جريدة الجرائد

بين التشيع الديني والتشيع السياسي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رضوان السيد

طالعتْنا الصحف المصرية في الأيام الماضية، بأخبارٍ جديدةٍ عن محاكمةٍ جاريةٍ بمصر لتنظيم شيعي يزيد عددُ أفراده على الخمسين، يقول النائب العام المصري إنّ هؤلاء بزعامة رجل اسمه أحمد شحاته ينشرون كتباً ويُصدرون نشرات تدعو للمذهب الشيعي. وتتّهم هؤلاء وآخرين ما يزالون \"فارّين\" بسبّ الصحابة (خصوصاً أمّ المؤمنين عائشة وأبا بكر وعمر رضي الله عنهم)، وتلقّي أموال من مؤسسات إيرانية قريبة من السلطات هناك. النائب العامّ المصري يعتبر هؤلاء خَطَراً على الأمن القومي المصري، كما يعتبر أنهم يثيرون الفِتَن الطائفية والدينية بالتعرُّض لسلف الأمة، وللمذهب السنّي السائد في البلاد. وكانت المملكةُ المغربية قد ذكرت الشيء نفسه عن الانتشار الشيعي بدعم رسمي إيراني، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية بإيران، وأصرَّت على أنّ الإسلام السنّي المالكي هو المذهب الرسمي للمملكة، ولا تقبلُ بديلاً أو شريكاً له. وكان النظامُ السوداني -وهو حليفٌ لإيران- قد أقفل مراكزَ للدعوة الشيعية في الخرطوم وأمّ درمان قبل سنتين بالحُجّة نفسِها. وكُلُّ هذه الأنظمة لا تتّهم هذا الفريقَ من مواطنيها المتحولين إلى المذهب الشيعي بالعمل السياسي الصريح أو الساعي لقلب نظام الحكم مَثلاً. لكنْ هناك دولٌ وأنظمةٌ وجهاتٌ عربيةٌ وإسلاميةٌ تَضيفُ إلى هذا التشيع الديني أو المذهبي، الاتّهام بتشيُّع سياسي، يتخذ سِمة المُعارضة لنظام الحكم القائم.

والحال أنّ هناك اليوم نوعين من أنواع التشيُّع: التشيُّع المذهبي أو الديني وهو قليلُ التأثير، والتشيُّع السياسي وهو الأخطَر، لأنه بالفعل واسع التأثير في أوساط الجماعات السياسية الإسلامية، باستثناء السلفيين المتطرفين والمعتدلين.

أُضيفت إلى إمكانيات المراجع المحدودي القُدرة المادية، على أيّ حال، إمكانياتُ الدولة الإيرانية التي كانت تندفعُ في السنوات العشر الماضية لنشر النفوذ المذهبي والسياسي.

لكنْ أياً يكن مدى اتّساع الدعوة والدعاية الشيعية المذهبية؛ فالواقع أنّ هناك تحولاً متوسّط القوة في قلب أهل السنة باتّجاه المذهب الشيعي، وفي مشارق العالَم العربي ومغاربه. فما هي أسبابُ هذا التحول، وكيف يمكنُ فهمُهُ لجهة الصعود الشيعي، ولجهة ما يجري داخل أهل السنة والجماعة؟!

في مجال الأسباب الشيعية للتحوُّل، يمكن إيرادُ عدة أسباب، بعضُها يتصل بالحركة الثورية الإيرانية، وبعضُها يتّصلُ بطبيعة المذهب الشيعي الإثنى عشري ذاته. في المجال الأول؛ فإنّ الثورة الإسلامية في إيران سعتْ منذ قيامها لاحتضان سائر الأقليات الشيعية في العالمين العربي والإسلامي، وفي العالم الأوسَع. وقد أحدث ذلك يقظةً في الأوساط الشيعية باتجاه الخصوصية، والانفصال عن الكثرة السنية الاجتماعية والسياسية. والتحرك الانفصالي أو الانعزالي ذاك استتبع نتائج سياسية، ظهرت في صورة تذمُّراتٍ واحتجاجات. ولا ننسى أنّ إيران احتضنت معظم أجنحة المعارضة الشيعية لنظام الحكم بالعراق والبحرين في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.

بيد أنّ التأثيرات المذهبية والسياسية الأَوسع لهذا البروز الشيعي، وصلت إلى أوساط الجمهور السني في تسعينيات القرن الماضي، وما بعد؛ حين برزت إيران؛ وبخاصةٍ بعد ضرب عراق صدّام حسين في حرب الخليج الثانية (= حرب تحرير الكويت)، وبعد صعود \"حزب الله\" اللبناني/ الإيراني باعتباره حركة المقاومة الرئيسية للعدو الصهيوني. فخلال العشرين سنةً الماضية تعدّى تأثير إيران من طريق رفع شعارات العداء لأميركا وإسرائيل، إلى العمل المباشر أو بالواسطة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. والعمل المباشر من خلال \"حزب الله\"، والعمل بالواسطة من خلال دعم حركات المقاومة السنية مثل \"الجهاد الإسلامي\"، وحركة \"حماس\"، وتيارات الإسلام السياسي (= \"الإخوان المسلمون\") بشكلٍ عامّ. والمعروف أنّ حركات الإسلام السياسي هذه تأثرت منذ السبعينيات من القرن الماضي بالعقيدة السلفية. ووصل الأمر أحياناً إلى تحالُفٍ بين المتطرفين من الإسلاميين السنة، والمتشددين من السلفيين، فأَنتج ذلك على أرض أفغانستان تنظيمات السلفية الجهادية المعروفة بـ\"القاعدة\". وقد شكّل ذلك، أي انتشار العقيدة السلفية بين الإسلاميين، حاجزاً حالَ دون انتشار نوعَي التشيُّع في أَوساطها في البداية. لكنّ الجمهور الأَوسع المعجب بـ\"الجهاديات\"، اندفع باتجاه التشيُّع بنوعيه بما يعنيه من مُقاومةٍ لإسرائيل والغرب، ومن مُعارضةٍ لأنظمة الحكم السائدة التي \"لا تُطبِّق الشريعة\"، و\"لا تُقاتلُ إسرائيل بل تُصالُحها\". وفي هذا السياق ظهر تحالُفٌ غير مُعْلَن بين الإسلاميين العرب وإيران (باستثناء \"الإخوان المسلمون\" السوريين)، فدخلت إيران بالمباشر أو من خلال \"حزب الله\" في السياسات الداخلية لعددٍ من الدول العربية في بلاد الشام وبلدان الخليج والمغرب العربي. ولاشكّ أنّ هذه الشعبية لإيران في أوساط العامة من أهل السنة، دفعت البعض لاعتناق المذهب الشيعي بدوافع سياسية أو دينية. أمّا الدوافعُ السياسيةُ فهي معروفة؛ في حين تحتاجُ الدوافع الدينية إلى إيضاح. فالمذهبُ الشيعيُّ يملكُ تنظيماً هَرَمياً مؤلَّفاً من مجموعةٍ من \"مراجع التقليد\" الذين يقودون أتباعهم في الدين والدنيا. ولاشكَّ أنّ هذا التنظيم المتراصّ يجتذب العامةَ من المتدينين الفقراء والرقيقي الحاشية لاستيعابهم في تبعية تنظيمية لهذا المرجع أو ذاك، وأنه مسؤولٌ إلى حدٍ ما عن عيشهم في الدنيا، وعن مصائرهم في الآخرة. وقد بلغت \"ولاية الفقيه\" بهذا التوجُّه إلى ذِروتِه. إذ أُضيفت إلى إمكانيات المراجع محدودي القُدرة المادية على أيّ حال، إمكانياتُ الدولة الإيرانية التي كانت تندفعُ في السنوات العشر الماضية لنشر النفوذ المذهبي والسياسي في سائر أنحاء العالَم الإسلامي. فالمرشد الأعلى والوليُّ الفقيه لا يعتبرُ نفسَه مسؤولاً عن التشيُّع في العالم كُلِّه فقط؛ بل ويعتبر نفسَه مسؤولاً عن الإسلام في مواجهة الغرب الهاجم عليه. ولذلك تختفي بالتدريج من التشيُّع سِمات المظلومية والضَعف والأقلوية، ويسودُ حسٌُّ انتصاريٌّ، يستتبعُ كُلَّ الساخطين على أميركا والغرب حتى من غير المسلمين!

ولنقل كلمةً عن الوضع في الأوساط السنية، والذي أُقَدِّرُ أنه كان بين أسباب انتشار التشيع السياسي، ثم التشيُّع المذهبي. فالجماعةُ السنيةُ جماعةٌ تسوويةٌ أو سُواسية؛ بمعنى أنه ليست هناك هرميةٌ فيها؛ بل إنه لا تتوافرُ لعلمائها مرجعيةٌ قويةٌ في الشأن الديني أو الدنيوي. وهذه السواسية كانت بين أسباب تحول أهل السنة إلى أكثرية ساحقة في أوساط الأمة في التاريخ. لكنْ في ظروف التأزُّم؛ فإنّ الناس يريدون قيادةً في الدين كما في الدنيا. وهذه القيادة الروحية لا تتوافر ُإلاّ لدى الصوفية من أهل السنة في علاقة الشيخ والمُريد. وما أقصِدُهُ أنّ العامة السنية المأزومة بالحداثة، وبالمشكلات المتصاعدة مع بعض أنظمة الحكم، تطلعت إلى قيادات كارزمية، أي غير عادية، للأزمنة غير العادية التي تعيشُ فيها. فكما ازدهرت القيادات الكارزمية حتى في الأوساط السلفية المتشدّدة في العادة في اتّباع النصّ، ازدهرت القيادات الكارزمية في حركات الإسلام السياسي، وفي حركات الإحياء الصوفي، وأفاد المذهب الشيعي من التوجُّه للتقويد، فانضمّ العديدُ من أهل السنة إليه مدفوعين بالميل السالف الذكر.

ثم إنّ أهل السنة يُعانون من أزمةٍ عميقةٍ ظهرت في تطورهم الديني في الأزمنة المعاصرة. فقد شاعت في أَوساطهم في العقود الخمسة الأخيرة إحيائيةٌ قويةٌ قطفت ثمارَها ثلاث حركات كبرى: \"الجماعة الإسلامية\" بباكستان، وجماعة \"الإخوان المسلمون\" بمصر والعالم العربي، والجماعات السلفية في سائر أنحاء العالَم الإسلامي. وقد انصبّ جَهدُ هذه الحركات على مكافحة الإسلام التقليدي أولاً، أي إسلام المذاهب الفقهية الأربعة. فأحدث ذلك تشرذُماً واختلالاً في الوعي؛ زاد من حدَّتِه الاستثمارُ السياسيُّ الذي لجأت إليه الجماعة الباكستانية، ثم جماعة \"الإخوان المسلمين\"، وأخيراً الجماعات السلفية المتشدّدة. فقد انصرف هؤلاء جميعاً لمعارضة ومكافحة أنظمة الحكم السائدة بحجة السعي لإقامة الدولة الإسلامية التي تطبّق الشريعة، والعمل على مناضلة التغريب والهيمنة الاستعمارية. وهكذا انقسم الوعي وانقسم التصرف في الأوساط السنية، وحصلت الحركات الإحيائية المعارضة للتقليد وللغرب ولأنظمة الحكم على شعبيةٍ كبيرة. وظهرت إيران على مساحة الشرذمة هذه، فكسبت أنصاراً بين أهل السنة تارةً بآثارٍ سياسية، وطوراً بآثار دينيةٍ ومذهبية.

يصل عدد المسلمين في العالَم اليوم إلى حوالي المليار والثلاثمائة مليون. ويبلغ عدد الشيعة الإثني عشرية بينهم حوالي المئة والستين مليوناً. لكنهم ما عادوا يحسبون أنفُسَهُم أقليةً أو أقليات. إذ صارت لديهم دولتان (إيران والعراق)، ولهم قيادةٌ واحدةٌ موحَّدة. ثم إنهم يحملون المشروعَ نفسَه الذي تحملُهُ الأكثرية السنية تقليدياً ضمن الأُمّة، أو لنقل إنهم يحملون الوعْي نفسه، مضافاً إليه الدعوى بعد قيام الثورة الإسلامية بإيران عام 1979. ولاشكَّ أنّ التشيُّع في الأوساط السنية ليس هو المشكلة الدينية الرئيسية لدى أهل السنة؛ بل إنّ المتغيّر الرئيس تمثّل في حركات الصحوة والإحياء، والحركات الجهادية. لكنّ الإسلام الإيراني يعرض نموذجاً جذاباً لبعض الأمزجة والفئات. كما يعرض الإسلام التركيُّ نموذجاً آخر. ومن ثم فإنّ القيادة الدينية/ السياسية للإسلام تقعُ اليوم خارج العالَم العربي.




التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اية التطهير
Khalil-Germany -

اذا جمعتم احرف اية التطهير في كتاب الله العزيز . بسم الله الرحمن الرحيم انما (4) يريد( 4) الله(4) ليذهب(5) عنكم(4) الرجس (5) أهل (3) البيت (5) ويطهركم (7) تطهيرا (6) = 47 .... واذا جمعتم أحرف اسماْء أهل لبيت المعصومين يكون فاطمة ( 5 ) علي (3) حسن (3) حسين (4) علي (3) محمد (4) جعفر (4) موسى (4) علي (3) محمد (4) علي (3) حسن (3) محمد (4) = 47

اية التطهير
Khalil-Germany -

مكرر

الحقيقة
nazar -

بعد انتشار الانترنيت بدا الناس يميزون الغث من السمين والاحرار هم من يتبعون قول الامام الحسين (ع) هيهات منا الذلة في مقارعة الانظمة الفاسدةواعداء الاسلام ولذلك نرى سطوع مذهب اهل البيت

اليات الاجتهاد
محمد -

السبب في انتشار التشيع كون اليات الاجتهاد عند الشيعة متطورة بصورة يتوافق النص والعقل والواقع بينما في الجانب الاخر فاما فهم حرفي للنص مما يسبب تعسف اتجاه النص وموقف سلبي من العقل على الغالب الذي يلغي دور العقل هذا مما يسبب الاخلال في فهم الواقع بينما الشيعة يحصل لهم توافق بين النص والعقل فيكون تشخيص الواقع اكثر دقة وفهمافتكون المعالجة اكثر واقعية والمثال على واقعية الفكر الشيعي الطلاق يحتاج الى شهود بينما في الفكر السني سبب احراج كبير للناس بمجرد اطلاق الكلمة فالشيعة اكثر واقعية من السنة في هذا الجانب هذا ما جعل البعض يتبنى رأي الشيعة وكثير من الموارد الاخرى منها الخمس والتقليد وفتح باب الاجتهاد وعدم الاخذ بالقياس لانه دليل ظني الا قياس الاولوية ومنصوص العلة وعدم الاخذ بالاستحسان والادلة الظنية الاخرى والدليل الظني يساهم في الضبابية في الاحكام مما يسبب الاخلال في فهم الواقع وكلما كان الدليل يكون اكثر قدرة على الوصول الى النتائج يكون اكثر واقعية فعلماء الشيعة ينتقدون كل الاراء التي تسبقهم هذا مما يحصل نضوج في الاراء الا ان السنة لا زالوا ينمكسون باراء الشافعي وابو حنيفة والمالكي وان الشيعة قد تجاوزا هذه الاراء قبل اكثر من الف سنة حيث تتعرض كل اراء الاقدمين والمعاصرين الى النقد الشديد لذلك ترى مستوى النضوج في الفتوى عند الشيعة في الغالب اكثر نضجا بخلاف الاخرين بالاخص الفكر السلفي المتشدد الذي يتعسف للنص كثيرا

هناك فرق بينهما
البراق -

هناك حقائق لابد من التأكيد عليها بالرغم من انها ذكرت اكثر من مرة الاولى هي ان ليس كل الشيعة يقبلون بولاية الفقيه فجميع مراجع الشيعة السابقين والحاليين في مرجعية النجف يرفضون ذلك كونها ادخلت من قبل الخميني فاصبح اتباعه في ايران والبعض الاخر خارجها يسيرون عليها اما الغالبية العظمى من الشيعة العرب خصوصا ليسوا عليها الحقيقة الثانية ان المذهب الجعفري ( الاثني عشري ) اعتمد من الازهر الشريف منذ زمن الشيخ المرحوم شلتوت باعتباره المذهب الاسلامي الخامس الذي يجوز للمسلم اتباعه كما اكد ذلك مفتي الديار المصرية الدكتور علي عطية على ذلك قبل شهرين ولهذا فان الملاحقات الجارية لمعتنقي مذهب آل بيت الرسول ( ص ) في الاقطار التي ذكرها الكاتب وهي مصر والمغرب والسودان هي ملاحقات دوافعها طائفية بحتة لان اختيار المذهب من الحريات الشخصية التي ضمنتها لائحة حقوق الانسان الا ان السؤال هو ماذا تطبق هذه الحكومات من هذه اللائحة ؟؟؟ في نفس الوقت لابد من الاعتراف بان ايران تستغل ذلك للتدخل بالشأن السياسي وهذا شيئ مختلف ولابد من متابعته وايقافه ومثال ذلك خلية حزب الله في مصر مؤخرا التي اعلن انها كانت تخطط لاعمال ارهابية وهذه الاعمال ليس لها علاقة بالمذهب الجعفري بالمرة كونها اعمال سياسية غير دينية من جهة ومن جهة ثانية ان ايران تقدم الدعم لحركات اسلامية سنية ايضا ومنها حماس مما يؤكد ان هناك فرق بين اعتناق مذهب آل البيت ( الجعفري ) واعمال العنف والارهاب التي تعمل ايران على نشرها في المنطقة

بارك الله بجريدة الا
هاشم البغدادي -

قرأت المقال بتأن - ووجدته رصين ومحكم - رغم اقتصاره - نبارك لكاتب المقال وللجريدة ولايلاف -

تحول وليس تشيع
.... -

هناك أمر مهم قد أغفله الكاتب وهو حب الاستطلاع لدى الأنسان الباحث عن الحق والحقيقة ولا يخشى على مذهبه ولا دينه من أي تبديل أو تغير ولا يخاف في الله لومة لائم وحب الأستطلاع وحب المعرفة هو ما قاد مجموعات من رجال الفكر والمثقفين في العالم العربي من المذاهب السنيةالى التحول وهو ليس تشيعا سياسيا بل تحول في المشاعر والانتماء ولا يستطيع أي كان الوصول الى طبيعة هذا الاحساس الا من قام بالتجربة عن((( قناعة)))راسخة باستحضار وجه الرسول ورضاه عما يقوم في داخل نفسه من تحول أو تصحيح ولا شأن للغنى والفقر ولا لولاية الفقيه ولا ايران ولا حزب الله في هذا المجال اللهم الا الثقافة والفهم وقدرة الانسان على قبول الحجة أو رفضها وأولا وأخرا رضى الله الذي تلمسه لمس اليد عندما يلامس شغاف قلبك. وهذا ما وصلت اليه شخصيا...

ضياع البوصلة ..
جاهراحمد -

مرة ينطلق الكاتب في فكرته من الاساس الاسلامي ليتحدث عن مليار و300 مسلم ومرة يتحدث عن فقدان المرجعية الدينية في الاوساط العربية وتأثير المرجعيات الايرانية والتركية فيها..فهل الخلل ديني ام عرقي ؟! وهل الموضوع عن التاثير الشيعي العربي ام التاثير الشيعي الاعجمي .هل المرجعية التي يريدنا ان ننطلق منها الكاتب اسلامية دون تمييز عرقي او تأثر سياسي خارجي فقط ام إسلامية عربية ذات صبغة طائفية سنية فقط ام اسلامية عربية ذات صبغة طائفية سنية شيعية ومتعددة فقط ام اسلامية عامة ذات صبغة طائفية سنية فقط...اغلب الظن ان الكاتب ينطلق في تحليله من ارضية اسلامية عربية ذات صبغة طائفية سنية فقط ..والا لم يتحدث عن خطورة التأثير الشيعي اذا ماكان تأثيره سياسيا وعدم ذلك فيما لو كان دينيا فقط..وعليه تكون ساحة التاثير الشيعية تقع في محيط الدول العربية المؤثرة وليس على اطلاق الامر على اعتبار ان بقية الدول العربية في المحيط العربي تابعة وكذلك بقية الدول الاسلامية في المحيط الاسلامي ايضا تابعة وكلاهما يتأثران دنيا ودين بتطورات الاوضاع في الشرق الاوسط ..وعليه فان الموضوعية تقتضي حساب تعداد الشيعة والسنة ليكون وفق مساحة عددهم في منطقة الشرق الاوسط ومدى تأثيرهم بمدى طبيعة توزيعهم السياسي والديني والديموغرافي . فمن حيث التعداد نجد الشيعة يبلغون في الشرق الاوسط عربيا بين 20/25 مليون جلهم في الخليج وذلك فيما لو لم ننسى العرب الشيعة المنتمين للساحل المطل من ايران على الخليج العربي بجانب العرب الشيعة في العراق ولبنان والبحرين ودول والسعودية ودول الخليج واليمن وبلاد الشام ..ليكون الشيعة العرب الاغلبية السكانية في الخليج العربي ..والاغلبية من حيث التأثير والنفوذ السياسي في بلاد الشام اذا ما اكتفينا بالقوة السياسية المتأتية من القوة العسكرية التي يمثلها حزب الله هناك في مقابل قضية عربية كبرى هي مواجهة المشروع الصهيوني .وعليه فما ينطلق ليكون التحليل حقيقيا هو القياس من حيث الموازين هو النوع وليس الكم .

شني
عراقي -

لا إسلام بلا سنة ولا إيمان بلا تشيع

مقال موضوعي
FOUAD FROM IRAQ -

منذ زمن طويل لم أقرا مقالا رصينا للكاتب رضوان السيد، حيث انخرط الكاتب المعروف باكاديميته في الحملات ضد الشيعة هنا وهناك وكانه كاتب صحفي مبتديء. هذا المقال تحديدا يبدو مغايرا تماما، فهو قريب جدا من الموضوعية. أتمنى على الكاتب ان يسير في هذا الطريق، فهو يمنحه مصداقية أكبر بين الجميع.

تحليل صائب
سليم محمد -

الكثير من معطيات المقال واردة وقريبة من المنطق والحقيقة، قراته مرتين واجده مثالا للاحترافية .. لا تعصب او انحياز او تجني .. عرض تحليلي وواقعي يجب ان نستفيد منه.

قصة مفيدة
وليد العراقي -

قبل فترة وفي لقاء مع عباس الجنلبي وهو سكرتير لعدي صدام ومن قناة المستقلة قال بان صدام حسين واثناء عقد قران ابنته الصغرى حلا على احد اقاربها سال مفتي بغداد وهو يقوم بكتابة العقد سال صدام على اي مذهب نكتب قرانها فساله صدام وماهي افضل المذاهب لحقوق المراة فاجابه المفتي بان المذهب الجعفري افضلها حقوقا للمراة فطلب صدام ان يكون عقد قران ابنته على المذهب الجعفري .لو اطلع المسلمون بشكل هادي دون ضغط او طائفية على مفردات المذهب الجعفري لبدلوا قناعاتهم ولكن للمصالح السياسية منافع من هذا العداء غير المبرر

قصة مفيدة
وليد العراقي -

مكرر