جريدة الجرائد

مراكز البحوث الإسرائيلية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مراكز البحوث الإسرائيلية

خليل علي حيدر

10/05/2009


كانت "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" بين أبرز مراكز الدراسات والبحوث العربية. ولا تزال منشوراتها التي صدرت عنها تباعاً منذ إنشائها عام 1963، والكتب التي ترجمتها، من أهم المجهودات الفكرية التي بذلها العالم العربي في هذا المجال.

ولا أعرف على وجه التحديد ما جرى للمؤسسة مؤخراً، وأذكر أنني طالعت تقريراً، قبل خمس سنوات، بعنوان "غياب التمويل وتراجع الاهتمام يفاقمان أزمة "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" ويضعانها أمام خيارات محدودة، وقد جاء في التقرير أن الاجتياح الإسرائيلي لبيروت 1982 أدخل المؤسسة في مرحلة شديدة الخطورة وكثيرة التحديات، وتراجعت إلى حد كبير، وبخاصة بعد تقلص التمويل الخليجي، وخصوصاً الكويتي بعد كارثة الغزو عام 1990.


"مركز جافي للدراسات الاستراتيجية" يعتبر خزان المعلومات الأكاديمي الرئيس لدى إسرائيل، ويحتل المركز الأول بين مختلف مؤسسات البحوث من حيث حجم اهتمامه بالشؤون الاستراتيجية المتعلقة بإسرائيل.


ومن المفارقات التي يشير إليها التقرير المذكور، "أن المردود المالي للمؤسسة يعود من بيع الإنتاج في أميركا وليس في الدول العربية، ونجد أن الطالب الأميركي معني بالقضية الفلسطينية أكثر من الطالب العربي"!

قيل الكثير عن الفجوة الواسعة بين مدى اهتمامنا بإنشاء مراكز البحوث والدراسات. واهتمام الإسرائيليين، وقيل أكثر عن عدد الكتب والأوراق والبحوث التي نصدرها وتلك التي تصدر "هناك"!

أذكر من بين الكتب العربية المهمة في رصد المجهود العلمي والبحثي في الجامعات والمؤسسات الإسرائيلية، المتعلق بفلسطين والعالم العربي عموماً، كتاب بعنوان "الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل"، الصادر عام 1993 للباحث في "مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية" وعضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية، ابراهيم عبدالكريم. وقد مضى اليوم نحو 15 عاماً على صدور الكتاب، ولا أدري ما الجديد الذي انشغلت به هذه الأبحاث الإسرائيلية من شؤوننا، منذ أن صدر الكتاب!

ويركز الكتاب على تناول مؤسسات الأبحاث الإسرائيلية المعنية بالشؤون العربية.

فالجامعة العبرية المؤسسة في القدس عام 1882 يديرها "مجلس" يتألف من رجال علم وشخصيات بارزة في الحياة العامة إسرائيليين وأميركيين. ولها مكتبة كانت تضم عام 1965 نحو مليون كتاب. وقد عُنيت هذه المكتبة بالحصول على تركات الكثير من المستشرقين والباحثين اليهود من مختلف أنحاء العالم، وأفردت داخلها أجنحة خاصة لمكتباتهم ومؤلفاتهم، لعل أبرزهم المستشرق "جولد تسيهر". وتصدر الجامعة العبرية عدة مجلات متخصصة، وتتبعها دار نشر كبيرة. وتعد الجامعة العبرية أهم الجامعات الإسرائيلية في مجالي التدريس والبحث.

ترتبط بالجامعة العبرية عشر مؤسسات بحثية استشراقية تدرس شؤون العرب والفلسطينيين والعالم الإسلامي. ومنها "معهد ترومان لدراسات الوفاق والسلام"، الذي تركز بحوثه على الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، إضافة إلى وحدة خامسة اختصت بدراسة مسائل التحديث والتنمية. وقد أصدر المعهد العديد من الكتب منها "سياسات العرب الفلسطينيين"، و"التنظيم السياسي للعرب الفلسطينيين في ظل الانتداب البريطاني".

ومن المعاهد "معهد ليفي أشكول" الذي ترأسه عند تأسيسه عام 1971 د. شلومو أفينري، وتتابع على رئاسته أكاديميون اسرائيليون بارزون، ويعمل فيه طاقم من كبار الباحثين. ومن بحوث المعهد "التغيرات العقائدية في المجتمع الإسرائيلي"، و"الطرق المختلفة لاستيعاب المهاجرين" و"توسع الصناعات الحربية وانعكاس ذلك على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في إسرائيل"، و"المجتمع الإسرائيلي كمجتمع مؤمن بالتعددية".

ثاني الجامعات الإسرائيلية التي ترتبط بها عدة مراكز أبحاث هي جامعة تل أبيب التي تأسست عام 1956. من أبرز المؤسسات البحثية التي ترتبط بها "معهد شيلواح للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية"، ويحمل اسم روبين شيلواح، "أحد أوائل المستشرقين الإسرائيليين ومن رجال المخابرات الإسرائيلية والرجل الثاني في الوفد الإسرائيلي الذي أجرى مفاوضات الهدنة مع العرب عام 1949".

ويتابع المعهد تطورات العالم العربي، ويجمع الأعداد اليومية لأكثر من مائتي صحيفة تصدر في الأقطار العربية وبعض الدول المجاورة لها. ولدى المعهد مصادر وفيرة من المعلومات، ابتداء بالصحف والنشرات الطبية الصادرة في هذه الأقطار، وانتهاء بما تبثه محطات الإذاعة العربية. ويذكر أن معهد "شيلواح" حصل على الكثير من الوثائق المهمة، وصور غالبية المواد البحثية العائدة لمركز الأبحاث الفلسطيني، بعد أن اقتحمته القوات الإسرائيلية إبان غزو لبنان 1982، ونقلت موجوداته إلى فلسطين المحتلة".

ولمعهد "شيلواح" ستة أقسام يتقن رئيس كل قسم لغة هذا البلد وله دراية باللهجات المختلفة، ويضم كل قسم مجموعة من الباحثين يتقنون اللغة العربية. وقد درج المعهد منذ عام 1960 على إصدار كتاب سنوي عن الشرق الأوسط حل محله تقرير بعنوان "نظرة عامة معاصرة على الشرق الأوسط".

ويتبع هذا المعهد "مركز موشي ديان". ويعتمد باحثو مركز ديان على معلومات واسعة يوفرها نحو 1300 مجلد من السجلات العربية أعدها قسم التوثيق في المركز، تستعرض المواد الصحفية والتقارير الاذاعية العربية. ومركز ديان غزير الانتاج، ويصدر ثلاث سلاسل، صدر من سلسلة سكيروت حتى عام 1989 ما مجموعه 107 دراسات. أما موضوعات هذه الدراسات، فمنها "المعسكر المسيحي على أبواب انتخابات الرئاسة اللبنانية عام 1988"، "الحزب الشيوعي الأردني - تحليل تاريخي"، "الحدود العراقية - الإيرانية"،

ومن المراكز البحثية المهمة الأخرى الملحقة بجامعة تل أبيب "مركز جافي للدراسات الاستراتيجية، الذي يعتبر "خزان المعلومات الأكاديمي الرئيس لدى اسرائيل في مجال اختصاصه"، ويحتل المركز الأول بين مختلف مؤسسات الأبحاث الإسرائيلية من حيث حجم اهتمامه بالشؤون الاستراتيجية المتعلقة باسرائيل.

ومن مراكز البحث كذلك "معهد التخطيط السياسي للعلاقات بين اسرائيل والشتات". وقد تم استحداثه لإعداد دراسات تعالج مسائل التعاون بين يهود العالم واسرائيل وكيفية تشجيع الهجرة إلى اسرائيل.

وهناك أخيراً ثلاث جامعات اسرائيلية ترتبط بها كذلك مراكز ومعاهد للأبحاث! منها "جامعة حيفا"، وقد ظهرت عام 1963. ومن معاهدها "معهد الدراسات الشرق أوسطية"، ويتضمن عدة أقسام منها قسم "دراسات اقتصاد الشرق الأوسط" و"قسم تاريخ الحكم العثماني في فلسطين"، ويعني بجمع الوثائق ودراسة الأوضاع والتطورات المنتمية إلى مرحلة ما قبل الانتداب البريطاني، وقد عقد هذا القسم مؤتمراً دولياً في موضوع تخصص. ويعتبر "المركز اليهودي - العربي" الأنشط بين الأقسام التابعة لجامعة حيفا، وتبين قائمة المنشورات الصادرة عنه تشعباً في اهتماماته محلياً ودولياً. ومن أبرز الكتب التي نشرها "الانتقام للدم في القبائل البدوية"، "بدء العمل السياسي في الجيش السوري"، "اسلام ووطنية في السودان"، "إيران وشبكة العلاقات مع العرب".

ومن الجامعات جامعة "بارإيلان"، وقد أنشئت عام 1953 بين تل أبيب وبتاح تكفا، وتتبعها دوائر بحثية تنشر دراسات متخصصة في الشؤون اليهودية والقضايا العامة تتسم غالبيتها بطابعها الديني. ومن أبرز هذه الدوائر "معهد دراسة الحركات السرية" الذي أسس عام 1979، ويتخصص بشكل رئيسي في إجراء الأبحاث وجمع المعلومات الخاصة بالتنظيمات التي كانت تشهدها فلسطين في النطاقين العربي واليهودي قبل العام 1948. كما تصدر سلاسل معرفية حول قضايا تاريخية وأدبية ودينية.

ونقف أخيراً عند جامعة بن جوريون في بئر السبع التي تأسست عام 1970. ومن المعاهد البحثية الملحقة بها "الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم والإنسانيات". وهي تعمل في مجالات البحث العلمي وتقديم المشورة إلى الحكومة في مواضيع معينة، وكذلك الاتصال مع الهيئات الدولية ونشر الأبحاث في العلوم الإنسانية، وقد نشرت عشرات الأبحاث والمجلدات ضمن نطاق اهتمامها. أما المركز الثاني الذي يتبع جامعة بن جوريون فهو "السلطة العليا للأبحاث والتنمية"، وهي تركز جهدها في إصدار ملخصات عن الأبحاث العلمية الإسرائيلية وكيفية الحصول عليها، ومساعدة الباحثين ومعاهد الأبحاث في رفع مستوى أبحاثهم. وأخيراً هناك "اللجنة الأكاديمية الإسرائيلية الخاصة بشؤون الشرق الأوسط"، وقد تأسست عام 1971 بهدف إعداد المعلومات المتعلقة بالصراع العربي - الإسرائيلي، "ووضعها تحت تصرف الأساتذة والمثقفين الأميركيين والأجانب عموماً، لدى زيارتهم فلسطين المحتلة".

كل هذه المعاهد والمراكز في القطاع الأكاديمي أو الجامعي.. وسننظر لاحقاً في القطاع الحكومي والأحزاب!




التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف