فوضى خلاقّة جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سيار الجميل
ثمة انعطافة تاريخية كبرى قد حدثت مع ولادة العام 2009، إذ شهدت منطقتنا متغيرات عاتية وخطيرة، متمثلة بانحسار قضية الشرق الأوسط كله في مدينة عربية، اسمها غزة..
وإنها استراتيجية إسرائيلية جديدة استفادت في بنائها من خلال خذلانها في لبنان.. انه بالوقت الذي نحّس بتغيير واضح في السياسة الإسرائيلية حسب متطلبات المرحلة واشتراطاتها، وانتقال إسرائيل من مجرد مسلسل الردع والاحتواء إلى موقع الهجوم، من خلال جغرافية القمع، بعد أن أزالت كل الكوابح.
وهي خطط جديدة في الحرب، بعد أن كانت سابقا تستجدي العطف من كل دول العالم ومجتمعاته، أصبحت لا يهمها العالم كله، وهي ترفض قرارا بوقف إطلاق النار.. في حين لم نلحظ أي بارقة في التغيير داخل البلدان العربية التي لم تأخذ من الماضي أية عبرة، أو الاستفادة من تجربة الماضي المتمثل بالصراع العربي الصهيوني..
لقد كانت إسرائيل قد استعدت تماما لمثل هذه الحرب، وأنها أطلقت عدة مشاريع منها اختزال الحرب في عموم المنطقة، واختيار غزة لتقوم بسحقها بعد حصار طويل.. إنها ليست ضربة استباقية، لأن الخصم لا يمكنه أن يكون مستعدا للحرب، ولكنه يبدو إلى حد الآن وهو يتحّمل كل المآسي والضربات المكثفة بروح قوية! إن إسرائيل قد منحت لنفسها الحق في استخدام كل القسوة، من دون أن يعنيها كل هذا التنديد في أرجاء العالم..
وقد قال أكثر من مسؤول إسرائيلي: إن كل الخيارات مفتوحة أمام إسرائيل عندما تشعر أن مصالحها مهددة، وأمنها مضطرب!
وعليه، تعتبر حرب غزة سابقة خطيرة لم يحدث لها مثيل، ولا يعني ذلك أنها لم تتدخل فيما مضى عسكريا، كما حدث في لبنان ودول أخرى، لكنها هنا شرعنت توجهها هذا ردا على الصواريخ التي تقول بأنها تتلقاها من غزة وأطرافها!
إن المأزق الحقيقي هو ما بعد غّزة.. ما الواقع الجديد الذي سينبثق بإرادة إسرائيلية إذا خرجت إسرائيل منتصرة، أو أنها تريد إكمال اللعبة إلى النهاية، ولكنها أيضا، ستكون صاحبة شروط أقوى في أية مفاوضات تخوضها.. وعليه، فان مجتمعاتنا لا يكفيها التعبير الساخط على ما يدور من جرائم وخطايا تضاف إلى سلسلة طويلة من الانحرافات.. ولكنها بحاجة إلى إعادة تشكيل جذري، ونسف الأنماط القديمة التي تربى عليها ـ ليس بما يتلاءم والدمار، بل بما يشعر إسرائيل أن هناك وحدة رأي وموقف موحد..
صحيح أنها لا تعير أهمية للمؤتمرات العربية، العادية والاستثنائية، ولكن مجرد شعورها أن الخصم، له كلمته وموقفه، فإنها تعيد التوازن من جديد! إن الحرب اليوم، لها قذارتها بسبب فقدان الأخلاق جملة وتفصيلا.. إن مجرد قتل النساء والأطفال بمثل هذه الطرائق البشعة.
يعد فقدانا لكل القيم الأصيلة، إن مجرد التخطيط لمرحلة الفوضى الخلاقة التي ستسم هذه المرحلة الصعبة. صحيح أن الساسة الأمريكان هم أول من ردد هذه "المفهوم"، ولكنه مستلهم من فكرة مايكل لايدن "التدمير البّناء"، بل وشرعت إسرائيل في توظيفه. إن ما يعنيه هذا "المفهوم" أيضا: خلق الفوضى العارمة، وتفكيك للبنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتسفيه وتسقيط أخلاقي وفكري للقيم المتعارضة، من خلال وسائل عسكرية ودعائية إعلامية..
إن الفلسطينيين هم بأمس الحاجة اليوم إلى التوّحد على أهداف مرحلية للخروج من مأزق الحرب، ومن ثم إلغاء مبدأ الانقسام كي يحّل بدله مبدأ التوحد..
ولقد وجدنا كم هو تعاطف العرب كشعوب ومجتمعات مع القضية الفلسطينية التي لا يمكنها بعد اليوم أن تكون ضائعة بين الفرقاء السياسيين، فهي قضية وطنية لا سياسية.. ثم أنها لا يمكن أن تكون محتكرة من قبل طرف على حساب أطراف أخرى لهم الحق في أن يقولوا ما يشاؤون، ولكن إن فعلوا شيئا، فان انعكاسات ذلك "الفعل" تعم كل المنطقة.
أما العرب، فهم أولى بالقضية الفلسطينية من غيرهم، وأنهم بحاجة إلى أن ينظروا إلى القضية رؤية جديدة، تتناسب وكل جغرافية القمع والفوضى الخلاقة التي نشهد مأساتهما اليوم من خلال إسرائيل.. إن العرب مدعوون اليوم إلى أن يعيدوا النظر في كل أوراقهم التي استخدموها أسوأ استخدام..
عليهم أن يتحدوا في إطار موقف موّحد يجمعهم إزاء أنفسهم أولا، وإزاء إسرائيل ثانيا والعالم ثالثا.. إن ما يمارس اليوم من دمار وانسحاق وقتل للأبرياء لابد أن يتوقف بأي صورة من الصور.. وان الأمن والاستقرار من مسؤولية الجميع. وينبغي أيضا، الرجوع إلى مبادئ جامعة الدول العربية، فإما تطبّق بحذافيرها.. وإما تقيل نفسها، فليس من المعقول أن نلتزم بموقف من دون أي توظيف له!
ومن معطيات هذه الفوضى الغريبة تدمير المؤسسات وبناها التحتية والقتل والهدم والحصار والتفجير والجوع! إن تجربة غزة، مصغّرة، لما جرى في العراق.. فمتى نجد خريطة طريق جديد في التاريخ ينتشلنا من كل المأساة؟
التعليقات
آخر هدة
ا. ياسيني -منذ قيام اسرائيل والمشروع الغربي الصهيوني يتحقق رويدا رويدا امام انظار العرب المشتتة اهدافهم والغارقين في نعيم الاستقلال والنفط والتواطؤ والعمالة والصراعات. وحرب غزة هي التصفية الاخيرة في استراتيجية اسرائيل وبعد القضاء على المقاومة واحتلال غزة من جديد على العرب ان يستعدوا لتقبيل اقدام اسرائيل . واما ما يروم ان يتخذه العرب من اجراءات في قمم المتناقضات فما هو الا ذر الرماد في العيون والخوف من شعوبهم والهدة الاخيرة للاسف !!
القوة الذكية يا صاح
فيصل آورفــاي -لعلمك يا سيد سيار ، فان وزيرة خارجية امريكا الجديدة ، قد غيرت الاسم القديم الفوضى الخلاقة و هي اليوم تتحدث عن مرحلة جديدة ستطبق في عهد أوباما ، و هي القوة الذكيــة
مقالة رقم 1
سهيل خيرالله -بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.الحمد لله على خلقه الانترنت والحمد له لخلقنا في عصر الانترنت او خلقها بعصرنا. اما بعد: هذه النعمة تجيز لنا التعبير عن ارائنا كما تجيز لكم عدم نشر تعلبقاتنا.ومع ذلك فنحن نحاول والباقي على الله.كمحاولة سوف ارسل لكم بعض ماكتبت وارجو ان تنشروا ذلك. فاذا فعلتم كتبت المزيد واذا عدتم عدنا...فدعونا نتحاور بالعقل ونقول مانفكر به بصراحة بدون تخوين ولا عمالة.فانا اكتب مافكر به لا احد يملية علي لانني ازعم بانني انسان حر واحاول ان اكون كذلك.قد اكون وقحا او متطرفا او انهزاميا او مرتدا او واقعيا او محقا لاادري.كل مااعرفة انني مقتنع بما اقوله الان واذا تغيرت المعطيات والظروف قد تكون لدى قناعات اخرى فسوف اعبر عنها حتى اقتنع بغيرها وهكذا. اذا كنت تقبلني كما انا فانشر مقالتي التالية واذا اردتني ان اكون نسخة عما يكتب ويقال على الفضائيات من كلام فارغ لايقدم ولا يؤخر ، فلا بأس ان تكتفي بنشر المقدمة هذه وتستعمل مقص الرقابة لتقطع الباقي، فانا عربي معتاد على مقصات الرقابة ولو كنت غير مقتنع بها. اليك المقالة الاولى: مجرد افكار واسئلة للنقاش بعقل مفتوح- الاتعتقد معي ان العرب اخطأوا عندما رفضوا قبول قيام اسرائيل عام 48 ؟- اخطأوا كذلك بعدم وضع استراتيجية للحرب او للسلام- اخطأوا عندما رفضوها ولم يحاربوها او على الاقل لم يضعوا استراتيجية لمحاربتها- اخطأوا لانهم تاجروا بالقضية الفلسطينية ولم يمدوا يد العون الى الشعب الفلسطيني- ماذا لو قبل الفلسطينين قيام فلسطين على 60 % من الارض؟ كيف كانت ستكون حالتهم اليوم؟ اقتصاديا وتنمويا وحضاريا؟ الاتعتقد معي بانهم كانوا ليكون من اكثر الدول العربية تقدما وازدهارا لاستفادتهم من التجربة الاسرائيلية ولاظطرارهم للدخول بالمنافسة معها.لو فعلوا لكنا الآن امام دولة فلسطينية متقدمة ومتطورة اقتصاديا وتكنولوجيا.- ماذا كان سيكون وضع سوريا او مصر في هذه الحالة؟فبدل ان ينصرفوا الى قمع شعوبهم وصرف ثرواتهم القومية على جيوش لتثبيت انظمتهم وقمعهم لشعوبهم بدل التنمية والتقدم. سنة 48 كان وضع مصر افضل بكثير من وضع الهند. وكان وضع سوريا افضل من وضع كوريا.ماذا عن الوقت الحاضر؟ اين اصبحت الهند وكوريا على سبيل المثال؟ولا اريد الكلام عن لبنان!- المنطقة العربية تتسع لبضعة ملايين من اليهود فهم يشكلون اقل من 2 % من سكان المنطقة.- لو قبل العر
مقالة رقم 2
سهيل خيرالله -قد اكون وقحا او متطرفا او انهزاميا او مرتدا او واقعيا او محقا لاادري.كل مااعرفة انني مقتنع بما اقوله الان واذا تغيرت المعطيات والظروف قد تكون لدى قناعات اخرى فسوف اعبر عنها حتى اقتنع بغيرها وهكذا. اذا كنت تقبلني كما انا فانشر مقالتي التالية واذا اردتني ان اكون نسخة عما يكتب ويقال على الفضائيات من كلام فارغ لايقدم ولا يؤخر ، فلا بأس ان تكتفي بنشر المقدمة هذه وتستعمل مقص الرقابة لتقطع الباقي، فانا عربي معتاد على مقصات الرقابة ولو كنت غير مقتنع بها. اليك المقالة الثانية:نداء الى حماس وقياداتها اينما وجدوا بدأنا نسمع كلاما عن النصر القريب او الاقرب، وهذا مبكر وان كنا نتمناه كذلك وان لايتأخر. اذا كنتم فعلا قد انتصرتم او هكذا هيئ لكم او على الاقل شعرتم ببدايته او باعراضه و تباشيره او في الحد الادنى تعتقدون بانه آت ولو بعد حين، ارجوكم ثم ارجوكم لاتوقفوا اطلاق النار ولا تطالبوا بايقافه ولا تقبلوا ان يفرضه احدا عليكم ولا تسمحوا لاحد بالتوسط معكم من اجل ايقافه اي اطلاق النار.لان امام نصركم الآتي والاقرب تهون التضحيات التي يقدمها اهل غزة والشعب الفلسطيني، وامام هذا الانتصار تصغر كل التضحيات مهما كبرت ومن قال بأن الحرب نزهة وبدون تضحيات....لاتأبهوا لحجم التضحيات ، مادام النصر الآتي الذي انتظرناه ستون عام طويلة ولم نزل...لاتضعفوا ولا تهنوا فالامة بانتظار هذا النصر وابطاله وستكونوا اعظم من صلاح الدين وطارق بن زياد، وسنرفع صوركم في غرف نومنا وقلوبنا وفي الطرقات والشوارع والحارت.نريدكم ان تتابعوا حتى النصر التام والناجز، نريده نصرا تاما وناجزا وكاملا وكذلك نريده نظيفا وابيضا وناصعا ومشرقا كالشمس. نريده نصرا يحرر فلسطين من النهر الى البحر ...ولا تتوقفوا قبل طرد آخر جندي اسرائيلي وآخر يهودي من ارض فلسطين ( وارموا اليهود اينما شئتم...فلا مشكلة عندي) واقيموا حكما اسلاميا او حكم الخلافة الاسلامية وافعلوا ما طاب لكم ولذ، فانا معكم.لانكم ان لم تفعلوا كل ذلك . لن اصدقكم ولن اصدق انكم انتصرتم ولن استطيع بعد اليوم سماع شعاراتكم او ابتلاعها. اريد اعلان النصر بدون اية ولكن ( انتصرنا ولكن اسرائيل لم تهزم...انتصرنا ولكن الارض بقيت محتلة...انتصرنا ولكن غزة بقيت مهددة) بدون ولكن وبدون لو (ننتصر لو كان لدينا طائرات ودبابات...ننتصر لو لم يكن لديهم طائرات ودبابات....ننتصر
على كل حال شكرا
سهيل خيرالله -ارسلت لك عينتين لاعبر عن نفسي ...الان تعرف كيف افكر...وعلى ضوء النشر او عدمه نكملوشكرا
على كل حال شكرا
سهيل خيرالله -ارسلت لك عينتين لاعبر عن نفسي ...الان تعرف كيف افكر...وعلى ضوء النشر او عدمه نكمل.كان يفترض ان ارسل مقالتي عن الفوضى الخلاقة اولا ولكنني اريد التفتيش عنها لانني كتبتها منذ زمن.والخلاصة ان الفوضى الخلاقة يريدها (الممانعين) كما تريدها امريكا وكلاهما وجهين لعملة واحدة يكمل بعضهم البعض.و (الممانعين)هم انشط بتنفيذ الشعار الامريكي الاصل وهم الذين ساعدوا ويساعدوا الامركان بتنفيذ وتعميم هذه الفوضى مباشرة وبشكل غير مباشر...النتيجة: عراق تسوده الفوضي، لبنان ينعم بالفوضى وغزة تتلذذ وايران تتمتع بهذه الفوضى والاتي اعظم.شكرا سلفا ان نشرت تعليقي او لم تفعل وشكراقبل ان ارسل لك مقالة عن الفوضى الخلاقة ومشاركة حلف ( الممانعة) بها مثله مثل امريكا.لانهم وجهان لعملة واحدة.وكلا الطرفين يريدها فوضى وخلاقة