هل حرب غزة هي الحرب الأخيرة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خيرالله خيرالله
ماذا بعد حرب غزة؟ هناك وقت للحرب، وهناك وقت لالتقاط الأنفاس والتفكير في الخطوة المقبلة في ضوء ما أسفرت عنه الحرب. الأكيد ان اجتياح غزة ليس نزهة لإسرائيل. لكن الأكيد أيضاً أن على "حماس" التي سيطرت سيطرة كاملة على غزة منذ منتصف العام 2007 واعتقدت أن في استطاعتها تحويل القطاع إلى "قاعدة" يمكن الانطلاق منها لتحرير كل فلسطين مراجعة حساباتها. كلّما حصل ذلك باكراً، كلّما كان ذلك في مصلحة الشعب الفلسطيني وفي مصلحة أهل غزة وفي مصلحة القضية الفلسطينية ككل. عاجلاً أم آجلاً، سيصدر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار في شأن غزة ووقف العمليات العسكرية. سيترافق ذلك مع إرسال قوة دولية إلى غزة لمراقبة الحدود ومنع تدفق الأسلحة على القطاع عبر الأنفاق. يظل السؤال هل ستبقى غزة تحت حكم "حماس" أم لا في مرحلة ما بعد توقف إطلاق الصواريخ في اتجاه القرى والبلدات الإسرائيلية. لا شك أن توقف إطلاق الصواريخ المضحكة - المبكية التي استغلتها إسرائيل لاجتياح القطاع الذي انسحبت منه بالكامل صيف العام 2005، سيكون في أساس القرار الجديد لمجلس الأمن الذي سيتوجب على الجانب الفلسطيني التعاطي معه منذ الآن.
لم تكن موازين القوى تسمح بتحقيق انتصار عسكري لـ"حماس" في غزة. من اعتقد أن ذلك ممكن انما كان يراهن على أوهام لا أكثر. بل كان يراهن على أن في الامكان استخدام غزة لابتزاز مصر لا أكثر ولا أقلّ. كان مطلوباً أن تكون غزة وسيلة للضغط على مصر، وسيلة يستخدمها المحور الايراني- السوري من أجل تحقيق مآرب لا علاقة لها في أي شكل بمصلحة الشعب الفلسطيني وبالمشروع الوطني الفلسطيني الذي يتلخص بإقامة دولة مستقلة "قابلة للحياة" عاصمتها القدس الشرقية. هناك فارق كبير بين تقديم التضحيات من أجل المشروع الوطني الفلسطيني من جهة واستخدام الشعب الفلسطيني وقوداً في تصفية الحسابات مع هذا الطرف العربي أو ذاك من جهة اخرى. يكمن الخطأ الذي ارتكبته "حماس" في أنها قبلت أن تكون مطية للمحور الايراني - السوري وأن تقبل بالتحوّل إلى أداة تستخدم في الضغط على مصر وغير مصر.
متى تجاوزنا النتائج العسكرية لحرب غزة، لا يعود مفر من التطلع إلى المستقبل وإلى المشروع السياسي الذي يفترض بالشعب الفلسطيني التمسك به آخذا في الاعتبار الموازين الاقليمية والدولية وما يمكن تحقيقه في ظل هذه الموازين. لا شك أن الموازين القائمة لا تسمح بازالة إسرائيل من الوجود. ليس الجيش الفلسطيني الذي يطوق القدس وتل أبيب وحيفا ويافا وصفد. ان الجيش الإسرائيلي يطوق عمليا غزة ومدن الضفة الغربية ويمارس ارهاب الدولة في حق الشعب الفلسطيني مستفيدا من شعارات "حماس" وصواريخها. انه أمر مؤسف إلى حد كبير. لكن هذا الأمر لا يمكن الا أن يؤخذ في الاعتبار متى كان مطلوباً التطلع إلى تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني بعيداً عن أي نوع من الأوهام. كل ما يمكن قوله ان هذا الشعب خاض نضالاً طويلاً من أجل الوصول إلى برنامج سياسي يستند إلى قرارات الشرعية الدولية يسمح له باقامة دولة مستقلة يمارس في اطارها حقوقه المشروعة بصفة كونه شعبا من شعوب الشرق الأوسط.
يتمثّل ما تفعله "حماس" حاليا في أنها تريد إلغاء البرنامج السياسي الذي تنادي به منظمة التحرير الفلسطينية من أجل برنامج آخر غير مفهوم مبني على شعارات ينادي بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الراغب في ازالة إسرائيل من الوجود. يحصل ذلك في وقت تؤكد دمشق أنها تطمح إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بهدف واضح كل الوضوح يتمثل في الرغبة في التفاوض مع الأميركيين وليس مع الإسرائيليين. من هذا المنطلق، يمكن القول ان "حماس" أخطأت عندما حولت غزة إلى "قاعدة" لبرنامج غامض لا أفق سياسيا له. انه برنامج يستهدف، في أحسن الظروف، تحويل فلسطين ورقة في لعبة الصراعات الاقليمية لا مصلحة لها فيها. نعم، لا مصلحة لفلسطين والفلسطينيين في لعبة من هذا النوع تلغي القرار الفلسطيني المستقل الذي أعاد ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني إلى أرض فلسطين التي دفن فيها بدل أن يمضي كل حياته منفيا في هذه الدولة العربية أو تلك.
لم يعد مهما أن تبقى "حماس" مسيطرة على غزة أم لا. المهم أن تستوعب بعد الحرب الأخيرة أن مصلحتها تكمن في أن تكون في كنف الشرعية الفلسطينية، في كنف منظمة التحرير الفلسطينية وفي كنف السلطة الوطنية الفلسطينية. لا مستقبل للقضية الفلسطينية خارج البرنامج الوطني الفلسطيني الذي يدعو إلى التخلص من الاحتلال واقامة الدولة المستقلة. كلّ ما عدا ذلك يمثل تمسكا بالأوهام ودعوة مباشرة إلى إسرائيل من أجل الهرب من أزمتها الداخلية العميقة عن طريق خوض حروب مثل حرب غزة الأخيرة. مثل هذه الحرب يمكن أن تحسن وضع تسيبي ليفني زعيمة حزب "كاديما" وايهود باراك زعيم حزب العمل في الانتخابات المقبلة على حساب بنيامين نتانياهو زعيم الليكود، لكنها لن تساهم في جلب الأمن لأي طرف كان في غياب الرغبة في تسوية معقولة ومقبولة تؤمن الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية المشروعة في اطار دولة مستقلة. هل تكون حرب غزة الحرب الأخيرة، أم تغري الإسرائيليين بحروب اخرى مبنية على أوهام التوسع التي لا تشبه سوى أوهام "حماس" في تحرير فلسطين من البحر إلى النهر أو من النهر إلى البحر، لا فارق؟
التعليقات
الحرب الأخيرة
مزعل الدعجة -حرب الوطن البديل في الاردن ستكون الحرب الأخيرة
جواب سريع
منذر القاضي -ايران تقرر ذلك. عندما ترغب ايران ستحرض حلفاءها في لبنان وغزة باتسفزاز اسرائيل واستدراجها لحرب جيدة.
حماس الثابتة
عبد البا سط البيك -بالتأكيد لن تكون حرب غزة الأخيرة مع العدو الصهيوني , و نبشر السيد خير الله و الآخرين بأن جولات قادمة سوف تقوم بيننا و بين العدو , لأننا قررنا الصمود و التصدي بعد ما تأكدنا من سهولة زعزعة أمن و إستقرار المجتمع الإسرائيلي . نعترف أن كلفة الجولات ستكون باهظة . لكن على من يريد وطنا عليه أن يدفع قيمته عدا و نقدا و أن يصبر على الأذى و يتحدى الموت . ثمن الوطن يا سيد خير الله لا يدفع مالا كما فعل اليهود بشراء وعد بلفور . على الشعب الفلسطيني إذا أراد تحقيق ثوابته بصدق أن يستعد لدفع المزيد من الدماء و الضحايا , و إلا فليقبلوا ما يمليه عليهم العدو و يرتاحوا و يريحوا الآخرين . و حيث أن فئة عريضة من الشعب الفلسطيني كما لمسنا تريد رفع شعار التحدي , حينها على الجميع مساعدتهم لتحقيق هذا الهدف و خاصة أن إسرائيل ذات أطماع توسعية لا تخفى على أحد . ليس المشكلة بوجود حماس و سيطرتها جماهيريا , فالمشكل كان حاضرا مع عناد و همجية العدو قبل تأسيس حماس و نزولها الى الساحة . الشعب الفلسطيني دفع بحماس الى الواجهة لأن أهل السلطة لم يتمكنوا من تحقيق المطالب الثابتة للشعب . في حين إستطاعت حماس أن تشد إليها أغلبية الشعب ليصوتوا لمرشحيها في الإنتخابات الحرة التي جرت حسب معايير شفافة أمام أنظار المراقبين الدوليين . من المثير أن تتهم حماس بأنها مطية لمحور إيران سورية بعدما سدت في وجهها كل الأبواب , و تم محاربتها من طرف الجميع كبعض الأنظمة العربية و واشنطن و بقية الدول المؤيدة لإسرائيل . السيد خير الله يريد من حماس العودة الى كنف الشرعية الفلسطينية التي تخرق ثوابتامشروعة ضمنتها الشرعية الدولية و تم إقرارها من طرف الشعب , و يتمنى السيد خير الله أن تساهم حماس في مفاوضات لا أحد يعرف هدفها أو نهايتهاو و أن تتخلى عن الجهاد المسلح , و بذلك تصير الحركة مقبولة دوليا...لن يحدث ذلك يا سيد خيرالله مهما صادفت حماس من موانع و عراقيل لأنها لا تريد أن تتحول إلى نسخة مشوهة من حركة فتح أبا مازن ..هل هذا واضح ...؟
تعازينا
عربية -الله يرحم القومية العربية، يحق لاسرائيل ان تكون متغطرسة طالما هناك محللون ومثقفون وكتّاب يعتبرون ان تحرير فلسطين اوهام في بال اي مقاومة دون الخوض في التسميات. لذا اقول للكاتب احترم معتقدات الاخرين الذين يؤمنون ان الارض لا تستعاد الا بالمقاومة وصدقني لا احد يمكنه ان يتحكم بأحد ولا احد يمكنه ان يطلب من شعب ان يقاوم اذا لم يكن هذا الشعب يريد مقاومة الاحتلال مع الاشارة الى ان مناهضة ايران وسوريا للكيان الصهيوني ليس تهمة بل شرف لهما.وانا كعربية اؤمن ان اسرائيل الى زوال مهما سقط من الشهداء في سواء في فلسطين او في لبنان الذي دحرت مقاومته الاسرائيلي وحققت انتصارين باعتراف الكيان المحتل نفسه.
فخار يكسر بعضو
سهيل خيرالله -الله يسامحك يابن العم! شو عدى مما بدا لتكون اخر الحروب؟ انشالله بتكون اول حرب واخر حرب وفخار يكسر بعضو.حماس رفضت واسرائيل رفضت...فخار يكسر بعضو.....بس بدون لطم وندب...مفيش مية..مفيش كهربا...عميكتلوا الاطفال والنسوان.هذه هي الحرب مادام الطرفين يريونها فليخوضوها حتى النهاية. وصحتين على قلب الرابح
وانا ايضا لايعنيني
زنكور الهندي -اسرائيل لم تطلب يوما من مجلس الامن ليدافع عنها وحماس غير معنية لان احدا لم يسألها رايها.اذا كان طرفي الحرب يصرحون هكذا؟ فما بال الاخرين يتعبون انفسهم ويطالبون بوقف النار؟؟؟؟
غزة
مواطن عادي -في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الفنزويلي، طرده السفير الصهيوني من بلاده، وتوصيف الصهاينة بأنهم مجرمون وقتلة، ويجب محاكمتهم، وفي الوقت الذي يقول فيه أردوغان: أن الاعتداء الإجرامي على غزة نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية، وفي الوقت الذي تقوم فيه موريتانيا بسحب سفير بلادها من تل أبيب، وفي الوقت الذي تسير فيه مظاهرات التعاطف والغضب في كل شوارع العالم ومدنه تضامناً مع غزة وتأييدا لكفاحها ضد الكيان الصهيوني. في الوقت الذي يتم فيه كل هذا،تتشفون بغزة الجريحة والمستباحة
الاخ عبدالباسط
حيدر -انا اتفق معك لن تكون الاولى وهذه البداية حتى تتحرر فلسطيبن الحبيبه من الظلم ليس من العدل ان تعيش غزه بالذل والظيم والحرمان فغزه محاصره وابت الظلم انتصرت وستنتصر كل يوم ضد الظلم والتعسف