جريدة الجرائد

أمّ «المؤخرة الكبيرة»

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أسامة الرنتيسي

الأسبوع الماضي فاضت علينا الأخبار والمعلومات والمصطلحات الجنسية على لسان زعماء سابقين في العالم.
الرئيس الأميركي السابق جورج بوش اختصر وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ولم يجد ما ينعتها به إلا "صاحبة المؤخرة الكبيرة".
فقد أثار كتاب جديد لمات لاتمير، معد خطابات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، الكثير من الضجة في الولايات المتحدة لتضمنه بعض التصاريح التي تفوّه بها بوش، حيث قال في إحدى المرات "انتظروا حتى تجلس بمؤخرتها الكبيرة على هذا المكتب"، حيث كان بوش يعتقد، مثل الكثيرين غيره، أن هيلاري كلينتون ستكون الرئيسة التالية للولايات المتحدة.
وفي اليوم ذاته، برر زوج (أم المؤخرة الكبيرة) الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، في سلسلة مقابلات سرية مع الكاتب والمؤرخ الأميركي، تيلور برانش، علاقته الجنسية بالمتدربة السابقة في البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي، (أم السيجار) بخضوعه تحت ضغوط شخصية وسياسية. وقال إن الاضطرابات التي تعرض لها، خلال تلك الفترة، من جراء الضغوط النفسية القوية الناجمة عن وفاة والدته، وخسارة الديمقراطيين في الانتخابات النصفية في 1994، بالإضافة إلى تحقيقات "وايت ووتر"، أهلته للدخول في علاقة حميمة مع لوينكسي، وأنه "انهرت.. ضعفت فحسب".
وبحسب جداول البيت الأبيض الزمنية التي تم الكشف عنها، فإن هيلاري كلينتون كانت موجودة في البيت الأبيض على الأقل سبع مرات، بينما كان زوجها يخوض غمار لقاءات جنسية مع لوينسكي.
والقادة الفرنسيون ليسوا بعيدين أيضا عن المغامرات الجنسية، إلا أنهم أكثر رقيا في التعامل مع العشق، فقد ألف الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان رواية "الأميرة والرئيس" تدور أحداثها حول علاقة حب سرية بين رئيس فرنسي (يقصد حضرته) وأميرة بريطانية تعيسة تشبه إلى حد كبير الأميرة الراحلة ديانا.
مشاهد ولقطات الجنس عند زعماء العالم لا تنتهي، فمازال مشهد الرئيس الروسي السابق بوريس يلستين وهو (ينقر) صحافية قبل صعوده المنصة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي بيل كلينتون تعاد على الفضائيات في مناسبات لها علاقة بروسيا.
وفي المشاهد الأخيرة، مازالت صورة الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحتل مواقع المشاهدة الأكثر في المواقع الإلكترونية عندما أخذا بالتحديق مليا في مؤخرة أصغر مشاركة برازيلية أثناء صعودها الدرج إلى مقر اجتماع قمة مجموعة الثماني المنعقدة في مدينة لاكويلا وسط العاصمة الإيطالية روما في يوليو الماضي.
لا تنتهي حوادث زعماء العالم مع الجنس، فالرئيس الفرنسي السابق ميتران اكتُشف أنه متزوج من امرأة ثانية سرا يوم وفاته، وفضائح رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني النسائية متجددة، وعلاقة جون ميجور، رئيس وزراء بريطانيا السابق الذي كان يمارس الجنس مع وزيرة الصحة السابقة أدوينا كاري، حيث كانت عشيقته لأربع سنوات، احتلت مساحات واسعة في الصحافة البريطانية.
علاقة الجنس بالسياسة قديمة، وهناك روايات كثيرة بعضها تم التحقّق منه، والبعض الآخر بقي على ذمة الرواة، في كيفية تصرف الزعماء والقادة أمام الغريزة الجنسية، وكيف ينهار كثير من الزعماء والمسؤولين الأقوياء أمام الشهوة، فاقدين السيطرة على غرائزهم الجنسية. وفي السنوات الأخيرة بدا واضحا أن سياسيين كبارا كانوا أبطالا لفضائح جنسية أنهت مستقبلهم السياسي وجعلتهم عرضة لشائعات الصحافة.
الحديث في الجنس مغر ومقروء ويعشقه العرب، ولهذا فقد تصدر في الوطن العربي ثالوث المحرمات (الجنس والدين والسياسة)، ومع أن الأخيرين نالتهما بعض الخروقات مؤخرا، إلا أن الجنس لايزال المحرم الأصعب.
أقول قولي هذا ليس من أجل الدغدغة، وليس لأنه مربط الفرس، لكن السؤال يبقى معلقا في رقبة الزمن؛ لماذا يتصنع زعماؤنا وسياسيونا الوقار دائما، وحتى عندما يخرج أحدهم عن الوقار الزائف، مثلما يفعل دائما الرئيس الليبي معمر القذافي، نحسبه عليه لا له؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف