جريدة الجرائد

الحقيقة والوهم في مساندة إيران لفلسطين والثورة الفلسطينية!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صالح القلاب

لأن تدخل إيران في شؤون الفلسطينيين الداخلية أصبح في العامين الأخيرين سافرا ومعلنا ومكشوفا، وتجاوز كل الحدود التي من الممكن احتمالها والتغاضي عنها، فقد أصبح ضروريا ولازما بل وواجبا تتبع علاقات هذا البلد الجار والمسلم، وبخاصة بعد انتصار الثورة الخمينية في عام 1979 بالثورة الفلسطينية وبمنظمة التحرير، إن في السنوات الأولى قبل إخراج ياسر عرفات وقواته وإداراته وأجهزته من بيروت في عام 1982 وإن بعد ذلك وإلى حين إبرام اتفاقيات أوسلو الشهيرة والانخراط في عملية السلام وإقامة السلطة الفلسطينية.
يقول الإيرانيون إن ثورتهم الخمينية قد تبنت القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين منذ لحظة انتصارها على نظام الشاه محمد رضا بهلوي وأنها بقيت على مدى السبعة والعشرين عاما الماضية تعتبر هذه القضية أحد ثوابت سياساتها ومواقفها الخارجية وأنها تصرفت على هذا الأساس وفقا لما يتلاءم مع هذا المنطلق خلال كل هذه الأعوام، وأنها إذْ اتخذت من منظمة التحرير موقفا عدائيا فلأنها حادت عن طريق التحرير ولأنها انخرطت في المساومات والألاعيب السياسية على حساب تطلعات الشعب الفلسطيني وحقه في تحرير وطنه المقدس من البحر إلى النهر.
فهل هذا صحيح..؟!
كان أول اتصال بين الامام الخميني، رحمه الله، وبين حركة "فتح"، التي كانت عمليا هي الثورة الفلسطينية وهي منظمة التحرير، في بدايات سبعينات القرن الماضي، وكان يومها قائد وزعيم ومرشد الثورة الاسلامية في إيران، التي لم تكن قد انطلقت بعد والتي كان زعيمها قد أُبعد من وطنه في بدايات عقد ستينات القرن الماضي أولا الى تركيا ثم الى النجف الأشرف في العراق، حيث أقام هناك يقود المعارضة ضد نظام الشاه السابق من الخارج حتى أُبعد إلى الكويت التي أقام فيها بضعة أيام انتقل بعدها الى فرنسا التي عاد منها الى طهران في فبراير (شباط) عام 1979 ليقود ثورته إلى الانتصار النهائي.
في بدايات سبعينات القرن الماضي، ذهب وفد فلسطيني للقاء الامام الخميني في مقر إقامته في طهران كان على رأسه صبري البنا (أبو نضال) الذي ما لبث بعد ذلك بنحو عامين أن انشق عن حركة "فتح" وأصبح بندقية للايجار أجرَّها أولا للعراق، ثم بعد ذلك الى سوريا ثم الى الجماهيرية الليبية.. ثم الى كل من هبَّ ودبَّ الى أن انتهى قتيلا في بغداد عشية الغزو الأميركي في عام 2003.
كان طلب الوفد الفلسطيني، الذي حصل على موافقة من صدام حسين وكان يومها نائبا لرئيس الجمهورية العراقية لمقابلة الامام الخميني المقيم في النجف الأشرف، محددا ومقتصرا على اصدار فتوى بضرورة منح زكاة المسلمين وبخاصة الشيعة الى حركة "فتح" ولقد كان ذلك بعد جدل طويل أبدى خلاله مرشد الثورة الإسلامية والولي الفقيه ممانعة وتحفظا، لكنه ما لبث أن أصدر مثل هذه الفتوى في النهاية تحت إغراء انها ستفيده في معركته المصيرية ضد نظام الشاه السابق.
بعد ذلك بقيت الأمور تتحرك في حدود التحفظ المتبادل والتردد الى ان انتقل الامام الخميني الى باريس وانفجرت الثورة الاسلامية والى ان عاد بعد اقامة قصيرة في إحدى ضواحي باريس الجميلة الى طهران.. عندها تحرك ياسر عرفات (أبو عمار)، الذي كان يواجه تدهورا متصاعدا في علاقاته مع شيعة لبنان وبخاصة حركة "أمل"، بسرعة وقام بزيارة تاريخية إلى إيران بعد انتصار ثورتها بأيام قليلة على رأس وفد كبير نقلته طائرة سورية من طراز "D10" الى مطار مهراباد الذي كان لا يزال تحت سيطرة فنيي سلاح جو الشاه السابق.
كان الامام الخميني ينزل في مدرسة علوي في شمالي طهران، ولقد أجرى الرئيس الفلسطيني الراحل، الذي كان يرافقه أيضا الرئيس الحالي محمود عباس (أبو مازن)، محادثات مطولة مع قائد الثورة المنتصر الذي رفض استخدام اللغة العربية في محادثاته تلك التي كان يتقنها أكثر كثيرا من ضيفه الشقيق ولقد ثبت لـ"أبو عمار" ان القضية الفلسطينية بعيدة عن ذهن زعيم وقائد ورائد إيران الجديد كل البعد، وأن كل ما يريده منها هو ان تشكل غطاءً لتصدير ثورته الى الدول العربية القريبة والبعيدة.
لقد حاول أبو عمار الذي كان بحاجة لصداقة زعيم الثورة الإيرانية والاقتراب منه لمواجهة شيعة لبنان، الذين بدأوا بعد أن اصبحت حركة "أمل" حركتهم السياسية ينقلبون عليه وعلى الثورة الفلسطينية، إقناع الخميني بضرورة الانفتاح على العرب وضرورة مساندة قضية فلسطين، لكن هذا الأخير أصر على أن يفك الرئيس الفلسطيني الراحل علاقاته بالعرب والعروبة، وأن يكون جزءا من الثورة الاسلامية، وهكذا فقد وقع الاختلاف الذي تحول الى خصومة شديدة بعد انحياز الفلسطينيين الى العراق خلال كل سنوات الحرب العراقية ـ الايرانية.
بعد ذلك انشغل الامام الخميني بهذه الحرب وقد نسي فلسطين والقضية الفلسطينية، واضطر في لحظة من لحظات اشتداد المعارك الى اصدار فتوى بطريقة ملتوية تجيز قبول مساعدات عسكرية من اسرائيل ومن الولايات المتحدة الأميركية فـ"الضرورات تبيح المحظورات" وكان الخوف من الهزيمة قد دفع الثورة الاسلامية وقائدها الى الاستعانة بمَنْ من المفترض أنهم أعداء وأنهم يحتلون فلسطين المقدسة وثالث الحرمين الشريفين مدينة القدس.
بعد توقف حرب الثمانية أعوام في 8/8/1988 بدأت إيران تنظر الى الخارج مجددا وبدأت تستأنف عملية تصدير ثورتها الى الدول العربية القريبة والبعيدة، وحقيقة انها كانت قد حققت مواطئ أقدام في لبنان وفي العراق وفي فلسطين بعد انطلاقة حركة "حماس" التي كانت ولا تزال امتدادا لـ"الاخوان المسلمين" والتي لم يتمتن ارتباطها بطهران وبالولي الفقيه إلا في العام 1995 بعد ان وجد الايرانيون انهم باتوا بحاجة الى ايجاد رأس جسر داخل حركة التحرير الفلسطينية في أعقاب عدم دعوتهم الى مؤتمر مدريد الشهير والمعروف.
وهنا ولمعرفة حقيقة كيف اصبحت حركة "حماس" بمثابة حزب الله آخر بالنسبة لإيران لا بد من مراجعة مقابلة من سلسلة حلقات كانت أجرتها صحيفة "الشرق الأوسط" مع السفير الإيراني في دمشق محمد حسن اختري التي احتوت تفاصيل يُكشف النقاب عنها لأول مرة حول كيفية تحول هذه الحركة التي من المفترض انها فلسطينية وحركة تحرر وطني فلسطيني الى إحدى أذرع فيلق القدس وحراس الثورة والى تابع للولي الفقيه مباشرة.
لقد اصبح التبني الايراني لحركة "حماس" في الدرجة الأولى وحركة الجهاد الاسلامي في الدرجة الثانية واضحا ومعلنا بعد العام 1995، فإيران التي كانت ولا تزال تعتبر ان أي تقدم في عملية السلام سيزيد عزلتها وسيشكل عائقا امام فرض نفسها كرقم رئيسي في معادلة المنطقة وضعت نصب أعينها ضرورة تدمير منظمة التحرير وضرورة اضعاف حركة "فتح" والتخلص من اتفاقات أوسلو ودفع الاسرائيليين، دفعا تحت ضغط العمليات الانتحارية الى التحول نحو اليمين الذي يرفض هو بدوره العملية السلامية.
لقد جرى كل هذا في سنوات سابقة ولقد حققت إيران كل ما سعت اليه بدءا بالعام 1995 عندما فازت "حماس" في آخر انتخابات تشريعية فلسطينية، وعندما قامت بعد ذلك بانقلابها على السلطة الوطنية الذي قامت به في غزة في عام 2007 وعندما استدرجت من خلال صواريخ القسام وغراد الايرانية هذه الحرب المدمرة الأخيرة التي اعتبرها خالد مشعل واعتبرتها ايران أنها اسقطت العملية السلمية.
انه لا يمكن انكار الدعم بالمال والسلاح وبالسياسة الذي قدمته ايران لحركة "حماس" ولبعض الفصائل الفلسطينية الأخرى، لكن ما لا يمكن انكاره أيضا ان الحرب الأخيرة قد كشفت النقاب عن ان هذا الدعم السخي لم يكن لا من أجل فلسطين ولا من أجل القضية الفلسطينية، وانما من اجل الدور الذي يسعى اليه الايرانيون في هذه المنطقة ومن أجل استعادة نفوذ فارس القديمة في الاقليم كله.
لقد كان بإمكان طهران لو أن هم القضية الفلسطينية هو همها فعلا، ان تساند غزة المحاصرة باطلاق ولو اعداد قليلة من صواريخها البعيدة المدى على دولة "العدو الصهيوني" ولقد كان من المفترض لو أنه ليس لإيران حسابات أخرى غير حسابات فلسطين وقضيتها ان لا يُصدر السيد علي خامنئي الفتوى التي اصدرها بمنع مواطنيه من التطوع للقتال الى جانب الفلسطينيين، ومنع حزب الله من استخدام صواريخه لفتح جبهة قتالٍ أخرى عبر الجنوب اللبناني لتخفيف الضغط الإسرائيلي على أبناء غزة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لماذالا تساعدون حماس
OMAR -

يعني لماذالا تساعدون حماس لتعيدوا انتم امجاد العربان الفاشله!!!!

ياخيبتكم
ammar -

نسوا اسرائيل والهزائم التي الحقت بالعربان والان يريدون حرب فاشله اخرى مع ايران .

ماذا يعملون
مبارك الخيارين -

قرات المقال بشكل سريع لا ني اعرف قلاب ولنفترض ماقلت صحيح ماذا تريد حماس ان تعمل وانت وبلدك ومن جاورهم ضيقتم عليه .انتم من رماهم في احضان ايران . ولم يكفك انتصارهم وقلبت الحقيقه واعتبرته هزيمه وانت عملت اجندة لضربهم

القلاب وقلب الحقائق
عبدالعزيز -

القلاب و مأمون افندي وجهان لعملة واحده والله المستعان

كذبة كبيرة
مراقب اعلامي لندن -

لو فعلا ايران تدعم فلسطين لقامت بتنفيذ تهديدات محمود احمدي نجاد بمسح اسرائيل من الخارطة. الم تكن الحرب على غزة هي الفرصة التاريخية لايران لتنفيذ التهديدات الفارغة.

اين الدليل
عمر -

قرأت المقال بتمعن واكثر من مرة وحاولت ان اجد دليل على ان حماس الاخوانيه قد انقلبت الى ايران الشيعيه فلم اجد الا كلام جرايد لا قيمة له

تحليل تاريخي سليم
احمد الجعافره -

تحليل موضوعي وصحيح بمجمله سوى عبارة( احياء امجاد الفرس )التي وردت في المقالذلك ان تحليل الكاتب يعتمد على النظره الاسلاميه الشيعيه السياسيه للقضيه الفلسطينيه فكيف تم ادخال النظريه القوميه الفارسيه في هذا التحليل السليم كما قلنا سابقااعتقد ان الهدف واضح هنا وهو تكريه القاريء بكل ما هو ايراني ولو على حساب الحقيقه

رد على المقال
علي هادي -

مقالك ايها الكاتب المحترم فيه كثير من المغالطات المقصودة اولا ما ادراك ان السيد الامام الخميني لم يتكلم العربية مع ذلك الوفد يا سيدي ثم ما المشكلة في ذلك لعل الوفد الزائر لا يفهم كثيرا اللكنة الفارسية ولو كان الكلام بالعربية ثم كتبت سيدي الكاتب هذه العبارة ولقد ثبت لـ;أبو عمار; ان القضية الفلسطينية بعيدة عن ذهن زعيم وقائد ورائد إيران الجديد كل البعد، وأن كل ما يريده منها هو ان تشكل غطاءً لتصدير ثورته الى الدول العربية القريبة والبعيدة انتهى سبحان الله الانه لم يتكلم بالعربية اصبحت القضية الفلسطينية بعيدة كل البعد الخ الخ الخ الى متى تثتثمرون العصبية القومية والمذهبية لمئارب مشبوهه ايها الكاتب الفاضل اما بخصوص ما جرى بين حركة امل الشيعية بين قوسين وفتح السنية بين قوسين كما تحبون ان نصفهم ونغرق بينهم على اساس المذهب والعرق والقومية خدمة للجهات المشبوهة فاقول ان ما جرى بين امل وفتح جرى بين امل وحزب الله و حماس وفتح وبين الجميع وبعضهم البعض وذلك لوجود المدسوسين في صفوف كل الفرقاء بلا اسثثناء لا يطلب الامام الخميني من عرفات قطع صلاته بالعرب بل طلب منه قطع صلته بكل المنافقين الذين باعوا القضية بابخس الاثمان حفاظا على عروشهم وكراسيهم المنافقين انصار اوسلوا وكامب ديفيد وغيرها من اتفاقات الذل والكفر والهوان واما قولك انشغل الامام الخميني بالحرب الايرانية العراقية و نسي فلسطين والقضية الفلسطينية، فهذا من نسج خيالك الواسع سيدي الفاضل انما كانت الحرب المفروضة على ايران من العراق ودول الجوار والغرب من خلفهم دفاعا عن قضية فلسطين عندما استشعرت اسرائيل و الغرب جدية ايران الثائرة في تغيير واقع الشرق الاوسط وقلب الامور على امريكا واسرائيل واعوانهم في المنطقة واما قولك اضطر في لحظة من لحظات اشتداد المعارك الى اصدار فتوى بطريقة ملتوية تجيز قبول مساعدات عسكرية من اسرائيل ومن الولايات المتحدة الأميركية فهذا كذب صراح في وضح النهار اسال الله ان يغفر لك حماسك العروبي القومي الذي يتنافى مع دين الرحمة والمساواة الاسلام العظيم لم يفتي الامام الراحل بفتوى ملتوية لقبول السلاح من اسرائيل وامريكا لمحاربة حزب البعث بل اخذ السلاح منهم بالقوة والابتزاز عندما قام طلاب ناشطون مجاهدون ومنهم الرئيس الحالي نجاد حفظه الله باختطاف كادر السفارة الامريكية في طهران واحتجازهم لمدة ثلاث سنوات (احرق العلم الامر

مثال واحد للتحريف
FOUAD FROM IRAQ -

كنت اظن الاستاذ القلاب اكبر من هذا المستوى. لكن للاسف فانه كمن يكتب لارضاء اطراف معينة او من اجل مصالح محددة ومعلومة كان يقوم بها نظام صدام والان تنفذها جهات اخرى. القلاب اعتمد التضليل والتحريف بشكل فاضح وهو يذكرني بكتابات السلفيين. مثال واحد للتحريف ان فتوى دفع الزكاة للاخوة الفلسطينيين قد صدرت عن مراجع النجف الاشرف منذ نهايةالستينيات وتحديدا بعد حرب ١٩٦٧ ولم يكن موقف الامام الخميني متاخرا. العكس ربما كان صحيحا. ومن يريد التاكد فعليه مراجعة كتاب الحكومة الاسلامية للسيد الخميني ليقارن بين كلام القلاب وكلام الامام.

ما هكذا ياقلاب
احمد الكناني -

منذ ان بدأت اسرائيل بمهاجمة غزه ويجري زج ايران وحزب الله بهذه المشكله لماذا هذا الدجل ماذا تريدون من ايران وحزب الله الكي يقومو بمهاجمة اسرائيل والعرب يتفرجو متى اصبحتم تراهنون على الرافضه هل نحن السنه قليلي الرجوله اين الدول العربيه وما اكثرها لمساعدة اخواننا في غزه المال لا يكفي كان على جمهورية مصر ان تفتح باب الجهاد امام المتطوعين العرب وكذلك الاردن والسعوديه وغيرها

Very well known
Shamel -

Mr Al Qalab is very well known patriot of the selective Royal-national class, besides he is well known with his extremism against the modern Persian-Islamic empire, actually his fashion and opinion are not practical in the modern world, where the truth is always reachable from the media, some old fashion individuals even cannot use the internet, or some of them will think that the other will not check the Internet, so I''m free hand to say whatever.I agree with Mr Al Qalab that Iran will not sacrifice except with who is receiving her underground help.I think that Iran is giving away some underground help, not because of the sectarian belonging, but because of their long terms strategy.

هل من منازل !!
محمد غرايبة -

السّيد (قلاّب ) المحترم . بدلا من إشعال نار الفتنة بين المسلمين , إن كان من طرفك أو أي طرف إن كان حكوميا أو صحافيا أو شعبيا , اليس حريّ بنا أن نعود عود أحمد إلى كتــاب الله العزيز و سنّة نبيه المصطفى صلوات الله و سلامه عليه !فلو عدنا ولو بالقليل , لوجدنا مسلمين و عربا و بشرا بأن ما بشّر فيه الرسول الأكرم و ذكر من رب العزّة عن علامات القيامة بأنه الواقع الذي نعيشه , فاكثير الكثير من هذه العلامات ظهرت و لا زالت تظهر ولو بين حين و أخر , فمن هذه العلامات بأنه يأتي زمن على المسلمين يحكمهم من لا يعلم شيئا و يفتى في أمور العامّة , أو كما قيل , و من هذه العلامات ما ذكر في الكتاب العزيز بأنه لازالت فئة من المسلمين تقاتل في سبيل الله .صحيح بأن تعاليمنا في بلادنا العربية كانت على أساس محبة الله والوطن والملك , لكن للأسف الكثير من المسلمين ( أو من يدّعون الإسلام ) قبلوا التعليم نفسه ليصبح معكوسا تماما !!نعم للأسف هذا هو حال الأمّة ( إلا من رحم ربي ) , و إن كان تحرير القدس والأراضي المقدسة هدفا أسمى لأي جهة كانت , اليس المفروض بنـا كمسلمين الإقتداء بالرسول الأكرم , فسؤالي هنا هو :هل بدأت الدعوة الى الإسلام و تحرير البشر عموما والعرب خصوصا من الجاهلية والكفر والنفاق من القدس !! على حد علمي بأنّها بدأت من مكّة !!ولمن يستطيع القراءة بين السطور لعل قصدي واضح وضوح الشمس , و لذلك أختصر كل هذا بــ :حسبنا الله و نعم الوكيل على كل من تأمر أو تواطأ أو حتى فكّر بإيذاء دين الله الحنيف الذي حتى نستطيع التمكن من التحرير المزعوم إتختاذه دستورا لحياتنا في كل الأمور ( ليس فيما نشاء فقط ) , عندها دعوني أسمع من يقول ( هيّا بنا نحرر مقدساتنا من مّمن نجّسوها بسبب ابتعادنا سابقا عن دين الله الحنيف و سنّة نبيّه ) الدستور الحقيقي للمسلمين في الأرض .واقبلوا الإحترام .المسلم العربي الأردني : محمد غرايبة