جريدة الجرائد

عنف طائفي يتجدد في العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد حسين اليوسفي



عادت التفجيرات ذات المنحى الطائفي البحت إلى الواجهة، فيما تستعد الحكومة العراقية لإزالة الحواجز الأسمنتية المسلحة التي تفصل بعض أحياء العاصمة بغداد والتي وضعت في أعقاب الحرب الطائفية التي استعرت بعد تفجير مرقد الإمامين في سمراء في فبراير من العام 2006.

وتتزامن هذه التفجيرات مع إدعاءات الحكومة العراقية المتكررة بأنها قادرة على حفظ الأمن في المدن العراقية بعد رحيل القوات الأميركية المحتلة عنها، وكأن تلك التفجيرات تريد أن تبعث برسالة واضحة لا لبس فيها بأن الأمن والأمان لن يتحققا في ربوع العراق المضطرب في ظل التركيبة السياسية الحالية التي أتت بعد الاحتلال، سواء بقي الأميركان أم خرجوا!!

ولعل أبسط وسيلة عند هؤلاء هو استهداف المدنيين بتفجيرات عشوائية، الهدف منها خلق اضطراب في الشارع مما سيقود إلى ضعضعة السلطة خاصة أن هذه التفجيرات تأخذ شكلاً طائفياً بحتاً غير موجهة إلى قوات الأمن أو إلى جنود الاحتلال الراحلين.

ولا شك أن استمرار هذه التفجيرات على منحاها الطائفي الواضح ستثير ردات فعل طائفية كتلك التي حدثت في العاملين 2006 و2007، وسيكون الفرق هذه المرة أن الجنود الأميركيين سيجلسون بعيدين وهم يراقبون هذا الاقتتال دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التدخل.

إن المعضلة الأساسية التي يواجهها المجتمع العراقي ( سواء بقى الأميركان أم رحلوا ) هو مدى القبول بالتغيير الذي حدث في السلطة والذي بدل التركيبة السياسية القديمة التي استقر عليها النظام العراقي منذ نشأة الدولة الحديثة في العام 1921، والتي لم تراع عنصراً مهماً من عناصر تركيب أي دولة حديثة وهو وضع "الأغلبية" في مقابل "الأقلية" أو "الأقليات"، ثم ترتيب وضع القوميات المشكلة إن وجدت، وفي الحالة العراقية وضع أكراد العراق في مقابل عربه.

ومن الواضح أن طرفاً رئيسياً من الأطراف الثلاثة المكونة للشعب العراقي يرى بأن ذلك التغيير الذي حدث بعد دخول القوات الأميركية وإسقاطها نظام صدام حسين بالقوة، هو تغيير لم يأت لصالحها، بل في حقيقية الأمر أتى على مصلحتها وأدى إلى تهميشها.

بيد أن مشكلة هذا الطرف ومعضلته الأساسية أنه لا يمثل الأغلبية في نظام باتت حكومته تتشكل بواسطة الانتخابات العامة، التي يكون فيها العدد العنصر الرئيسي في طبيعة المكونات الداخلة في تركيبته من الناحية الطائفية والقومية.

وما يتبع ذلك من تركيب الأجهزة الأمنية والجيش والتي تأتي انعكاساً لطبيعة القابضين على السلطة. وهذا الطرف في نفس الوقت لا يدعو إلى تجزئة العراق وخلق ثلاث دويلات فيه لأنه سيكون أول الخاسرين في تلك التجزئة، لفقدانه لمورد العراق الرئيسي المتمثل بالنفط الموجود في شمال البلاد وجنوبها!! إن القوى التي تلعب على مشاعر هذا الطرف تريد إما إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، أو تعظيم مكاسبها مستفيدة من الدعم الشعبي في مناطقها والوضع الإقليمي وامتداداته في الداخل العراقي.

لا الفيدرالية ستكون دواءً ناجعاً في هذه الحالة ولا الديمقراطية (وهذه ليست بالطبع دعوة إلى المركزية المطلقة ولا إلى الاستبداد، بل هو تشخيص للحالة)، فالفيدرالية تنجح حينما تقتنع "أمم" أو "شعوب" تتمتع بالحرية الكاملة والاستقلال بأن من الخير لها أن تتحد في إطار سياسي لأن ذلك يحقق مصالحها بشكل أفضل. كالتجربة السويسرية التي يشكل اتحادها من ثلاث قوميات بثلاث لغات رسمية (الفرنسية والألمانية والإيطالية) أو الاتحادي الأميركي الذي تشكل من مجموعة ولايات حرة اتحدت بملء بطيب خاطرها.

أما الديمقراطية (نشير هنا إلى جانبها الانتخابي) في مجتمع يشكو من انقسامات دينية ومذهبية وقومية عميقة، فإنها لن تؤدي إلى تجاوز البنية القائمة (في ظل تسيد القوى الدينية والقومية على الشارع) إنها لن تؤدي إلى إجماع وطني حول رموز يتم الاتفاق عليها شعبياً لتمثل صوت جميع الشعب بمختلف فئاته، بل ستكرس تلك الانقسامات وربما ستزيدها سوءًا !!

ولا شك أن الجوار الإقليمي والجغرافي له تأثير مهم (وهو عامل يجب عدم إغفاله في تجربة التشكل السياسي لأي دولة من الدول)، ويعلمنا التاريخ أن العامل الخارجي كان له حضور دائم في كل حالات القلاقل والاضطراب التي حلت بالأمم، ألم تدعم فرنسا الثورة الأميركية نكاية بغريمتها بريطانيا العظمي، "الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس"؟!! فتدخلات الجوار الجغرافي في الشأن العراقي بادية للعيان ولا حاجة للإفاضة فيها.

غير أن معضلة العراق ببساطة أنه يعيش حالة إعادة تشكل سياسي في ظل انقسام مذهبي وقومي عميق تغذيه (ولا تسببه) دول الجوار ذات المصالح المتضاربة!! وما لم يتوصل العراقيون إلى "إجماع وطني" على شكل النظام السياسي، وما لم تتوصل مكوناته القومية والمذهبية إلى قناعات مشتركة انطلاقاً من حجمها وقوتها على أرض الواقع، فإن العنف سوف يستمر ولن يتوقف.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال طائفي
منقذ -

اعتقد ان الكاتب هو احد ابواق الحكومه ....عمائم .....هذه هي حكومة الاحتلال .....التي تدافع عنها

اذناب ايران الخونة
مستر بيف السعودي -

التفجيرات التي وقعت في بغداد يوم امس وراهاء المليشيات الارهابية التكفيرية وبالطبع تحصيل حاصل اسيادهم الايرانيين...وهو صراع سياسي .....بين الائتلاف الطائفي اللاموحد وبينهم اختلافات....مع الاسف هذا يؤكد احتقار وازدراء السياسين العراقين الشيعة لمواطني جنوب العراق..وان دماءهم لاقيمة لها....في الحقيقة انا سعيد لان العراقيين يتهمون المليشيات وايران حتى خصوم السنة ...لقد انكشفة اللعبة القذرة...ياهل جنوب العراق يجب ان تنتفضوا على من لايقيم لكم وزنا...مثل اهل الغربية الاحرار الشرفاء....ولاعزاء لكل حاقد تكفيري؟!

أخو الجهالة بيف
سامي -

في البداية احب ان اشكر السيد الكاتب لأنه اصاب كبد الحقيقة واللتي يتغاضى عن رؤيتها كل حاقد وطائفيى وعلى رأي الشاعر العراقي المتنبي ( ومن يكُ ذا فمٍ مرٍّ مريض ***يجد مرًّا به الماء الزُلالا).النقطة الثانية التعقيب على المدعو ( مستر بيف )من المعروف ان بيف كلمة انكليزية تعني لحم البقر نرجو التوضيح هل هو لحم بقر معلب ام طازج ام ذبح حلال ام مستورد واشك بأصابته بجنون البقر كما واضح من الهلوسة الفكرية في تعليقاته ولا تذرف دموع التماسيح على شيعة العراق فحقدك واضح ..ونصيحتي لك لوجه الله فل خيرا او اصمت . ومن الافضل لك البحث عن عمل للتخلص من البطالة والفراغ الذي انته فيه وتوهمت نفسك مفكراعلى صفحات الانترنيت وتنشر جهلك هنا وهناك (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ***وأخو الجهالة بالشقاوة ينعمُ )أهتم بشؤنك ولا تثير الفتنه ونحن على ابواب رمضان وكل عام والجميع بخير .

الوصفه السحريه
احمد الفراتي -

وصفة سحرية لانهاء المفخخات واستتباب الامن فورا في العراق.قالها يوما حسن العلوي من على فضائية في لندن قالها نصيحة للامريكان ولم يكن يريد بها الا وجه الاعراب ابشع مجرمي العصور والذين صدق بهم شاعرنا الكبير مظفر النواب في قصيدة عنوانها(......اسرائليون مهما كحلوا مشروعهم) ومعذرة للنواب اقول فدوه يرحون للاسرائليين.انها نصيحة لم يقصد بها وجه الله وانها وصفة سحرية سوف يهدأ العراق بعدها بساعات. تهدا شوارعه من المفخخات والحرائق وان كانت سجونه سوف تزدحهم والمقابر الجماعيه سوف تزدهر ,اقول انها وصفة سحرية ...... انه حل سوف تسيرون بموجبه بالشوارع من دون ان تفكروا وتقلقوا من مفخخة على وشك الانفجار وسوف لن تسمعوا بكاتب او صحفي او اعلامي قمئ يغطي على القتل والقاتل الحقيقي الدنئ سوف لن تسمعوا عندها ضيفا على فضائية من عمان او دمشق او دبي او باقي حواضر الاعراب او حتى محلل سياسي طائفي من بغداد او تافها محسوبا على الشيعه يغطي على القتل ليدعي ان من يقتل الشيعه هم الشيعه انفسهم ومن يقتل العراقيين هم الشيعه لاغير . انها الوصفة السحريه و سوف لن تخسروا شيئا ان نفذتموها الا حريتكم وانتم طالما خسرتموها وسوف لن تخسروا شيئا الا كرامتكم وانتم طالما نسيتموها . وسوف يكف الاعراب عنكم وسوف تخرس السنتهم من الاساءه اليكم والى مشاعركم وسوف يقوم ... من شيعتكم من على فضائياتهم ومواقعهم بالدفاع عن الوضع الجديد القديم الذي سوف ينتج عن هذه الوصفه المشار اليها انها وصفة ولا ابسط منها:اعطوا الحكم للسنه وكفى فانه ليس لكم رد فعل متوحش يفخخ الشاحنات ويعمل الموبقات التي لم تر البشرية لها مثيلا ترتكب من اجل الحكم فانه ليس لديكم هذه الصفات لكي تفعلوا ما هم فعلوا و لازالوايفعلون, فانتم ليس من المفخخين للسيارات من اجل الحكم ولاتقدرون على فعلها ليس لان اخلاقكم فقط لاتسمح بل لانكم لاتجيدون هذا ( الفن) الذي له رجاله او اشباه رجاله وانتم لاتجيدون دور المومس التي تدافع عن الشرف لتغطوا على كل تفخيخ وقتل بالجمله انتم تصنعوه لتقولوا عندها كذبا ان من فعلها هي مخابرات ال سعود وعملاءهم . وليس لكم اعلام جهنمي يتهم الابرياء عندها جزافا ويخلط الاوراق وينجح. انها ليست اخلاقكم فان للعهر اشباه رجاله وان للاعراب جحوشهم من الشيعه وانتم ليس لكم جحوش. اعطوها للضاري والدوري والدليمي وسوف يهدأ العراق ويت

مقال متوازن
كمال العراقي -

مقال هاديء ومتوازن اثار الذين يقفون وراء التفجيرات من المتشددين السنة ومن يتعاطف معه ما هو واضح بعد قراءة التعليقين رقم 1 و2 واقض مضجعهم لانهم لامس كبد الحقيقةمالم يقبل كل طرف عراقي بحجمه الحقيقيفلن تقوم للعراق قائمة

الارهاب
جبار العراقي -

خالف شروط النشر

الى مستر بيف
علي حسن -

مستر بيف تحليلك سمعته يوم امس على احدى القنوات الفضائية ...وصاحب هذا الراي هو امير ما يسمى الجيش الاسلامي... الغريب ان حتى صاحب التحليل غير مقتنع بما يقول لانه لم يصمد امام ضحكات المحليلين الساخرة من هذا التحليل العبقري ولكني اسالك بالله كيف لايران وهي تتدخل بالشان العراقي حسب زعمك وان حكومة المالكي عميلة لايران فكيف تقوضها بهكذا اعمال !!!ام ان الحكومة وطنية والسيد المالكي وطني وايران تتصدى له انا لا افهم!!ببساطة شديدة كاتب المقال اصاب الحقيقة والطرف الذي يقصده هم البعثيين من السنه اعداء العراق الجديد

ماذا يريد ان يقول
البراق -

عنوان المقالة عن التفجيرات الاجرامية التي وقعت في بغداد والمتن يتحدث عن تأثر شريحة من العراقيين بالتغيير الذي حدث بعد 2003 ويقصد بهم ابناء السنة حيث تم اقصاءهم وتهميشهم وكأنما يتهمهم بهذه التفجيرات في حين ان مرتكبيها اصبحوا معلومين وكل عراقي يعرف ان وراءها ايران وعملاءها من فيلق غدر وصعاليك جيش .....لم تحدث في منطقة شيعية او اخرى سنية انها انصبت على المنطقة الخضراء والوزارات السيادية ( الخارجية والمالية ) انها ايران تنذر المالكي بنهايته اذا لم يعود الى الائتلاف الذي اخروا اعلان تشكيلته اكثر من مرة بانتظار موافقة المالكي وها هم يضربونه باهم نقاط قوته وهي ادعاءه بانه وفر الامن والسلام للمواطنين فقد اسقطوه بالضربة القاضية وسيسقط كل عميل جاء مع الاحتلال او تعاون معه وسيكنس الشعب العراقي كل احزاب الاسلام السياسي وسيحاسبهم عن كل ما اقترفوه بحقه من جرائم ونهب

العراق ام العراك
فرحات احفيظة ليبيا -

الحقيقة ان العراق هو موطن الاشرار

تحليل طائفى
سعد -

ولكن نقول للسيد المالكى الله يخليك اقبل بسرعه بتئتلاف قبل تفجير وتفخيخ كل المحاقظات

nothing
Rizgar -

Three different ethnicity, they have nothing in common, all of them been forced to share one country, they hate each others to death, (Arabs Anfald Kurds, Suni Arabs genocide Shea Arabs, Sheas killing both ...so on) One brave solution required SEPERATION, fair separation, let Suni Arabs have benefit of petro of Basra as well as let South Shea Arabs have benefit from Kirkuk, a fair share, but not by Arabsation and send Arabs to occupy Kurdish property.

غلط في غلط
ايمن اكرم -

اى عنف طائفي ولماذا هذا التشائم يتجدد انك عبقري كيف حكمت اخي انت وكل المعلقين غلط في غلطلان التفجيرات قام بها المجلس الاجرامي المتكون من جيش القدس وفيلق غدر للتغطية علىالجريمة التىهزت العراقيين جريمة الزوية ورسالة للمالكي حتى لا يطلع عن شارع اائتلاف المجلس فضائح بكثير من الدول العربية