جريدة الجرائد

عزيزي ابو اسراء: اسمع كل كلامك اصدقك، اشوف بعض افعالك اتعجب!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد عبد الجبار الشبوط

اعجبني، يا عزيزي ابو اسراء، كلامُك في النجف عن المحاصصة وانت تقول "ان المحاصصة الطائفية والحزبية قد دمرت العراق"، واعتبر قولك "ان المرحلة المقبلة التي ستنبثق عن الانتخابات النيابية ستشكل حكومة وبرلمانا بعيدين عن المحاصصة" هدفا وطنيا يجب ان يتعاون كل الخيرين من اجل الوصول اليه وتحقيقه.
ولعلك تسمح لي، قبل ان امضي في مقالتي هذه، بان اذكرك بان تشخيص كارثة المحاصصة وطرح البديل الوطني لها امر سبقك اليه الكثيرون يوم كنت جزءا من نظام المحاصصة. ولكن لا يهم هذا، فلسنا نتحدث عن براءة اختراع، ما دمت وصلتَ الى نفس القناعة الان، وقد اصبحت رئيسا للوزراء.
كلامك هذا يعجبني، وانا اؤمن به اشد الايمان، كما هي حال الكثيرين غيري. وارجو من عميق قلبي ان لا يكون مجرد دعاية انتخابية انت بالتأكيد بحاجة اليها.
لكن بعض افعالك لا تعجبني.
واقول بعض افعالك، وانا اعرف انه ليس كل افعالك من وحي ارادتك الحرة، فانت ايضا محكوم بقوانين المحاصصة التي تجعلك مقيدا الى حد كثير، وعليه فلست الومك على ما انت مجبر عليه، لكني بالتأكيد الومك على ما انت قادر عليه. وعن هذه الدائرة يدور كلامي.
اتوقع منك، وانت تدين المحاصصة، وترفضها، وتعزو اليها دمار العراق، ان تتخلص منها فعلا لا قولا في دائرتك الخاصة، ومكتبك، وتحالفاتك والمقربين اليك. فالمحاصصة المذمومة ليست طائفية فقط، انما حزبية ايضا، وهي، أي المحاصصة الحزبية، تقوم على شرط الولاء، ربما ليس للحزب فقط، وانما لزعيم الحزب ايضا، وهذا مما لا ينسجم مع طروحاتك المعلنة. خاصة وان بعض خاصتك، وحلفاءك، هم من الفاسدين، وسارقي المال العام، ومستغلي المنصب الرسمي من اجل المزيد من المنافع الشخصية، من مال وعقار ونفوذ وتعيين اقارب، وقبل كل هذا فاقدي الكفاءة التي تحتاج اليها عملية تشكيل "حكومة وبرلمانا بعيدين عن المحاصصة"، كما تقول.
انت بحاجة الى مفكرين واصحاب اختصاص وكفاءة عالية وخبرة طويلة واخلاص ونزاهة. ولا تتوفر كل هذه المواصفات بكل الاشخاص الذين احطت نفسك بهم.
كما انك بحاجة الى رؤية سياسية وفكرية وتنظيمية اعمق واشمل للديمقراطية ونظرية الدولة الحديثة ووظائف الحكومة ودور الاعلام.
من يقرأ خطاب النجف، وهو ليس الاول لك، يقرأ فيك مشروع مسؤول وطني، واقول "مسؤول" وليس "زعيما"، لأننا لا نبحث عن زعماء، فقد شبعنا منهم، وانما عن مسؤولين بمستوى المسؤولية.
وحتى يكون المسؤول وطنيا، فليس بمقدرونا ان نكتفي بكلامه، وانما نحن بانتظار الافعال التي تعطي مصداقية للاقوال.
وحتى يكون المسؤول وطنيا، فلا يسعنا الاكتفاء بشخصه، بل نحن ننظر الى معاونيه وكادره ومستشاريه والدائرة الضيقة من خاصته.
وحتى يكون المسؤول وطنيا، فنحن نتوقع منه ان يستمع الى الاخر، وان يفتح صدره على من يتحدث اليه وعنه، لا ان يحمل في قلبه عليه، ويحكم عليه بالابعاد والاقصاء وعدم الصلاحية ويحرم الحوار معه.
لقد تحدث اوباما عن التغيير، وقام به فعلا. فانفتح على الحزب الجمهوري، وهو الحزب المنافس له على السلطة، وابقى وزير الدفاع الجمهوري في منصبه، بل كلفه، بالقيام باعباء رئاسة الجمهورية ان حدث شي له اثناء حفلة التنصيب، ولهذا غاب غيتس عن الحفل، لأنه كان مختبئا في مكان امن، احتياطا وتحسبا للطارئ من الاحداث.
ويحتل المرشح الرئاسة الجمهوري السابق مكين مكانة خاصة في ادارة اوباما، وهو الان بمثابة مستشار مقرب اليه، رغم ان الرجلين لم يقصرا في تبادل الهجمات اثناء الحملة الانتخابية. ويقال الان ان اوباما اخذ برأي مكين في اغلب تعييناته.
ربما كان العراق بحاجة الى اوباما، ولست ادري ان كان بامكانك ان تكون كذلك، لكن كلامك يعطينا الامل بامكانية ذلك.
والامر يستحق المحاولة منك ومنا.
ارجو من ياسين مجيد ان يوصل هذا المقال-الرسالة الى المالكي، فليس فيها شيء شخصي، ولا عداوة، ولا ضغينة، انما هي كلمة تدفقت من قلب شخص حريص على العراق واهله، تأثر صادقا بكلام المالكي عن المحاصصة البغيضة.


- رئيس تحرير مجلة " الاسبوعية " العراقية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المالكي الى اين؟
د.عبد الجبار العبيدي -

قال لي صديق لماذا تحب أهل البيت حباً جما؟ قلت له ألم يقتل الحسين من اجل الحرية،الم يعدم الامام الكاظم في سجنه من اجل العدالة الاجتماعية ،ليس وحدهم الذي احب فلت له،احب خالدبن يزيد أليس لتطبيقه مبدأ العدالة عزل من الخلافة؟احب سفيان الثوري،أليس لمجابهته المنصور بالقول ان الظلم فاشٍ ببابك فأراد قتله فهرب الى البصرة ومات فيها طريدا.احب ابو ذر الغفاري،أليس الذي قال للذين يكنزون الذهب والفضة نبشركم بعذاب اليم فنفي الى الربذة ومات فيها،احب عمر بن عبد العزيز الذي حرم نفسه من كل مغريات الدنيا من اجل الوطن والشعب،اعرفت يا صديقي لماذا أحب أهل البيت ،لانهم كانوا من الصادقين قولا وعملا،والله لو درى المالكي بمستشاريه في واشنطن وغيرهاوماذا يعملون من خزي وعار لمات هماً.لا ادري ماذا يقرأ السيد المالكي كل صباح ملخصا لما يكتبه له المستشار ام يقرأ بنفسه اخبار الوطن والناس؟فهل سيصحى المالكي ام سيبقى غارقا في الخطب والوهم؟

المالكي سيكتسح
عراقي حقيقي -

انته مو نفسك ابو الاعتذار للكويت لو غيرك..لاها هيه على اساس شلون حريص على العراق حضرتك..

حق يراد به باطل
جاسم -

مو بس طلب من العراق الاعتذار للكويت، بل يعمل عند الأكراد ويسبح بحمدهم ليل نهار وهو الآن يقف ضد المالكي لأن الأكراد يقفون ضده. !!!!

نقد وليس انتقاد
ابن الرافدين -

مقالة السيد محمد عبد الجبار تنم عن حس وطني على اساس الدين النصيحة وقد شدد سقراط على اعرف نفسك بنفسك وحيث ان المسؤول اليوم مشغول بهموم السلطة والحكم فان عليه ان يختار المفكرين والعلماءوالاقتصاديين لاستشارتهم ولايصال المعلومات دون تحريف ليتسنى له اتخاذ القرار الملائم لكون جميع البشر معرضون للخطأ قل لي من يحيط بك اقل لك من انت ويبدو ان الكاتب قد عرف الذين يحيطون بالسيد المالكي وهو يحاول ان يذكره فالذكرى تنفع المؤمنين وانا كمواطن عراقي يعجبني تطلعات المالكي لبناء دولة القانون والمؤسسات لكن ذلك ليس بكل مقدوره اذا لم نتعاون جميعا لبناء العراق الديمقراطي الموحد وقد اثار عجبي انتقاد السيدالعراقي الصحيح بانتقاد الكاتب الذي سبق وان كتب مقالة حول موضوع الكويت اخي العراقي الصحيح ان الرجال مخابر وليسوا مناظر وان المهم هو راي الانسان ومن الممكن اخذ الحكمة حتى من افواه المجانين على ان تعرف ان السيد الكاتب هو شخصية وطنية وكاتب مرموق وليس علينا ان ناخذ بكل افكاره واراءه غير ان ما كتبه عين الصواب وارجو من المعلقين ان يدخلوا الى جوهر الموضوع فتحية للكاتب وتحية لكل من يقرا ويستفيد والف تحية للعراق الموحد

مسؤول و ليس زعيم
علي الغرباوي -

يجب على محبي العراق الواحد الموحد , العمل لأعادة التوازن للعملية السياسية و العودة بها الى الأصالة العراقية و الأعتماد على مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب و على مبدأ صدق الإنتماء و الولاء للعراق و يجب علينا جميعا ضرورة الابتعاد كليا عن الطائفية .

شكرا للشبوط وللمالكي
مطشر -

شكرا للكاتب ومايكتبه نتيجة من نتائج الحرية الحقيقية في العراق الجديد .. مع انني الحظ عليه ان جل مواضيعه واساسها هو انتقاد المكتب الخاص بالسيد المالكي..يعني مومشكلة بس ترا اذا تزيد حتى لو هدفها مخلص تعطي شكوك لدى القاريء بان لها اهداف او تقف ورائها نزاعات ..المهم حفظ الله الاستاذ الشبوط وحفظ لنا وللعراق جميعا الاستاذ دولة رئيس الوزراء المالكي فهو بصدق رجل المرحلة والقائد التاريخي الذي اتى في اللحظة الصحيحة..وهو نتيجة من نتائج نضال العراقيين طيلة سنوات الظلم والقهر والحرمان والى الامام لبناء العراق الحر الديمقراطي القائم على المسؤولية واحترام القانون والدينات والاعراق00

المالكي أحسن من غيره
علي حسين جاسم -

السيد الشبوطأعتقد أن المالكي نجح أكثر من غيره ممن شغلوا منصبه في تحسين ألأوضاع على كافة المستويات ضمن الظروف التي تحيط بالعراق من دستور يقيد عمله وقوات أمريكية تتواجد على باب مكتبه ويشهد على ذلك ألتفاف أكثر العراقيين حوله من كل الطوائف بأستثناء السيد البرزاني وهذا وسام فخر للمالكي أن يقف ضده السيد مسعود بمواقفه المعروفة وهذا يقودنا الى حقيقة أن المالكي يستعين بمفكرين ناجحين تجاوزوا النظرة الطائفية التي دمرت العراق لذلك أرى أن أنتقادك للمالكي بأنه يحيط نفسه بمستشارين من حزبه هو أمر يمليه الواقع .. اللهم ألا أذا كان القصد هو أستثناء آخرين كانوا محسوبين على حزب الدعوة من أشغال هذه المناصب

لو كان المالكي
احمد حسن -

لو كان المالكي غير طائفي لجعل بضعة من مستشاريه من الطوائف والقوميات والاديان الاخرى ولكن المالكي لديه 70 مستشار كلهم من نفس الطائفة - ويقال انهم جميعا كانوا يلطمون في نفس الحسينية بحي السيدة زينب في دمشق - اذا لو كان المالكي غير طائفي لرئينا من مستشاريه المقربين السني والكردي والمسيحي ولكن الكلام شئ والتطبيق شئ اخر لان الجميع يتكلم ضد الطائفية ولكنهم من اشد المدافعين عن تطبيقها على ارض الواقع ولو كان نوري المالكي حسن النية لاصدر مصاريف رئيس الوزراء ومجلس الوزراء والتي يقول بعض المراقبين انها بمئات الملايين من الدولارات حيث يهدي المالكي الاراضي والمخصصات لمختلف الشرائح من الناس حسب رغبته الشخصية وبعنوان هدية السيد رئيس الوزراء

القانون هو الحكم
كلمة حق -

شكرا جزيلا للاستاذ كاتب المقالةالمقالة رائعة جدا وواقعية ولكي يستفاد دولة المالكي اصدار قوانين صارمة بحق كل سارق وناهب ومرتشي ومن يتجاوز او يخالف القوانين .تشريع قوانين للاستفسار عن مدخولات المسؤولين من دون استثناء نمن رئاسة الجمهورية الى ابسط موظف مشكوك بامره وامواله وتصرفاته. اين قانون من اين لك هذا.شكرا للايلاف على نشر التعليق.

ولاية المالكى
kaka -

كم بقى على ولاية المالكى ام انة باقى على طول

الى احمد حسن
مدمن الايف الازلي -

المالكي سيكتسح في الانتخابات القادمة وسينتخبه المواطنين من كل المذاهب والطوائف موت يابعثي بغيظك

الاستحواذ
نوخذ -

المالكي او غير المالكي .العراق ليس بحاجة الى افراد او زعامات بل الى موسسات . سوال الى المالكي او ربما اسئلة .1- ماذا قمت من اجل دعم دولة الموسسات ؟2-انت الذي سمحت بتضخم جهاز الدولة على حساب التنمية .3- انت الذي تستخدم المال العام لدعم حملة الانتخابية .4- انت الذي جعلة الفضائية العراقية ذات صوت واحد وليست ذات اصوات لكل العراقيين .5- ماذا قمت من ترسيخ وتعميق لتجربة الديمقراطية في العراق المنكوب بالطامعين بالسلطة ؟؟