"لهو" العيد ..والصراعات الفكرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تركي الدخيل
مؤخراً أصبحنا نشهد سجالات سنوية كلما اقترب عيد الفطر بالذات، تدور حول الممنوع والمسموح بـ"اللهو" في الشريعة الإسلامية بين مؤيد ومعارض، مع وضد، والجدل في الغالب ينطلق من توظيف فكري سجالي لموضوع "اللهو".
مع أن اللهو والفرح من المظاهر المدنية البريئة التي تمارسها الشعوب عامةً من الشرق إلى الغرب، حيث تفرح بأعيادها وترقص زهواً واحتفالاً بمناسبة لا تتكرر كل يوم، كما أن الكثير من المسائل التي يدور حولها النقاش لم يرد في منعها نص وإنما هي من قبيل "العفو" الذي سكت الله عن بيان حكمه رحمة بنا غير نسيان ليخفف عنا، لكنّ هناك من اشتدت لديه حالة الهوس بالتشديد على طريقة بني إسرائيل الذين شددوا فشدد الله عليهم، حيث تراهم يبحثون بكل جلَد وحماس عن أي أثر يمكّنهم من قمع الفرح حيث يعارضون كل ما يمتّ إلى الدنيا بصلة.
يحاولون أن ينسى "الإنسان نصيبه من الدنيا" فيبثّون الرعب في خطب الأعياد أو المناسبات العامة يتحدّثون عن الموت في فترة العيد، مع أن القرآن في كثير من مواضعه لا يذكر الموت إلا ويذكر الحياة.
من الأبحاث التي لفتت نظري مؤخراً دراسة مميزة نشرت في مجلة "إضافات" صيف 2009 لأستاذ علم الاجتماع في جامعة ليدن بهولندا "آصف بيات" تحت عنوان "الإسلاموية وسياسة اللهو" فصّل في صفحات البحث الكثيرة إشكالية الموقف من "اللهو" عند المذاهب الإسلامية عامةً وبالأخص لدى الحركات الثورية الشيعية والسنية، حيث حرّمت بعض التجمعات كالسينما والأندية والمسارح، بل وحتى اللعب بالطائرات الورقية، كما استشهد بممارسات جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر في مرحلة الثمانينيات خاصةً والتي قامت بمنع المباهج اليومية في الجامعات مستخدمة نفوذها على اتحادات الطلاب، منعت كل المباهج لأنها اعتبرت كل ذلك دخيلاً على الثقافة الإسلامية، وذلك الكبت ولد انفجارات في المجتمعات الإسلامية نشهد الآن بداياتها.
يرى آصف بيات أن الإسلام لم يقدّم نظرية محددة بشأن اللهو، بمعنى أن الإسلام لم يتحدث عن اللهو بوصفه من الممنوعات وإنما اشترط أن لا يلهي عن الصلاة، فاللهو كان موجوداً في عصر النبوة كما في سورة الجمعة "وإذا رأوا تجارةًَ أو لهواً انفضّوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة" وقبل ذلك في الآية السابقة من السورة "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض"، تلك هي الرؤية المعتدلة التي تجمع بين محاسن وسماحة الدين الإسلامي، وبين ضرورة اللهو والفرح وفق أبجديات المدن، وذلك بغية تخفيف التوتر والعصاب الذي يزداد في المجتمعات التي يزداد فيها الكبت.
التعليقات
هذه معضلة قديمة!!
حسام -قرأت منذ زمن بعيد قصة قصيرة للكاتب العالمي خورخي لويس بورخيس يصف فيها أزمة ابن رشد عندما كان يترجم من اليونانية إلى العربية.. حينها عجز عن ترجمة كلمة الملهاة;؟!..
المشكلة في التفسير
قارئ -الإسلاميون يفسرون الآية (ولاتنسى نصيبك من الدنيا) بأنها العبادات والحسنات التي تتقرب بها إلى الله وتأخذها معك من الدنيا إلى الآخرة، ويقولون لذلك فإن الآية لم تقل (ولاتنسى نصيبك في الدنيا) بمعنى اللعب واللهو
مبالغات ..
سرور .. -؟ بعض الكتاب يرى في شذوذ الكلام خير وسيلة لاقناع الناس بوجهة نظره .. وللوصول الى غاياته فان المبالغة هي مبتغاه .. فقد سمعت من احد كتاب التهويل .. ان رجلا طلق زوجته لكونها نامت الى جانب حائط .. والحائط عنده يحمل صفة الذكورية .. لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ..فكر فيها شوي وخليها ديدنك حتى وانت تتعامل مع المضاربات في اسواق المال ..