّم به مصر المرتبطة بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ العام 1979. من يتحكم بالمعبرالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع السلطة الوطنية في العام 2005 وأدى إلى وضع مراقبين أوروبيين في المعبر. إن قرار إغلاق المعبر وفتحه ليس قراراً مصرياً فقط. ولذلك لا مبرر للحملة على مصر التي تدرك أن فتح المعبر مرتبط بالشرعية الفلسطينية والمراقبين الأوروبيين، كما كانت عليه الحال قبل الانقلاب الذي نفّذته "حماس" منتصف العام 2007.
لا يمكن في أي شكل قبول ما تفعله إسرائيل في غزة. إن العدوان الإسرائيلي مدان جملة وتفصيلاً. ولكن لا بدّ من الاعتراف في المقابل أن توفير المبررات لإسرائيل كي تشن هذا العدوان بدعم أميركي واضح كل الوضوح، لا يخرج "حماس" من المأزق السياسي الذي وجدت نفسها فيه، والذي يشكل أفضل تعبير عنه تحولها أسيرة لدى الأسير الإسرائيلي الذي تحتجزه منذ يونيو 2006.
بعد العدوان الإسرائيلي على غزة وسقوط مئات الضحايا في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني وحصول هذا الدمار كله في منطقة لا تتجاوز مساحتها ثلاثمئة وستين كيلومتراً مربعاً عدد سكانها مليون ونصف المليون نسمة، لم يعد مجالا لبطولات على حساب الدم الفلسطيني. تمثّل الفشل الأول لـ"حماس" في عدم قدرتها على تحويل المعركة مع إسرائيل إلى معركة تصفية حسابات مع مصر عن طريق استخدام حجة المعبر. مرة أخرى، تبين أن المصريين العاديين يعرفون تماماً أن الحديث عن المعبر ليس سوى جزء من الحرب الدائرة حاليا بين مصر من جهة والمحور الإيراني - السوري من جهة أخرى. المطلوب من "حماس"، إيرانياً، الضغط على مصر التي لم تحسن بعض الدوائر فيها في الماضي القريب استيعاب خطورة "حماس" والمعنى الحقيقي لاستيلائها على غزة والأهداف الخفية للانقلاب على الشرعية الفلسطينية. هذه الشرعية التي ضعفت كثيراً جراء حال الترهل التي تعاني منها "فتح" منذ فترة طويلة. إن استخدام المحور الإيراني - السوري قضية المعبر للضغط على مصر خطأ كبير في الحسابات، ودليل على الجهل التام بتركيبة مصر والمجتمع المصري!
رغم صعوبة تصور "حماس" في وضع القادر على اتخاذ قرار حكيم، لا بدّ من قول الكلام الذي يجب قوله تفادياً لمزيد من الضحايا والدمار. فحوى الكلام أن على الجانب الفلسطيني ككل الاعتراف بأن لعبة إطلاق الصواريخ تخدم إسرائيل المستفيدة من الموقف الدولي لمتابعة عدوانها. هناك خلل كبير في موازين القوى لمصلحة إسرائيل. إنه الظلم بعينه، ولكن في مواجهة هذا الظلم، هناك لعبة وحيدة في المدينة. اسم هذه اللعبة التوصل إلى وقف للنار والإعلان في وقت ذاته عن عودة غزة إلى كنف الشرعية الفلسطينية. لا مفر من العودة إلى هذه الشرعية التي تمتلك برنامجاً سياسياً واضحاً مقبولاً من المجتمع الدولي. في حال لم تقبل "حماس" هذا الطرح، ستستمر المأساة وسيستمر الشعب الفلسطيني في دفع فواتير الطموحات الإيرانية من دم أبنائه.
لعل أخطر ما في المأساة التي تشهدها غزة حالياً أن إسرائيل على استعداد للذهاب بعيداً في عدوانها وجرائمها، نظراً إلى أن المستقبل السياسي لتسيبي ليفني، وزيرة الخارجية، وزعيمة حزب "كاديما"، يتوقف على النتائج التي ستتحقق نتيجة الحملة العسكرية على القطاع. وما ينطبق على ليفني، ينطبق أيضاً على إيهود باراك، وزير الدفاع، وزعيم حزب "العمل"، الذي استطاع تحسين وضع حزبه قبل ستة أسابيع من موعد الانتخابات العامة بفضل العدوان على غزة.
غزة إلى أين؟ حتى لو صمدت "حماس" إلى النهاية، أي حتى آخر فلسطيني في القطاع، ستحتاج إلى تقديم مشروع سياسي ما يقبل به المجتمع الدولي أولاً. مثل هذا الصمود ستعتبره الحركة انتصاراً كبيراً، لكنها لن تكون قادرة على إعطائه أي بعد كان من دون تحديد ما الذي تريده. تستطيع رفع شعار تحرير فلسطين من البحر إلى النهر إلى ما لا نهاية... مثل هذه الشعارات لا تخدم سوى استمرار العدوان. هل هذا ما تريده "حماس" في غياب المشروع السياسي الواقعي الذي يمثل أملاً للشعب الفلسطيني؟ هذا المشروع في متناول اليد. لماذا لا تعيد القمة تأكيده لكل من يعنيه الأمر، بما في ذلك لحركة مثل "حماس"؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كفى شعارات
عدنان رجيب -

إسرائيل لا تحتاج الى عذر لهمجيتها وغطرستها وإستلابها حقوق الفلسطينيين، فإذا إضفنا الى ذلك إعطاءها الشرعية على طبق من ذهب، وهذا هو ما فعلته حماس، بغباء أو بدافع من عدم المسؤولية على الدم الفلسطيني. فبعد الغطرسة الفارغة لحماس في عدم تجديدالهدنة مع إسرائيل (بينما أمام العالم إن إسرائيل طالبت بالهدنة)، وضرب الصواريخ الحماسية الخشبية لحماس (حيث أدى ضرب مائتي صاروخ الى قتل أربعة إسرائيليين فقط؟!!)، وبعد الجعجعة والشعارات والتوعدات الصارخة(من منظمة القسام وغيرها)، يصرح مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس) بإستعداد حماس لعقد هدنة مع أسرائيل؟!! (لماذا إذن أوقفتموها وأغرقتم الشعب الفلسطيني بالدماء؟!!)، ويكمل بشار الأسد، قول مشعل ومنظمته، للقول بأن حماس سوف لا تقوم بأي عمل عسكري ضد إسرائيل إذا ما إنسحبت إسرائيل من غزه. أهناك أكثر من الإنبطاح والذل والجهل وعدم المسؤولية من هذا. من هو المسؤول عن دماء الضحايا يا حماس، أنتم تماما مع إسرائيل مسؤولون أوائل عن كل هذه الضحايا البريئة، ووجهكم كالح مثل وجه إسرائيل تماما. إذا كانت هناك ذرة من شعور بالمسؤولية لقادة حماس فما عليهم إلا حالا مغادرة الساحة التي يسمونها ساحة كفاح، والحقيقة هم أدوات شطرنج ذليلة لإيران وسوريا. وسوريا، على قول رئيسها بشار، يفكر، بشار أفندي، الآن بعقد قمة عربية طارئة، في وقت إن مئات الفلسطينيين (وفيهم الكثير من الأطفال) نزفت دماءهم غزيزة في كل ساعة منذ عشرة أيام، ولكن بشار نائم ويغط بالنوم، وحتى الآن لا يريد بشار مثلا فتح جبهة ضد إسرائيل، بل فقط يدعو عقد قمة عربية. هكذا هم الحكام العرب، وهكذا هي المنظمات العروبية والإسلاموية الفارغة من كل شيئ سوى من الشعارات الطنانة.

حق المقاومة مشروعة
أحمد توفيق -

نتيجة لإحتلال إسرائيل لأراض فلسطينية لزم المقاومة وهي مشروعة وحق لكل الشعب الفلسطيني بأن يقاوم حتى إستعادة أرضه السليبة ولا أظن بأن أحد يستطيع أن ينكر هذا الحق وهو مستمد من الشرائع السماوية وحتى القوانين العالمية ومن ضمنها حقوق الإنسان، لا أحد يختلف على ذلك ولكن تلك الحقوق وممارستها الفعلية على الأرض يجب أن تمارس بشكل وبكيفية تبعد الضرر عن الأطفال والعائلات ومحيطهم، إن ما يدعوا للأسف أن بعض الحركات التحررية مثل حزب الله وحماس (لا يُنكر عليهم حقهم في الدفاع والقتال) ينطلقون بحربهم من بين البيوت والمجمعات السكنية (كما رأينا بالتلفاز إنطلاق الصواريخ من وراء مجمعات سكنية)... ألا يعطي هذا إسرائيل ذريعة (وهي ليست بحاجة لذريعة) لقصف هذه الأماكن والتي يتواجد بها أولادنا ونساؤنا وعجائزنا، ما ذنب هؤلاء الأباء والأمهات حتى يفقدوا أطفالهم بهذه الطريقة؟أين الإنسانية بهكذا أعمال من قبلنا قبل أن نحاسب إسرائيل عليها وهي عدوة، مع أن قلوبنا معكم لكننا نقول لكم إتقوا الله بأهلنا في غزة والسلام

لماذالم تدخل معى غزة
احمد اشرف -

ارجوكم ايقظوا غزة من الدمار الاسرائيلى واوصل صوتى وصوت الشعب الوطنى العربى ان يتوجة الى شعب غزة المسكين لمقاومة الاسرائيلى الذى يدمر الشعب الوطنى كلة بل باكملة وان نتوحد على اى عدو ولاتقول مسيحى قل اسم الوطن العربى

و حماس
حزب الله -

لا ندرى متى يدرك العرب سبب اطلاق شرارة الحرب فى هذا الوقت فى غزة بالتحديد و ليس فى اى مكان فلسطينى اخر- السؤال لماذا اطلاق الصواريخ الان بلا هدف الا جر الحرب على المنطقة؟ و السؤال لماذا فى هذا التوقيت تحديدا؟ فى ظل تولى القيادة الامركية الجديدة المكلفة بحرب ايران للملف النووى و اعلان قضية اغتيال الحريرى التى تمس سوريا؟ السؤال: ما سبب رفض حماس للسلام و الهدنة و اصرارها على كسب وقت و اطالة امد الحرب ؟ و لصالح من؟ لماذا الحرب فى غزة هذه المرة و ليس فى اى مكان اخر فى فلسطين؟ هل لاثارة الشغب على حدود مصر و شغل العالم بحرب جديدة محتملة يسعى البعض للزج بمصر فيها؟ لصالح من كل هذا؟ اين نصر الله المتختبىء الذى يقود الامة من مخباه؟ لماذا تعبئة الاعلام كله ليس ضد اسرائيل بل ضد مصر بينما تجاهل تام لموقف العرب و خاصة سوريا؟ التى ترعى مصالح حزب الله