جريدة الجرائد

الفريق الطيار خماش: الدعم لجيوش دول الطوق لم يبلغ نصف ثمن طائرة مقاتلة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

للمعطيات الموضوعية طالبت القادة العرب عدم التفكير بالتعرض العسكري لاسرائيل في تلك الاونة

كنا الدولة الوحيدة في المؤتمر التي تقدمت بتقدير موقف للوضع العسكري في المنطقة

عمان - العرب اليوم

تقتضي الرؤية العلمية المحايدة لاي مرحلة تاريخية بالدرجة الاولى وضع المقولات الخاصة بالحدث وفق سياقها التاريخي الصحيح وظروفها الموضوعية غايتها تقديم صورة كاملة دقيقة واقرب ما تكون للحقيقة.

اما اجتزاء احداث من سياقها او تسليط الضوء على جوانب معينة من الحدث واغفال جوانب اخرى فهي عملية اقل ما يقال عنها انها شكل من اشكال التزوير, وهي عملية يتقنها الى حد ما عدد من المؤرخين ومحللي السياسات والاحداث التاريخية.

يعتبر الفريق الركن عامر خماش واحدا من اشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين, وشاهدا على كل المراحل التي مر بها العالم العربي واستعداداته في مواجهة المخططات الاسرائيلية من اوائل المسؤولين العرب الذين نبهوا مبكرا الى ضرورة تنسيق الجهود العربية والارتقاء بالعمل العربي ليكون على مستوى التحديات التي تواجهه وجاءت هذه الدعوة في مرحلة تاريخية كان الاختلاف والتباين في الرؤى والاهتمامات العامل المشترك للعلاقة العربية. هذه الالتفاتة المبكرة لحجم التحديات والتنبيه لحالة القصور العربي اضافة الى جملة احداث اغفل ذكرها قضايا استدعت الاحاطة بها على لسان واحد من ابرز شهود احداث رحلته.0

* من المعروف ان مؤتمر القمة العربية الاول والذي عقد بتاريخ 17/1/1964 في القاهرة جرى الاعداد له نتيجة قيام اسرائيل ببناء مشروعات على نهر الاردن تضمن لها اكبر قدر من المياه على حساب الدول العربية التي تقع في اراضيها منابع النهر ومجراه. ولما كان من المحتمل ان تتعرض اسرائيل للمشروعات العربية المائية داخل اراضيها, بات من الضروري توفير حماية عسكرية كافية لهذه المشروعات وعليه كان من اهم القرارات الصادرة عن القمة انشاء ما بات يعرف ب القيادة العربية الموحدة وبصفتكم المرتبطين تاريخيا بهذه الاحداث وشاهدا بارزا على هذه الحقبة, ما هي برأيكم الاسباب الحقيقية التي ادت الى الدعوة لهذا المؤتمر التاريخي? ومن قبله ما هي ظروف نشأة القيادة العربية الموحدة والصعوبات التي واجهتها?

- على اثر بدء اسرائيل بتحويل مجرى نهر الاردن وجهت الامانة العسكرية في الجامعة العربية الدعوة لدول الطوق لحضور اجتماع عسكري في مقرها بالجامعة لبحث ما يمكن عمله لمواجهة هذا الامر.

عقد الاجتماع في اواخر تشرين ثاني عام 3691 برئاسة الفريق علي علي عامر )الذي مثل الجانب المصري ايضا( وحضرت انا الاجتماع )الزعيم الركن الطيار عامر خماش( عن الاردن وكنت انذاك مديرا للتخطيط والتنظيم في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية(.

وبعد ان شرح الفريق علي علي عامر الاسباب التي ادت الى الدعوة للقمة العربية الاولى ومن ثم انعقاد مؤتمر القمة الاول (وما تبعه من قمم)

في 17 كانون ثاني عام 1964

في القاهرة

على اثر بدء اسرائيل بتحويل مجرى نهر الاردن وجهت الامانة العسكرية في الجامعة العربية الدعوة لدول الطوق لحضور اجتماع عسكري في مقرها بالجامعة لبحث ما يمكن عمله لمواجهة هذا الامر.

عقد الاجتماع في اواخر تشرين ثاني عام 1963 برئاسة الفريق علي علي عامر (الذي مثل الجانب المصري ايضا) وحضرت انا الاجتماع (الزعيم الركن الطيار عامر خماش) عن الاردن وكنت انذاك مديرا للتخطيط والتنظيم في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية).

وبعد ان شرح الفريق علي علي عامر الاسباب التي ادت الى هذا الاجتماع والهدف منه طلبت انا رأسا ان اوجه الكلمة التالية (نقطة نظام) مقاطعا الفريق علي علي عامر حتى لا يسترسل في الكلام:-

قلت: اعتذر لسيدي الاخ الفريق على هذه المقاطعة لكن اردت ان اوفر عليه مؤونة الشرح.

(كلا وسزه فيتز) (استاذ الاستراتيجية في العالم اجمع) قال:- لا يمكن ان يكون هناك تعاون عسكري بين الدول ما لم يكن هناك تفاهم سياسي بين تلك الدول وانا متأكد يا سيادة الفريق انكم على علم بهذه المقولة كونكم خريج كلية الاركان البريطانية عام 1937 عندما كنت انا لا ازال على مقاعد الدراسة يا سيدي الفريق: صباح هذا اليوم وانا في طريقي الى مطار عمان لحضور هذا الاجتماع سمعت من خلال المذياع الذي بالسيارة: صوت العرب تكيل الشتائم للاردن وللمسؤولين في الاردن وكانت الاذاعة الاردنية بدورها تقوم بالاجابة بنفس الاسلوب (كما تدين تدان).

هذا الوضع ما بيننا لا يساعد على اي نوع من التعاون وعليه اطلب انهاء الاجتماع عند هذا الحد, ايدني بقوله: اثني على ما جاء على لسان المندوب الاردني وكان ذلك مندوب سورية العميد الركن يوسف شكور مدير العمليات في رئاسة الاركان السورية.

عندها قال علي علي عامر: اغلقوا الملفات التي امامكم يا اخوان لم يعد هناك ما يبحث, ويا اخ عامر خماش ما هو اقتراحكم طالما وقد تقدمتم بهذا الايضاح فأجبته:

على كل واحد منا ان يبلغ رئيس دولته بما تم اليوم حتى اذا الهمهم الله على التفاهم السياسي عدنا للاجتماع لبحث موضوع التعاون العسكري.

عدت يومها الى عمان رأسا وابلغت جلالة الحسين بالتفاصيل.

لم نسمع شيئا عن نتائج ما حدث في ذلك الاجتماع منذ ذلك الوقت الى اوائل كانون ثاني عام 1964 حيث ابلغت الاذاعة الاردنية جلالة الحسين:- ان جمال عبدالناصر قد وجه الدعوة لمؤتمر قمة عبر الاذاعة المصرية فما كان من الحسين الا ان سارع الى الاذاعة الاردنية واجاب على دعوة جمال عبدالناصر: بقبول الدعوة لحضور مؤتمر القمة وكان ذلك خلال ساعتين من النداء, وكان الاردن اول دولة تلبي الدعوة.

عندما تكاملت الموافقة على الحضور, حدد جمال عبدالناصر يوم 17/1/1964 لتلك القمة بعد ان تقرر موعد انعقاد القمة, فقد سارع جلالة الملك بالدعوة الى اجتماع عاجل عقد في الديوان الملكي وحضره قادة الوطن في الضفتين بمن فيهم اعضاء مجلسي الامة, وبعد ان شرح لهم جلالة الحسين موضوع القمة المقبلة واهميتها التاريخية اخبرهم:- بما انه لا يوجد للان جدول اعمال لتلك القمة وتوجه الى جميع الحاضرين بالسؤال عن المواضيع التي يجب ان تطرح في ذلك الاجتماع ولسوء الحظ انتهى الاجتماع من دون ان فخرج منه بآراء مفيدة وبناءة.

استبقاني جلالة الحسين بعد ان انصرف الجميع وكان محبطا وسألني عن رأيي وعن ماهية الموضوع الرئيسي الذي سيبحث في الاجتماع, فقلت له:- لقد اخبرتك عن ذلك عندما عدت من اجتماع القاهرة في اواخر تشرين الثاني وهو التوصل الى تفاهم سياسي الذي سيؤدي لبحث الموضوع الاهم وهو التعاون العسكري, فعاودني السؤال وماذا يحتاج البحث العسكري حتى تتم مناقشته? فأجبته:- يحتاج الى ما يسمى بالعلم العسكري: تقدير الموقف العسكري لدول الطوق او ما يسمى بالانجليزي:- "Appreciation of the Situation" وهو باختصار: كامل المعلومات المتوفرة عن العدو والامكانات المتاحة له وكذلك الامر بالنسبة لدول الطوق (دول الطوق) هي الدول المحيطة باسرائيل.

وقلت له انني اعتقد ان مصر لا بد وان تكون (كون مصر الدولة الداعية للمؤتمر) قد اعدت هذا التقدير خصوصا وان رئيسها بكباشي اركان حرب, فما كان من الحسين الا ان قال: ولو كان ذلك, علينا يا عامر ان نهيئ تقديرا من عندنا ايضا من قبيل الاحتياط.

فقلت له هذا الموضوع ليس بالسهل ويحتاج الى ما لا يقل عن ثلاثة ايام من العمل المتواصل ولم يبق لموعد الاجتماع سوى اربعة ايام, فقال الامر مهم بالنسبة لنا ان نكون متأكدين من وجود (تقدير موقف) فعليك انجازه بنفسك ولو احتاج لهذا الوقت المطول.

امتثلت للامر وانجزته صبيحة يوم تحركنا الى مصر الى القاهرة.

عندما قلت للملك بأنني سأعمل نسختين فقط من هذا التقرير (السري جدا) واحدة تحفظ في القيادة العامة والثانية اجلبها معي الى المؤتمر, قال لي اريد ان تجلب معك نسختين الى القاهرة فسألته ولمن تكون النسخة الثانية فقال: اريد ان اعطيها لجمال عبدالناصر.

وبعدها تقاطرت وفود الدول العربية برئاسة ملوكها وامرائها ورؤسائها وحلت جميعا في فندق الهلتون الملاصق لمبنى الجامعة العربية وكان وصولها مساء يوم: 16/1/.1964

وكانت مصر قد قامت بهدم جزء من الجدار المقام ما بين فندق الهلتون ومبنى الجامعة العربية تسهيلا لوصول الوفود العربية مشيا على الاقدام لحضور الاجتماعات.

في صبيحة يوم 17/1/1964 انعقد الاجتماع التاريخي وقد خصصت ستة مقاعد لكل رئيس دولة وبعض من مرافقيه بينما جلست بقية الوفود على المدرجات المتواجدة في القاعة الرئيسية لمبنى الجامعة العربية, وقد امتلأت تلك المدرجات بمئات من اعضاء الوفود, وبعد ان سمح للمراسلين الصحافيين والمصورين من جميع انحاء العالم بالدخول لتغطية الحدث المهم, بدأ المشير عبدالحكيم عامر بتلاوة البيان العلني لتلك المناسبة وعند انتهائه منه أُخرج جميع ممثلي الصحافة والمصورون من القاعة, واعلنت الجلسة بأنها (سرية للغاية).

وما ان بدأ المشير عبدالحكيم عامر بقراءة اول كلمتين من البيان السري حتى قاطعه جمال عبدالناصر صائحا:-توقف يا عبدالحكيم, اما قلت لكم بأن تخلوا القاعة من الصحافيين والمصورين, فأجابه عبدالحكيم عامر:- لقد اخلينا القاعة منهم جميعا, عندها سأل عبدالناصر: ومين دول المعبيين المدارج كلها, فأجابه عبدالحكيم: دول اعضاء الوفود يا سيادة الرئيس.

فما كان من جمال عبدالناصر الا ان اشار لرؤساء الدول الجالسين حول المائدة المستديرة ان يقتربوا ويلتفوا حوله قائلا لهم: يا اخوان هذه جلسة يجب ان تكون سرية جدا وهذه السرية لا تتم بوجود هذا العدد الهائل من اعضاء الوفود لذا:-

اقترح عليكم ان ننتقل للاجتماع في غرفة من غرف اللجان وان يصطحب كل واحد منكم فردا واحدا من الوفد الذي حضر معه شريطة ان يكون موضع ثقته الكاملة وله ان يختار من يشاء من وفده, رئيس وزرائه, وزير خارجيته, رئيس اركانه او اي عضو آخر في الوفد.

فكان ذلك, وانتقل رؤساء الوفود الى غرفة من الغرف المخصصة للجان في مبنى الجامعة.

الوفد الاردني الذي حضر مع جلالة الحسين كان يتألف من رئيس الوزراء انذاك بهجت التلهوني ورئيس الديوان الملكي الشريف حسين بن ناصر وبعض الوزراء ومن العسكريين حضر الزعيم عامر خماش, بدأ الاجتماع جمال عبدالناصر بقوله:

يا اخوان بيننا ما صنع الحداد من خلافات كثيرة ولا مكان لبحثها في هذا الاجتماع, الموضوع الوحيد للبحث اذا سمحتم هو: تغيير مجرى نهر الاردن الذي باشرت به اسرائيل ونحن لم نُعد جدول اعمال لذا ارجوكم ان تقترحوا جدولا لاعمال المؤتمر, عندها اتفق الجميع على ادراج الموضوع العسكري على رأس المواضيع (خصوصا ان غالبية رؤساء الدول كانوا من العسكريين) فسارع جمال عبدالناصر للقول: يا اخوان هذا الموضوع يحتاج الى: تقدير موقف عسكري ونحن للأسف الشديد لم نعد هذا التقدير والذي يحتاج ثلاثة ايام لاعداده.

فوجئ الحضور بذلك ولم يكن لدى رؤساء الدول الاستعداد للبقاء طيلة هذه المدة, فما كان من الحسين الا ان طلب مني تسليمه النسخة الثانية من تقدير الموقف الذي اعددته ورفعها بيده مسلما اياها لجمال عبدالناصر ومعلنا بصوت عال: نحن اعددنا تقدير الموقف المطلوب فما كان من جمال عبد الناصر بعد ان تسلم تلك النسخة الا ان قال: بارك الله بكم لقد انقذتم الموقف وطالما انكم قد قمتم بعمل ذلك التقدير ارجو ان تتكرموا علينا بتقديم متكامل لذلك التقدير.

فما كان من الحسين الا ان قال لي: قم يا عامر وقدم لنا الانجاز المطلوب. فقمت وواجهت الحضور قائلا:-

سادتي قادة العرب.. لي رجاء ان لا يقاطعني احد بأي سؤال او استفسار الى ان انتهي من تقديم الانجاز المطلوب حفاظا على حبل افكاري في التسلسل الصحيح, بالمناسبة لم يقاطعني سوى الرئيس الحبيب بو رقيبة بنقطة نظام وبقوله: انت بتقول:- كتيبة ولواء وفرقة وانا لا افهم ماذا تعني بذلك فأجبته اكتب عندك: وترجمت له اسماء تلك التشكيلات بالفرنسية فشكر لي واستمريت بالايجاز الذي بدأته اصلا بقولي:

سادتي الاكارم ارجو ان لا يتطرق احد من المتواجدين اليوم في هذا الاجتماع التاريخي الى التفكير بالتعرض العسكري في هذه المرحلة, اذ اننا في اضعف حالاتنا الدفاعية في دول الطوق بينما وصلت اسرائيل الى أوج استعداداتها العسكرية وعندما تتم الاستعدادات العسكرية بما تحتاجه من الامكانات خصوصا المادية منها ونضمن نجاح الدفاع عن دول الطوق عندها يمكن البحث في موضوع التعرض.

وعلى سبيل المثال نحن في الاردن على استعداد ان نزيد عدد القوات المسلحة اضعافا مضاعفة اذا توفرت لنا الامكانات المادية فنحن نعد من البلاد الفقيرة والاسلحة الحديثة المطلوبة لتماثل تلك الموجودة في اسرائيل باهظة الثمن, اجواؤنا تكاد تكون مفتوحة بالكامل فلا صواريخ حديثة مضادة للجو لدينا وما هو موجود من الطائرات عدد صغير ومحدود ومن الانواع التي لا تماثل الميراج ذات ضعف سرعة الصوت الموجودة لدى اسرائيل.

عند انتهائي من الايجاز انهالت الاسئلة عليّ من كل حدب وصوب فأجبت عليها كلها بما حضرني من المعلومات المتوفرة لدي الى ان قال لي احد وزراء الخارجية العرب المتواجد في الجلسة مشيرا الى ذكري بانه لا توجد في الاردن دفاعات جوية تذكر قائلا: توجد لدينا كتيبة مدافع بوفور 40 مم نوفرها لكم في الاردن:

فقلت له انا اعرف انك ضابط ركن ومؤهل عسكريا كيف تعرض علينا هذا السلاح الذي لم يكن مؤثرا في الحرب العظمى الثانية عندما كانت الطائرات التي تطير بقوة الفراشات, بينما انا بينت لكم ان لدى اسرائيل طائرات الجت الفرنسية الميراج ذات سرعة ضعف سرعة الصوت, ماذا تريد ان اعمل بها: هل هي لصيد العصافير?وعندما اشتدت المناقشة سارع جمال عبدالناصر يا اخوان نأخذ استراحة قصيرة نتناول بعض المرطبات المثلجة حاجة سائعة.

ووقف وتقدم ناحيتي ووضع يده على كتفي واخذني قرب النافذة قائلا لي: تعال يا عامر تعال .. خذها بشويش يا عامر, نحن ما صدقنا على الله نعقد هذا الاجتماع فأرجو ان تأخذ الامور بشويش فقلت له: سامع انت ما قاله الاخ المحترم: يعرض علينا سلاحا لم يعد يصلح ليوم كهذا, فقال: نعم سمعته لكن يجب مسايرة الاخوان لانجاح هذا المؤتمر.

نظرت للملك حسين عندما كان جمال عبدالناصر يكلمني بحميمة واضحة ورأيت علامة تعجب وتساؤل في عينيه عدت للجلوس بجانبه لاحتساء الشراب المثلج قائلا له: لقد رأيت النظرة التي رمقتني بها لعلم جلالة سيدنا ارجو ان اذكركم بأنني تناولت العشاء في بيت جمال عبدالناصر في منشية البكري مرات عديدة عندما كنت مرافقا لستة من رؤساء الوزارات الذين كانوا يحضرون الى مصر لحضور اجتماع رؤساء الوزرات وكنت العسكري الوحيد في تلك المناسبات مع الوفد الاردني حيث كانت المواضيع في غالبها تدور عن النواحي العسكرية وكان برفقة جمال عبدالناصر على العشاء دوما أنور السادات وبعض من اعضاء مجلس الثورة المصري.

بعد الاستراحة, استطرد جمال عبدالناصر بالقول والسؤال من الدول القادرة اذ ان الدول الغنية كانت لا ترغب بتسميتها بدول البترول بل بالدول القادرة, سألهم: على ضوء هذا الايجاز واستعداد دول الطوق تطوير امكاناتهم للافضل وكونهم يحتاجون للعون المادي كما اوضحوا حتى يتمكنوا من تنفيذ ذلك فأنا ارغب ان يعرف الاخوان المعينون مدى استعداد الدول القادرة لتقديم العون المادي المطلوب اكتفي هنا بذكر احدى تلك الدول للدلالة فبعد ان بدأ بالسؤال دولة دولة تشاور رئيس تلك الدولة مع وزير خارجيته واجاب بقوله: نحن على استعداد ان ندفع ثلاثة ملايين فسأل عبدالناصر ثلاثة ملايين ماذا فقال ثلاثة ملايين دولار, فكرر عبدالناصر السؤال: مرة واحدة أم كل سنة فبعد المداولة مرة اخرى كان الجواب كل سنة وللعلم كان ثمن الطائرة الواحدة من الميراج في ذلك الوقت يزيد على الثمانية عشر مليون دولار وثمن الدبابة الامريكية الحديثة الواحدة يقارب المليونين من الدولارات.

بعد تناول المرطبات استأذن جلالة الحسين من المجتمعين ان يُفسح المجال للسيد احمد الشقيري بان يحضر الاجتماع ممثلا لفلسطين فوافق الجميع وهنا كلفني الحسين ان اذهب وادعو السيد الشقيري لحضور الاجتماع اذا وللتاريخ الذي طلب الشقيري لحضور الاجتماع هو الملك حسين.

في ذلك الاجتماع تقرر انشاء القيادة العربية الموحدة لاعداد الجيوش العربية والارتقاء بها حتى تكون جاهزة في المستقبل للقيام بواجب الدفاع عن حقوق الدول العربية بموجب معاهدة الدفاع المشترك استمرت الاجتماعات المغلقة لمدة 48 ساعة ولم يحضرها بمعية الملك حسين من الوفد الاردني سوى الزعيم العميد عامر خماش.

في الختام اذا حدثت فأسند

1- من الاحياء الذين حضروا هذه الاجتماعات واستمعوا للانجاز الذي قدمته للمؤتمر سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح امير دولة الكويت الحالي.

2- تقدير الموقف العسكري الذي قمت بعمله وهو بتوقيعي النسخة التي سلمها جلالة الحسين للرئيس عبدالناصر موجودة مع ملف مؤتمر القمة الاول في الارشيف المصري.0

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كبير في رجاله
فاروق الحلالشة -

عامان ونصف من مؤتمر القمة الى فقدان السيادة على اراضي عربية عام 1967 اي رغم تقريركم العسكري الواضح والصريح لم يستجب قادة الدول العربية خلال هذه الفترة لرفع قدراتهم العسكرية او في اقل تقدير تقديم المساعدة لدول الطوق للوقوف على ارجلها بهدف الدفاع عنهم في الأنابة من ناحية وفي وضع حد للمهاترات السياسية فيما بينهم. فالنتيجة مازلنا ندفع تداعيات ثمنها الى الأن كما تعلمون وتعتبر هذه الوثيقة الهامة برهان لبلد فقير ولكن غني برجاله وببعد نظرهم