جريدة الجرائد

مصطلح الدولة العبرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

2009-07-02

عن مصطلح الدولة العبرية

فايز رشيد


كتبنا فيما سبق عن استعمال بعض كتابنا وصحفيينا ومحللينا السياسيين لمصطلح الدولة(العبرية) في الاستعاضة عن كلمة إسرائيل أو الكيان الصهيوني، فالكثير من كتابنا وصحفيينا ومحللينا السياسيين يستعملون هذا المصطلح عن غير قصد, في الدلالة على إسرائيل .
وفقاً لباحثين ومؤرخين غربيين وعرباً منهم, على سبيل المثال لا الحصر ج.د. درايغر أستاذ اللغة العبرية في جامعة أكسفورد وفي مقاله المنشور في دائرة المعارف البريطانية، والمنقب وخبير اللغات القديمة كلوفاني بيتيناتو، والدكتور محمد نحل أستاذ التاريخ في جامعة الأزهر وغيرهم، وبخاصة بعد اكتشاف لغة(إبلا) في مغائر مملكة(إبلا) السامية، جنوب حلب، فإن كلمة عبرية، هي كلمة عامة تطلق على طائفة كبيرة من القبائل الرّحل في صحراء الشام، وجاءت بهذا المعنى في الكتابات المسمارية والفرعونية، ولم يكن لليهود وجود في ذلك الحين، ولما وجد اليهود وانتسبوا إلى إسرائيل كانوا هم يقولون عن العبرية إنها لغة كنعان.
كما يشير كثيرون من الباحثين وخبراء اللغات إلى حداثة اللغة العبرية وإلى أنها خليط من لغات منها القديمة والحديثة أيضاً، كما يؤكدون على أن الحاخامات اليهود وجدوا أن أحسن طريقة يمكن اتباعها لربط تاريخهم بأقدم العصور، هي استعمال مصطلح(عبري) للدلالة على اليهود بوجه عام، وبذلك يكون تاريخ فلسطين تاريخاً واحداً متصلاً ومرتبطاً منذ أقدم العصور بـ (الشعب) اليهودي.
وقد تمسك الباحثون والمؤرخون اليهود وما زالوا بالنظرية القائلة: إن العبرية بمعنى اليهودية، والتي أطلقوا عليها اسم(العبرانية التوراتية) هي أقدم لغة سامية معروفة، متجاهلين وجود الكنعانية القديمةzwj;zwj;! محاولين الربط القسري بين العبرية والتاريخ اليهودي واليهود.
لقد قاتلت اليهودية مريراً على صعيد المصطلحات وأبرزها مصطلح (العبرية) باعتبارها الاحتمال الوحيد لإيجاد الرابطة(المفقودة أصلاً) بين اليهود وعمقت من شعار آحاد هاعام(آخر يهودي وأول عبري)، وأكدت على مقولة مناحيم ريبالو (لم تكن العبرية لغة الماضي فحسب، بل لغة المستقبل،لغة البعث،التي تمكن اليهود من البقاء كشعب واحد)، ويورد الكاتبان الراحلان: غسان كنفاني وجودت السعد في دراستيهما عن الأدب الصهيوني، الحرص الأدبي الإسرائيلي على استعمال مصطلح (العبرية) للدلالة على وجود (الثقافة اليهودية الواحدة).
لذلك، حرصت الحركة الصهيونية منذ نشأتها على محاولة إيجاد القواسم المشتركة لليهود، بمحاولة ربط اللغة العبرية بالأهداف السياسية والقومية التي طرحتها، وفي مقالة سابقة كتبنا أيضاً عن الربط بين (العبرية) كمدخل إلى(اليهودية) من قبل قادة وحاخامات دولة إسرائيل. وباعتبار أن المصطلح الأول قد استنفذ أغراضه، لذلك في المستقبل يتوجب التركيز على (يهودية) دولة إسرائيل، ولذلك تصر أطراف الائتلاف السياسي اليميني المتطرف، الفاشي على ضرورة أن يعترف الفلسطينيون والعرب بـ(يهودية) دولة إسرائيل.
من زاوية ثانية، فإن فلاسفة وكتاباً وباحثين يهوداً منذ اختراع الحركة الصهيونية وحتى اليوم، بدءاً من كارل ماركس في كتابه عن المسألة اليهودية، مروراً بأبراهام ليون في مؤلفيه:المفهوم المادي للمسألة اليهودية، وإمبراطورية الخزر وميراثها، وإسرائيل شاحاك في مؤلفه الديانة اليهودية، التاريخ اليهودي، وطأة ثلاثة الآف سنة، وصولا إلى شلومو ساند في كتابه: كيف تم اختراع الشعب اليهودي، وغيرهم وغيرهم كثيرون، ينفون وجود أية روابط بين اليهود القدامى واليهود الحاليين .
بالتالي فإن الربط بين إسرائيل كدولة، والقول بأنها الدولة (العبرية) هو وقوع في الفخ الصهيوني-الإسرائيلي، عن غير قصد، وذلك لأسباب عديدة أبرزها:-
أولاً: لأن ذلك يعني وجود صلة حتمية بين اليهود السابقين والحاليين.
ثانياً: التجاوب مع ما خطط له الحاخامات اليهود بالتعاون والتنسيق مع الحركة الصهيونية بالربط ما بين التاريخ العريق واليهود الحاليين.
ثالثاً: صحة مقولات (الثقافة اليهودية الواحدة)، (الشعب اليهودي)، (الأمة اليهودية).
رابعاً: الاعتراف الضمني بالتاريخ الذي تطرحه الحركة الصهيونية لفلسطين، والاعتراف ضمنياً (بزيف) التاريخ العربي الإسلامي لها.
خامساً: صحة ما اقترفته الحركة الصهيونية وإسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، وأيضاً ما تقترفه حالياً ضده، ففلسطين ليست وطناً تاريخياً للفلسطينيين.
سادساً: إجازة ما تقترفه إسرائيل من تمييز عنصري ضد فلسطينيي منطقة 48، والموافقة على إخراجهم من أرضهم.
سابعاً: الاعتراف الضمني بــ(يهودية) دولة إسرائيل.
ولغير ذلك من الأسباب، إن الجماعة القليلة التي هاجرت مع سيدنا إبراهيم من (أور) الكلدانية إلى أرض كنعان سنة(1805 ق.م) والذين سموا بـ(العبرانيين) إما لعبورهم النهر(إما نهر الأردن أو الفرات) وإما تيمناً باسم أحد أجداده (عيبر) أولئك هم غير اليهود الحاليين.
وبعد أليس بالإمكان الاستعاضة عن كلمة(عبرية) بـ(الكيان الصهيوني) مثلاً؟ سؤال نوجهه باسم مردديه!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا أوافق
alfza3a -

من الافضل استعمال مصطلح اسرائيل او دولة اسرائيل بدل الكيان الصهيوني,الدولة العبرية الكيان الصهيوني والخ من مصطلحات لن تساعد في تجديد عملية السلام في الشرق الاوسط,انها دولة احتلال وليست كيان رجس او خلية سرطانية في جسد الأمة وستبقى دولة اذا لم نتطرق لحسابات الفلكيين ومنتظري المهدي. هل من الممكن الحصول على البريد الالكتروني للكاتب؟

لا أوافق
alfza3a -

من الافضل استعمال مصطلح اسرائيل او دولة اسرائيل بدل الكيان الصهيوني,الدولة العبرية الكيان الصهيوني والخ من مصطلحات لن تساعد في تجديد عملية السلام في الشرق الاوسط,انها دولة احتلال وليست كيان رجس او خلية سرطانية في جسد الأمة وستبقى دولة اذا لم نتطرق لحسابات الفلكيين ومنتظري المهدي. هل من الممكن الحصول على البريد الالكتروني للكاتب؟