قتله أبو نضال: يوسف السباعي ضحية زيارة السادات للكنيست
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حكايات الغدر والموت والدم
صاحب رواية "رد قلبي" الذي قتله أبو نضال: يوسف السباعي ضحية زيارة السادات للكنيست
القاهرة - صلاح الإمام
لا ينسى أحد "رد قلبي"، "أرض النفاق"، "بين الأطلال"، "السقامات"، "إني راحلة"، "نحن لا نزرع الشوك" وغيرها من الأفلام التي تعدّ علامات بارزة في تاريخ السينما العربية، القاسم المشترك بين تلك الروائع أنها من تأليف الروائي المبدع يوسف السباعي، الذي كتبت له الأقدار نهاية مأساوية بعيداً عن وطنه مصر.
في يوم (الجمعة) السابع عشر من فبراير 1978، وصل يوسف السباعي، وزير الثقافة المصرية إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، قادماً من الولايات المتحدة، على رأس وفد مصري للمشاركة في مؤتمر التضامن الأفروآسيوي السادس، الذي عقد لصالح القضية الفلسطنية، بصفته أمين عام المؤتمر، واستقبله على المطار حسن شاش سفير مصر في قبرص، لكن السباعي لم يعلم ماذا تخبئ له الأقدار هناك.
في صباح اليوم التالي (السبت) 18 فبراير، قرابة الحادية عشرة نزل يوسف السباعي من غرفته الكائنة في الطابق الخامس في فندق هيلتون واتجه نحو القاعة في الطابق الارضي التي بدأ فيها المؤتمر أعماله برئاسة الدكتور فاسوس ليساريدس نائب سكرتير المنظمة ورئيس الحزب الاشتراكي القبرصي. في طريقه، توقف السباعي أمام منفذ لبيع الكتب والجرائد مجاور لقاعة المؤتمر، في تلك اللحظة أطلقت عليه رصاصات ثلاث استقرّت في رأسه وفارق الحياة بعدها مباشرة.
في 19 فبراير عام 1978 أقيمت المراسم الجنائزية لدفن يوسف السباعي، لم يحضر الرئيس السادات الجنازة، لكنه أناب عنه نائب رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك، ووزير الدفاع محمد عبد الغني الجمصي.
أطلقت في مراسم الجنازة ردود فعل شعبية ورسمية ضد القضية الفلسطينية، وشنت أجهزة الإعلام المصرية حملة شرسة وقاسية شملت فلسطين وقضيتها، وهتف المشاركون في الجنازة بهتافات معادية لفلسطين تجاوزت كل الحدود، وقرر الرئيس السادات حرمان الفلسطينيين من حقوق المواطنة التي كانوا يتمتعون بها في مصر والتي أقرها الرئيس جمال عبد الناصر لهم منذ عام 1954.
منظمة أبونضال
أعلنت منظمة أبو نضال الفلسطينية، مسؤوليتها عن الحادث، فارتسمت الأسئلة مرة أخرى عن هوية أبو نضال وهوية العاملين لحسابه.
اسمه الحقيقي صبري البنا، ولد أبو نضال في 16 مايو عام 1937 وانضمّ في مراحل فتوته الأولى إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ثم عينه أبو إياد عام 1968 ممثلاً لمنظمة التحرير في الخرطوم، ثم في العراق. في عام 1974 انشقّ صبري البنا عن {حركة فتح"، وأسس ما عرف بـ "حركة فتح المجلس الثوري"، ما دفع ياسر عرفات إلى إصدار حكم بالإعدام بحقه.
تنقل أبو نضال بين العراق وسورية وليبيا، وكانت مجموعته، في الفترة التي وقع فيها حادث الإغتيال، موجودة في العراق وقد أمنت لها السلطات العراقية كل التسهيلات. بقي أبو نضال في هذا البلد إلى أن أرهق دمه، إذ وجدت جثته في شقته في بغداد في صيف 2002 مصابة برصاصة في الرأس.
صرحت السلطات العراقية آنذاك أنه انتحر، بينما أكد كثر أنه اغتيل بأيدٍ مجهولة، ذلك أن القاتل يقتل ولو بعد حين وأبو نضال متورط في قتل المئات وربما الآلاف من الفلسطينيين بدم بارد ولم يقتل إسرائيلياً واحداً في حياته.
اغتال اثنان من أنصار أبونضال، أحدهما فلسطيني والآخر عراقي، يوسف السباعي، وصرحا أنهما نفذا عملية الاغتيال بحقه لأنه ذهب إلى القدس برفقة الرئيس السادات، ولأنه، بحسب رأيهما، كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية. وقد نفت منظمة التحرير الفلسطينية علاقتها بالحادث، بينما أصرت الصحافة المصرية على اتهامها بتدبيره.
المعروف عن السباعي أنه لم يترك باباً لم يدافع فيه عن الفلسطينيين، كتب عشرات المقالات دفاعاً عن القضية الفلسطينية وله رواية بعنوان "طريق العودة" تتحدث عن القضية الفلسطينية بشكل مباشر وتتعاطف مع فكرة عودة اللاجئين الفلسطينيين، وكان يشيد دائماً بالشعب الفلسطيني.
اختطاف طائرة
بعد تنفيذ جريمة اغتيال السباعي، أخذ القاتلان نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن واحتجزوهم في كافيتيريا الفندق وهددوا باستخدام القنابل اليدوية لقتل هؤلاء، ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بتأمين اوتوبيس لنقلهما إلى المطار وطائرة لتقلهما خارج البلاد.
الغريب أنهما طلبا من الشخصيات غير العربية مغادرة الكافتيريا، فهما لا يريدان سوى العرب (!!) وأمسكا بالقنابل ونزعا فتيلها وهددا بتفجير المكان كله إذا لم تسارع السلطات القبرصية إلى تلبية طلبهما.
أبلغ رئيس المؤتمر وزير الداخلية القبرصية عبر الهاتف بما حدث، وعندما حضر هذا الأخير إلى مكان الحادث أخذه المسلحان كرهينة أيضا، وطلبا من كل شخص أن يربط يد زميله بكرافتته وخرجوا بهذا الشكل المهين من قاعة الطعام تحت تهديد المسدسات والقنابل إلى أتوبيس كانت السلطات القبرصية قد أحضرته لهم.
استجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلَين، وتقرر مغادرتهما مطار لارناكا على متن طائرة قبرصية من طراز (DC8)، عندها أطلق القاتلان سراح معظم الرهائن بينما واصلا احتجاز إحدى عشرة رهينة، من بينها أربع رهائن مصريين، ثم أقلعت بهم الطائرة من قبرص متجهة في البداية إلى طرابلس الغرب، إلا أن الرئيس القذافي رفض استقبالها فاتجهت إلى دمشق فرفضت هذه الأخيرة السماح لها بالهبوط، عندها قرر الخاطفان الاتجاه إلى عدن، فرفضت بدورها هبوط الطائرة وكان الوقود قد بدأ ينفذ، أبلغ قائد الطائرالسلطات في عدن أنه مضطر للهبوط اضطرارياً فوضعت هذه الأخيرة على مدارج المطار عوائق كي لا تهبط عليها الطائرة المخطوفة.
اتجهت طائرة الرهائن إلى جيبوتي (الصومال الفرنسي) وهبطت في مكان على أطراف المطار، وكانت آخر قطرة وقود قد نفذت منها، أجريت اتصالات مع بلدان كثيرة بأجهزة اللاسلكي للسماح للطائرة بالهبوط على أراضيها إلا أنها رفضت، وانتهى الأمر بالعودة إلى مطار لارناكا مرة ثانية، بعد موافقة رئاسة الجمهورية القبرصية.
عملية فاشلة
لم يتأخر السادات في الرد، بطريقته، على جريمة اغتيال السباعي، فأرسل في اليوم التالي طائرة تقلّ مجموعة من رجال الصاعقة إلى قبرص بهدف القبض على المجرمين وتحرير الرهائن المحتجزين على متن الطائرة القبرصية، في السادسة مساء طلب قائد الطائرة العسكرية المصرية الإذن بالهبوط في مطار لارناكا مدعياً أن على متنها وزيراً مصرياً حضر خصيصاً للتفاوض مع المجرمين.
انتقل الرئيس القبرصي سيبروس كابريانو بنفسه إلى مطار لارناكا، وتابع من برج المراقبة المفاوضات بين الخاطفين والجهات الأخرى. توجه السفير حسن شاش إلى المطار لاستقبال الوزير المصري واصطحب معه أحد وزراء الحكومة القبرصية، وانتظرا هبوط الطائرة المصرية التي قيل إنها تقلّ وفدا رفيع المستوى برئاسة أحد وزراء مصر، لكنهما فوجئا بطائرة عسكرية من طراز (C130)، هبطت في آخر المطار.
نزل منها أحد جنود الصاعقة للاستطلاع، وسرعان ما تأكد للقبارصة أن على متن الطائرة وحدة قوات خاصة مصرية مجهزة بالأسلحة، فحذرت الحكومة القبرصية القوات المصرية من مهاجمة طائرة الرهائن.
توجه السفير حسن شاش برفقة الوزير القبرصي إلى الطائرة المصرية، فلاقاهما أحد ضباط الصاعقة وسأل عن الملحق العسكري المصري وأخبر الضابط السفير أنهم قادمون لتنفيذ عملية فدائية لتحرير الرهائن من الخاطفين.
اتجه السفير المصري نحو رئيس الجمهورية كابريانو الذي كان غاضباً ومنزعجاً وفي غاية الاستياء، وقال للسفير المصري: "انتم جئتم لاحتلال قبرص"، فأجابه السفير المصري أن مصر تريد تحرير الرهائن. فقال له الرئيس القبرصي: "نحن دولة محترمة، كيف تتصرفون بهذا الشكل؟" فقال له السفير المصري: "أعدك أن لا أحد سينزل من الطائرة إلا بإذنك وأن فرقة الصاعقة المصرية كلها بإمرتك ولا نريد شيئاً سوى تحرير الرهائن والقبض على الخاطفين".
في تلك الأثناء توصّل القبارصة إلى اتفاق مع الخاطفين على إطلاق سراح الرهائن مقابل الحصول على جوازات سفر قبرصية ليتوجها إلى اليونان، ووافقت السلطات القبرصية، وكان الموضوع على وشك الانتهاء لولا أن قائد قوات الصاعقة المصرية أعطى أوامره بالهجوم الشامل على الطائرة القبرصية.
نزلت من الطائرة المصرية سيارة جيب يستقلّها جنود اتجهت نحو الطائرة المخطوفة ورمى هؤلاء على مقدمتها القنابل وأحرقوها وقتل الطاقم، من ثم اتجهت قوات الصاعقة المصرية نحو برج المطار الذي كان يرابط فيه الرئيس القبرصي، وأطلقت الرصاص باتجاهه فأصيب الرئيس القبرصي بالهلع.
على الفور هاجمت قوات الحرس الوطني القبرصي والميلشيات الحزبية المسلحة قوات الصاعقة المصرية ودارت معركة استمرت حوالى 50 دقيقة، أسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية بالقنابل ومقتل 15 من رجال الصاعقة المصريين وجرح ما يزيد على 80 من الطرفين وألقي القبض على من تبقى من قوات الصاعقة المصرية، فامتلأت أرض المطار بجثث الجنود المصريين بين قتيل وجريح.
في مذكراته، انتقد الدكتور بطرس غالي بشدة هذه العملية ووصفها بالعمل الهمجي غير المسؤول ووصفتها الصحف العالمية بـ "الغارة المصرية على مطار لارناكا"، وقالت صحف أخرى "الغزو المصري لقبرص"، وكان هذا التصرف بكل المقاييس خطأ فادحاً من الرئيس السادات وضع في قائمة سلبياته.
أزمة سياسية
في اليوم التالي لمعركة مطار لارناكا، طلب رئيس الوزراء المصري ممدوح سالم من الدكتور بطرس غالي، وزير الدولة للشؤون الخارجية آنذاك، السفر إلى قبرص ليتفاوض مع السلطات القبرصية لاستعادة رجال الصاعقة المعتقلين هناك والعودة بجثث الضحايا.
سافر الدكتور بطرس غالي إلى قبرص وأبلغ المسؤولين فيها أنه جاء لإنقاذ العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وبعد مفاوضات بينه وبين الرئيس القبرصي استمرت خمس ساعات، نجح غالي في إقناع الرئيس القبرصي بالموافقة على إعادة أعضاء فرقة الصاعقة المصرية الباقين إلى مصر، وأكد له أن مهمته هي إنقاذ العلاقات بين البلدين.
في 20 فبراير 1978، بعدما تحركت الطائرة التي استقلها بطرس غالي ورجال الصاعقة بدقائق، أعلنت مصر رسمياً قطع علاقاتها مع قبرص وسحب اعترافها بالرئيس القبرصي كابريانو واستدعاء بعثتها الديبلوماسية من نيقوسيا، كذلك طالبت الحكومة القبرصية بسحب بعثتها الديبلوماسية من القاهرة.
في مطار القاهرة استُقبل رجال الصاعقة استقبال الأبطال، وتم تكريمهم ومنحهم الأوسمة وأقيمت جنازة شعبية للضحايا شارك فيها الرئيس السادات.
في خضمّ الهجوم على الفلسطينيين والقبارصة، أشادت وسائل الإعلام المصرية بنجاح مهمة الصاعقة وروت قصص البطولات، في المقابل رأى المحللون أن العملية فشلت وأن هذه الضجة الإعلامية ليست إلا تغطية على الخطأ الجسيم الذي ارتكبه السادات بإرسال قوات الصاعقة من دون إذن السلطات القبرصية.
أعلن السادات في اليوم نفسه أنه سحب الاعتراف بقبرص وبرئيسها، اعتبر هذا الإعلان تصرفاً غير مسبوق وليس له أساس في القانون الدولي واستنكرته البعثات الديبلوماسية في مصر، لكن صحف مصر هللت للرئيس السادات وأشادت، كالعادة، بحكمة تصرفه وشجاعة قراراته.
بعد ذلك ترددت أنباء تفيد بأن أفراداً من منظمة التحرير الفلسطينية قاتلوا مع القوات القبرصية ضد فرقة الصاعقة المصرية، وبعد أيام أدلى وزير الدفاع المصري بشهادة عن أحداث لارناكا أمام البرلمان المصري محيلا المأساة التي حدثت إلى نظرية المؤامرة ضد مصر.
لكن المصادر الفلسطينية أفادت بأن ياسر عرفات أرسل ضباطاً فلسطينيين ينتمون إلى الفرقة 17 التي كان يرأسها العقيد أبوالطيب، لتحرير الرهائن الفلسطينيين، وتم التنسيق مع القبارصة، على أن يرتدوا لباس مضيفين ورجال خدمات تغذية وينقلوا الأطعمة إلى الطائرة المخطوفة، لكن تسرّع القيادة المصرية ممثلة بشخص الرئيس السادات حال دون إتمام هذه العملية.
في التاسع من مارس عام 1978 بدأت محاكمة قاتلَي السباعي، وهما: زيد حسين علي وسمير محمد خضير أمام المحكمة القبرصية. رأس الجلسة المدعي العام القبرصي وحضرها فريق من المراقبين المصريين رأسه المستشار عدلي حسين، وفي الرابع من أبريل عام 1978 حكمت المحكمة القبرصية عليهما بعقوبة الإعدام.
بعد أشهر أصدر الرئيس القبرصي سيبروس كابريانو قراراً رئاسياً بتخفيف حكم الإعدام إلى السجن مدى الحياة، لأسباب غير معروفة قيل إنها تتعلق بأمن قبرص، أفادت مصادر ديبلوماسية آنذاك أن قبرض تلقت تهديدات بخطف طائرات أو تنفيذ عمليات إرهابية وأنها تلقت تهديدات أخرى من منظمات إرهابية عربية بأنها ستنفذ عمليات على أراضيها إذا لم تطلق سراح المتهمين بقتل السباعي، وترددت بعد ذلك أنباء تفيد بأن قاتلي السباعي قد رحلا من قبرص إلى العراق، حيث يقيم أبو نضال من دون أن يتم تنفيذ الحكم الصادر بشأنهما.
وجه الرئيس القبرصي سيبروس كابريانو نداء إلى الرئيس السادات وإلى حكام الدول العربية ورؤساء المنظمات العربية، بألا يحولوا قبرص ساحة للخلافات الدائرة بينهم، وقال إن قبرص صديقة لكل الدول العربية.
من هو يوسف السباعي؟
- ولد يوسف السباعي في العاشر من يونيو عام 1917 في منطقة السيدة زينب في القاهرة، وسط أسرة تنتمي إلى الطبقة فوق المتوسطة ولها اهتمامات بالأدب، فوالده العلامة محمد السباعي كان يملك مكتبة كبيرة. انكب يوسف على قراءة الكتب التي وجدها في منزل العائلة ونهل منها شتى أنواع المعارف وأدمن قراءة الروايات، فظهرت عنده ملكة الكتابة ونشرت له أول قصة عام 1931 وكان في الرابعة عشرة من عمره ويدرس في المدرسة الخديوية.
- حاز شهادة البكالوريا عام 1934، ثم التحق بالكلية الحربية 1935 ورقي إلى درجة الجاويش في السنة الثالثة. بعد تخرجه عام 1937، كان من الأوائل على دفعته فعين ضابطاً في سلاح الفرسان وأصبح قائداً لإحدى فرق الفروسية. تقلد مناصب في القوات المسلحة وعين سنة 1952 مديراً للمتحف الحربي في القاهرة.
- ترك يوسف العمل في القوات المسلحة بعد قيام ثورة يوليو فعينته حكومة الثورة سكرتيراً عاما للمجلس الأعلى للفنون والآداب، من ثم ترأس جمعية الأدباء وجمعية نقاد السينما وشغل منصب أمين عام مؤتمر التضامن الأفروآسيوي.
- في مسيرته الصحافية ترأس تحرير مجلة "آخر ساعة" ومجلة "المصور"، وترأس مجلس إدارة "دار الهلال" ومن ثم "الأهرام"، انتخب عام 1977 نقيباً للصحافيين وشغل منصب وزير الثقافة والإعلام.
- بحكم منصبه كرئيس تحرير لصحيفة "الأهرام"، رافق يوسف الرئيس السادات في رحلته إلى القدس في نوفمبر عام 1977، وهي الرحلة التي بسببها قاطعت الدول العربية في غالبيتها مصر، فكان أن وضعه المتطرفون العرب الرافضون لأي حوار مع إسرائيل على رأس اللائحة السوداء للأشخاص المطلوب اغتيالهم.
- انتشرت التهديدات من المنظمات الفلسطينية المتشددة وأعلنت أنها تستهدف الأشخاص الذين رافقوا الرئيس السادات في رحلته بعمليات اغتيال وكان على رأس المستهدفين يوسف السباعي.
- عندما تقرر انعقاد مؤتمر التضامن الأفروآسيوي في قبرص، اعترض السياسيون في مصر ورجال الأمن من بينهم حسن شاش سفير مصر في قبرص آنذاك على مشاركة يوسف السباعي فيه خوفاً على حياته، كون قبرص كانت جزيرة مخترقة من أجهزة المخابرات والموساد وكان للمنظمات الفلسطينية المتشددة وجود ملحوظ فيها، إلا أنه لم يعر هذا الاعتراض أي أهمية وصمم على الحضور لينفذ قضاء ربه فيها.