جريدة الجرائد

لبنان يضاعف حركته لوقف الحرب تجنباً لمضاعفاتها الخطرة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت - وسام أبو حرفوش

بدا لبنان، الاكثر تأثراً بالحرب على قطاع غزة، معنياً بالجهود المبذولة للاسراع في وضع حد لها "لان من شأن اطالة امدها مضاعفة الاخطار على لبنان"، حسب مصادر واسعة الاطلاع في بيروت، خصوصاً بعد اختراقات "محدودة" تمثلت باطلاق 3 صواريخ "كاتيوشا" على اسرائيل الخميس الماضي واكتشاف الكلاب البوليسية مواد بلاستيكية متفجرة لحظة تسللها الى مقر الكتيبة الايطالية العاملة في اطار "اليونيفيل" في جنوب لبنان.
وناقش مجلس الوزراء الذي انعقد امس، تطورات لوضع في غزة وعلى الحدود مع اسرائيل، في ضوء الموقف اللبناني الثابت الذي يدين العدوان الاسرائيلي ويدعو الى وقفه على نحو عاجل، ويرفض تحويل الجنوب منصة لاطلاق الصواريخ، وهو الموقف الاجماعي على المستويين الرسمي والسياسي على حد سواء.
واطلع مجلس الوزراء من وزير الخارجية فوزي صلوخ، العائد من نيويورك بعد مشاركته في المساعي التي اجراها الوفد الوزاري العربي وافضت الى القرار 1860، على نتائج المشاورات التي اجريت في مجلس الامن، وهو زوّد بالتوجهات الرسمية مع استعداده لحضور الاجتماعات التي ستعقد الخميس في الكويت تحضيراً للقمة الاقتصادية العربية، والتي ترجح الدوائر الديبلوماسية في بيروت تحولها "قمة سياسية" بديلة عن تلك التي لم تنعقد بعد الحرب على غزة.
وينوي الرئيس ميشال سليمان، المشاركة في قمة الكويت على رأس وفد رفيع المستوى، واشارت المعلومات الى ان لبنان يتجه الى السعي لبلورة موقف عربي ضاغط يستعجل وقف الحرب على غزة، خصوصاً بعدما تلقت بيروت تقارير غير مشجعة حتى الان عن نتائج الجهود الديبلوماسية المبذولة على اكثر من مستوى، ما يوفر لاسرائيل فرصة الاستمرار في حربها.
ودعا سليمان، امس، الفلسطينيين الى التوحّد في مواجهة ما يتعرضون له، لافتاً الى "ان المقاومة كان لها بُعد استراتيجي تمثل في وحدة الدولة وتنوعها في دعمها لها في الداخل وفي المحافل الدولية"، ومشيراً الى ان هذه الوحدة "تجلت في عدوان يوليو (2006)، حيث كان للجيش دوره الكبير في فك الحصار السياسي عن المقاومة عن طريق دخوله المعركة، وقد سقط له 50 شهيدا من الضباط والعسكريين وقُصفت ثكنه ومواقعه واصبحت اسرائيل تقاتل الدولة اللبنانية".
ورأى خلال استقباله وفد "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" برئاسة نايف حواتمة الذي التقى ايضاً رئيسيْ البرلمان نبيه بري وفؤاد السنيورة وشخصيات سياسية، "ان اسرائيل لا يحق لها التذرع بإطلاق الصواريخ لانها هي السبب في حرمان الفلسطينيين حقوقهم في انشاء دولة مستقلة لهم وحرمانهم حق العودة وفق مبادرة بيروت العربية للسلام، وعليها تالياً وقف اعمالها العسكرية والعدائية فورا والانسحاب من غزة وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني".
وفي اشارة الى إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على شمال اسرائيل، اعتبر الرئيس اللبناني "ان الرد على الصواريخ مدان لانها استبقت التحقيقات التي تجريها قوة "اليونيفيل" والجيش، وهذا يدل على نياتها السيئة".
واذ لفت الى "ان لبنان ليس بعيدا عن ترتيب شؤون الفلسطينيين وتسهيل امورهم الحياتية"، قال: "هذا يتطلب تعاونا بين الدولة والفلسطينيين يبدأ بتنفيذ ما اتفق عليه القادة اللبنانيون على طاولة الحوار والقاضي بازالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات".
وأبدى امله في انتهاء العدوان على غزة باسرع وقت، مشيراً الى انه يجري اتصالات متلاحقة مع المعنيين متمنياً "التوصل الى وقف للنار قبل مؤتمر الكويت الاقتصادي".
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري "أن لبنان معني مباشرة بما يجري في غزة جراء الحرب التي تشنها إسرائيل عليها"، معلناً "نحن معنيون على الصعيدين القومي والديني، فالقدس جزء من مسؤوليتنا سواء كنا مسلمين او مسيحيين".
وقال خلال استقباله أعضاء السلك القنصلي: "عندما تسقط بندقية المقاومة والممانعة فإن التوطين عندئذ يصبح أمراً واقعاً"، مضيفاً "ان امتناع (وزيرة الخارجية الأميركية) السيدة (كوندوليزا) رايس عن التصويت على قرار مجلس الأمن (1860) ان هذا القرار صدر كي لا ينفَّذ، وهو غطاء لتغطية ماء الوجه".
وفي الشق الداخلي اللبناني، أكد "ضرورة التضامن"، لافتاً الى "ان لبنان في طريق التعافي رغم بطء السلحفاة الذي يسير به العمل الحكومي".
وفي إطار مواكبة زيارة الامين العام للأمم المتحدة لبيروت يوم الجمعة والتي تستمر يومين، دعا بري الى عقد جلسة عامة ظهر السبت في البرلمان، للاستماع الى كلمة يلقيها بان كي مون حول الوضع الراهن.
يذكر ان لقاءات بان في العاصمة اللبنانية في إطار جولته في المنطقة ستكون واسعة وشاملة، وهي ستشمل رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة اضافة الى رؤساء الكتل النيابية وبعض اقطاب طاولة الحوار وممثل لـ "حزب الله"، على ان يتخللها تفقُّد قوة "اليونيفيل" في الجنوب.
في موازاة ذلك، تمحور المشهد جنوباً حول مسألتين:
* الاولى تمثلت في استمرار الاجراءات الميدانية لـ "مطاردة" الكاتيوشا والحؤول دون إطلاق صواريخ جديدة من الجنوب في اتجاه شمال اسرائيل. وفي هذا الإطار، سيّرت قوة "اليونيفيل" المعززة دوريات مؤللة وراجلة مكثفة في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني خصوصاً في القرى المحاذية للخط الأزرق والحدود الفاصلة مع اسرائيل، فيما قام الجيش اللبناني على نقاطه الثابتة بالتدقيق بهويات المارة وتفتيش السيارات العامة والخاصة.
وكشفت تقارير صحافية في بيروت، ان التحقيقات في ملابسات إطلاق "الكاتيوشا" على شمال اسرائيل استمرت بسريّة، لافتة الى انه توقيف شخصين مشتبه في علاقتهما بما حصل، لاسيما بعدما تم رصد اتصال أحدهما وهو يبلغ شخصا ثانيا "ان الغرض قد وصل وغدا تسمعون أنباء طيبة".
وتردد أن الجيش يبحث عن شاحنة صغيرة بيضاء اللون دخلت منطقة وادي حامول، كما يجري التدقيق في هوية شخص أبلغ عن الشاحنة، وقال انه من بلدة رميش ويدعى ألبير ج. وتبين أن الاسم غير صحيح.
* اما المسألة الثانية فتمثلت في قضية العثور على مواد بلاستيكية غير متفجرة في إحدى السيارات التي تجمع النفايات من مقر الوحدة الإيطالية العاملة في إطار "اليونيفيل" في تبنين (قضاء بنت جبيل).
وكانت الكتيبة الايطالية احبطت اول من امس، محاولة لادخال هذه المتفجرات الى مقرها، في اول خرق امني يستهدف القوة الدولية في القطاع الغربي من المنطقة الحدودية.
واشارت المعلومات الى انه أثناء دخول كل من أحمد إ. ح. وأحمد ص. ز. من بلدة الجميجمة بشاحنتهما الصغيرة الى مقر قيادة القطاع الغربي لـ "اليونيفيل" ومقر قيادة الكتيبة الايطالية، حيث يعملان هناك منذ أكثر من عام في عملية جمع النفايات والخردوات، عوى أحد الكلاب البوليسية، عند مدخل المقر إشعاراً بوجود مواد متفجرة في الشاحنة. ولدى تفتيشها من الجنود الايطاليين، عثروا على مواد بلاستيكية تحت مقعد السائق وفي صندوق العدة الخاصة بالشاحنة تزن أكثر من 20 غراماً. وعلى الفور تم توقيف الشابين وتسليمهما الى مخابرات الجيش اللبناني التي نقلتهما الى مقر المديرية المركزي في وزارة الدفاع من أجل التحقيق معهما. ولاحقا اطلق سراحهما، بعدما تبين ان المواد غير متفجرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف