جريدة الجرائد

المرأة الإيرانية في معركة الحرية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وحيد عبدالمجيد

أضفت دrlm;.rlm; زهراء رهنافارد زوجة المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي طابعا جديدا علي الانتخابات الرئاسية الإيرانية العاشرةrlm;.rlm; فهذه هي المرة الأولي التي تقوم فيها زوجة مرشح لمنصب الرئاسة بدور ظاهر في حملته الانتخابيةrlm;.rlm; فهي لم تكتف بمرافقته في كثير من جولاته الانتخابيةrlm;,rlm; وإنما تحركت بشكل مستقل لدعم حملته اعتمادا علي حضورها في المجال العام وشخصيتها القوية التي لا تستمدها منهrlm;.rlm;

وكان دورها هذا سببا في توسيع مساحة الاهتمام بقضية المرأة في الحملة الانتخابية في مجملهاrlm;,rlm; وإثارة حماس أنصار هذه القضية ونصيراتهاrlm;.rlm; ولفت انتباه بعض المراقبين شعار رفع بشكل متكرر في كثير من المؤتمرات الانتخابيةrlm;,rlm; وهتف به الهاتفون خلالهاrlm;,rlm; وهوrlm;(rlm; لا لطالبان في كابول وطهرانrlm;).rlm;

ولم تكن دrlm;.rlm; رهنافارد وحدها التي جعلت قضية المرأة أساسية في حملة الانتخابات الأخيرةrlm;.rlm; شاركتها في ذلك السيدة فاطمة زوجة المرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبيrlm;,rlm; التي نشطت بدورها في حملته الانتخابية ولكن بدون هذا الحضور القوي الذي تميز به دور زوجة موسويrlm;.rlm;

وبالرغم من أن هذه ظاهرة جديدة في حملات الانتخابات الرئاسيةrlm;,rlm; فهي لم تأت من فراغrlm;.rlm; فالدكتورة رهنافارد أستاذة جامعية معروفة تولت رئاسة جامعة الزهراء الخاصةrlm;,rlm; وهي أول امرأة تصل الي هذه المرتبة الأكاديمية في إيرانrlm;.rlm;

كما أنها مثقفة وفنانة وكاتبة نشطت طويلا في مجال العمل الاجتماعي عموماrlm;,rlm; وفي العمل الهادف الي تعزيز مشاركة المرأة والشباب خصوصاrlm;.rlm; كما عملت مستشارة للرئيس السابق محمد خاتميrlm;.rlm;

ولذلك فهي كانت معروفة لقطاع غير قليل من المجتمع الإيراني عندما أطلت عليه في صورة زوجة مرشح لرئاسة الجمهوريةrlm;.rlm; وقل مثل ذلكrlm;,rlm; وإن بدرجة أقلrlm;,rlm; عن السيدة فاطمة كروبيrlm;,rlm; باعتبارها أمرأة عاملة أيضا وصلت الي درجة وكيلة وزارةrlm;,rlm; ونشطت في العمل الخيري علي نطاق واسع وساهمت في حملات لبناء المستشفيات في إطار مؤسسة الشهيد التي يرأسها زوجهاrlm;.rlm;

ولكن بينما أخذ عليها البعض أن عملها في هذه المؤسسة أضفي عليها طابعا عائليا غير مريحrlm;,rlm; ظلت دrlm;.rlm; رهنافارد فوق مستوي الشبهات في الأغلب الأعمrlm;,rlm; ولذلك فعندما شكك الرئيس أحمدي نجاد في سلامة درجة الدكتوراهrlm;(rlm; في العلوم السياسيةrlm;)rlm; التي تحملهاrlm;,rlm; كان ردها عليه قويا واثقاrlm;.rlm;

ويجمع بين المرأتينrlm;,rlm; وكثيرات غيرهن ممن يخضن معركة الحريةrlm;,rlm; الالتزام بالزي المفروض علي المرأة في إيرانrlm;,rlm; ولكن اقتناعا به وليس رضوخاrlm;.rlm; ترتدي دrlm;.rlm; رهنافارد الشادور الأسودrlm;,rlm; وتغطي رأسها تماما حسب مايطلق عليه الحجاب الجيد أي الذي لايكشف أي خصلة من شعرهاrlm;.rlm;

وهذا دليل علي أن حجاب الرأس لا يحجب العقلrlm;,rlm; وأن المرأة تستطيع انتزاع دورها في الحياة العامة إذا آمنت به وسعت وراءه مهما يكن حجم القيود المفروضة ونوعهاrlm;.rlm; فقد دخلت المرأة الإيرانية مختلف مجالات العمل العام إلا خوض الانتخابات الرئاسية المحرومة منهاrlm;.rlm; ومع ذلكrlm;,rlm; فهي تناضل من أجل انتزاع حقها في الترشيح لهذه الانتخاباتrlm;.rlm;

فلا يفتح الباب لهذا الترشيح إلا ويكون بين المرشحين عدد من النساءrlm;.rlm; وكان أبرزهن في الانتخابات الأخيرة رأفت بيات العضوة السابقة في البرلمانrlm;,rlm; والتي استبعدت كالعادة معrlm;41rlm; مرشحة أخري شكلن مايقرب منrlm;10rlm; في المائة من إجمالي المرشحين المستبعدين وعددهمrlm;470rlm; مرشحاrlm;.rlm;

وتقدم المرأة الإيرانيةrlm;,rlm; علي هذا المستوي العامrlm;,rlm; درسا لنظيرتها في العالم العربيrlm;,rlm; فكلما ازداد طموح المرأة في الحيز العامrlm;,rlm; ازداد دورها وقوي حضورهاrlm;.rlm; أما حين تفقد هذا الطموحrlm;,rlm; أو تقعد في انتظار من يأخذ بيدهاrlm;,rlm; يصبح حضورها رهنا بتشريعات تجعله نوعا من الديكور في معظم الحالاتrlm;.rlm;

وينطوي هذا الدرس علي مفارقة لافتةrlm;,rlm; وهي أن حضور المرأة الإيرانية غير المرغوب من الدولة وسلطتها العليا أقوي وأكثر تأثيرا منه في حالة المرأة التي تسعي الدولة الي تمكينها في مصر وبلاد عربية أخريrlm;.rlm; فمشكلة المرأة في هذه البلاد ليست مع الدولةrlm;,rlm; بخلاف الحال مع إيرانrlm;.rlm; مشكلتها هي مع المجتمع الذي أصابته ردة ثقافية اجتماعية معتبرةrlm;,rlm; ومع نفسها باعتبارها جزءا من هذا المجتمعrlm;.rlm;

وهذا الفرق يخلق مفارقة أخريrlm;,rlm; وهي أن المرأة العربية تتعرض الي تمييز شديد في حياتها الخاصة والشخصيةrlm;.rlm; فهي ترزح تحت نير قوانين وإجراءات تسلب حريتها الخاصة وتحرمها من أبسط حقوقها الشخصية وتجعلها مواطنة من الدرجة الثانية في مسائل الزواج والطلاق وحضانة الأطفال وغيرهاrlm;,rlm; بالرغم من كل ماحققته من نجاح في العمل العامrlm;.rlm;

فمازالت المرأة الإيرانية هي الفريسة المفضلة للجهاز الذي يطلق عليه شرطة الإرشاد التي تفتش في أخلاق الناسrlm;,rlm; إذ يهوي كثير من العاملين في هذا الجهاز تعقبها ومحاصرتها وتحويل حياتها الي جحيمrlm;.rlm; فلهذا الجهاز سلطة علي المرأة ربما تبدو خيالية في عصرنا هذاrlm;,rlm; إذ تصل إلي حد اعتقال فتيات لمجرد الاشتباه في سلوكهن وإخضاعهن لكشف طبي للتحقق من عذريتهن علي نحو يكسر روحهن ويدمر معنوياتهنrlm;.rlm;

ولذلك فعندما برز دور دrlm;.rlm; زهراء زوجة المرشح موسوي في حملته الانتخابيةrlm;,rlm; ألقي مراقبون أضواء علي فيلم سينمائي يعالج مأساة المرأة الإيرانية في حياتها الخاصة لأن بطلته تحمل الاسم نفسهrlm;(rlm; زهراءrlm;).rlm; وفي هذا الفيلم تسعي زهراء الأخريrlm;(rlm; بطلتهrlm;)rlm; الي تعريف العالم بما يحدث للنساء في قريتهاrlm;,rlm; وتقنع صحفيا تعطلت سيارته عند هذه القرية بزيارة منزلها لتطلعه علي هذا الذي يحدثrlm;.rlm;

ويقول النقاد الذين يعرفون هذا الفيلم إنه مؤثر الي حد يصيب مشاهده بألم عميقrlm;,rlm; وخصوصا في معالجته لمأساة ثريا ابنة أخت زهراءrlm;.rlm; وهي أم لأربعة أطفال يخونها زوجها ويسيء معاملتهاrlm;,rlm; ثم يتهمها بالزنا زورا ليتخلص منهاrlm;,rlm; فيحكم عليها بالموت رجما بالحجارة وفقا للقانون المعمول به في إيرانrlm;.rlm;

وما هذا الفيلم إلا واحد من أعمال إبداعية متزايدة تعبر عن مأساة المرأة الإيرانية في حياتها الخاصةrlm;.rlm; والي جانب الفن السينمائيrlm;,rlm; يسهم الأدب بدور لا يقل أهمية في معركة حرية المرأة في إيرانrlm;.rlm; وقد صدرت أخيرا ترجمة عربية لأحد أهم الأعمال الأدبية في هذا المجالrlm;,rlm; وهو كتاب لوليتا في طهران للأكاديمية الإيرانية أستاذة الأدب الإنجليزي آذر نفيس التي طردت من جامعة طهران بسبب رفضها ارتداء الشادورrlm;,rlm; فقامت بالتدريس في بيتهاrlm;.rlm;

وهكذاrlm;,rlm; تواصل المرأة الإيرانية معركتها من أجل الحريةrlm;..rlm; بين العمل العام الذي نجحت في فرض حضورها في قلبهrlm;,rlm; وحياتها الخاصة التي فشلت حتي الآن في الحصول علي حقها في أن تعيشها بدون القيود الهائلة المفروضة عليهاrlm;.rlm;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إيران فقط !!
عراقي - كندا -

الى كاتب المقال : ألم تمل وتكل أنت وأمثالك عن الحديث عن إيران وحقوق المرأة الإيرانية المسلوبة ؟؟ إنظر أولا الى حقوق المرأة المصرية وهل حصلت فعلا على حقوقها أم أن الآمر مجرد تهويل إعلامي لصرف النظر عن مشاكل المصريين المزمنة من الفقر والبطالة وإنتهاك حقوق الإنسان , أتمنى من جميع الكتاب أن يكتبوا عن إيران بتجرد وألا يؤثر فيهم العامل الطائفي المقيت .

بالعكس يارقم 1
عراقي انا -

الاستاذ وحيد من القلائل الذين يكتبون بتجرد . الرجل قال الحق بعينه فهو امتدح المراه الايرانيه في كفاحها في سبيل الحريه، وانتقد القوانين الجائره ضدها ، فما ادري ما علاقة الطائفيه ؟؟؟ نحن مشكلتنا الكارثيه اما نحب حبا جما او نكره كرها اعمئ ،انا من المعجبين بالجمهوريهالايرانيه فقط من ناحية بناء نفسها بنفسها ,لكن هذالا يعني ان اغظ الطرف عن كم هائل من السلبيات التي لديهم

إيران فقط !!
عراقي - كندا -

الى كاتب المقال : ألم تمل وتكل أنت وأمثالك عن الحديث عن إيران وحقوق المرأة الإيرانية المسلوبة ؟؟ إنظر أولا الى حقوق المرأة المصرية وهل حصلت فعلا على حقوقها أم أن الآمر مجرد تهويل إعلامي لصرف النظر عن مشاكل المصريين المزمنة من الفقر والبطالة وإنتهاك حقوق الإنسان , أتمنى من جميع الكتاب أن يكتبوا عن إيران بتجرد وألا يؤثر فيهم العامل الطائفي المقيت .