جريدة الجرائد

مخاوف من مسلسل «يتسلّل» فيه الدين لمحاولة إشعال فتنة في لبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تقرير / شعارات بعد سبحات وفيديو

بيروت - " الراي "

... "لعب بالنار"، صبّ "زيت" الدين على "نار" السياسة والانتخابات النيابية. هكذا يمكن اختصار المشهد "البوليتيكو - ديني" الذي ارتسم في الأيام الاخيرة في بيروت، ويكاد ان يتحوّل "كرة ثلج" تنذر بتداعيات تلامس "قدسيّة" العيش المشترك.
... اتهامات متبادَلة بين أطراف من "8 مارس" و"14 مارس"، بـ "دسّ" سبحات صلاة تحمل صوراً للأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله الى جانب صور السيدة العذراء والقديسين شربل ورفقا، وُزّعت في عدد من المناطق المسيحية، وسرعان ما "أجّجها" كلام عن فيديو كليب عن نصرالله ظهر بمقاطع فيه كورس يردّد الأغنية في كنيسة (قيل انها "مار يوسف" حارة حريك).
وفيما اعتبر "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" (يقوده العماد ميشال عون)، ان هناك محاولات "للتحريض على التفاهم بين الجانبين" من فريق "القوات اللبنانية" ربطاً بالانتخابات النيابية ومحاولة "احراج" تيار عون امام الجمهور المسيحي لـ "احراقه"، صدرت جملة مواقف من مسيحيي "14 مارس" انتقدت ما اعتبرته "تطاولاً على المقدّسات المسيحية" داعية القضاء الى التحرك.
ووسط هذه "المعركة" التي تبدو أقرب الى اللعب على حافة "خطر" الفتنة الطائفية، وفيما كان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، يدعو الى معالجة هذه المسألة "بعقلانية ورصانة لئلا تتعثر الأمور وتقودنا الى ما لا نريده"، أطلّت من عمشيت (مسقط الرئيس ميشال سليمان) حادثة قرأتها اوساط مراقبة "محايدة"، على انها محاولة وربما من "طابور خامس" لـ "اشعال" فتيل الفتنة مستفيداً من "العصبية" الطائفية التي أيقظها ادخال الدين ورمزيته مع السياسة ورموزها.
فقد افادت "الوكالة الوطنية للاعلام"، بان مجهولين أقدموا على كتابة شعارات على جدران ثانوية عمشيت الرسمية أثارت عددا من ردود الفعل بين الطلاب الذين اعتبروها مسيئة للعيش المشترك في منطقة حافظت عليه في أصعب الظروف.
ونقل موقع "القوات" عن طلاب في الثانوية، ان الشعارات التي كُتبت على الحائط مناصرة لـ "حزب الله"، منها: "لا نصر سوى لنصر الله"، "لا مسيح غيرك يا نصرالله"، و"جبيل وكسروان مناطق المسلمين".
اضاف الموقع: "صباح الخميس فوجئ الطلاب اثر دخولهم حرم المدرسة بأعمال تخريبية ولصق صور للأمين العام لحزب الله مكان الصلبان التي كُسرت ورُميت على الأرض. وعليه، رفض التلاميذ حضور الحصص الدراسية استنكاراً لهذه الحادثة".
وعلّق النائب نبيل نقولا على الشعارات المكتوبة على الجدران في مدرسة عمشيت، معتبراً أنها "تدل على نية خبيثة لمطلقيها وهي الجهة نفسها التي اطلقت الشعارات ضد رئيس الجمهورية من اجل الايقاع بين الرئيس التوافقي ميشال سليمان وشريحة كبيرة من الطائفة الشيعية في لبنان".
كما استنكر النائب شامل موزايا، "الموجة الاجرامية التي تحاول بشتى الطرق ايقاع فتنة طائفية".
اما النائب بطرس حرب، فرفض "الممارسات الشاذة التي تطول المقدسات والرموز الدينية"، مطالباً "بملاحقة مرتكبيها وكشف الأهداف التي يرمون الى تحقيقها من خلال زرع الشقاق والخلافات بين اللبنانيين".
وأوضح رئيس بلدية عمشيت انطوان عيسى، "لا احد يستطيع اتهام جهة معيّنة بهذا الفعل، لكننا نشك بأن من قام بها هم تلامذة مدرسة"، وقال: "من المؤسف ان يتم تحميل هذا الموضوع اي وزن سياسي فهو يبقى مجرّد كتابة على الحائط قد لا تمثّل اي جهة معيّنة"، ولفت الى "وجود طابور معيّن يستغلّ الامور السياسية ويقف وراء هذه الاعمال، فالمسيحي وحزب الله لا يتصرفان بهذه الطريقة، وهناك جهة مدسوسة للعب على الغرائز السياسية من منطلق ديني".
وفيما شهدت منطقة عين الرمانة المسيحية (جنوب بيروت) تجمعا قرب كنيسة مار جريس، اعلن المشاركون فيه انه "استنكار للمسّ بالمقدسات المسيحية واحتجاج على تصوير الفيديو كليب في كنيسة مار يوسف حارة حريك"، اعلن نائب رئيس المكتب السياسي في "حزب الله" محمود قماطي عدم وجود أي علاقة للحزب بالفيلم الذي أعدته مجموعة من الشبان، واصفاً اياه بـ "التجاري".
وكشف أن نصرالله منع عرض هذا الفيلم على تلفزيون "المنار" وهذا خير دليل على ذلك، بينما عرضته فضائيات أخرى لا صلة لها بالحزب". واعتبر "ان القوات اللبنانية مفلسة شعبياً وتحاول استغلال مثل هذه الأكاذيب انتخابياً في الشارع المسيحي". وأضاف: "كل ما ورد في هذا الفيلم هو عملية خداع منظمة تحاول القوات اللبنانية دائماً اللعب على وترها".
واُعلن مساء أنه بنتيجة التحريات التي قامت بها النيابة العامة حول موضوع الكتابات والشعارات التي وجدت مكتوبة على حائط مدرسة عمشيت الرسمية، ألقت القوى الامنية القبض على (إ. م) وهو من تلامذة المدرسة ومن سكان عمشيت، وقد تم توقيفه قيد التحقيق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف