جريدة الجرائد

لبنان «المشدود الأعصاب» واكب «اليوم العصيب» بأسئلة ... صعبة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بعد اطلاق الصواريخ على اسرائيل من جنوبه

بيروت - ليندا عازار

يوم "عصيب" مرّ امس على لبنان الذي بدا "مشدود الاعصاب" من أقصاه الى أقصاه وهو يحاول الاجابة عن السؤال "الصعب": مَن يحاول ان يجرّ البلاد الى معركة لا "حوْل" له فيها وادخاله على "خط نار" من شأنه ان "يحرقه" عبر تحريك "الساكن" في الجنوب الذي يقف على "صفيح ساخن"؟
لم يكد لبنان ان "يفرك عينيه" صباح امس، حتى "باغته" نبأ اطلاق صواريخ من الجنوب في اتجاه شمال اسرائيل ... فكان "حبس أنفاس" ملأ البيوتات في طول البلاد وعرضها.
... هل وقع "المحظور"؟ ماذا سيكون وقْع الصواريخ "المكتومة الهوية" على اسرائيل التي سبق ان توعّدت لبنان بردّ "بلا كواتم" ولا كوابح اذا استُهدفت أراضيها منه؟ هل "دقّت ساعة الانتقام" من "حزب الله" و"اعادة الاعتبار" لهيبة الدولة العبرية التي "انكسرت" في "حرب يوليو" 2006؟ هذا غيض من فيض الأسئلة التي غرق فيها اللبنانيون الذين عاشوا "صبحيّة قلق" صبيحة اول يوم عمل بعد "استراحة" 48 ساعة (بسبب عيد الميلاد لدى الطوائف الأرمينة وذكرى عاشوراء) واول يوم عودة لمعظم الطلاب الى المدارس بعد انتهاء عطلة الميلاد ورأس السنة.
... لم يكد "الخبر العاجل" ان يشقّ طريقه الى شاشات محطات التلفزيون اللبنانية التي صارت منذ 27 ديسمبر مرآة لـ غزة "المسفوكة الدم"، حتى توجّس الناس وأعلنوا "الاستنفار الذاتي" مستحضرين ذكريات حرب العام 2006 التي لم تندمل "جراحها" بعد.
... هواتف خلوية تناقلت النبأ الذي سرى "كالنار في الهشيم" مرفقاً بعبارة "الله يستر"، شركات ومصارف ومحال تجارية ومؤسسات على أنواعها "علّقت" العمل تلقائياً بعدما تسمّر موظفوها امام الشاشة الصغيرة يترقّبون ردّ الفعل الاسرائيلي وهل سـ "ينجو" لبنان من "الجنون" الذي يفتك بغزة ام ان "الكابوس" يقترب من ان يصبح "حقيقة". "المغتربات" التي ينتشر فيها اللبنانيون "ضجّت" بالخبر "السيء"، فانهالت الاتصالات على "الوطن الأمّ" للوقوف على حقيقة الوضع، ولسان حال "المطمئنّين": هل تنتقل "امّ المعارك" في "القطاع المغزو" الى الجنوب ام يتم تجنيب لبنان "كأس الدم" الذي يفيض في غزة بأشلاء أطفال يسقطون ... جسداً بلا رأس؟
حتى مطار رفيق الحريري الدولي، "حطّ" فيه الخبر، وتحوّلت الشاشات المنتشرة في قاعات الانتظار "مرصدا" لمتابعة الحدَث الذي "طار" بدوره، عبر الهواتف "الجوالة"، الى الركاب المغادرين الذين بدا غير اللبنانيين منهم "مسرورين" وعيونهم على السفر قبل ان "تقلع الحرب". اما اللبنانيون بينهم فكان "قلبهم" على وطن يتركونه لـ ... "مجهول معلوم".
وفي يوم "القلق الكبير" في "الوطن الصغير"، حضر "الرعب الغزاوي" في البيوتات اللبنانية المترامية على حدود "المناطق الساخنة" في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع والتي بدت مربكة بعدما سكنها الخوف واستحضرت أسئلة من نوع: هل نصطحب اولادنا من المدارس؟ الى اين سنلجأ هذه المرة اذا تجوّل لبنان مجدداً "ملعب نار"؟ هل نبدأ بالبحث عن منازل نستأجرها في "المناطق الآمنة" اذا اختار البعض جعل البلاد "ساحة بالأجرة"؟ هل نجد هذه المرّة مَن يستقبلنا فيما "جرح" أحداث 7 مايو الماضي "لم يبرد" بعد؟ هل نباشر بـتخزين المؤن من غذاء وأدوية ومحروقات؟ ومَن يحمينا من "زحف" الموت الذي "يقبض" على غزة؟ ومع مرور الساعات "الثقيلة"، وفيما كانت مدارس كثيرة في الجنوب تقفل أبوابها وسكان ينزحون من قرى حدودية، وبينما بدأت "الأصابع" الاسرائيلية تشير بالاتهام الى فصائل فلسطينية في لبنان و"تبرئ" حزب الله الذي تبرأ بدوره من "التطور الصاروخي"، وعلى وقع استنفار "الحد الأقصى" سياسياً وفتح "الخط الساخن" مع الداخل و"العالم"، بدأ اللبنانيون يلتقطون أنفاسهم مجدداً وسط "اصطفاف" داخلي على تأكيد التزام القرار 1701 الذي شكّل الاطار السياسي الذي أنهى العمليات العسكرية بين "حزب الله" واسرائيل عقب "حرب الـ 33 يوماً" التي انطلقت في 12 يوليو 2006.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف