جريدة الجرائد

مسيحيو الأردن.. ديانتهم مسيحية وثقافتهم عربية إسلامية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أشجار الميلاد ميزت بيوتهم

عمان - حاتم العبادي

عند دخولك إلى مدينة من المدن الأردنية أو أحياءها هذه الأيام، فإنك تستطيع أن تميز منازل بيوت المسيحيين من المواطنين والمقيمين من الجنسيات الأجنبية، التي بدأت تتزين منذ أكثر من أسبوعين بـ "بشجرة الميلاد" ومجسمات تحاكي "بابا نويل"، احتفالا بعيد الميلاد الذي يصادف اليوم، وكذلك قرب رأس السنة الميلادية.
ولم تقتصر الزينة ومظاهر الاحتفال على المنازل، بل تعدتها للمركبات من خلال وضع قبعات تشابه تلك التي تظهر على رأس بابا نويل على المقاعد، وكذلك في الأماكن العامة من مطاعم وفنادق خصوصا "الفخمة" منها.
وشهدت محلات بيع الهدايا والزينة، حراكا تجاريا وإقبالا على شراء تلك المواد، ليعكس مدى التنافس بين أبناء الطائفة المسيحية في اختيار الزينة الأفضل، وأحيانا يتم اختيار أجمل شجرة عيد ميلاد.
ويشكل المسيحيون في الأردن ما نسبته (%4) من عدد سكان الأردن البالغ ستة ملايين نسمة، ويعيشون حالة انسجام وتآلف في المجتمع الأردني قل نظيره.
وتعكس قصص تراثية كثيرة، حالة انسجام المسيحيين في المجتمع وطبيعة علاقتهم مع المسلمين، كما أن بعض العشائر الأردنية تنقسم إلى قسمين، واحد مسيحي وآخر مسلم، وخاصة في مدينة مأدبا التي تضم مسلمين ومسيحيين، من نفس العشيرة، فالجميع هناك يشير إلى عشيرة المعايعة المسيحية التي يوجد لها أقارب مسلمون في مدينة إربد.
ويذكر المؤرخ روكس بن زائد العزيزي -وهو مسيحي- في كتابه الشهير "مأدبا وضواحيها" أن العشائر الأردنية احتجت على القوانين العثمانية التي فرضت على أهل الذمة، والتي منها أن يلبس المسيحيون ملابس تميزهم عن المسلمين، ويضعوا علامات على أبواب منازلهم.
ويضيف العزيزي أن السلطات العثمانية اضطرت إلى الاستجابة لمطالب شيوخ العشائر وإلحاحهم المستمر، فاستثني مسيحيو الأردن من هذه التعليمات، إلا أنه أبقي على إعفائهم من الخدمة في الجيش.
ويشير متابعون إلى أن العلاقة بين مسيحيي الأردن ومسلميه في القرون الثلاثة الأخيرة، كانت نتاج البيئة الأردنية التي طغى عليها الطابع القبلي وسادها الانتماء إلى القبيلة أو القرية. وعلى ذلك كانت التحالفات تبنى بين العشائر في الغزوات والمعارك الدائرة بينهم على أسس الجوار أو القربى.
ويسجل المسيحيون الأردنيون، رغم قلة وجودهم العددي، حضورا فاعلا منذ تأسيس إمارة شرق الأردن بقيادة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين (الأمير آنذاك) وحتى اليوم، إذ إن هناك عرفا في الأردن يقضي بأن تضم أية حكومة أردنية وزيرين من أبناء الطائفة المسيحية.
وتضم الحكومة الأردنية الحالية وزيرين مسيحيين، أحدهما الرجل الثاني بعد الرئيس، إذ يشغل رجائي المعشر (مسيحي) منصب نائب رئيس الوزراء.
ويعرّف المسيحيون في الأردن أنفسهم بأن "ديانتهم مسيحية ولكن ثقافتهم عربية إسلامية". ومن صور التعايش، انتساب أحد المسيحيين الأردنيين (عدنان مساعدة) إلى حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لحركة الإخوان المسلمين، والذي بررته الحركة الإسلامية آنذاك أنها "لا تعتبر ذلك خارجا عن المألوف، فالباب مفتوح في الحزب لكل من يؤمن بأهدافه بصرف النظر عن معتقده".
هذا الاهتمام بالمسيحيين يجد له سندا آخر، وهو أن العائلة المالكة (الهاشمية) جعلت منذ تأسيس المملكة الوسطية والاعتدال مبدأ ثابتا في سياسة الدولة داخليا وخارجيا.
ويتمتع المسيحيون بحرية العبادة وإقامة شعائرهم وطقوسهم الدينية، وكذلك باستقلالية وحرية تامة في إدارة شؤونهم الكنسية وتطبيق القوانين الكنسية المتعلقة بالأحوال الشخصية من المواريث والتركات والزواج والطلاق، تماما كما يطبق المسلمون قوانينهم للأحوال الشخصية في المحاكم الشرعية، إذ يوجد قانون يرعى الخدمات الاجتماعية لهم، واعتراف رسمي بكنائسهم، كما أن لهم محاكمهم الكنسية التي تحكم باسم الملك تماما مثل بقية المحاكم النظامية والشرعية.
وينتشر التواجد المسيحي في جميع المدن والقرى الأردنية من شمال البلاد إلى جنوبها.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اعياد ذات اصل وثني
الفارس -

بصراحة لاعلاقة للمسيحية المشرقية بمعتقدات المسيحية الغربية / هذه اعياد وثنية لها علاقة بعبادة الشمس كإله تلبست بها المسيحية لقد قبلت المسيحية التوسعية للاباطرة الرومان التوسعيون ادراج الوثنيات القديمة داخل المسيحية فقام بإلباس الوثنيات اللباس المسيحي وقد وافقهم القساوسة المدلسون على هذا هناك كتاب على النت لكاتب فرنسي غير مسلم يكشف مقدار التأثير الوثني على المسيحية في كتابه// الاصول الوثنية للمسيحية // لقد اقرت المسيحية السياسية الوثنيين على باطلهم ولم تكتف بذلك بل تساوقت معها وتلبست بها .تسعون بالمائة من المعتقدات المسيحية وما يتصل بها ذات اصل وثني الرسل جاؤوا لاخراج الناس من عبادة الاوثان الى عبادة الواحد الديان لا ان يرتكس الناس بعد ذلك ويعيدوا بعث الشركيات والوثنيات القديمة ويسبغوا عليها المشروعية ان الاعياد صارت فرصة للتفلت من الاخلاق وممارسة الموبيقات انظري الى احوال المحتفلين بها في اليوم التالي من اعراض تنتهك وقتلى وجرحى بسبب الخمور والمخدرات وذهاب العقل وحضور الغرائز ، هل امر عيسى عليه السلام بشيء من هذا ؟!

ينصرون الفقراء
مرتاد ايلاف -

عمان: في حلقة جديدة من مسلسل الحرب المستمرة ضد الإسلام والمسلمين الذي تشنه الدول الغربية من خلال حملات التصير التي تنتشر في معظم البلاد العربية والإسلامية تحت مسميات كثيرة، ذكرت تقارير صحفية ان أجهزة الأمن الأردنية ألقت القبض على 8 أشخاص أغلبهم من الأجانب بعد ضبطهم وهم يوزعون نشرات تنصيرية على عدد من العائلات البدوية في أكثر من منطقة شمال وشرق العاصمة الأردنية عمان. أضافت التقارير ان هؤلاء الأجانب ومن خلال تقديم المساعدات الإنسانية من غذاء وكساء، بالإضافة إلى المستلزمات الطبية والمستشفيات المتنقلة، يقدمون لهم ما يزعمونه بـ محبة الرب ورسالة يسوع، في إشارة واضحة الي تنصيرهم. ونقلت جريدة الوطن عن مصادر أردنية قولها: أن معلومات وردت إلى الجهات الأمنية المختصة من قبل مواطنين تفيد بأن مجموعة من الأشخاص يقومون بتوزيع معونات إنسانية على عوائل فقيرة في المنطقة المذكورة ويوزعون عليهم منشورات تروج للديانة المسيحية ويقومون بشرح تعاليمها لتلك العوائل المسلمة. وقالت إن من أساليب هذه الجماعات التغرير بالشباب الفقير من خلال صرف مبالغ مالية لهم ودعوتهم إلى الزواج من فتيات أجنبيات. وكان مجلس رؤساء الكنائس في الأردن قد حذر في وقت سابق من فرق تنصيرية وافدة تمارس إثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وكشف أن السلطات الأردنية أبعدت هذه الفرق لدواع أمنية. وقال المجلس في بيان صدر عنه ان السنوات الأخيرة شهدت، تحت ستار الخدمة الاجتماعية والتعليمية والثقافية، دخول فرق تنصيرية كثيرة تبلغ 40 فرقة إلى الأردن، وقدمت لها التسهيلات اللازمة، لكي تقوم بالخدمات الإنسانية، لكن سرعان ما كشفت عن نفسها، فأخذت تسمى كنائس، وتطالب بما للكنائس الرسمية من حقوق في الدستور الأردني، وتقوم بأعمال تنصيرية بأساليب تثير النعرة الدينية،وتضع الفتنة بين المواطنين الأردنيين مسيحيين مسيحيين ومسيحيين مسلمين، وأصبحت تشكل خطورة أمنية. واتهم مجلس الكنائس دولاً لم يسمها بتقديم دعم مالي وسياسي لهذه الفرق، لتفرض ذاتها بكل الوسائل على المجتمع الأردني. وكشف أنه كان قد حذر من خطر هذه الفرق على المسيحية في الأردن وعلى العلاقات المسيحية الإسلامية،